تم نسخ الرابط بنجاح

قصر سلوى

saudipedia Logo
قصر سلوى
مقالة
مدة القراءة 4 دقائق
آخر تحديث للمقالة 01/10/2023

قصر سلوى، هو أكبر القصور التاريخية في محافظة الدرعية، شمال غرب الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، ارتبط إنشاؤه بالدولة السعودية الأولى في منتصف القرن الثاني عشر الهجري أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، ويعرف تاريخيًا بموطن المؤسسين الأوائل، وكانت تدار منه شؤون الدولة السعودية وأصبح بذلك مقرًا دائمًا لأمراء وأئمة آل سعود.

وتعود تسمية قصر سلوى بهذا الاسم لنمطه المعماري وتعدد منافعه؛ وكأنه يسلي الساكن فيه والزائر له ويذهب الهم والحزن، ويشكل منظومة معمارية متكاملة بوحداته السكنية والإدارية والحضارية والدينية.

موقع قصر سلوى

يقع قصر سلوى ضمن حدود حي الطريف التاريخي، الذي يعد من أكبر المدن الطينية حول العالم، والمسجل في قائمة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي منذ عام 1431هـ/2010م.

شكل القصر على مدى أربعة عقود مركزًا للحكم في عهد الدولة السعودية الأولى، فمنذ بنائه عام 1179هـ/1765م، على يد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، استقر فيه أئمة الدولة على التوالي، يديرون فيه مهام حكم الدولة السعودية الأولى.

يرتفع قصر سلوى في الجزء الشرقي من حي الطريف، شاغلًا مساحة نحو عشرة آلاف م2، ومطلًا على وادي حنيفة والحيّ خلفه، ويحده من الشمال وادي حنيفة، ومن الجنوب قصر الأمير فهد بن سعود وقصر الإمام عبدالله بن سعود، ومن الغرب مسجد الإمام محمد بن سعود (جامع الطريف)، وبيت المال من الشرق.

بناء قصر سلوى

بُني القصر على مراحل، إذ اقتصر في بنائه الأول على وحدة قسمت إلى قسمين، إلى جوارها جامع للصلاة، وفي مقدمتها بئر مياه، ثم توالت عمليات البناء حتى استقرت على سبع وحدات للقصر.

إلى يسار الزائر لحي الطريف، أي بالجهة الشرقية يقع فناء مكشوف لاستقبال الزوار والمترددين على قصر سلوى، في فترة حكم الإمام سعود الكبير، وهو فناء كانت أرضيته مرصوفة بالحجارة مثل طرق وممرات حي الطريف، وفي الجهة الجنوبية في الفناء يوجد جدار سميك مرتفع يرتكز عليه الجسر الممتد من قصر سلوى إلى المسجد الجامع بحي الطريف، الواقع على يمين الزائر أي جهة الغرب، وفي نهاية الجسر من الجهة الشرقية يوجد مدخل صغير يؤدي إلى الوحدة الثانية ومنها لبقية وحدات قصر سلوى، أما نهايته الغربية عند المسجد فلا تزال هناك الأكتاف الحاملة للجسر من أسفل، وعلى أعلى المدخل إلى سطح المسجد. وهناك بقايا أعمدة بالجانب الغربي من الفناء وهي التي تحمل الدرج الصاعد من الفناء المكشوف إلى الجسر، والوصول إلى ذلك الفناء كان عن طريق البوابة الرئيسة الواقعة أسفل الجسر، ويقع أسفل الجسر في نهايته الشرقية حوض كبير متسع ويسبقه حوض صغير.

وفي عام 1233هـ/1818م، هُجر القصر جراء تدمير الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى وقتل وتهجير أهلها من قبل القوات العثمانية بقيادة إبراهيم باشا، التي أدت إلى نهاية الدولة السعودية الأولى، وظلت معظم أجزاء القصر مهجورة لنحو قرن من الزمان. 

صورة خارجية لآثار قصر سلوى في حي الطريف التاريخي بالدرعية. (دارة الملك عبدالعزيز)
صورة خارجية لآثار قصر سلوى في حي الطريف التاريخي بالدرعية. (دارة الملك عبدالعزيز)

إحياء الدرعية وتطوير حي الطريف

أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الدرعية اهتمامًا بارزًا، فهو من أسهم في إعادة إحياء الدرعية قبل أكثر من ثلاثة عقود، وأسهمت جهودہ في جعل الدرعية إحدى أهم وجهات التعرف على التاريخ السعودي والإرث الحقيقي الذي تتناقله الأجيال.

وفي 2 ربيع الآخر 1440ـ/9 ديسمبر 2018م، رعى الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفل افتتاح مشروع  تطوير حي الطريف التاريخي، وقصر سلوى أحد أهم عناصر  الحي، بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ويهدف المشروع إلى تطوير الحي التاريخي بإعماره وتحويله إلى مركزٍ ثقافي سياحي دولي، وفقًا لخصائصه التاريخية والثقافية والعمرانية والبيئية في إطارٍ عصري، ووضعه في مصاف المدن التراثية العالمية.

وتعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية على حفظ وصون وتطوير موقع الدرعية التاريخية الذي يحتضن حي الطريف الذي بني عام 1744م، إذ يحظى الموقع بعناية كبيرة لتمكين الزوار من فرصة استحضار تاريخ الملوك والأبطال والتعرف عن كثب على المخزون الثقافي والتراثي للمملكة.

ويضم حي الطريف جامع الإمام محمد بن سعود "الجامع الكبير"؛ ويسمى في بعض الأحيان "جامع الطريف"، ويجاوره قصر سلوى من الناحية الشمالية، وهو أحد معالم الحي البارزة، لقربه من القصر وإطلالته على الوادي، ويعد بمثابة الجامع الكبير في الدولة، وكان أئمة الدولة يؤمّون الناس فيه لصلاة الجمعة.

ولجعل التنقل بين الجامع والقصر أكثر سهولة بنى الإمام سعود بن عبدالعزيز جسرًا بينهما لربطهما ببعض من الدور العلوي، ويضم الجامع مدرسة علمية لتعليم العلوم الدينية، وكان سابقًا أكبر مسجد في شبه الجزيرة العربية، وتم تشييده ليرمز لقوة ووحدة الدولة السعودية.

متحف الدرعية بقصر سلوى

يهدف متحف الدرعية في قصر سلوى إلى التعريف بتاريخ الدولة السعودية الأولى من خلال منظومة من المكونات المتحفية والأنشطة المناسبة التي يحويها القصر "مقر الحكم آنذاك".

ويوفر المتحف تجربتين للزوَّار، الأولى هي للعرض المتحفي المغلق داخل الوحدتين الخامسة والسادسة من قصر سلوى، وذلك بعد ترميمهما وإضافة هيكل حديث بداخلهما لاستيعاب المعروضات المتنوعة التي تشمل اللوحات والمجسمات والقطع المتحفية والأفلام الوثائقية. والتجربة الثانية هي للعرض المفتوح بين الأطلال، إذ يمكن للزوَّار التجوُّل بين الأطلال المرممة لبقية وحدات القصر، ضمن ممر مخصص لذلك يحتوي على نقاط للتوقُّف مظلَّلة ومزودة بالشاشات التعريفية لأهم فراغات القصر والأحداث التي جرت فيها.

تطوير حي البجيري وقصر سلوى

يعد حي البجيري أقرب الوجهات الترفيهية الحيوية لقصر سلوى ومنطقة حي الطريف عامة، وتهدف مشاريع التطوير في حي البجيري إلى تأهيله حضريًا ووظيفيًا، ليستعيد الحي جانبًا من عمقه التاريخي، من خلال مؤسسات حديثة ومنشآت عصرية. كما تهدف منهجية تطوير البجيري إلى الارتقاء بعمران الحي ومرافقه ليكون بوابة مميَّزة لحي الطريف وقصر سلوى، وجوارًا عمرانيًا متقدمًا يحفل بالخدمات والأنشطة المكملة لأنشطة وفعاليات حي الطريف، بصورة تناسب زوار الدرعية وتستجيب لاحتياجاتهم الترفيهية والثقافية.