الآثار في السعودية، هي الأعيان الثابتة والمنقولة والمطمورة والغارقة التي لا يقل عمرها عن 100 عام، الواقعة داخل حدود المملكة العربية السعودية البرية، وفي المناطق البحرية الخاضعة لسيادتها أو ولايتها القانونية.
تصنيف الآثار في السعودية
تتنوع الآثار في السعودية بين التي بناها الإنسان، أو صنعها، أو أنتجها، أو كيفها، أو رسمها، وتكونت لها خصائص أثرية بفعل تدخل الإنسان عبر العصور، ومنها المواقع التاريخية ومواقع التراث الشعبي وقطعه.
الآثار الثابتة
هي الآثار المتصلة بالأرض، ومنها الكهوف الطبيعية أو المحفورة التي استخدمها الإنسان، والصخور التي رسم أو حفر عليها صورًا أو نقوشًا كتابية، والرجوم، والدوائر الحجرية، وأطلال المدن والقرى، والمنشآت الظاهرة أو المطمورة تحت الأرض، والمنشآت المائية، وطرق التجارة والحج القديمة، والمدن والقرى والأحياء التقليدية، والأبنية المنشأة لغايات مختلفة، وأطلال تلك المباني، وما يتصل بها من عناصر معمارية.
الآثار المنقولة
هي القطع الأثرية التي صُنعت في الأصل لتكون بطبيعتها منفصلة عن الأرض أو عن الآثار الثابتة، ويمكن تغيير مكانها، كالمنحوتات، والمسكوكات، والكتابات، والحلي، وأدوات الزينة، والقطع التراثية التي تشكل قيمة وطنية من حيث طابعها التاريخي، أو العلمي، أو الجمالي، أو الفني، أو التقليدي، أو قدم الاستخدام.
التراث العمراني
كل ما شيده الإنسان من مدن، وقرى وأحياء ومبانٍ، مع ما تتضمنه من فراغات، ومنشآت، وقطع لها قيمة عمرانية، أو تاريخية، أو علمية، أو ثقافية، أو وطنية.
المواقع التاريخية
الأماكن التي شهدت أحداثًا تاريخية مهمة أو وطنية، أو وردت في التراث الأدبي ولا تحوي بالضرورة آثارًا ظاهرة أو مطمورة.
مواقع التراث الشعبي
الأماكن التي تقام أو تنظم فيها نشاطات اجتماعية، أو ثقافية، أو حرفية، أو اقتصادية مرتبطة بالتراث الشعبي.
قطع التراث الشعبي
الأدوات والقطع التي صنعها الإنسان، أو استخدمها في العصور المتأخرة في أي منطقة من مناطق المملكة لتسيير أموره المعيشية من مطعم وملبس ومسكن وتعليم، ودفاع عن النفس، ومحافظة على صحة البدن، وأدوات ترويحية.
المتاحف
الأماكن التي تُعرض فيها مواد أثرية أو فنية أو ثقافية أو تاريخية أو علمية دائمًا، ويحقق عرضها أهدافًا ثقافية أو تربوية أو ترفيهية، وتفتح أبوابها للجمهور في مواعيد ثابتة.
ملكية الآثار في السعودية
تعد جميع الآثار الثابتة والمنقولة الموجودة في السعودية، أو في المناطق البحرية الخاضعة لسيادتها، أو ولايتها القانونية من الأملاك العامة للدولة، وتستثنى الآثار الثابتة التي يثبت أصحابها ملكيتهم لها أمام الجهات المختصة، والآثار المنقولة التي سجلت من مالكيها، والآثار المنقولة التي لا ترى الجهة المختصة ضرورة لتسجيلها.
حفظ الآثار في السعودية
تعمل هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة على اكتشاف وحفظ المواقع الأثرية في السعودية وتوثيقها ضمن السجل الوطني للآثار، ويُشار إلى هذه المواقع على الخرائط الرسمية في السعودية.
وحسب المعايير العالمية لتسجيل الآثار، تُصنف بعض المواقع الأثرية في السعودية على أنها مواقع طبيعية، مثل واحة الأحساء، وأخرى بأنها تاريخية ثقافية، وبعضها مختلطة، وتنظيميًّا، تفتح بعض المواقع أبوابها للزوار، فيما يظل بعضها محميًّا.
الآثار في السعودية المسجلة باليونسكو
هي مواقع ذات قيمة ثقافية وتاريخية استثنائية، ترقى لأن تكون جزءًا من التراث المشترك للبشرية، حسبما وصفته اتفاقية التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، التي صادقت عليها السعودية عام 1398هـ/1978م، ويبلغ عدد مواقع التراث السعودية المسجلة في اليونسكو حتى عام 1446هـ/2024م ثمانية مواقع، وهي:
في عام 1429هـ/2008م، سُجل أول المواقع السعودية رسميًّا ضمن قائمة التراث العالمي، وهو الحجر (مدائن صالح) الواقع في محافظة العلا شمال غربي السعودية، ويضم شواهد باقية على حضارة الأنباط بين القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد، منها 153 واجهة صخرية منحوتة في الصخر، وشواهد أخرى على عصور ما قبل الأنباط، مثل: المقابر ورسومات الكهوف والنقوش والآبار.
حي الطريف
بعد دخول الحِجر قائمة التراث العالمي بعامين، لحقها حي الطريف التاريخي الواقع في محافظة الدرعية شمال غربي مدينة الرياض عام 1431هـ/2010م، ليكون ثاني موقع سعودي يُسجل ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، وهو حي تاريخي أُسس خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ويشمل المباني الإدارية التي كانت تُدار منها شؤون الدولة السعودية الأولى، ومكان سكن مؤسسها الإمام محمد بن سعود وأسرته، إضافة إلى معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية، مثل: قصر سلوى ومسجد الإمام محمد بن سعود.
جدة التاريخية
في عام 1435هـ/2014م، صدرت موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيل جدة التاريخية، لتكون ثالث موقع في السعودية ينضم إلى قائمة التراث العالمي، وهي منطقة جعلها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، ميناءً رئيسًا لاستقبال الحجاج المتوجهين إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، عام 26هـ/647م، وتضم عددًا من المباني والمساجد التاريخية والمواقع الحربية القديمة.
الفنون الصخرية في منطقة حائل
بعد عام من انضمام جدة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، انضمت الفنون الصخرية في منطقة حائل عام 1436هـ/2015م، التي تضم آلاف النقوش الثمودية والرسوم الصخرية يعود أقدمها إلى العصر الحجري الحديث، وتصنف بأنها من مواقع الفنون الصخرية المميزة في العالم.
واحة الأحساء
في عام 1439هـ/2018م، أدرجت لجنة التراث العالمي واحة الأحساء، خامس موقع سعودي، ضمن قائمة التراث العالمي، وهي منطقة زراعية وأثرية تقع شرقي السعودية على مساحة إجمالية تتجاوز 85 كم
منطقة حمى الثقافية
موقع أثري في نجران جنوب غربي المملكة العربية السعودية، سجل عام 1442هـ/2021م، في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". ويعد من أكبر المتاحف المفتوحة للنقوش الأثرية الصخرية، ويحتوي على أماكن أثرية، ونقوش ورسوم صخرية، إذ يمتد الفن الصخري في منطقة حمى الثقافية على مساحة 557 كم
محمية عروق بني معارض
في 5 ربيع الأول 1445هـ/20 سبتمبر 2023، م أُعلن تسجيل محمية عروق بني معارض في قائمة التراث العالمي، أول موقع للتراث العالمي الطبيعي على أراضي المملكة، وتقع المحمية على طول الحافة الغربية للربع الخالي على مساحةٍ تزيد على 12,787 كم2، وتضم نحو 120 نوعًا من النباتات البرية الأصيلة، إضافةً إلى الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض، بما في ذلك القطيع الوحيد الحر من المها العربي في العالم، والظباء الجبلية والرملية.
منطقة الفاو الأثرية
في عام 1446هـ/2024م، أُعلن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" الواقعة جنوبي منطقة الرياض في قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو"، بوصفه موقعًا ثقافيًّا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، ليكون ثامن المواقع السعودية المسجلة على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو، وتقع الفاو الأثرية في محافظة وادي الدواسر جنوبي منطقة الرياض، وتمتد على مساحة محمية تبلغ 50 كم2، وتحيطها منطقة عازلة بمساحة 275 كم2، عند تقاطع صحراء الربع الخالي وتضاريس سلسلة جبال طويق التي تشكل ممرًّا ضيقًا يسمى "الفاو".
انضمام المواقع التراثية في السعودية إلى قائمة التراث العالمي
يعني انضمام المواقع التراثية في السعودية إلى قائمة التراث العالمي، أنها استوفت على الأقل معيارًا واحدًا من معايير الترشيح العشرة التي وضعتها اللجنة، وهي: أن تمثل تحفة عبقرية خلّاقة من صُنع الإنسان، وأن تمثل إحدى القيم الإنسانية المهمة والمشتركة لفترة من الزمن، وأن تمثل شهادة استثنائية لحضارة قائمة أو مندثرة، وأن تكون مثالًا مميزًا على نوعية من الأبنية والمخططات التي توضح مرحلة مهمة في تاريخ البشرية، وأن تكون مثالًا مميزًا على ممارسات الإنسان التقليدية في استخدام الأراضي أو مياه البحر بما يمثل ثقافة ما، أو مثالًا لتفاعل إنساني مع البيئة، وأن تكون مرتبطة مباشرة بالأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية، وأن تحتوي على ظاهرة طبيعية فائقة أو مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي، وأن تقدم أمثلة بارزة على المراحل الرئيسة من تاريخ الأرض، بما في ذلك سجل الحياة والعمليات الجيولوجية المهمة في تطور التضاريس، وأن تظهر أمثلة مميزة على العمليات الإيكولوجية والبيولوجية المهمة في تاريخ تطور النظم الإيكولوجية الأرضية، وأن تحتوي على أهم وأكبر الموائل الطبيعية لحفظ التنوع البيولوجي بالموقع، بما فيها التي تحتوي على الأنواع المهددة بالانقراض.
المواقع الأثرية في مناطق السعودية
الآثار في منطقة الرياض
تضم منطقة الرياض عددًا من الآثار والشواهد الحضارية التي تشكل تاريخها، ومنها:
البلدة التراثية في الغاط: تقع في محافظة الغاط شمالي العاصمة الرياض، وتحتوي على قصر الإمارة المبني على الطراز الإسلامي، ومسجد العوشزة، الذي يُجسّد أحد نماذج عمارة المساجد النجدية، وقلعة مغيران التاريخية، والمرقبين المتبقيين من سور البلدة، ومجموعة بيوت طينية تمثل طابع العمارة القديمة.
بلدة أشيقر التراثية: قرية أثرية تقع في محافظة شقراء، ويعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام، تحتوي على مواقع أثرية عدة، منها: الآبار القديمة، وبيت الوهيبي، والأسوار والبوابات، ومسجد الفيلقية، والمسجد الجامع، والمسجد الشمالي.
القصور التاريخية: امتازت منطقة الرياض بقصورها التاريخية، ومنها: قصر الحكم الذي يعود بناؤه إلى عام 1160هـ/1747م، وأعاد بناءه مؤسس الدولة السعودية الثانية الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود. وقصر المربع الذي كان مقر إقامة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ومركزًا لإدارة الحكم، وتسيير أمور الدولة إلى جانب قصر الحكم. إضافة إلى قصر الشمسية التاريخي، والقصر الأحمر، وقصر الملك فهد، وقصر الملك عبدالله، وقصر الملك خالد، وقصر الملك فيصل، وقصر الإمام عبدالرحمن بن فيصل.
المتاحف: وهي تحفظ آثار المنطقة وتراثها، ومنها في مدينة الرياض المتحف الوطني السعودي الذي افتُتح عام 1420هـ/1999م، ويقع في الجزء الشرقي من مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ومتحف كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود في مدينة الرياض منذ 1378هـ/1959م، ومتحف العملات الواقع في المبنى الرئيس للبنك المركزي السعودي، ومتحف صقر الجزيرة للطيران، ومتحف قصر المصمك التاريخي، الذي يسرد تاريخ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وجهوده في توحيد المملكة العربية السعودية.
الآثار في المنطقة الشرقية
تتنوع الآثار في المنطقة الشرقية، ومنها:
موقع ثاج الأثري: يُعد أكبر موقع أثري في شرقي السعودية، والمدينة الأثرية الوحيدة على الساحل الشرقي في الجزيرة العربية، وإحدى الممالك العربية التاريخية التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام.
تقع مدينة ثاج التاريخية على بعد 90 كم، غربي مدينة الجبيل، وفيها كتابات ورسوم عديدة ونقوش حسائية، كما عُثر فيها على مدفن أثري يعود إلى الحقبة الهلنستية، يحوي عقودًا وتلبيسات من الذهب، إضافة إلى تمثال صغير على شكل فتاة، ويعود تاريخه إلى القرن الأول للميلاد ويبلغ ارتفاعه 46 سم، أما الاستيطان في المدينة فيعود إلى العصور الحجرية، وازدهر في الفترة ما بين 322 ق.م والقرن الأول للميلاد.
مسجد جواثا التاريخي: يقع في محافظة الأحساء، بناه بنو عبد قيس بعد إسلامهم، وذلك في السنة السابعة للهجرة، وهو ثاني مسجد في الإسلام شهد صلاة الجمعة بعد المسجد النبوي.
ميناءُ العقير التاريخي: يقع في الهفوف التابعة لمحافظة الأحساء، كان بوابة الوصول إلى وسط السعودية، ومَنْفذًا اقتصاديًّا للدولة قبل تأسيس ميناء الملك عبدالعزيز، وهو الأمر الذي منحه رمزية تاريخية أدت إلى تسجيل مبنى الجمارك التابع له في السجل الوطني للآثار.
قلعة تاروت: تنتصب على تل وسط جزيرة تاروت، ويعد موقعها اليوم ضمن النطاق الجنوبي الغربي لـ"الديرة"، وهو الاسم الذي يُطلق على البلدة القديمة التابعة لقرية تاروت الأثرية شرقي محافظة القطيف. يرجع تاريخ تل تاروت الذي بنيت عليه القلعة إلى الألف الخامس قبل الميلاد.
تحتوي المنطقة الشرقية أيضًا على عدد من القصور الأثرية، منها:
قصر إبراهيم الأثري: يعود بناؤه إلى عام 963هـ/1555م، وهو من المعالم الأثرية في الهفوف، بعمارته المبنية على الطراز العربي الإسلامي العصري، ويضم عددًا من المنشآت العسكرية.
قصر صاهود: بني في القرن السابع الهجري في مدينة المبرز، وهو مُحاط بسور عالٍ يضم سبعة أبراج مراقبة، وفيه مسجد وبئر، وقبو وإسطبلات خيول، إضافة إلى عدد من الغرف وساحة مفتوحة، سمي بصاهود نسبة إلى مدفع كبير نُصِب فيه.
بيت البيعة: وهو من آثار المنطقة الشرقية المهمة، شهد بيعة أهالي الأحساء للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، في 28 جمادى الأولى 1331هـ/5 مايو 1913م، ويعود بناء بيت البيعة إلى عام 1203هـ/1789م.
المتاحف: تضم المنطقة الشرقية متاحف عدة، أسهمت في تعريف الزوار بتاريخ المنطقة وآثارها، وتعرض مجموعة من القطع الأثرية، من هذه المتاحف: متحف الأحساء الوطني،ومتحف البوعبيد،ومتحف البيت الأحسائي "النعاثل".
الآثار في منطقة مكة المكرمة
تمتاز منطقة مكة المكرمة بآثارها الإسلامية المتنوعة، ومن أهمها:
طريق الهجرة النبوية: يبدأ من غار ثور جنوبي مدينة مكة المكرمة حتى قباء في المدينة المنورة.
بئر زمزم: تقع في المسجد الحرام في مكة المكرمة بالقرب من الكعبة المشرفة، ينبع منها ماء زمزم.
وقف عين زبيدة: يعود تاريخها إلى العصر العباسي، ويُنسب الاسم إلى زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد.
المساجد الأثرية والتاريخية: تزخر بها منطقة مكة المكرمة ومنها: مسجد البيعة، الذي بني في موضع أول بيعة في الإسلام، ومسجد الجن، ومسجد الجعرانة، ومسجد التنعيم أو مسجد السيدة عائشة، وهو أقرب الحل للمعتمرين من أهل مكة، إضافة إلى مساجد أخرى عديدة، منها مساجد الراية والصخرات والمشعر الحرام ونمرة والمرسلات.
القلاع والقصور والحصون: تتوزع في منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها، ومنها: قلعة شنقل في محافظة تربة، وقشلة جدة، وقشلة مكة، وقلعة عسفان التاريخية، وقصر شبرا التاريخي في محافظة الطائف، والقصر الملكي في المعابدة بمدينة مكة المكرمة، وقصر خزام في محافظة جدة، الذي أصبح متحف جدة الإقليمي.
ميناء السرين الأثري على ساحل البحر الأحمر: يعود بناؤه إلى عصر ما قبل الإسلام، وكانت مدينة السرين التي تقع جنوبي مكة المكرمة، وتبعد عنها 245 كم، و220 كم عن محافظة جدة، موقعًا حيويًّا واقتصاديًّا نشطًا خلال الفترة من القرن الثالث الهجري حتى القرن الثامن الهجري.
الآثار في منطقة المدينة المنورة
تتميز منطقة المدينة المنورة بآثارها ومعالمها الإسلامية، ويعود تاريخ بعض الآثار في المنطقة إلى العصر الحجري الحديث والعصر الحجري النحاسي والعصر الحجري المبكر، وعثر أيضًا على عشرات المقابر الركامية والمذيلات والدوائر الحجرية والمستطيلات والأبراج التي تدل على استقرار بشري قديم في هذه المناطق، إضافة إلى مئات الرسوم الصخرية المنتشرة في أرجاء منطقة المدينة المنورة، التي تشكل مصدرًا معلوماتيًّا مهمًّا عن الحياة والبيئة والإنسان في العصور القديمة.
النقوش القديمة والرسوم الصخرية: تتركز خاصة في مناطق الحرات والواحات، وعلى طول طرق التجارة القديمة، وممرات الأودية، ومن المواقع التي تحوي رسومًا صخرية: الصويدرة، والحناكية، ومحافظة العلا، وشمالي الحجر (مدائن صالح).
مقبرة البقيع: وتسمى أيضًا بقيع الغرقد، تقع في الجهة المقابلة للقسم الجنوبي الشرقي من المسجد النبوي، وهي المقبرة الرئيسة في المدينة، وتضم قبور نحو عشرة آلاف صحابي.
جبل أحد: على بعد 5 كم، من المسجد النبوي، وعند قاعدته مقبرة شهداء أحد، الذين قضوا في غزوة أحد، وفيه غار أحد، وإلى جانبه جبل الرماة المعروف أيضًا بجبل عينين.
المساجد التاريخية: تتعدد في منطقة المدينة المنورة، ويعود تاريخ بعضها إلى زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها: مسجد قباء، ومسجد الغمامة، ومسجد الإجابة، ومسجد القبلتين، ومسجد السجدة ويسمى مسجد الشكر، ومسجد الجمعة، ومسجد الميقات الذي عرف أيضًا بمسجد الشجرة،ومسجد السقيا.
سقيفة بني ساعدة: من الشواهد الأثرية على التاريخ الإسلامي، وهي بناء مسقوف بجذوع الأشجار وجريد النخل، مغلق من ثلاث جهات، كانت توجد في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي، داخل مزرعة تنتشر فيها مساكن بني ساعدة بين بساتينها المتجاورة، وكان بقربها بئر لبني ساعدة. تحولت السقيفة فيما بعد إلى مبنى تغيرت أشكاله عبر العصور، وهو الآن حديقة تطل مباشرة على السور الغربي للمسجد النبوي.
طريق الظبي أو طريق الجصة: من الآثار التاريخية في منطقة المدينة المنورة، وهو الطريق الذي سلكه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، عند دخوله المدينة المنورة مهاجرًا، يمر هذا الطريق شرقي جبل عير وصولًا إلى منطقة العصبة ومنها إلى قباء.
ثنية الوداع: تقع شمال المسجد النبوي وهي من المواقع التي ارتبطت بتاريخ المدينة المنورة، والثنية هي الطريق في الجبل، وكانت موضع وداع المسافرين.
الآبار التاريخية: تتميز بها منطقة المدينة المنورة، ويعود تاريخ بعضها إلى عهد النبوة، ومنها: بئر الخاتم التي تقع في الجهة الغربية من مسجد قباء، وتعرف أيضًا ببئر أريس، وبئر الفقير، وهي بئر الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه، وتقع ضمن مزرعة الفقير التاريخية، وبئر غرس التي تقع على وادي بطحان في منطقة العالية بالمدينة المنورة، وبئر العهن الواقعة على وادي بطحان في منطقة العالية، وبئر عذق التي نزل عندها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه عند دخولهما المدينة،وبئر رومة أو بئر عثمان نسبة إلى ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
متحف دار المدينة للتراث العمراني والحضاري: يقع في الناحية الشرقية من المدينة المنورة، بمقر مدينة المعرفة الاقتصادية، وهو أول متحف مختص بتاريخ المدينة وتراثها، ويضم عددًا من المجسمات والصور والمؤلفات والمعروضات النادرة، التي تجسد مرحلة زمنية امتدت منذ الهجرة النبوية حتى العهد السعودي.
الآثار في منطقة الحدود الشمالية
تضم منطقة الحدود الشمالية عديدًا من المواقع الأثرية، ومنها:
موقع دوقرة الأثري: يقع شمال غربي محافظة طريف، ويعود إلى عصر ما قبل الإسلام، بآلية بنائه التي استُخدمت فيها الحجارة البركانية الكبيرة، ويحتوي على بركة بيضوية الشكل حولها عدد من التلال الأثرية، وقصر وثلاثة أعمدة حجرية كبيرة، وبعض النقوش الأثرية.
قرية لينة في محافظة رفحاء: من أقدم المستوطنات البشرية في السعودية، ويتربع فيها قصر الملك عبدالعزيز في لينة، الذي اتخذه الملك عبدالعزيز مقرًّا للإمارة، كما تضم القرية 300 بئر، يُستخدم بعضها حتى اليوم.
درب زبيدة في محافظة رفحاء: هو أقدم طريق دولي للحج والتجارة بين مكة والعراق، ورغم أن تاريخ هذا الطريق يرجع إلى عصور ما قبل الإسلام، إلا أنه ينسب إلى السيدة زبيدة، زوجة الخليفة هارون الرشيد.
الآثار في منطقة القصيم
تحتوي منطقة القصيم على عدد من الآثار التي يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام، مثل الرسوم والكتابات القديمة وموارد المياه المنقورة في الصحراء، التي توجد في محافظة عيون الجواء شمال غربي مدينة بريدة.
تتميز منطقة القصيم بمواقع أثرية وتاريخية تتوزع على محافظات المنطقة، ومنها الأبراج والصخور والأسواق والمتاحف والمناجم.
يُعد برج الشنانة من المعالم الأثرية الواقعة في الشنانة على بعد 7 كم جنوب غربي محافظة الرس، بُني عام 1170هـ/1757م، من أجل عمليات الاستطلاع والمراقبة، ووقعت حوله إحدى المعارك التي خاضها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1322هـ/1904م.
وفي منطقة القصيم بقايا آثار إسلامية، منها: بقايا المناجم الموجودة في جبال النقرة غربي المنطقة، إضافة إلى آثار مدينة الرس مثل مَرْقَبَي الشنانة والخندق، وآثار بني عامر غربي أبا الورود وحنيظل والقوارة، وبعض بقايا معالم طريق الحج العراقي.
الآثار في منطقة حائل
توجد في منطقة حائل وسط الجزء الشمالي من السعودية مواقع أثرية إنسانية يعود بعضها إلى العصور الحجرية، ورسوم ونقوش صخرية يعود تاريخها إلى الألف السابع قبل الميلاد.
وتنتشر الرسوم الصخرية والنقوش في مدن المنطقة، مثل جبة والشويمس، إضافة إلى الجلدية وفيها نقوش ثمودية وتصاوير آدمية وحيوانية، أما الحائط التي كانت قديمًا تُسمى فدك فتضم عددًا من القلاع والحصون الأثرية، وتُعد من أكبر المواقع الأثرية في المنطقة، فيما تنتشر في الحويط المعروفة باسم يديع قديمًا، نقوش ثمودية وكتابات كوفية تعود إلى القرن الثاني للهجرة، إضافة إلى مواقع أخرى، في الشملي، وأبا الصبان، وصبحة، وطوال النفوذ، والغوطة، والقاعد، وقباء، والمليحية، وياطب.
ويبعد جبل جانين 70 كم تقريبًا عن شمال شرقي مدينة حائل، ويمتاز بواجهات صخرية عليها رسوم ونقوش آدمية، وأخرى حيوانية، وفيه كهف استيطاني طوله نحو 50م، وعلى جدرانه آثار وطبعات لكفوف بشرية.
وتضم منطقة حائل مسجد الجلعود التاريخي، الذي يُعد من المساجد القديمة على طريق الحج المكي الكوفي، ويقع وسط البلدة القديمة جنوبي مدينة سميراء، على بعد 120 كم تقريبًا جنوب شرقي حائل.
وأُحصي نحو 32 موقعًا إسلاميًّا أثريًّا في منطقة حائل، توزع عدد منها على طريق الحج العراقي، ومنها: الحاجز الذي يُعرف أيضًا بالبعايث، وحريد، وسميراء، والمخروقة، والغريبين أو القرائن، وفيد، وسيط الشرقي المعروف أيضًا باسم زرود العتيقة، ومحطة البدع.
الآثار في منطقة تبوك
تضم منطقة تبوك عددًا من المعالم الأثرية، منها:
آثار واحة البدع: وتُعرف بمغاير شعيب أو مدائن شعيب، يعود تاريخها إلى العصر النبطي، وتحتوي على 16 مقبرة، تضم كل واحدة منها عددًا من اللحود المنحوتة في الصخر، وبعضها مُطرز بزخارف قديمة تشبه واجهة المقابر النبطية الموجودة في مدينة الحِجر (مدائن صالح)، وفي الواحة البئر التي استسقى منها موسى عليه السلام لسائمة شعيب.
السور الأثري الكبير في محافظة تيماء: يبلغ طوله نحو 10 كم، ويصل ارتفاعه في بعض الأجزاء الباقية منه إلى عشرة أمتار، أما عرضه فيراوح بين متر ومترين، يعود بناؤه إلى القرن السادس قبل الميلاد. وداخل السور موقع البجيدي الأثري، وهو بناء مشيد من الحجر، له شكل قصر كبير يحيط به سور خارجي، ويتكون من وحدات سكنية وأربعة أبراج موزعة على زواياه.
القصور الأثرية في مدينة تيماء: ومنها قصر الحمراء الذي يقع شمال غربيها، ويعود تاريخه إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، وقصر الرضم غربي مدينة تيماء الذي يُعرف أيضًا باسم «الأبلق» لبياض وحمرة بنائه، وسُمي كذلك "الفرد" لعدم وجود مثيل له في زمانه.
الآثار في منطقة الجوف
تُعد منطقة الجوف من أغنى مناطق السعودية بالآثار، ومنها:
قرية الشويحطية الأثرية: إحدى أقدم المستوطنات البشرية، تقع على بعد 45 كم من مدينة سكاكا، وتعود جذورها التاريخية إلى عصر الألدوان في العصور الحجرية القديمة، جُمع من الموقع عدد من الأدوات الحجرية يقدر عمرها بمليون و300 عام قبل الميلاد لتصبح أول مستوطنة بشرية في الجزيرة العربية.
أعمدة الرجاجيل: موقع أثري يرجع تاريخه إلى سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، يقع على بعد 10 كم من مدينة سكاكا، وسمي بهذا الاسم لأن الناظر إلى الأعمدة من بعيد يُخيَّل إليه أنها مجموعة رجال، بعضها محطم، ويبلغ ارتفاع القائم منها نحو ثلاثة أمتار تقريبًا. عُثر في الموقع على أدوات من المواد الحجرية، كالمكاشط والمخارز ومجموعة من الأحجار بينما لم يُعثر على أثر سكني للإنسان.
بئر سيسرا الأثريَّة: تقع في مدينة سكاكا، ويعود تاريخها إلى الفترة النبطية، وهي بئر منحوتة في الصخر، أبعادها 8 في 9م بعمق يصل إلى 15م، مع درجٍ منحوتٍ في الصخر بأحد جوانبها نزولًا.
قلعة زعبل: إحدى القلاع التاريخية القديمة في الجزيرة العربية، يعود بناؤها الحالي إلى القرن السابع عشر، بينما رممت وأصبحت على هذا الشكل في القرن التاسع عشر، ويرجع بناؤها الأول إلى ما قبل الإسلام، يرجح أنها شُيدت على أنقاض قلعة سيسرا المبنية في القرن الأول قبل الميلاد، وتقع القلعة في الجهة الشمالية الغربية من مدينة سكاكا، وهي مبنية من الحجر والطين، وفيها أربعة أبراج في كل زاوية من زواياها، استخدمت للمراقبة وحماية الطريق التجاري الذي كان يمر بالمدينة.
قلعة مارد: تقع في محافظة دومة الجندل وهي من القلاع الأثرية المهمة شمالي السعودية، ويعود أقدم ذكر لها إلى القرن الثالث الميلادي، حين حاصرتها زنوبيا ملكة تدمر ولم تستطع فتحها، وهي قلعة مسورة، تقع على تل مرتفع مُطل على المدينة القديمة في دومة الجندل، أُعيد بناء بعض أجزائها لتقادم عهدها، أما الجزء الأكبر منها فبقي على حالته القديمة، داخل القلعة عدد من الغرف، وفيها أربعة أبراج في الجهات الأربع للقلعة استخدمت للمراقبة، وفي أسفل القلعة بئر عميقة، وأضيفت ملحقات وغرف إلى القلعة بعد فترة من بنائها الأساسي.
سور دومة الجندل: يقع في الطرف الغربي من دومة الجندل، اكتشف عام 1406هـ/1986م، ويبلغ ارتفاعه 4.5م تقريبًا، وهو مبني من الحجر بأسلوب مشابه لبناء قلعة مارد، وفيه أبراج مستطيلة الشكل بفتحتين ملحقة بالسور، والسور من الداخل مدعم بجدار من الطين.
مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من آثار دومة الجندل، ويقع وسط المدينة القديمة في دومة الجندل، وهو ملاصق لحي الدرع من الجهة الجنوبية، ويعتقد أن الخليفة عمر بن الخطاب أمر ببنائه أثناء مروره بدومة الجندل في طريقه لتسلم مفاتيح بيت المقدس.
قصر كاف: يبرز إلى جوار جبل الصعيدي، الواقع على نحو 15 كم من محافظة القريات، ويشير النص التأسيسي فوق بوابته إلى أنه بني في 23 رجب 1338هـ/3 أبريل 1920م، بمساحة تُقدر بنحو 3005 م
قصر إثرة النبطي: يوجد في محافظة القريات، ويقع في الجهة الغربية من قرية إثرة شرقي قرية كاف، بني القصر المرُبع الشكل ذو الأبعاد 30 في 30م، من حجارة البازلت السوداء المصقولة، وفي أعلى بوابة المدخل الواقع في الجهة الشمالية للقصر عتبة علويّة من صخرة واحدة، منقوش عليها شكل هلال بطريقة النحت البارز، وأعلى هذه العتبة صخرةٌ عليها نقشٌ بخطٍّ كوفي من أربعة أسطر، وتدل هذه الرسوم والنقوش على أن القصر استخدم أيضًا في العصر الإسلامي، إضافة إلى الفترة النبطية.
الآثار في منطقة عسير
تضم منطقة عسير جنوب غربي السعودية عددًا من الآثار والشواهد الحضارية التي تمتد لآلاف السنين، وبعضها يعود إلى حضارة حِمْيَر، كما عُثر على أساسٍ لمسجدين أحدهما يعود إلى العصر العباسي.
تحتضن المنطقة قرية رُجال التراثية الواقعة في محافظة رجال ألمع، وهي من المواقع التراثية العالمية في السعودية المدرجة على القائمة الإرشاديَّة المؤقتة لمواقع التراث العالمي.
تتعدد المواقع التراثية التي تحتضنها منطقة عسير، وتتنوع بين أسواق شعبية وآبار ومدرجات زراعية وقلاع وحصون ومساجد، وتعد المنطقة من مناطق السعودية التي عُنيت ببناء القلاع والحصون الحربيَّة، ويعود ذلك إلى توافر المواد اللازمة من أحجار وأخشاب، ومنها:
موقع قرية مجمع آل حيان: يحتوي على صخرة نُقشت عليها رسوم لخيول وفرسان يحملون رماحهم، وتعبّر النقوش عن معركة، كما تنتشر صخور عدة حولها تحمل رسومًا بشريَّة وحيوانيَّة.
القلاع والقصور الأثريَّة: ومنها قصر شدا في مدينة أبها، وكان مقرَّ الإمارة سابقًا، وقلعة شمسان، وقلعة الدقل، وقلعة شعار التي تُطل على عقبة شعار، وقصر ذهبان في محافظة خميس مشيط.
مدينة جُرش الأثرية: تقع في مُحافظة أحد رفيدة، التي تبعد 15 كم عن خميس مشيط، بين جبلي حمومة وشَكَر.
قرية المفتاحة في مدينة أبها: تضم سوق الثلاثاء، من أقدم الأسواق الشعبية في منطقة عسير، وكان يُعرف باسم سوق ابن مدحان قبل عام 1242هـ/1827م.
مركز العبلاء التاريخي: يقع أعلى وادي رنية في محافظة بيشة، وعُثر فيه على آثار لمسجد يعود إلى العصر الإسلامي الأول، وبمساحة تُقدر بنحو 616 م
الآثار في منطقة الباحة
تتميز منطقة الباحة بحصونها الأثرية التي كانت شاهدة على عصور سابقة يعود تاريخها لنحو 600 عام، كانت تستخدم للحماية وتخزين المحاصيل الزراعية، حفاظًا عليها من أحوال الطقس وهجمات الحيوانات، كما استخدمت مستودعًا لأدوات وآلات الزراعة، ومن هذه الحصون حصنا التوأمين اللذان يقعان في قرية الملد، جنوبي مدينة الباحة، ويعود بناؤهما إلى بداية القرن السابع عشر الميلادي، إضافة إلى حصن العمودي وحصن الزهوان.
القرى الأثرية: تتوزع في مدن المنطقة، ومن أهمها قرية ذي عين التي يعود تاريخها إلى نحو 400 ق.م، وتقع على بعد 24 كم تقريبًا غربي الباحة، وتتربع على قمة جبل، وتتكون من 31 بيتًا، ومسجد صغير وعدد من الأبراج التي اتخذت للحراسة، واشتهرت بمزارع الموز.
موقعا الخلف والخليف: يقعان في محافظة قلوة، ويعود تاريخهما إلى بداية القرن الثالث الهجري، وهما بلدتان متجاورتان يفصل بينهما 2 كم فقط، وفيهما بيوت وآثار مسجد، ومقابر وشواهد أخرى، أُعيد بناء بعضها لإحياء الكتابات الكوفية المنقوشة عليها، التي يمتد تاريخها من النصف الأول للقرن الثالث الهجري حتى منتصف القرن الخامس الهجري.
طريق الحج القديم: يمر في المنطقة، ومن آثاره الباقية قرية الشام التي يُرجح أنها كانت مسكونة قبل الإسلام، واشتهرت بمناجمها، وذكر القرية ياقوت الحموي، وشمس الدين المقدسي في كتبهما التاريخية، وتتوزع آثار القرية على مساحة تصل إلى 1500 كم
الآثار في منطقة جازان
تتنوع المواقع الأثرية في منطقة جازان بين المدن والبلدات الأثرية، والقلاع والبيوت والمساجد والصخور والأعمدة والفخاريات والكتابات والنقوش والزخارف.
وتحتوي جزر فرسان التابعة لمنطقة جازان على عدد من المواقع الأثرية، منها جبل لقمان، الذي يتكون من حجارة متهدمة، تدل على وجود قلعة قديمة، وبقربها بعض المقابر القديمة، كما يوجد بيت الجرمل في جزيرة قماح، إضافة إلى عدد من البيوت الأثرية، فيما يحوي وادي مطر جنوبي جزيرة فرسان، صخورًا كبيرة عليها كتابات حِمْيَرِيَّة، أما قرية القصار التراثية فتقع على الطرف الجنوبي الشرقي للبحر الأحمر، على بعد 40 كم عن مدينة جازان، ويعود تاريخها إلى نحو تسعة آلاف سنة مضت، وتضم القرية نحو 400 منزل مبنيٍّة من الحجارة والطين.
وتشتهر منطقة جازان بقلاعها، ومنها قلعة الدوسرية المطلة على البحر الأحمر، الواقعة على قمة جبل وسط مدينة جازان على ارتفاع 200م تقريبًا، ويدل موقعها على أنها كانت مركزًا للمُراقبة، إضافة إلى قلعة الحمى وقلعة الخطم.
الآثار في منطقة نجران
تحتضن منطقة نجران مدينة الأخدود الأثرية، التي وردت قصة أصحابها في القرآن، إضافة إلى نحو 100 موقع أثري. عُثر في موقع الأخدود على جرة فخارية، فيها 1000 قطعة نقدية، إضافة إلى أختام معدنية، وأحجار منقوشة بالخط المسند الجنوبي يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي.
تضم منطقة نجران نقوشًا ورسومًا وكتاباتٍ تعود إلى فترات زمنية مختلفة، ومن هذه المواقع جبل الذراء الواقع في منطقة سقام، وجبل المسماة، وآبار حمى، وقرن الزعفران، وآثار الدريب وغيرها من الأماكن.
وفي منطقة نجران عدد من الأحياء الأثرية، منها حي أبا السعود التاريخي، الذي يضم عددًا من الأسواق الشعبية والتراثية، المشتملة على مصنوعات وحرف أثرية تشتهر بها منطقة نجران، مثل الخناجر والجنابي، إضافة إلى الصناعات الجلدية والمنسوجات والأواني الحجرية والفخارية.
تنوع الآثار في السعودية
الكهوف والحرات في منطقة حائل
هي مواقع أثرية تتميز بها منطقة حائل الواقعة وسط الجزء الشمالي من السعودية، وهي شواهد تاريخية يبلغ عدد المستكشف منها حتى الآن نحو عشرة كهوف، و12 فوهةً بركانية.
وتوجد في منطقة حائل مواقع أثرية في الكهوف وآثار للبراكين، ومنها:
كهف شعفان: يقع على حافة حرة النار ويطل بفوهته البركانية مترامية الأطراف، وهو أحد أكبر الكهوف في السعودية، بطول 2 كم، وارتفاع 8 م، ويصل عمقه إلى 800 م تحت سطح الأرض، ويحوي طرقًا فرعية متعرجة لا يعرف طول نهايتها، وهناك كهوف أخرى لا تقل عن شعفان في الحجم أو القيمة التاريخية والأثرية.
الشويمس: تتميز بوجودها وسط جبال محيطة بها من كل الجهات، ممثلة أودية وشعابًا وأرضًا خصبة رعوية، إضافةً إلى أنها تزخر بعدد من الجبال والكهوف التي تنتشر فيها النقوش الأثرية ومنها:
حرة النار: اكتشف هذا الموقع الأثري عام 1421هـ/2001م، من قبل البدو القاطنين فيه، بعد أن شاهدوا رسومًا منحوتة على الجبال أثبتت الدراسات اللاحقة أن تاريخها يعود إلى نحو 14 ألف عام، وتشير مصادر تاريخية إلى أن حرة النار كانت تشتعل فيها البراكين قبيل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وورد في كتب العرب أنها ثارت في عهد الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والدخول لهذا الموقع صعب، ولا يسلكه أحد سوى دليل من الساكنين فيه.
مدافن الظهران الأثرية
هي أحد المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية، يقع جنوبي مدينة الظهران، ويرجع تاريخ المدافن إلى ثلاث حقب مختلفة، يصل تاريخ الأقدم منها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، بينما يبدأ تاريخ الفترة الثانية مع بداية الألف الثاني قبل الميلاد، واستمر استخدام الموقع خلال الفترة الثانية حتى نهاية القرن السادس الميلادي.
ويعد موقع مدافن الظهران الأثري محطة على إحدى طرق القوافل القديمة المرتبط بمرفأ بحري قديم بالظهران، ويظهر ذلك الطريق القديم الذي ما تزال آثاره واضحة إلى الآن والمتصل بمستوطنة عين السيح جنوبًا، كما يضم مستوطنة تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وبجوارها حقل مدافن تلالية تضم 900 مدفن، وأظهرت أعمال التنقيب أن بعض هذه المدافن نهبت خلال عصور مختلفة.
وتظهر الموجودات التي عثر عليها في الموقع تنوعًا وغنى في الآثار المكتشفة، وتشمل مجموعة كبيرة من الأواني، والمواد المعدنية، والأساور والخواتم، إضافةً إلى حُلي زينة وخرز وأختام.
كما كُشف في الموقع عن عديد من أنواع الفخار، منها أوانٍ بسيطة كالجِرار الأسطوانية، وأشكال من الأواني إجاصية الشكل، والفخارية المضلعة، والأواني البربرية، وأوانٍ رملية، وأوان رمادية محروقة، ووجدت كميات كبيرة من الفخار الملون، كما عُثر على مجموعات من الخرز بأشكال متنوعة، منها الأسطواني، والمحدب، والمخروطي، والكروي، والسداسي، إضافةً إلى الخرز الصيني والصدفي.
آثار وادي ضباء
يعود تاريخ أقدم هذه المواقع الأثرية في الوادي إلى القرون الهجرية الثلاثة الأولى، وهي توثق لتاريخ غربي شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة.
في وادي ضباء مواقع أثرية واضحة المعالم، منها نقوش ونصوص مكتوبة بالخط الكوفي ظاهرة في أعلى الوادي، يعود تاريخها إلى القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومن الآثار المندثرة موقع يضم سبع آبار مياه عذبة تعود إلى بدايات القرن الخامس الهجري، وفي الجنوب الغربي من وادي ضباء موقع لبركة ماء صغيرة، يشار إليها في وثائق التاريخ باسم بركة الفسقية.
آثار عينونا
هي مجموعة شواهد أثرية في مواقع متفرقة من وادي عينونا في منطقة تبوك وأحد المواقع الأثرية التي توثق تاريخ المنطقة في العصور الإسلامية المبكرة وعصور ما قبل الإسلام.
ولموقع عينونا امتداد تاريخيّ ومستقبليّ، فهو إلى جانب أنه كان أرضًا لحضارات قديمة، يعد في الوقت الحالي أيضًا جزءًا من المشروع المستقبلي لنيوم.
ويمكن تقسيم الآثار الإسلامية في وادي عينونا إلى قسمين رئيسين، يمثل القسم الأول الموقع الذي يشهد سير رحلة الإياب للحجاج القادمين من مكة المكرمة، وهو موقع لقرية صغيرة كانت تعرف في المصادر التاريخية بوصفها محطة على طريق الحج، باسم "حدرة عيون القصب"، وهي قرية مندثرة لم يبق منها اليوم سوى الأطلال.في حين يمثل القسم الأثري الآخر النقطة التي تشهد مرور رحلة الذهاب لقوافل الحج المتجهة إلى مكة المكرمة، وهو عبارة عن أرض فسيحة مرتفعة عن مجرى الوادي.
وعينونا في الأصل واحة مأهولة بالسكان منذ خمسة آلاف سنة، عُرفت تاريخيًّا باسم "لوكي كومي" أي المدينة البيضاء، إذ كانت تشغل جزءًا من أرض أصحاب الأيكة، وواصلت نشاطها لتصبح حاضرةً رئيسةً في مملكة مَدْيَن، ومركزَ اتصالات اقتصاديًّا لتمرير البضائع بين البتراء ونهر النيل وجنوبي شبه الجزيرة العربية، وميناءً لمملكة لحيان ثم لدولة الأنباط.
كانت منطقة وادي عينونا مركزًا تجاريًّا ومحطةً تاريخيةً على طريق الحج المصري، ومن أهم المنازل على المسار الساحلي للطريق، ضمت خلال العصرين المملوكي والعثماني قبورًا ذات قباب وشواهد.
وتعد آثار عينونا هي الأكثر امتدادًا من بين مواقع الآثار النبطية على ساحل البحر الأحمر في السعودية، كما أن مرسى عينونا قديمًا كان يعد أكبر حوض رسو في شمالي البحر الأحمر، وهو الوحيد وقتها الذي أمكنه استيعاب الـ130 سفينة التي حملت جيش أيليوس غالوس.
الدوائر الحجرية في موقع تريم
تتعدد أنواع الدوائر الحجرية في موقع تريم الأثري ضمن مدينة تيماء، وهي متركزة في الجنوب الغربي من فسقية تريم، ويرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد، منها دائرة كبيرة يصل قطرها إلى 46م، مكونة من الحجارة الجرانيتية ويبلغ ارتفاعها نصف متر، تتصل بها دائرتان أصغر منها في الحجم يبلغ قطر إحداهما 4م، كما تظهر في الموقع دوائر حجرية منفصلة، بعضها متهدم يبدو على هيئة أكوام ورجوم حجرية.
جهود السعودية في حماية المواقع الأثرية
تعد المواقع الأثرية في السعودية محميَّةً بموجب القانون، سواء كانت آثارًا ثابتةً في مواقعها أو منقولة أو غارقة أو مطمورة، ويُعاقب من اعتدى عليها أو استنسخها، أو استولى عليها بطرق غير مشروعة، وهي أملاك عامة للدولة إلا ما ثبتت ملكيته لأصحابه، وتحظر أعمال الهدم داخل حدودها، والحفر لتمديدات الخدمات، والبناء والتشجير، كذلك تعد مزادات بيع القطع الأثرية في السعودية محظورة، لا يمكن تنظيمها إلا في حالات ضيقة وبعد استخراج التراخيص من الجهة المعنية.
دور هيئة التراث في حفظ واكتشاف المواقع الأثرية
تستكشف هيئة التراث المواقع الأثرية في السعودية وتعمل على حفظها وتوثيقها ضمن السجل الوطني للآثار، إذ سجلت حتى عام 1446هـ/2024م، نحو 9317 موقعًا أثريًّا في عدد من مناطق السعودية.
ويعد العثور على أقدم المصايد الحجرية في العالم، واكتشاف آثار أقدام لبشر وحيوانات مفترسة شمالي السعودية من إعلانات هيئة التراث، ففي 28 محرم 1442هـ/16 سبتمبر 2020م، اكتشف فريق سعودي دولي مشترك آثار أقدامٍ لبشر وفيلة وحيوانات مفترسة، حول بحيرة قديمة جافة على أطراف منطقة تبوك، يعود تاريخها إلى نحو 120 ألف سنة، ومثَّل هذا الاكتشاف الأثري دليلًا علميًّا أوليًّا على أقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية.
القطع الأثرية في السعودية
تاريخ القطع الأثرية في السعودية
حسب التقسيم الإداري في السعودية، فإن مناطق السعودية في أجزاء كبيرة منها، مواقع مهيأة للاستيطان البشري منذ عصور ما قبل التاريخ، وتتفاوت فيما بينها حسب الحقب الزمنية والتقسيمات الفرعية لها، وتعد الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية منها هي الأغنى أثريًّا من بين المواقع التاريخية الأخرى، وتشمل اليوم مناطق الجوف والحدود الشمالية وتبوك، وشمالي المدينة المنورة.
قطع أثرية سعودية اكتسبت شهرة عالمية
يجمع تمثال رجل المعاناة المكتشف جنوبي مدينة حائل بين القيمة التاريخية والإتقان الفني في نحت ملامح الحزن، ويعود تاريخه إلى نحو ستة آلاف عام، وهو ضمن القطع الأثرية التي استضافها عدد من المتاحف العالمية.
ومن القطع المكتشفة: أحد شواهد القبور في تيماء التاريخية والمعروف بنصب ذات العيون، وهو حجر تذكاري يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وفي قرية الفاو الأثرية بمنطقة الرياض عُثر على قطعة أثرية ترسم ملامح سيدة رومانية على قطعة برونزية، ويعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، وتُعرف عالميًّا باسم سيدة الفاو.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة