محافظة الدرعية، هي إحدى محافظات منطقة الرياض، تأسست الدرعية عام 850هـ /1446م على يد مانع المريدي ثم أصبحت عاصمة الدولة السعودية الأولى التي أسسها الإمام محمد بن سعود في عام 1139هـ/1727م، والموطن الأول للأسرة المالكة، آل سعود. تقع الدرعية شمال غرب الرياض العاصمة وتتبع إداريًّا لها، وتضم حي الطريف الذي يعد أحد أكبر الأحياء الطينية في العالم، والذي سُجِلَ في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، ولقبت بـ "جوهرة المملكة".
يعد مشروع الدرعية خامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة التي تساهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتدعم الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 150 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
وتتولى هيئة تطوير بوابة الدرعية التي تم تأسيسها بأمر ملكي في عام 1438هـ/2017م مهمة تطوير الدرعية عمرانيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، إضافة إلى إدارة البيئة وحمايتها وتوفير احتياجاتها من المرافق العامة والخدمات والارتقاء بها وبناء وتعزيز مستقبل الدرعية.
جغرافية الدرعية
تقع الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، وتبعد 20 كلم عن وسط مدينة الرياض، أُطلق عليها اسم العوجا.
يذهب المؤرخون في تسمية الدرعية إلى أنها أطلقت على عشيرة الدروع التي ينتسب إليها زعميهم مانع المريدي.
كما كان يُطلق عليها قديمًا اسم العوجا، إشارة لموقعها المتعرج على وادي حنيفة، وكما أصبحت تستخدم "أهل العوجا" كنخوة مهمة ارتبطت بالدولة السعودية وارتبطت بالأسرة المالكة (آل سعود).
موقع وحدود الدرعية
تقع الدرعية وسط الجزيرة العربية في الجزء الشمالي من منطقة الرياض، وبالتحديد في الشمال الغربي من مدينة الرياض، وتبعد مسافة لا تزيد عن 20 كم من مركز العاصمة الرياض، ويصل ارتفاعها إلى نحو 700 م فوق مستوى سطح البحر، وتقع إلى الشمال منها وعلى مجرى وادي حنيفة مدينتا الجبيلة والعيينة.
يحدها من الشرق مدينة الرياض ومن الغرب وادي حنيفة والمناطق الجبلية ومن الشمال طريق العمارية، ومن الجنوب مركز عرقة، ويصل بينها وبين المحافظات الشمالية طريق صلبوخ الذي يفصلها عن مدينة الرياض. وبعد الزحف العمراني تلاشت المساحة التي كانت تفصلها عن مدينة الرياض.
ديموغرافيا الدرعية
يقدر عدد سكان الدرعية بـ 96.000 نسمة بحسب تعداد سكان السعودية 2022، بينما تبلغ مساحتها 2020 كم2، وتمثل نسبة 0.54% من المساحة الإجمالية لمنطقة الرياض. يخدمها جويًا مطار الملك خالد الدولي الذي يستغرق الوصول إليه أقل من 25 دقيقة، كما يمكن الوصول إليها من خلال محطة مترو الرياض في أقل من 3 دقائق سيرًا على الأقدام، أو بالسيارة في أقل من 15 دقيقة من قلب العاصمة الرياض.
الطقس في الدرعية
تتمتع الدرعية بمناخ قاري، حار صيفًا وبارد في فصل الشتاء، يتجاوز معدل درجة الحرارة العظمى في فصل الصيف 43 درجة مئوية. ويقل معدل درجة الحرارة الصغرى في الشتاء عن 8 درجات مئوية، يبلغ معدل هطول الأمطار على الدرعية 100 ملم سنويًا، والرطوبة النسبية تتذبذب بين 20٪ في أشهر الصيف و50% في أشهر الشتاء، بينما يكون الاتجاه العام للرياح السائدة شمالي غربي رغم أن اتجاه الرياح وسرعتها مرتبطان بمواقع خلايا الضغط المرتفع والمنخفض ومقدار انحدار الضغط بينها
البيئة الطبيعية في الدرعية
يشكل وادي حنيفة أهم المعالم الطبيعية الممتدة داخل حدود محافظة الدرعية، يزيد طوله عن 120 كلم، وعمق مجراه بين 10 - 100 م، ويبلغ عرضه 100 - 1000 كأقصى اتساع، ويمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ينبع من غرب العُيَيْنة، ويصب في قرية السهباء بمنطقة الرياض، بمتوسط انحدار يبلغ 2.8م، ويُعدُّ واديَا لَحَا ولَبن أهمَّ الروافد التي تغذي مجراه.
ويمتاز الوادي في القسم الواقع منه ضمن أراضي الدرعية باتساع الشرفات الرسوبية، إذ تشكل الطبقات العميقة من الرواسب الطميية التي كونتها السيول تربة خصبة قامت عليها بساتين الدرعية ونخيلها. كما شكلت هذه الرواسب مستودعًا للمياه تحت السطحية، والتي يغذيها مجرى الوادي من موسم لآخر. كما أن الزراعة في الدرعية قامت على الآبار غير العميقة.
كما أنشئ سد وادي حنيفة من أجل دعم مصادر المياه الجوفية، وتوفير مياه لريِّ المناطق الزراعية الواقعة بالقرب من السد، إضافة إلى زيادة منسوب المياه في الآبار التي تقع خلفه.
تاريخ الدرعية
يعود تاريخ الاستيطان البشري في الدرعية إلى ما قبل التاريخ، حيث عثرت فرق التنقيب الأثري على دلائل تشير إلى الاستيطان في العصر الحجري على ضفاف وادي حنيفة، بينما يعود تاريخ الاستقرار بها في العصر الحديث إلى نحو 6 قرون حين أسسها مانع المريدي في 850هـ/1446م، جد أسرة آل سعود الحاكمة للمملكة العربية السعودية، واستمر على إمارتها أبناؤه وأحفاده من بعده حتى حُكم الإمام محمد بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الأولى في عام 1139هـ / 1727م، واتخذ الدرعية عاصمة لدولته، وبقيت عاصمة لجميع حكام الدولة السعودية الأولى حتى نهايتها.
تأسيس الدرعية
يعود تاريخ تأسيس الدرعية الثانية إلى نحو 6 قرون حينما قرر مانع المُريدي الانتقال وأسرته إلى وسط شبه الجزيرة العربية لتأسيسها، فقد كان مانع المريدي يعيش مع أقاربه في شرق جزيرة العرب، وكان مستقراً في بلدة اسمها الدرعية (الدرعية الأولى) قرب بلدة القطيف.
وفي سنة 850هـ/1446م راسل المريدي قريبًا له اسمه ابن درع وكان ذا نفوذ في اليمامة. ونتيجة لتلك المراسلات التي جرت بينهما قَدِمَ مانع مع أسرته عابرًا خلال رحلته من شرق الجزيرة العربية رمال الدهناء القاحلة وصولاً إلى وادي حنيفة. ولما وصل إلى هذا الوادي استقبله ابن درع واتفق الزعيمان على إعادة مجد الآباء، فسيطرا على المنطقة وأمّنا طرق الحج والتجارة، ومنح ابن درع مانع المريدي من مُلكِه موضعي (المليبيد وغصيبة)، وهما المكان الذي سُمِّي فيما بعد بالدرعية، فجعل مانع المليبيد مقرًا للزراعة، أما غصيبة فبنى حولها سورًا وجعلها مقرًا له ولحكمة.
الدرعية عاصمة للدولة السعودية الأولى
تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/1727م، وكانت الدرعية عاصمةً لها، وتعاقب على حكمها أربعة حكام، هم الإمام محمد بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الأولى واستمر حكمة أربعين عامًا، ثم خلفه ابنه عبدالعزيز بن محمد، ثم سعود بن عبدالعزيز، وأخيرًا عبدالله بن سعود.
انتهج أئمة الدولة في توحيد البلاد سياسة يطال القانون فيها الجميع، فأصبحت حدود الدولة تمتد من الأحساء إلى نجد والحجاز، وصولًا إلى تهامة، وتحرّرت إثر ذلك كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبسطت الدولة نفوذها في أرجاء البلاد، لتحافظ على الأمن والممتلكات، مما جعلها تعيش حالة استقرار، لتصبح الدرعية - عاصمة الدولة - إثر ذلك محط رحال الطلاب والتجار والباحثين عن الأمن لأرواحهم وأملاكهم، هربًا من الاستيلاء أو الاعتداء عليها.
الأهمية التاريخية للدرعية
تطورت الدرعية بعد تأسيس مانع المريدي لها مما أدى لزيادة إنتاجها الزراعي، ووضعها فوق مستوى الكفاف، لتصبح مركزًا للتعاملات التجارية وتبادل البضائع، وتستقطب المهتمين بالزراعة والتجارة بسبب خصوبة أراضيها ووفرة إنتاجها.
وبعد تكوين الدولة السعودية الأولى أصبحت الدرعية أول مركز للنهضة، حيث اتبع حكامها برنامجًا معماريًا وحضريًا متماسكًا لجعلها مركزًا للعلم والثقافة والتجارة، ونقطة التحكم الرئيسة في طريق الحج بين المناطق الشرقية والغربية للدولة، وصاحبة النفوذ في الطريق التجاري الرابط بين الشمال والجنوب.
وصارت الدرعية بفضل سمعتها ملتقى للرحالة القادمين من أفريقيا وآسيا وأوروبا، وأصبحت أقوى مدن الدولة السعودية الأولى بفضل تقدمها في المجالات الدينية والسياسية والعسكرية.
بناء الدرعية قديمًا
تعد الدرعية إحدى أكبر المدن الطينية في العالم، إذ بُنيت الأساسات والاعمدة لجميع مبانيها من الحجارة، بينما بُنيت الجدران والحوائط من اللِبن وجذوع الأثل وأغصانه. أما الأسقف فبنيت من جريد النخل. ويمثل حي الطريف المبني في القرن الثامن عشر الميلادي أهم واجهات الدرعية، وضمن مواقع التراث الوطني المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ويضم أكبر قصور الدرعية "قصر سلوى"، ومسجد الإمام محمد بن سعود الذي يعد أكبر مساجد الدولة السعودية الأولى.
ويعد حي البجيري أهم أحياء الدرعية بعد حي الطريف، كما يمثل حي سمحان واحدًا من أحياء الدرعية الطينية، ويقدر عدد مبانيه بـ 36 منزلًا، تتكون من طابق أو طابقين، تعمل هيئة تطوير بوابة الدرعية على تأهيله وتطويره على طريقة الفنادق التراثية، وتعتمد وزارة الثقافة على أحد بيوت الخبرة الإسبانية للحفاظ على تراث الحي وتطويره بمعايير دولية.
اهتمام الملك سلمان بن عبدالعزيز بالدرعية
أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الدرعية اهتمامًا كبيرًا، بدأه حينما أطلق برنامج تطوير الدرعية التاريخية حينما كان أميرًا على منطقة الرياض ورئيسًا للهيئة العليا لتطوير الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حاليًّا)، فبداية البرنامج كانت بتكوين لجنة لدراسة تطوير الدرعية وهدفت تلك اللجنة إلى وضع برنامج تطوير حضاري تنموي شامل لإبراز الدور التاريخي للدرعية وجعلها مركزاً ثقافيًا وحضاريًا.
وفي عام 1419هـ/1998م صدر الأمر السامي بتاريخ 17 جمادى الآخرة 1419هـ/8 أكتوبر 1998م بالموافقة على البرنامج المقترح لتطوير الدرعية التاريخية تحت إشراف الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حاليًّا).
وانطلق مشروع الترميم وإعادة التأهيل للحفاظ على التراث التاريخي لموقع الدرعية، وتحويل المنطقة إلى موقع للسياحة التاريخية والثقافية المستدامة، وتولت الهيئة مسؤولية إعداد الدراسات والتنفيذ بالتنسيق مع كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (سابقًا)، ودارة الملك عبدالعزيز، ومحافظة الدرعية وبلديتها، وآتت كل الجهود التي بذلت لتطوير إعادة تأهيل الدرعية ثمارها، ففي عام 1431هـ / 2010م أعلنت منظمة اليونيسكو عن إدراج حي الطريف في الدرعية على قائمة مواقع التراث العالمي.
الدرعية في رؤية السعودية 2030
تتمتع الدرعية بمقومات ومعالم ثقافية وتراثية وسياحية، تسلط الضوء على أكثر من 300 عام من الثقافة والتاريخ الأصيل للمملكة، ففي عام 2023م أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، عن ضم مشروع الدرعية كخامس المشاريع الكبرى المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تأتي ضمن الخطط الهادفة إلى دعم رؤية السعودية 2030، وذلك من خلال إسهامه في استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030.
مشروع الدرعية
عمل صندوق الاستثمارات العامة على تحويل الدرعية إلى أكبر وجهة ثقافية وتراثية في العالم من خلال مشروع الدرعية، أحد مشاريعه الكبرى الداعمة لتحقيق رؤية السعودية 2030، والذي أطلق في 22 ربيع الأول 1441هـ /19 نوفمبر 2019م. ويهدف المشروع إلى المحافظة على حي الطريف، أحد مواقع التراث العالمي التاريخي لليونسكو في الدرعية وحمايته وتطويره، وإنشاء وجهة مميزة بنمط حياة وتجارب مختلفة تحتفي بالثقافة السعودية عبر تعزيز التراث العربي والوطني محليًا ودوليًا.
كما يهدف إلى طرح عدد من المبادرات لتخدم المجتمع المحلي، مما يساهم في تكوين بيئة محفزة وداعمة للإبداع والإلهام وتحسين مستويات جودة الحياة لدى السكان، إضافة إلى ضمان الاستدامة المالية دون المساومة على الحفاظ على الثقافة والتراث، والمساهمة في تعزيز الوعي بالمملكة كوجهة سياحية وثقافية وترفيهية من خلال تفعيل الأصول التراثية واستضافة فعاليات ثقافية وترفيهية عالمية لرفع عدد الزوار محليًا ودوليًا.
تشمل المرحلة الأولى من مشروع الدرعية تنفيذ أعمال تطوير منطقة البجيري، وفق المعايير البيئية والحضرية الحديثة في تأهيل المواقع التراثية والتاريخية في العالم، وإقامة نمط حياة استثنائي للسياح والضيوف والزوار من داخل المملكة وخارجها على مساحة تتجاوز 7 كم2، وهو ما يمثل حقبة جديدة في المشاريع الإنشائية والتصاميم المعمارية والتراثية والضيافة العالمية. ويضم في مخططه الرئيسي مساحة 3 كلم2 مخصصة للمشاة، وخمسة ميادين للتجمع والاستكشاف تشمل ميدان الملك سلمان، مدرج سمحان، ميدان النصب التذكاري، ميدان المسجد، وميدان القرية التاريخية، وافتتاح 6 متاحف، إضافة إلى تأسيس خمس أكاديميات تابعة لمنطقة الفنون، و100 مطعم ومقهى ومناطق تسوق من مختلف أرجاء العالم، إضافة إلى إنشاء عدة مواقع للراحة والاسترخاء تضم أكثر من 20 علامة فندقية عالمية ومنتجعات متكاملة مطلة على وادي حنيفة.
يضم مشروع الدرعية عددا من المشاريع الفرعية، هي:
مشروع حي الطريف التاريخي.
مشروع وادي حنيفة.
مشروع حي البجيري.
مشروع ساحة الملك سلمان.
مشروع جامعة الملك سلمان.
مشروع متحف آل سعود.
مستقبل اقتصادي
يساهم مشروع الدرعية في تنويع الاقتصاد المحلي من خلال دعم تطوير وتمكين قطاعات حيوية كقطاعي السياحة والثقافة، من خلال استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030، والذي يعد دعماً للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 150 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
كما يعمل على إطلاق مجموعة من الفرص الاستثمارية الجديدة عبر مختلف مراحل التطوير والتنفيذ، ويساهم في توفير الآلاف من فرص العمل، إضافة إلى استحداث الفرص للشراكة مع القطاع الخاص، وتقديم مبادرات تساهم في رفع مستوى جودة الحياة في المنطقة.
ولتحقيق ذلك اُعتُمِد للمشروع ميزانية تصل إلى 240 مليار ريال لتطوير الدرعية، واستحداث واجهات ثقافية وأساليب للحياة المعاصرة في أنحائها، واستيعاب 100 ألف ساكن، واستقبال 27 مليون زائر سنويا، وبناء 20 فندقا عالميا، إضافة إلى 3 آلاف منطقة سكنية، وافتتاح 100 مطعم وساحات خارجية، وتجهيز 20 متحفًا و3100 غرفة فندقية فاخرة، وبناء أربعة ملاعب رياضية وترفيهية.
هيئة تطوير بوابة الدرعية
خصصت للدرعية هيئة تطويرية أطلق عليها "هيئة تطوير بوابة الدرعية"، يرأس مجلس إدارتها ويشرف على أعمالها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتعمل على الارتقاء بالدرعية عمرانيا وثقافيا، باعتبارها نقطة انطلاق الدولة السعودية، وإبراز الوجه التاريخي للدرعية، وتشجيع أهالي المنطقة لصون إرثها الماضي والحفاظ عليه، ولفت الأنظار إلى قيمتها السياحية والثقافية والاقتصادية بتقديم الترفيه والفنون والموسيقى والأزياء.
عن الهيئة
تأسست هيئة تطوير بوابة الدرعية في 26 شوال 1438هـ/20 يوليو 2017م، لتتولى مسؤولية تطوير وحفظ موقع الدرعية التاريخي عبر خدمة المجتمع المحلي، وتعزيز مكانة الدرعية لتصبح وجهة سياحية دولية، وإحدى أكبر وأهم مناطق تجمع الفعاليات والأنشطة في العالم. تشرف الهيئة على تطوير منطقة بنطاق يصل إلى 190 كلم2، وهو ما يعادل مساحة جزيرة سانتا كاتالينا السياحية بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
لهيئة تطوير بوابة الدرعية التاريخية أدوار عدة، منها تطوير محافظة الدرعية عمرانيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، إضافة إلى إدارة البيئة وحمايتها وتوفير احتياجاتها من المرافق العامة والخدمات والارتقاء بها وبناء وتعزيز مستقبل الدرعية.
كما دشنت الهيئة في 22 ربيع الأول 1441هـ/ 19 نوفمبر 2019م مشروع "بوابة الدرعية" لتكون وجهة سياحية عالمية تركز على الثقافة والتراث، ويعد ضمن اختصاصاتها، إلى جانب التطوير، الاستعانة بمراكز الدراسات والتخطيط لوضع الخطط لتنفيذ تطوير بوابة الدرعية، ومتابعة تخطيط ما يتصل بالبنية الأساسية الضرورية لذلك، ومتابعة تنفيذه بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، إضافة إلى تأسيس الشركات أو المساهمة فيها وتأسيس الصناديق الاستثمارية والوقفية، بما يكفل أداء الهيئة مهماتها وتحقيق أغراضها.
برامج الهيئة
أطلقت هيئة تطوير بوابة الدرعية عددًا من البرامج تستهدف فيها استقطاب المواهب المحلية وإنشاء اقتصاد قوي يُسهم في بناء مستقبل المملكة، فأطلقت في عام 2022م برنامج تطوير مهندسي الدرعية، بهدف إعداد مهندسين سعوديين يمتلكون خبرات ومهارات عالمية، قادرين على لعب دورٍ فعال في مشاريع التطوير والتصاميم المختلفة التابعة لهيئة تطوير بوابة الدرعية.
كما أطلقت النسخة الأولى من برنامج تطوير الخريجين في عام 1441هـ/ 2020م لسد الفجوة بين المرحلة الجامعية والحياة المهنية. ويهدف البرنامج إلى تزويد خريجي الجامعات السعوديين من أهالي الدرعية بمجموعة كبيرة من الفرص التدريبية والمهنية، إذ يركز البرنامج على تطوير أهم المهارات المهنية، مثل إدارة المشاريع ومهارات الإلقاء والتواصل الفعال، إضافة إلى المهارات الشخصية، بما فيها الفكر التحليلي والتواصل، وروح المبادرة، وإدارة الوقت، وبناء العلاقات، والتركيز على تحقيق الإنجازات.
مشاريع تنموية
تمثل الدرعية مركزًا للثقافة والتراث، كما أنها وجهة سياحية بارزة في المملكة، لذلك هي محط للعديد من المشاريع التنموية التي تساهم في خلق اقتصاد حيوي، وتحسن فرص العمل والمستويات المعيشية وجودة الحياة للسكان، إضافة إلى تعزيز الوعي بالمملكة كوجهة سياحية وثقافية وترفيهية.
حي الطريف التاريخي
يعد حي الطريف التاريخي أحد الأحياء الرئيسة التي تتكون منها الدرعية، بُني في القرن الثاني عشر الهجري - الثامن عشر الميلادي، ويعد أحد أكبر الأحياء الطينية في العالم، يحتضن قصر سلوى الذي كان مقرًا لحكم الدولة السعودية الأولى بدءًا من عام 1180هـ/ 1766م حين بناه الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى، ومسجد الطريف الذي يعد أكبر مساجد الدولة السعودية الأولى وقت بنائه. ويأتي ثاني المواقع السعودية التي أضيفت إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
يعد تطوير حي الطريف التاريخي أحد المشاريع التابعة لمشروع تطوير بوابة الدرعية، أحد المشاريع الكبرى الداعمة لتحقيق رؤية السعودية 2030. وبصفته وجهة رائدة للمهتمين بالتاريخ فقد شهد الحي نهضة متتابعة وإجراء تحسينات وزيادة كبيرة في البنية التحتية والخدمية، وتعيش عناصره التراثية فترة تجديد بإزالة الردم من مبانيه، وتوثيق عناصره المعمارية ومبانيه الأثرية. كما يعتمد في توثيق تاريخ الحي على الرسم والصور الفوتوغرافية والفيديوهات، وترميم العناصر الخارجية والداخلية، وتدعيمها بمواد البناء اللازمة لمواجهة التصدعات، وتحسين الواجهات الخارجية المطلة على الساحات والطرقات.
يعد قصر سلوى أحد أهم المعالم التاريخية الواقعة في حي الطريف، أسسه الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود في عام 1179هـ -1765م، ويعرف تاريخيا بموطن المؤسسين الأوائل من الأسرة المالكة، ويعود إلى أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، حيث كان مقرا للحكم للدولة السعودية الأولى.
أنشئ في الجهة المقابلة من القصر مركز حديث لاستقبال الزوار، وتقديم خدمات السياحة والإرشاد، ويحتوي على أحدث التقنيات الفنية اللازمة لخدمة السياح، إضافة إلى عروض درامية صوتية بتلميحات ضوئية تحكي تاريخ الدولة السعودية، وعروض وسائطية لمواقع متفرقة. كما يضم الحي متاحف عدة، من أبرزها متحف الدرعية بقصر سلوى، ومتحف الحياة الاجتماعية، والمتحف الحربي، ومتحف الخيل العربية، إضافة إلى متحف التجارة والمال.
وادي حنيفة
بدأت الخطوة الأولى لتطوير وادي حنيفة عام 1408هـ /1988م حينما جعلته الهيئة الملكية لمدينة الرياض (الهيئة العليا لتطوير الرياض سابقاً)، منطقة محمية بيئيا ومنطقة تطوير خاصة تحت إشرافها، وفي عام 1415هـ أقرت الهيئة خطة شاملة لإعادة تأهيل الوادي وروافده، وبعد الإعلان عن مشروع الدرعية في عام 1441هـ/2019م، والذي يعد أحد المشاريع العملاقة لتحقيق رؤية السعودية 2030، انتقلت أعمال تطوير وادي حنيفة وتأهيله إلى هيئة تطوير بوابة الدرعية.
وتجري الأعمال على تطوير مساحة كيلومترين مربعين من وادي حنيفة لتكون بمثابة مواقع مفتوحة للسياح والزوار للاستمتاع بمناظر الطبيعة التي يتميز بها الوادي، وأعمال التطوير لتأهيل وحماية بساتين النخيل والمزارع المحلية القديمة في المنطقة، وخلق مسارات جديدة للمشاة، ومناطق للتنزه.
مطل البجيري
يمثل حي البجيري أحد الأحياء التاريخية في الدرعية، يطل من جهته الغربية على العناصر الطبيعية لوادي حنيفة، ويعد من الأحياء التاريخية التي شملها التطوير ضمن مشروع الدرعية، أحد المشاريع العملاقة لتحقيق رؤية السعودية 2030، وعلى الرغم من استهدافه بالمشاريع التطويرية إلا أنه ما زال محافظًا على صبغته التاريخية من الخارج.
شملت أعمال تطوير حي البجيري إنشاء شوارع ذات نمط معماري تاريخي بمناظر طبيعية ومسارات مشجرة للمشاة والدراجات وركوب الخيل، كما ستكون مركزاً رئيساً للمطاعم العالمية في العاصمة الرياض.
كما يضم الحي مطل البجيري المطل على حي الطريف التاريخي الذي يعد أحد أرقى وجهات الطعام في الدرعية بأكثر من 20 مطعماً من أفضل المطاعم المحلية والعالمية والمقاهي المميزة، في أجواء مميزة محاطة بالعمارة التقليدية.
السياحة في الدرعية
تشكل الدرعية إحدى الوجهات السياحية البارزة في المملكة، والتي تجمع بين النمط المعماري النجدي التقليدي وفن العمارة المعاصر، والتي تُعرّف عن أصول المملكة والقيم التي تتجذر فيها. كما يساهم مشروع الدرعية في استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030، داعمًا للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 150 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
موسم الدرعية
انطلق موسم الدرعية في نسخته الأولى عام 1441هـ/ 2019م، مساهمًا في تطوير قطاع السياحة في المجالات الترفيهية والرياضية والسياحية والثقافية من خلال تقديم فعاليات متنوعة تعزز من ازدهار الاقتصاد وحيوية المجتمع، كما يأتي الموسم ضمن مساعي هيئة الدرعية للوصول إلى 27 مليون زائر سنويًا للدرعية، بصفتها وجهة للثقافة والترفيه والاسترخاء والتسوق والضيافة، بما تحويه من مرافق مختلفة، كالمتاحف والفنادق والمتاجر والمطاعم.
وضم موسم الدرعية عددا من البطولات الرياضية العالمية بوجود نجوم دوليين وأسماء بارزة، حيث أقيم ضمن فعاليات موسم الدرعية عدد من البطولات الكروية العالمية، منها استضافة بطولة كأس السوبر الإسباني للمرة الثالثة على التوالي، وبمشاركة أربعة فرق، هي (ريال مدريد- برشلونة– فالنسيا– ريال بيتيس)، كما أقيم كأس الدرعية الذي جمع فريقي الهلال السعودي ونيوكاسل يونايتد، وضمن المناسبات الكروية أيضًا أقيم وللمرة الثالثة كأس السوبر الإيطالي.
كما استضاف الموسم عدداً من الرياضات المختلفة ضمن بطولات عالمية، ففي سباقات الخيول استضافت الدرعية لأول مرة في المملكة بطولة لونجين لأبطال قفز الحواجز، ومهرجان الفروسية، وفيما يتعلق برياضة الملاكمة أقيم نزال الدرعية التاريخي في الملاكمة، كما أقيمت بطولة كأس الدرعية للتنس، وتعد أول بطولة عالمية للتنس تقام على أرض المملكة. وفي سباقات السرعة شهدت الدرعية عدداً من البطولات، منها بطولة كأس العالم للدراجات الاستعراضية، وسباق السيارات كور الدرعية اي بري.
الرياضات العالمية في الدرعية
تسعى الدرعية من خلال استضافتها للمنافسات الرياضية العالمية كسباقات فورمولا إي، لأن تكون أرضًا واعدةً لرياضة المحركات، فاحتضنت هذا النوع من السباقات لأول مرة في عام 1439هـ/ 2018م، ثم أعادت استضافته في عام 1441هـ/ 2019م، وفي عام 1442هـ/ 2021م خاض هذا النوع من السباقات في المملكة تحديًا جديدًا، من خلال إقامته ليلاً للمرة الأولى في تاريخ البطولة، ثم استمرت الدرعية في استضافة الجولتين الأولى والثانية من سباق فورمولا إي 2022، كما أقيم سباق الفورمولا إي 2023م على حلبة يبلغ طولها 2.495 كلم، وتضم 21 منعطفًا، فيما خضعت شروط بناء هذه الحلبة لمتطلبات المحتوى المحلي، كأفضل حلبات السباقات وبجودة عالية.
فورملا إي الدرعية
هي أحد سباقات الفورمولا الدولية، تُقام سنويًّا في مدينة الدرعية التاريخية، ويستمر السباق في المملكة عشر سنوات، ابتداء من عام 2018م حتى عام 2028م، وتعد المملكة الأولى في الشرق الأوسط التي تفتح أبوابها لهذا النوع من السباقات، وبخلاف مركبات الفورمولا 1 التي تعمل على منتجات النفط، فإن سيارات الفورمولا إي خالية من أي انبعاثات كربونية، حيث تعمل على الطاقة الكهربائية بالكامل، مما يجعل سباقات الفورمولا إي صديقة للبيئة.
تعد فعاليات الفورمولا إي بالدرعية مهرجانًا ترفيهيًّا متكاملًا، تحضر فيه قرية الفورمولا إي، المعروفة باسم "أليانز إي فيليدج"، وتمتد على مساحة تصل إلى 180 ألف قدم مربعة (167 ألف م2)، ويضم المهرجان، إلى جانب الحدث الرئيس للسباقات، مختلف الأنشطة الترفيهية، كالعروض الفنية والحفلات الغنائية، إضافة لأماكن التسوق، وغيرها.
الثقافة والفنون في الدرعية
يعبر المظهر الحالي للدرعية عن عمقها التاريخي الممتد لأكثر من خمسة قرون، حيث جددت وجرى عليها عدد من أعمال التحسين والتطوير لتكون العاصمة الثقافية للمملكة العربية السعودية، وإحدى أهم الوجهات العصرية في العالم للثقافة والتراث، ومصدرًا يلهم الأجيال القادمة والعالم بأسره، حيث تضم الدرعية أكثر من 26 معلمًا ثقافيًا، وعددا من المعارض والمؤسسات الثقافية التي تسلط الضوء على الإرث السعودي العريق.
عاصمة الثقافة العربية 2030
اُختيرت الدرعية من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" في عام 1443هـ/2021م لتكون عاصمةً للثقافة العربية لعام 2030م، لعراقتها التاريخية ومركزها الحضاري ودورها في العلم والثقافة والتجارة، منذُ أكثر من خمسة قرون، لتُصبح المرة الثانية التي يتم فيها اختيار مدينة سعودية عاصمة عربية للثقافة، بعد اختيار العاصمة الرياض في عام 2000م، في تعزيز لمكانة مدينتين لهما الأثر البالغ ثقافيًا ومعرفيًا.
حي جاكس
يعد حي جاكس أحد الأحياء الإبداعية الواقعة في الدرعية، افتُتح عام 1442هـ/2021م، ويمثل منصة داعمة للمواهب المحليّة، ومرجعًا للثقافة والفنون، حيث تُقام فيه المعارض المحلية والعالمية والأنشطة الثقافية والفنية على مدار العام.
كان الحي في السابق عبارة عن منطقةً صناعيةً تضم 100 مستودع، وعُرف بوصفه مركزًا لوجستيًا لمشاريع البنية التحتية في الرياض، فعملت وزارة الثقافة على تجديده وتطويره ليصبح من أوائل الأحياء الثقافية الداعمة للفن في السعودية، حيث يضم 140 وحدة مختلفة تشمل استديوهات فنية ومعارض ومنصات وقاعات تدريب، وأقيم في الحي مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية، منها:
بينالي الدرعية
شهد حي جاكس في 7 جمادى الأولى 1443هـ/11 ديسمبر 2021م افتتاح معرض "بينالي" الدرعية للفن المعاصر، بعنوان "عبور النهر من خلال تتبّع الحجارة"، وضم المعرض 40 عملًا حملت توقيع 27 فنانًا محليًّا، إلى جانب قطع وتحف لفنانين دوليين، وجاء المعرض بعنوان "أصداء: عالم بين التماثلية والافتراضية".
كما أُقيم في الحي ملتقى طويق الدولي، الذي يُعد أحد برامج مشروع "الرياض آرت"، تحت عنوان "شاعرية المكان"، وجمع 20 متخصصًا في النحت من عدة دول، وضمّت فعاليات الملتقى 30 ورشة عمل وندوة فنية، بمشاركة متحدثين محليين وعالميين، واستقبل أكثر من 400 من الطلاب من مختلف المراحل الدراسية والجهات التعليمية.
معرض الخط العربي المعاصر
كما ضم حي جاكس معرض الخط العربي المعاصر، الذي أطلقته وزارة الثقافة في 9 جمادى الأولى 1443هـ/13 ديسمبر 2021م، ويعد المعرض ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، أحد البرامج الداعمة لتحقيق رؤية السعودية 2030، احتفاءً بالخط العربي وتعزيزًا لحضوره في المجتمع. ضم المعرض متجرا للخط العربي، إلى جانب عرض حيّ بمشاركة محترفي فن الخط العربي.
مهرجان جاكس للفنون
كما دشنت وزارة الثقافة في مقر بينالي الدرعية في حي جاكس مهرجان جاكس للفنون، وهو عبارة عن مجموعة أعمال وأنشطة وبرامج فنية، أنطلق في 15 ذي الحجة 1443هـ/14 يوليو 2022م، واستمرت فعالياته على مدى عشرة أيام، بمشاركة عدد من الفنانين المحليين والعالميين، وبدعم من برنامج جودة الحياة، أحد برامج رؤية السعودية 2030.
واحة الدرعية للفنون
واحة الدرعية للفنون، هي أول متحف متخصص للفنون الرقمية في العالم، شاملةً ما يتعلق بها من برامج ومسارات تدريبية خاصة بالفنون والتقنيات الحديثة، تُقدم جميعها في بيئة إبداعية حديثة من تصميم المهندس الإيطالي أميديو تشياتاريلا. تقع الواحة في حي البجيري، وتضم 6 استديوهات فنية، وقاعات لورش العمل وفصولا للتدريب والتعليم، ومساحات عمل للفنانين، إضافة إلى مكتبة ومتجر للفنون ومرافق حديثة للناشئين.
تقدم الواحة برامج تعليمية متنوعة، تشمل برنامج الفنون والذكاء الاصطناعي، برنامج التصميم الجرافيكي والنمذجة ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة، برنامج الفنون الرقمية والتصوير الفوتوغرافي وإنتاج الأفلام والفنون الصوتية، برامج للمشاركة العامة مع الجمهور ومعارض وهاكاثون للفنون الرقمية، إضافة إلى مركز الإعلام الجديد والبحث الفني المعاصر.
وتعد واحة الدرعية للفنون أحد المشاريع التابعة لمشروع الدرعية. وتتضمن تأسيس 5 أكاديميات تساهم في تعليم عدد من التخصصات المحلية، كالخط العربي، والفنون الإسلامية، والعمارة النجدية، والأبنية الطينية، وفنون الطهي النجدية، والمسرح والموسيقى العربية.
المتاحف في الدرعية
تعد مدينة الدرعية العاصمة الثقافية للمملكة العربية السعودية، وأحد مناطق الجذب السياحي الرئيسة فيها، تضم عددا من المتاحف الوطنية التي تسلط الضوء على تاريخ وثقافة المملكة الممتدة إلى أكثر من 300 عام، كما تقوم متاحف الدرعية بدور بحثي، حيث تعد مرجعًا للمهتمين بتوثيق ثقافة الدرعية وتاريخها.
ومن أبرز مناطق المتاحف في الدرعية حي الطريف التاريخي، إذ يضم عدة متاحف، هي: "متحف الدرعية" بقصر سلوى، المعني بعرض تاريخ الدولة السعودية الأولى وخصائصها في الحكم والإدارة، بعروض مرئية، وصور فوتوغرافية، وعدد من اللوحات والمجسمات التي تحكي قصة القصر، والفترة الزمنية التي كان خلالها مقرًا للحكم.
يختص "متحف الحياة الاجتماعية" بإبراز التفاصيل اليومية التي يعيشها أهالي الدرعية من التقاليد والعادات، والقطع والأدوات المستخدمة في مناحي الحياة خلال فترة حكم الدولة السعودية الأولى، فيما يعرض "المتحف الحربي" الأدوات التي كان يستخدمها جنود الدولة السعودية الأولى قديمًا في المعارك والحروب، وتوثيق قصة الدفاع عن الدرعية في آخر أيامها.
يختص "متحف الخيل العربية" بالتعريف بطرق رعاية الخيل والاهتمام بها، في فترة نماء الدرعية وازدهارها، والأماكن التي كانت اصطبلات للخيول في الفترات الزمنية السابقة، بينما يعرض "متحف التجارة والمال" في مقره بالمباني المخصصة قديما لبيت المال، العملات والأوقاف والموازين، ومعالم التجارة، والتطورات الاقتصادية التي عاشتها الدرعية.
وهناك عدد من المتاحف التابعة لمشروع الدرعية، والتي يبلغ عددها 6 متاحف يجري العمل على افتتاحها، وهي متحف منزل آل سعود، ومتحف الدولة السعودية وشبه الجزيرة العربية، ومتحف رحلة المئة قصة، إضافة إلى مركز الدرعية للفنون، ومتحف الفنون الرقمية ومتحف مسك للتراث.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة