مدينة ثاج التاريخية هي إحدى مدن مملكة الجرهاء التاريخية، برزت في القرن الثالث قبل الميلاد شمال شرق شبه الجزيرة العربية. وتشير بعض الدراسات التاريخية إلى أنها مستوطنة شهدت طبقات متعددة من الاستيطان البشري، وأنها هي مدينة الجرهاء المفقودة. تعد الموقع الأثري الأكبر للحقبة الهلنستية في شرق شبه الجزيرة العربية، إذ تبلغ مساحتها 800 ألف م2.
مكانة مدينة ثاج التاريخية
كانت ثاج محطة تواصل تشرف على ثلاثة مواقع مهمة آنذاك، وهي مرفأ الجبيل، ووادي المياه، وطريق القوافل الذي يربط جنوب العراق بالهفوف. وهو موقع داخل الحدود الحالية لمحافظة الأحساء، في المنطقة الشرقية التابعة للمملكة العربية السعودية. وثاج في الأصل واحة اشتهرت بوفرة مياه آبارها، لجأ إليها الكلدانيون النازحون من بابل.
طريقة بناء مدينة ثاج التاريخية
يحيط بمدينة ثاج سور حصين، يعد الوحيد من نوعه في تاريخ شرق شبه الجزيرة العربية، إذ تأثر بثقافتين مختلفتين، هما العمارة اليونانية التي أثارتها حملات الملك الإسكندر المقدوني على آسيا الغربية، وعمارة جنوب شبه الجزيرة العربية.والسور مشيَّد من الكتل الجيرية المنحوتة والحجارة المشذبة، ويبلغ سُمكه نحو خمسة أمتار، وطوله نحو 2.5 كلم، يطوق المدينة في شكل أشبه بالمُعيَّن، ويضم أبراجًا نصف دائرية للمراقبة، وأخرى تأخذ شكلَ معيَّن، يُقدر محيطها بين 5 و6 م.
وتنتشر حول القلعة من الجهتين الجنوبية والغربية آثارٌ لوحدات معمارية، يبدو أنها كانت مخصصة لشعائر دينية أو مناسبات اجتماعية تابعة للمدينة، وآبارٌ مطوية يبلغ عددها نحو 20 بئرًا لخدمة البلدة.
وبينما تخترق الأودية الجزء الجنوبي من المدينة، وتغطي الأراضي السبخة الجزء الشمالي منها، يمثل الجزء الأوسط المنطقة التي كان يحتشد فيها سكان الواحة.
الأهمية التجارية لمدينة ثاج قديمًا
كانت ثاج مركزًا تجاريًا رئيسًا، تربط بموقعها بين مراكز تجارية مهمة آنذاك جنوب الدولة البابلية ونجران وقرية الفاو واليمامة وهجر، من خلال طرق القوافل البرية العالمية المتمثلة في درب الكنهري ودرب الجمل، كما تشرف بحريًّا على منفذ الدفي الأثري على الخليج العربي، الذي كانت البضائع تصدر منه إلى أكاروس وبابل والفرات.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة