تم نسخ الرابط بنجاح

قرية القصار التراثية

saudipedia Logo
قرية القصار التراثية
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

قرية القصار التراثية، هي قرية تراثية تقع في جزيرة فرسان التابعة لمنطقة جازان جنوبي المملكة العربية السعودية، وتشتهر بكثرة النخيل والأشجار المعمرة، وهي واحدة من أهم القرى بجزيرة فرسان ومن أوائل المواقع التي سُكنت بالجزيرة منذ مئات السنين، لما تميزت به من اعتدال في الجو على مدار العام وكثرة النخيل والأشجار المعمرة ووفرة المياه العذبة بعدة آبار حفرت بالقرية لأغراض الشرب وري المزارع.

السياحة في قرية القصار التراثية

تعد قرية القصار أحد المواقع السياحية، إذ أسهمت مبانيها التراثية التي بُنيت من الحجارة وجريد النخل والمحاطة بالنخيل في جعلها عنصرًا جاذبًا للسياح، وتبعد القرية عن جزيرة فرسان نحو 5 كم جنوبًا، ويمكن للسائح زيارتها عن طريق مرسی جنابة، ومرسى الحافة.

وتمثل القرية منتجعًا صيفيًّا لسكان جزيرة فرسان، إذ يقضون فيها ما يزيد على الثلاثة أشهر متزامنة مع موسم يطلقون عليه "العاصف"، وهي رياح الشمال الصيفية التي تهب معلنةً عن موسم استواء رطب نخيلها، إضافةً إلى امتيازها بعذوبة مياهها الجوفية، وقربها من سطح الأرض حيث لا يزيد عمقها على سبعة أمتار.

آثار قرية القصار التراثية 

عثر الباحثون في قرية القصار التراثية على مجموعة من الآثار تضم نقوشًا خُطَّ على بعض أحجارها بالخط الحميري، ونقوشًا أخرى بالحروف اللاتينية القديمة، ونقوشًا تعود إلى عام 24 قبل الميلاد في منطقة الكدمي الواقعة فيها، كما وجدت كتابات بخط المسند الجنوبي تعود للعهد الحميري، وعُثر كذلك على آثار تعود إلى العهد الروماني، وبعض الرسومات والكتابات التي يعود بعضها للعهد الحميري، إضافةً إلى الحصن الأثري الذي يعود إلى الفترة الإسلامية المتأخرة.

آبار قرية القصار التراثية

جاءت أهمية القصار ومكانتها لدى أهالي جزيرة فرسان؛ لاعتدال جوها على مدار العام ووفرة المياه العذبة في آبارها الباردة التي حفرت لأغراض الشرب وري المزارع، ومن أبرزها: بئر "عابدة" التي تقع في المدخل الشمالي للقرية، إضافةً إلى بعض المحلات الصغيرة "الدكاكين" التي كانت تباع بها احتياجات القرية من المواد الغذائية.

الحياة الاجتماعية في قرية القصار التراثية 

في قرية القصار كان الفرسانيون يحيون مناسبات الزواج التي كانت تؤجل لمدة عام حتى يحل موسم الرحيل من جزيرة فرسان في فصل الصيف لقرية القصار فيما عرف بموسم "الشدة" هروبًا من شدة الحرارة، حيث تتوافر المياه وثمار وظلال النخيل وساحة القرية والمنازل التي بنيت جدرانها من الحجارة المتوفرة بالموقع نفسه، وسقفت من أخشاب وسعوف الدوم والنخل، وزينت أفنيتها بأصداف البحر ذات اللون الأبيض، فيما يعرف بالبطاح الذي يفرش به كامل مساحة الأسوار المحيطة بالمنزل التي بنيت أيضًا من الأحجار وزينت بالنقوش الفرسانية المميزة.

بناء قرية القصار التراثية

تضم قرية القصار عددًا من الحارات، وكل حارة تضم مجموعةً من المنازل الحجرية، تتكون الواحدة منها من منزل حجري لا تتجاوز مساحته 20م2 يطلقون عليه مسمى بيت؛ وهو المقر الرئيس للعائلة، ويبلغ مجموع منازلها نحو 400 منزل، بُنيت جميع جدران المنازل من الحجارة المنحوتة والمشذبة، والأسقف تم إنشاؤها من جذوع النخل أو شجر الدوم، وجريد النخل أو عيدان المض، وفوق ذلك يتم وضع الخبان، وهي كتل كبيرة من الطحالب البحرية. 

ترميم منازل قرية القصار التراثية

شهدت القرية عمليات تطوير وإعادة ترميم وتطوير للمنازل والساحات والمواقع الأثرية القائمة فيها وفق التصميم العمراني للقرية؛ مما جعلها معلمًا حضاريًّا يحكي تاريخ القرية ورحلة أهالي فرسان إليها مع بداية الصيف من كل عام.