قصر الملك عبدالعزيز في لينة

قصر الملك عبدالعزيز في لينة، هو أحد القصور الملكية التي أمر ببنائها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود،في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية بعد توحيدها في عام 1351هـ/1932م.بُني القصر عام 1354هـ/1935م، ويقع في مركز لينة التابع لمحافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية.

بُني القصر على مساحة بلغت نحو 4,320م2. ويتخذ شكلًا هندسيًّا مربعًا، ويبدو كنموذج مصغر عن قصر المصمك الأثري بمدينة الرياض، إذ يتشارك قصر لينة مع القصور التاريخية في منطقة الرياض في نمط البناء المعماري النجدي، كما يحيط به سور مربع، على رأس كل زاوية منه برج مخروطي الشكل أطول من السور لمهمات المراقبة، ويُغلق السور ببوابة خشبية كبيرة الحجم تتوسطه.

كان القصر مقر الملك عبدالعزيز الوحيد في منطقة الحدود الشمالية، واستخدم مقرًا للإمارة في المنطقة، وأُدِيرت من غرفه شؤون منطقة الحدود الشمالية.

يقع القصر وسط قرية لينة، التي يفصل بينها وبين مدينة رفحاء نحو 100 كم، وعلى بُعد نحو 200م منه يقع سوق لينة التاريخي، الذي عُدَّ قديمًا موقعًا مهمًّا بصفته ملتقى للتجار، لقربه من الطريق التجاري الرابط بين شبه الجزيرة العربية والعراق، غير بعيد عن درب زبيدة أحد طرق الحج القديمة.

وتقع "لينة" بين النفود والحجرة، وعلى مفترق طرق رئيسة تربطها بمناطق: الرياض، والقصيم، وحائل بالطريق الدولي المار في الحدود الشمالية.

شُيدت جدران القصر وغرفه وسوره وأبراجه من مواد الطين والحجارة واللبن، أما الأبواب فصنعت من الخشب، وبُنيت أسقفه من سعف النخيل، ويحتوي على غُرف خُصصت لإقامة الملك عبدالعزيز آنذاك وحاشيته وضيوفه، كما يضم مربطًا للخيول، ومسجدًا وبئرًا، ويتوسط مرافقه فناء مستطيل تواجهه كافة الغرف، كما نُقشت داخله كتابات أثرية، تسرد تاريخ القصر وزمن بنائه.

في عام 1430هـ/2009م نفذت الهيئة العامة للسياحة والآثار (سابقًا) عملية ترميم وإعادة تأهيل للقصر، إضافة إلى عدد من القصور التاريخية في عدد من مدن السعودية، وذلك ضمن برنامج تأهيل المباني التاريخية للدولة في عهد الملك عبدالعزيز، الذي نُفذ بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام (قبل فصلهما في وزارتين)، ودارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.

وفي عام 1445هـ/2024م، وجه أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، بتشكيل لجنه برئاسته وعضوية عدد من الجهات الحكومية، لمراجعة أعمال الترميم وتصحيح الملاحظات، في قصر الملك عبدالعزيز في لينة، بعد انتهاء مشروع إعادة ترميم القصر، ووجه أيضًا بالاستفادة من الخبرات في مناطق السعودية في هذا المجال.