حي الطريف

حي الطريف، هو حي تاريخي يقع في قلب مدينة الدرعية بمنطقة الرياض في المملكة العربية السعودية، بُني أواخر القرن الثاني عشر الهجري/منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، ويوصف بأنه من أكبر المدن "الأحياء" الطينية في العالم، ويحتضن قصر سلوى الذي كان مقرًّا لحكم الدولة السعودية الأولى، وجامع الطريف الذي يعد أكبر مساجد الدولة السعودية الأولى وقت بنائه، ويعود بناؤه إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى الذي تولى الحكم في عام 1179هـ/1765م.يضم عددًا من المعالم التاريخية، منها نحو 13 قصرًا من قصور أفراد الأسرة المالكة، وفيه عدد من المساجد والمباني الحكومية والإنسانية.

استقر أئمة الدولة السعودية الأولى في حي الطريف التاريخي بدءًا من الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، ثم الإمام سعود بن عبدالعزيز الذي اتسع الحي في عهده، ثم الإمام عبدالله بن سعود الذي شهِد الحي في آخر حكمه هجوم القوات العثمانية التي حاصرت الدرعية ستة أشهر عام 1233هـ/1818م، وفي آخر حصاره الدرعية وجه قائد الحملة إبراهيم باشا مدافعه التي كان يديرها مهندسون أوروبيون تجاه حي الطريف لوجود الإمام عبدالله بن سعود فيه، ولأنه آخر حصن للدفاع عن الدرعية والدولة، وتمكن إبراهيم باشا من تدمير الحي الذي صمد، وبقيت أجزاء كبيرة منه شامخة لقوة بنائه.

يعد حي الطريف ثاني موقع سعودي يضاف إلى قائمة مواقع التراث العالمي في منظمة اليونسكو بعد موقع الحِجر، إذ أضيف عام 1431هـ/2010م. وأولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اهتمامه ورعايته لحي الطريف وتطوير الدرعية التاريخية، إذ ترأس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية في الهيئة الملكية لمدينة الرياض عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض منذ عام 1419هـ/1998م. كما اعتنى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالطريف، ووجه ببرنامج متقدم خاص به ضمن أعمال هيئة تطوير بوابة الدرعية التي يرأس مجلس إدارتها.

في عام 1440هـ/2018م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مشروع تطوير حي الطريف التاريخي، بهدف تحويله إلى مركزٍ ثقافي سياحي دولي، بما يحمله من خصائص تاريخية وثقافية وعمرانية وبيئية، ووضعه في مصاف المدن التراثية العالمية، وفي عام 1444هـ/2022م بدأ الحي التاريخي باستقبال الزوار.

يضم حي الطريف متاحف عدة، منها "معرض الدرعية بقصر سلوى" المعني بعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى وخصائصها في الحكم والإدارة، بعروض مرئية، وعدد من اللوحات والمجسمات التي تحكي قصة القصر، والفترة الزمنية التي كان خلالها مقرًّا للحكم. و"معرض الحياة الاجتماعية" الذي يبرز التفاصيل اليومية التي كان يعيشها أهالي الدرعية من التقاليد والعادات، والقطع والأدوات المستخدمة في مناحي الحياة في زمن حكم الدولة السعودية الأولى، فيما يعرض "المعرض الحربي" الأدوات التي كانت تستخدم قديمًا في المعارك والحروب، وتوثيق قصة الدفاع عن الدرعية في آخر أيامها.

ويختص "معرض الخيل العربية" بتسليط الضوء على اهتمام الأسرة السعودية المالكة بالخيل العربية الأصيلة، والتعريف بطرق رعاية الخيل والاهتمام بها، في زمن نماء الدرعية وازدهارها، والأماكن التي كانت إصطبلات للخيول في المراحل الزمنية السابقة، في حين يعرض "معرض التجارة والمال" في مقره بالمباني المخصصة قديمًا لبيت المال العملات والأوقاف والموازين، ومعالم التجارة، والتطورات الاقتصادية التي عاشتها الدرعية.