تم نسخ الرابط بنجاح

بئر غرس

saudipedia Logo
بئر غرس
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

بئر غرس، هي إحدى آبار المدينة المنورة، ويقال لها بئر الأغرس، وسميت بذلك نسبة إلى الغرس وهو الفسيل والشجر، وتقع البئر بمنطقة قربان شرقي مسجد قباء، بالقرب من تقاطع طريق الهجرة مع شارع قربان، وتبتعد عن مسجد قباء نحو 1,500م.

تاريخ بئر غرس

بئر غرس من الآبار المأثورة في المدينة المنورة، وذكرت المصادر التاريخية أنها من آبار النبي صلى الله عليه وسلم، وتحدد المصادر موقعها بأنها بقباء، على نحو نصف ميل إلى جهة الشمال الشرقي من مسجد قباء، و بعدما جرى من تطوير في المدينة المنورة في العصر السعودي، توصف بأنها تقع بمنطقة قباء، حي قربان، ولا تزال البئر موجودة حتى اليوم.

وتذكر المصادر التاريخية أن بئر غرس حفرها مالك بن النحاط، وهو جد سَعْد بْن مَيْثخ بْن الحارث بْن مَالِك بن النحاط، الذي نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بداره عند قدومه إلى المدينة مهاجرًا من مكة، وكان سعد بن خيثمة هو مالك البئر في ذلك الزمن، ونسب إلى بئر غرس روايات ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد شرب منها، ودعاؤه لها بالبركة، وثناؤه عليها ووضوؤه منها وإراقة بقية وضوئه فيها، وسكب ما أهدي اليه من عسل فيها، ورؤيته أنه أصبح على بئر من آبار الجنة، فأصبح عليها وبصق فيها، ووصيته لعلي بن أبي طالب بأن يغسله بسبع قرب منها حين وفاته ونسبته البئر إليه بقوله بئري.

وصف لبئر غرس

تواترت الأحاديث النبوية في أهمية بئر غرس، والماء موجود في جوف الأرض، وبالإمكان استخراجه بواسطة المعدات الحديثة، وتحولت الآن إلى مكان يقصده الزوار، وروي عن عاصم بن عبدالله الحكمي؛ عن ابن عبد الحكم؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "نعم البئر بئر غرس هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه".

تعد بئر غرس، إحدى الآبار النبوية السبع "أريس، غرس، رومة، بئر حاء، بضاعة، البصة، العهن"، وأعيد ترميمها حديثاً بالحجارة السوداء دون أن تفقد هويتها التاريخية، ومما ذكره المؤرخون أن البئر كانت وسط الشجر وقد خربها السيل وطمها، وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب، وريحه الغالب عليه الأجون، وأن ذرعتها سبعة أذرع، منها ذراعان من ماء، وعرضها عشرة أذرع.

وتخربت بئر غرس، ولم تعد صالحة للشرب منها، وفى عام 700 هـ/1300م، جددت وبعد 182 عاما، اشترى السيد حسين بن الشهاب أحمد القاوانى، ما حول البئر من حقول وأحاط‍ البئر بسور، وصنع حديقة للنخيل، وأنشأ سلماً للنزول فى البئر، وبنى مسجدًا، وفتح طريقًا واسعًا للدخول إلى المسجد من الخارج، ثم وقفها للمارين وعابري السبيل، وظلت تلك الحديقة المذكورة عامرة.