المنطقة الشرقية، أو "الشرقية" اختصارًا كما تُعرف بالنطق المحلّي، هي أكبر مناطق المملكة العربية السعودية الـ 13 من حيث المساحة، تضم 11 حقلًا لإنتاج النفط الخام، والذي يُشكّل 68% من صادرات السعودية. سُمّيت بالمنطقة الشرقية نسبة إلى موقعها من السعودية.
تاريخ المنطقة الشرقية
تُعدُّ المنطقة إحدى أقدم مناطق التجمعات البشرية المأهولة بالسكان في شبه الجزيرة العربية، وشهدت عديدًا من الحِقب التاريخية تحت أسماء: "الجرهاء"، و"هجر"، و"إقليم البحرين"، وتعاقب على أراضيها أقوام من العمالقة، والكنعانيين، والفينيقيين، والداشيين، ويرجع ذلك إلى الوفرة في ينابيع وعيون الماء وخصوبة أراضيها، وبسبب موقعها بين العالم الخارجي والمناطق الداخلية في شبه الجزيرة العربية، الذي أدى إلى جعلها معبرًا للقوافل ومركز أعمال تجارية.
والمنطقة الشرقية اسم حديث لمكان موغل في القدم، قامت على أجزاء متفرقة من أراضيها دول عديدة خلال خمسة آلاف عام قبل الميلاد، وظهرت باسمها الحالي لأول مرة عام 1412هـ/1992م، وذلك مع إعلان المملكة العربية السعودية عن تطبيق نظام المناطق الذي يقضي بتقسيم السعودية إلى 13 منطقة إدارية.
مساحة المنطقة الشرقية
تبلغ مساحة المنطقة الشرقية 540,000 كم²، وتُمثّل 27.6% من مساحة السعودية، وهي عبارة عن سهل صحراوي، يمتد من شاطئ الخليج العربي حتى صحراء الدهناء، فيما يمتد طولها نحو 1200 كم²، من الحدود الكويتية شمالًا إلى صحراء الربع الخالي جنوبًا، والتي تُعدُّ أكبر صحراء رملية متواصلة في العالم، حيث تحتل هذه الصحراء الجزء الجنوبي من البلاد. والمنطقة الشرقية لها حدود مشتركة مع الكويت والعراق شمالًا، وقطر والبحرين شرقًا، والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان جنوبًا. وتقع المنطقة الشرقية بين خط العرض 29.3 شمالًا، وخط العرض 23.3 جنوبًا، ويحدها من الشرق خط الطول 51، وغربًا خط الطول 54.
محافظات المنطقة الشرقية ومدنها
تتكون المنطقة الشرقية من 12 محافظة، علاوة على مدينة الدمام مقر الإمارة، بينها سبعة محافظات فئة " أ " هي: الأحساء، وحفر الباطن، والجبيل، والقطيف، والخُبر، والخفجي، والعديد؛ بالإضافة إلى خمسة محافظات من الفئة "ب"، وهي: رأس تنورة، وبقيق، والنعيرية، وقرية العليا، والبيضاء. ويبلغ عدد مراكز المنطقة 116 مراكزاً إداريًا، منها 76 مركزًا فئة "أ"، و40 مركزًا فئة "ب"، وتُمثّل
إمارة المنطقة الشرقية
يتمثل دور إمارة المنطقة الشرقية في عدد من المهام، منها: العمل على حفظ الأمن ومتابعة تحقيق سير العدالة في المنطقة، التحقق من كفاءة وفاعلية الخدمات التي تقدم لمواطني المنطقة، العمل على تحسين الخدمات وتطويرها.
ولكل إمارة أميرٌ يُعيَّن بأمر ملكي بمرتبة وزير،وفي عام 1434هـ/2013م، صدر أمرا ملكي بتعيين الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أميرًا للمنطقة الشرقية، وفي عام 1445هـ/2023م صدر أمر ملكي بتعيين الأمير سعود بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود نائبًا لأمير المنطقة الشرقية بالمرتبة الممتازة.
مناخ المنطقة الشرقية
تسجّل المنطقة الشرقية مناخًا معتدلًا عمومًا، حيث يكون الجو عادة صحوًا والهواء منعشًا، أما في الفترة الواقعة ما بين شهري مايو وأغسطس؛ فتصل درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية. ويكون الجو خلالها حارًا رطبًا. أما في فصل الشتاء، الذي يقع خلال الفترة من نوفمبر وحتى فبراير، فتصل الحرارة أحيانًا إلى 8 درجات مئوية مع هطول بعض الأمطار التي نادرًا ما تتسم بالغزارة. وتشتهر المنطقة الشرقية بالمغارات والكهوف ذات درجة الحرارة الثابتة طيلة العام.
طبوغرافية المنطقة الشرقية
المنطقة الشرقية من أكثر مناطق السعودية تنوعًا في الحياة الفطرية، إذ يسهم الموقع الجغرافي للمنطقة ومساحاتها الواسعة في الجمع بين: المناطق الصحراوية والمناطق الساحلية ومناطق مجاري المياه.
وهي واحدة من المناطق في السعودية التي تضم جزرًا صالحة للسكن ومأهولة بالسكان إلى جانب منطقة جازان جنوب السعودية، مثل جزيرة تاروت وجزيرة جُنة، وأكبرها جزيرة أبوعلي التي تبلغ مساحتها 59,3 كلم².
سكان المنطقة الشرقية
المنطقة الشرقية ثالث المناطق المأهولة بالسكان في السعودية، يبلغ عدد سكانها 5,125,254 نسمة، طبقًا لتعداد السكان 2022م، وهي من أكثر المناطق التي يسكنها الشباب في السعودية بنسبة 15%، ونحو نصف سكان المنطقة من السعوديين بنسبة 57.6%، يتركّز 51.4% منهم في حاضرة الدمام و محافظة الأحساء. على الرغم من ذلك فإنها لا تُشكّل كثافة سكانية عالية، وبسبب مساحتها الشاسعة البالغة 540,000 ألف كلم²؛ فإنه يمكن لكل تسعة من السكان أن يعيشوا في كلم² من أراضيها. ووفقًا لمؤشرات التنمية العالمية، تسجل الشرقية معدلات تنمية بشرية مرتفعة في السعودية، إذ يبلغ متوسط دخل الفرد فيها 16,605 ريالات، وهو أعلى متوسط دخل فردي على مستوى مناطق السعودية. ويمكن لكل فرد من السكان في المنطقة الشرقية الحصول على 378 لترًا من المياه يوميًا.
السياحة في المنطقة الشرقية
الشرقية إحدى المناطق السياحية في السعودية، وتخدم المنطقة ثلاثة مطارات دولية، هي: مطار الملك فهد الدولي، ومطار الأحساء الدولي، ومطار القيصومة الدولي بحفر الباطن، إلا أن 89% من الزوار يفضلون القدوم إليها برًا، ويفسر ذلك تنوّع المناطق الحضرية على حدودها، وسهولة الوصول إليها. كما يربطها مع العاصمة الرياض خط حديدي يبدأ من مدينة الدمام.
التعليم في المنطقة الشرقية
التعليم العام
انطلقت مسيرة التعليم النظامي في المنطقة الشرقية عام 1360هـ/1941م، بافتتاح المدرسة الأميرية في مدينة الهفوف بالأحساء، التي كان من بين طلابها من تقلدوا فيما بعد مكانة بارزة في البلاد.
اعقب افتتاح المدرسة الأميرية إنشاء عدة مدارس في المنطقة الشرقية، وكانت تتبع لمديرية المعارف العمومية، التي أُنشئت بأمر من الملك عبدالعزيز عام 1344هـ/1926م، لتتحول عام 1373هـ/1954م، إلى وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليًا). ومع عمليات تطوير وتحديث الأجهزة الإدارية في المناطق، أُنشئت الإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية، التي تولت الإشراف المباشر على تنفيذ السياسات والخطط والبرامج التربوية والتعليمية ومتابعة سيرها.
ووفقًا لإحصائيات وزارة التعليم الصادرة في عام 1443هـ/2022م؛ يدرس في مدارس المنطقة الشرقية 567.213 طالبًا وطالبة، موزعين على 2,881 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية، سواءً التعليم العام، وتعليم التربية الخاصة، وتحفيظ القرآن الكريم، والنهارية، وتعليم الكبار، والحكومية والأهلية، والعالمية والأجنبية، والمعاهد العلمية. أما الإدارة العامة للتعليم في محافظة الأحساء فيتبع لها 1354 مدرسة، يدرس فيها 244,570 طالبًا وطالبة، وتتبع لإدارة التعليم في محافظة حفر الباطن 735 مدرسة، يدرس فيها 119,569 طالبًا وطالبة.
الأندية الأدبية في المنطقة الشرقية
تشهد المنطقة الشرقية حراكًا أدبيًا وثقافيًا ناشطًا، ويعكس هذا النشاط ما تشهده الأندية الأدبية في المنطقة من زخم أدبي واستقطاب للأدباء من الجنسين. ويوجد في المنطقة ناديان أدبيان: نادي المنطقة الشرقية الأدبي، ومقره مدينة الدمام، ونادي الأحساء الأدبي، ومقره مدينة الهفوف.
نادي المنطقة الشرقية الأدبي هو أحد الأندية الأدبية الثقافية في السعودية، التي تهتم -بشكل خاص- بمجال الأدب والأدباء، وبالثقافة وروادها عمومًا، أُنشئ عام 1410هـ/1989م، ومقره المنطقة الشرقية، وتُعدُّ وزارة الثقافة الجهة المشرفة عليه.
ويعمل نادي المنطقة الشرقية الأدبي على تحقيق أهدافه التي تتمثّل في تشجيع الثقافة والأدب ونشرهما في المجتمع المحلي، وذلك من خلال عدد من الفعاليات والأنشطة التي يُعدها النادي في مقره أو في مواقع أخرى من المحافظات التابعة للمنطقة؛ بغرض الوصول إلى المهتمين بهذا المجال وتعزيز مهاراتهم وقدراتهم وتنميتها.
وتشمل نشاطات النادي طباعة الأعمال الأدبية والإبداعية والفكرية، وعمل الدورات التعليمية، وإعداد الأمسيات القصصية والشعرية، إضافةً إلى المحاضرات والندوات الثقافية والفكرية والأدبية.
وتخدم مكتبة نادي المنطقة الشرقية الأدبي طلاب المدارس، والجامعات، والدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه، وذلك من خلال إمكانية الاطلاع على الكتب أو استعارتها والانتفاع بمحتواها.
ويُنظّم النادي بعض المسابقات الثقافية التي يُخصص لها جوائز مالية، إذ نظّم ملتقى دارين الثقافي الأول في عام 1432هـ، والذي يتمحور حول الحديث عن المجلات الثقافية في الخليج العربي، كما يُعِد النادي حفلات تكريم لبعض الشخصيات الثقافية والأدبية على مستوى المنطقة الشرقية وخارجها.
ويرتكز العمل الثقافي في نادي الشرقية الأدبي على عدد من اللجان التي تعمل لمتابعة ودعم الأنشطة الثقافية فيه، ومنها: لجنة المطبوعات والنشر، ولجنة الترجمة، ولجنة النشاط المنبري، إضافةً إلى لجنة فيلم، واللجنة النسائية، ولجنة الملتقى التي تُعنى بأدب الشباب.
نادي الأحساء الأدبي، تأسس عام 1428هـ/2007م، ويتبع لوزارة الثقافة. ويسعى النادي إلى نشر الأدب والإبداع والثقافة، وبث الوعي الثقافي والوطني، وكذلك توثيق أواصر الصلات الأدبية بين الأدباء، والتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وتشجيع المواهب الأدبية الشابة ورعايتها، بالإضافة إلى العمل على حفظ الحقوق الفنية والفكرية والمادية للأدباء وتمثيلهم أمام الجهات المعنية فيما يتعلق باختصاص النادي.
وتتضمن نشاطات النادي الأدبي في الأحساء إقامة المحاضرات الأدبية والثقافية، والأمسيات الشعرية، والندوات الفكرية، وطباعة الكتب والأعمال الأدبية. كما يصدر النادي مجلة المشقر، ومجلة جواثى، ويهتم النادي بإقامة دورات وورش تدريبية للشباب. كما يُقيم ملتقى جواثى الثقافي السنوي، وكرّم الملتقى على هامشه عددًا كبيرًا من رموز الأدب والثقافة في المنطقة. وطبع النادي عددًا من الكتب، منها: وثائق الأحساء في الأرشيف العثماني لسهيل صابان، وسجل الخطابات: قراءات في الأدب السعودي لسحمي الهاجري، ومعجم شعراء الأحساء المعاصرين.
البنية التحتية للمنطقة الشرقية
هيئة تطوير المنطقة الشرقية
هيئة تطوير المنطقة الشرقية، هي الجهة المسؤولة عن رسم السياسات العامة لتنمية وتطوير المنطقة الشرقية، وتشمل مسؤوليتها إعداد الخطط والدراسات والمخططات الاستراتيجية الشاملة للمنطقة وبرامجها التنفيذية، إضافة إلى متابعة وتنفيذ المشروعات بالتنسيق مع مجلس وأمانة المنطقة.
في 7 رمضان 1439هـ/23 مايو 2018م، أصدر مجلس الوزراء قرارًا بتنظيم هيئات تطوير المناطق والمدن، الذي يسري على ست هيئات تطوير، إضافة إلى أي هيئة تنشأ مستقبلًا، ما لم تنص أداة إنشائها على غير ذلك، وبتاريخ 13 ربيع الآخر 1441هـ/10 ديسمبر 2019م، بدأت هيئة تطوير المنطقة الشرقية أعمال البناء المؤسسي لها.
تُدير هيئة تطوير المنطقة الشرقية أعمالها من مقرها الرئيس في مدينة الدمام، ولها مجلس إدارة يُعدُّ السلطة المسؤولة عن إدارة شؤون الهيئة وتصريف أمورها، ويتمتع المجلس بصلاحيات عدة، منها: الموافقة على استثمار أموال الهيئة بما يحقق أهدافها، وتأسيس شركات، أو المشاركة في تأسيسها، أو الدخول فيها لتنفيذ المشروعات التي تحددها الهيئة.
ولهيئة تطوير المنطقة الشرقية مهام عدة، منها: ترتيب أولويات تنفيذ البرامج والمشروعات في المنطقة بما يتفق مع خطط التنمية، ومراجعة خطط التنمية والبرامج والمشروعات ذات الصلة بعمل الهيئة، واقتراح نزع ملكية بعض العقارات لتطوير المنطقة بالتنسيق مع أمانة المنطقة، إضافة إلى مراجعة مخططات تقسيمات الأراضي وإقرارها، ووضع البرامج اللازمة لمشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات، وإنشاء قاعدة بيانات ونظم معلومات حضرية. وتعمل هيئة تطوير المنطقة الشرقية على توحيد القرار التنموي لضمان التنمية المتوازنة، وتحقيق أهداف التطوير الشامل، وذلك من خلال نموذج تشغيل يعتمد على الدراسات والسياسات والتنسيق والمواءمة والتخطيط الشامل والدعم والتنفيذ وإدارة الأداء والمتابعة.
اعتمدت الهيئة في تصميم هويتها على رمزية المكان بما يوضح دورها في تحقيق مستهدفات التطوير الشامل، إذ يتضمن الشعار التقسيم الإداري للمنطقة مكررًا 16 مرة، ويتوسطه الرمز الوطني للسعودية المتمثّل في السيفين والنخلة.
أمانة المنطقة الشرقية
أمانة المنطقة الشرقية، هي واحدة من 17 أمانة موزعة في مناطق المملكة الـ13، تعنى بتطوير المنطقة الشرقية عمرانيًّا، والتنسيق مع الجهات الحكومية لإعداد المخططات الهيكلية للمدن والمحافظات والمراكز في المنطقة، وتشمل مسؤولياتها تقديم الخدمات البلدية للمواطنين والمقيمين.
في 16 رجب 1426هـ/21 أغسطس 2005م، أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية (وزارة البلديات والإسكان حاليًا) قرارات عدة، تضمنت: تسمية أمانات المناطق، وارتباط البلديات والمجمعات القروية، وإلغاء المديريات العامة للشؤون البلدية والقروية، وذلك بناءً على نظام البلديات والقرى الصادر في 21 صفر 1397هـ، وقرار مجلس الوزراء الصادر في 17 شعبان 1424هـ، إذ عُدّل اسم بلدية المنطقة الشرقية إلى أمانة المنطقة الشرقية، إضافة إلى ربط البلديات والمجمعات القروية في المنطقة بالأمين.
تُعرَّفُ الأمانة، بحسب المصطلحات البلدية الخاصة بالوزارة، بأنها جهازٌ خدميٌّ له شخصية اعتبارية ذات استقلال ماليٍّ وإداريٍّ، يرأسها مسؤول يسمى "أمين"، وهي تتولى تنفيذ المهام الموكلة إليها والمحددة بقرارات اختصاصاتها.
تتبع أمانة المنطقة الشرقية تنظيميًّا وزارة البلديات والإسكان، ومقرها في مدينة الدمام، وهي تبعد عن مقر إمارة المنطقة نحو 4,9 كلم، وتتبع لها خمس بلديات، هي: بلدية الظهران، وبلدية شرق الدمام، وبلدية وسط الدمام، وبلدية غرب الدمام، وبلدية الخُبر.
في 2 جمادى الأولى 1442هـ/17 ديسمبر 2020م، عقد المجلس التأسيسي لشركة أمانة المنطقة الشرقية اجتماعه الأول، إذ تنفذ الشركة عددًا من المهام، منها: تحقيق التوازن العمراني في المدينة، والعمل على تطوير أراضي الأمانة والأحياء العشوائية، وتحفيز القطاع الخاص للمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وتحسين جودة الخدمات البلدية وفقًا لاستراتيجيات التطوير للمنطقة.
تُنفذ أمانة المنطقة الشرقية عدة مهام ضمن اختصاصها، منها: سفلتة الطرق والشوارع، وتنفيذ وصيانة الحدائق والمتنزهات، ومعالجة المستنقعات وبؤر تجمع المياه، وتنفيذ وصيانة مشاريع تصريف السيول في الطرق والشوارع، وتنفيذ مشاريع المسالخ العامة، وتنفيذ وصيانة الأسواق العامة والأسواق المخصصة، وتنفيذ وصيانة مشاريع المجسمات الجمالية، وتهيئة مدافن النفايات وتجهيزها، والعمل على توزيع حاويات النفايات،والإشراف على إصدار مختلف الرُخص المهنية،ومراقبة المخابز والمصانع والمحالّ للتحقق من صلاحية منتجاتها، والعمل على نظافة الشوارع والميادين والحدائق والمسالخ والأماكن العامة، وغيرها من المهام.
وتُعدُّ اللوائح الخاصة بفئات: الصحة والبلدية والفنية والعامة؛ أسسًا قانونية تعمل عليها الأمانات، وفقًا لاشتراطات وزارة البلديات والإسكان.
وتُمثّل منصة "بلدي" الذراع الإلكترونية لوزارة البلديات والإسكان، إضافة إلى معظم أمانات المناطق، إذ من خلالها يمكن للمواطنين والمقيمين إصدار جميع التراخيص اللازمة لمحالّ مزاولة الأنشطة التجارية المختلفة، والرُخص الإنشائية والحفريات والسكن الجماعي والأراضي، وخدمات الشهادات الصحية، وغيرها.
حددت أمانة المنطقة الشرقية أهدافًا استراتيجية تعمل على تحقيقها، منها: تحقيق التواصل الفعّال، والتميّز في تقديم الخدمات، وتطبيق أفضل الممارسات والمواصفات العالمية، والإبداع في تطوير الخدمات، بالإضافة إلى معالجة النقاط الساخنة، وكذلك التحوّل الإلكتروني، وتطبيق استراتيجية التواصل مع المجتمع، وتطوير المرجعية المعلوماتية، ورفع كفاءة إدارة الموارد المالية.
مطارات المنطقة الشرقية
تشهد المنطقة الشرقية حركة سفر نشطة؛ نظرًا لوجود كثافة سكانية فيها، وتميّزها بحركة صناعية وتجارية نشطة. وتحوي المنطقة ثلاثة مطارات دولية، هي: مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ومطار الأحساء الدولي، ومطار القيصومة في حفر الباطن.
مطار الملك فهد الدولي في الدمام
مطار الملك فهد الدولي في الدمام، افُتتح عام 1420هـ/1999م، ويُعدُّ ثالث أكبر مطار دولي في السعودية من حيث عدد المسافرين، وبوابة المنطقة الشرقية، وتتولى تشغيله وإدارته شركة مطارات الدمام، منذ عام 1438هـ/2017م.
وتعمل في مطار الملك فهد الدولي في الدمام 37 شركة طيران محلية ودولية، ويخدم 43 وجهة، ويستعمله 10 ملايين مسافر سنويًا. وفقًا لأرقام نشرها المطار عام 1444هـ/2023م.
ويتكون مبنى المطار من خمسة طوابق، هي: طابق الميزانين، وطابق المغادرة، وطابق الصعود، وطابق الوصول، وطابق الخدمات. ويحوي طابق الميزانين شرفة مصممة لتمكين الزوار من الاستمتاع بمشاهدة إقلاع الطائرات وهبوطها، كما يحوي دورات مياه، ومطعمًا، ومكاتب شركة مطارات الدمام (DACO). ويجمع تصميم المطار بين الحداثة والطابع المعماري الإسلامي. ويحتل مساحة تبلغ 776 كم². وهو مطار دولي، يضم محطة واحدة.
ويحوي المطار مدرجين متوازيين، يبلغ طول كل منهما 4 آلاف متر (13,123 قدمًا)، بالإضافة إلى مدرجات موازية للمدرجين، وممر متقاطع لربط المدرجين معًا، وتُرِك فاصل مسافة قدره 2,146 مترًا (7,041 قدمًا) بين المدرجين، لتسهيل عمليات الإقلاع والهبوط في آنٍ واحدٍ. كما خُصّص جزء من ساحة المطار لبناء ممر ثالث موازٍ.
ويوجد طريق على طول الجانب الغربي من المحطة المركزية للخدمات الأرضية المساندة للمعدات (GSE)، وصُمم هذا الطريق للسماح لتلك المعدات بالوصول إلى الطائرات، وتسهيل حركة المركبات الناقلة للأمتعة من الطائرات إلى مناطق الأمتعة.
ويبلغ ارتفاع برج المراقبة في مطار الملك فهد الدولي في الدمام 85,5 مترًا (281 قدمًا)، أي ما يعادل ارتفاع مبنى من 30 طابقًا. ويسمح الارتفاع برؤية جميع مناطق عمليات المطار. وتبلغ مساحة أرضيته الإجمالية 7,960 م2 (85,700 قدم مربع)، وتتولى تشغيل البرج خدمات الملاحة الجوية السعودية.
مطار الأحساء الدولي
مطار الأحساء الدولي، يقع في مدينة الهفوف، ويُعدُّ مطارًا دوليًا يخدم المنطقة الشرقية، إضافة إلى مطار الملك فهد الدولي. وتأسس عام 1405هـ/1985م، وتصل قدرته الاستيعابية من المسافرين إلى 400 ألف مسافر، ويحوي محطة واحدة، ويبلغ مجموع المساحة المبنية في المطار 477 كلم².
وأُعلن عام 1444هـ/2023م، عن مشروع لتطوير وتوسعة مطار الأحساء الدولي، يهدف في المرحلة الأولى إلى رفع طاقته الاستيعابية إلى مليون مسافر سنويًا، وفي المرحلة الثانية إلى 4 ملايين مسافر؛ للرفع من مستوى الأداء التشغيلي وتحسين تجربة المسافر، وتحديث البنية التحتية، وتوفير بيئة استثمارية عالمية.
ويشمل المشروع بناء صالتين دوليتين، وتطوير وتحسين صالات الرحلات الداخلية الحالية، وبناء مواقف طويلة الأجل تتسع لـ437 موقفًا، تضاف إلى المواقف الحالية المكونة من 700 موقف، بالإضافة إلى إعادة تأهيل خط الخدمة الموازي لصالات المطار بطول 1,7 كلم، وبناء مواقف للمعدات الأرضية. واستُوحيت أعمال التصاميم المعمارية من تراث محافظة الأحساء، والتي تشمل الواجهات الخارجية للمطار، والتصاميم الداخلية.
كما يتضمن المشروع بناء صالتين دوليتين على مساحة إجمالية تبلغ 3,400 م2، وتطوير وتحسين صالات الرحلات الداخلية الحالية بما يتوافق مع الصالتين الدوليتين الجديدتين، لتوحيد هوية المطار، إضافة إلى رفع الطاقة التشغيلية لمنصات إنهاء إجراءات السفر وتطوير منظومة سيور الأمتعة والبنية التحتية التقنية.
مطار القيصومة الدولي في حفر الباطن
مطار القيصومة الدولي في حفر الباطن، تأسس عام 1382هـ/1962م. وشهد المطار عام 1444هـ/2022م، تدشين توسعته، والتي شملت الصالات الداخلية والتجهيزات التي زُوّد المطار بها ضمن التوسعة، ومنطقة الخدمات والمباني المساندة، ومنطقة منصات إنهاء إجراءات السفر، ومنصات الجوازات. ويتضمن المشروع زيادة مساحات صالة المغادرة الداخلية والدولية بنسبة 238٪ لتصبح إجمالي المساحة 2,300 م2، ورفع عدد مقاعد انتظار المسافرين ليصل إلى 180٪، وإنشاء صالة القدوم المشتركة للرحلات الدولية والداخلية التي تبلغ مساحتها 1,600 م2. ورفع الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 367٪ سنويًا، ليقدّم خدماته إلى أكثر من 700 ألف مسافر خلال العام الواحد، بالإضافة إلى استبدال سيور الأمتعة، ورفع كفاءة أجهزة الملاحة الجوية، وزيادة المناطق التجارية والمكاتب الحكومية.
موانئ المنطقة الشرقية
تحتضن سواحل المنطقة الشرقية ستة موانئ، تتوزع على مدن: الدمام، والجبيل، ورأس تنورة، والخفجي، ورأس الخير، ثلاثة منها موانئ تجارية، والبقية موانئ نفطية وصناعية، تقع على مقربة من أهم المدن النفطية والصناعية في المنطقة. وتشرف عليها الهيئة العامة للموانئ، وتُعدُّ بوابات بحرية ومنافذ للمملكة العربية السعودية على العالم الخارجي.
ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام
ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، الميناء الرئيس للسعودية على الخليج العربي، ويرتبط مع الميناء الجاف في الرياض بسكة حديد، وتمر منه البضائع القادمة من جميع أنحاء العالم إلى المنطقتين الشرقية والوسطى. وأُنشئ بأمر من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتولت إنشاءه شركة "أرامكو السعودية"؛ تلبية لمتطلبات صناعة النفط، وشهد لاحقًا توسعات متلاحقة، وافتُتحت التوسعة الجديدة عام 1381هـ/1961م، وأُطلق عليه اسم "ميناء الملك عبدالعزيز".
وتبلغ مساحة ميناء الملك عبدالعزيز 19 كم²، وعدد أرصفته 43 رصيفًا مكتمل الخدمات والتجهيزات، يمكن من خلالها استقبال السفن الكبيرة، ويقدم الميناء خدمات تشغيلية، ويحتضن معدات مناوَلة تمكّنه من مناولة مختلف أنواع البضائع، بالإضافة إلى محطات المساندة للحاويات والبضائع العامة. ويحوي الميناء 3 محطات، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 105 ملايين طن، ويعمل في الميناء مرفق لإصلاح السفن، يضمُّ حوضَيْن عائمين للسفن لاستيعاب السفن حتى 215م طولًا. كما يضم عددًا من المحطات المساندة الأخرى، وهي: محطة للبضائع المبرّدة، ومحطتان للأسمنت، إحداهما لتصدير الأسمنت الأسود والكلنكر، والأخرى للأسمنت الأبيض، ومحطة للحبوب السائبة، ومحطة لمناولة الحديد الخام، ومنطقة تصنيع القِطَع البحرية ومنصات الغاز والنفط.
ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل
ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل، أُنشئ عام 1402هـ/1982م؛ بهدف خدمة المجمَّع الصناعي في مدينة الجبيل الصناعية، وصُمم لاستيراد المواد الخام التي تتطلبها الصناعات المحلية، وتصدير المنتجات الصناعية، مثل: البتروكيماويات، ومنتجات النفط المكرَّرة، والأسمدة الكيماوية، والكبريت، وذلك إثر تحوّل السعودية من دولة مصدّرة للمواد الخام فقط إلى مصنّعة لمنتجات الغاز والنفط. ويُعدُّ ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل المنفذ الرئيس للمنتجات البتروكيميائية التي تنتج في مدينة الجبيل الصناعية، ويتميّز باستراتيجية موقعه وقُربه من المصانع. ويضم 34 رصيفًا، وتبلغ مساحته 7,2 كلم²، ويحوي 5 محطات، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 70 مليون طن.
ميناء الجبيل التجاري
ميناء الجبيل التجاري، هو ميناء مساند لميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، في دعم الحركة التجارية، وبوابة الصادرات والواردات السعودية إلى الأسواق العالمية. أُنشئ عام 1394هـ/1974م، واُختير موقعه لعمق المياه الملاصقة له، وبُعْده نحو 80 كلم شمال مدينة الدمام، وقربه من المجمع الشرقي الرئيس للمنتجات الصناعية ومنتجات مصانع البتروكيماويات في مدينة الجبيل الصناعية؛ ما يسهِم في تخفيض تكلفة المواد الواردة والصادرة، ويعزز من قدرة السعودية التنافسية.
ويملك ميناء الجبيل التجاري أسطولًا من القطع البحرية، مثل قاطرات السحب، وقوارب الإرشاد، وقوارب الرباط بأعداد كافية لإجراء عمليات المناورة، لإرساء ومغادرة السفن في أي وقت بمختلف الأحوال الجوية ودون تأخير. ويبلغ عدد أرصفته 16 رصيفًا، ويضم ساحات للتخزين، ومستودعًا خاصًا للمواد الخطرة، وتصل مساحته إلى 4,8 كلم²، ويحوي محطتين، وتبلغ طاقته الاستيعابية 36 مليون طن.
ميناء رأس الخير
ميناء رأس الخير يُعدُّ من شرايين تغذية البرامج والمشروعات الحيوية التي ينفذها القطاعان العام والخاص في مدينة رأس الخير الصناعية في المنطقة الشرقية. ودُشن عام 1437هـ/2016م، وهو أحدث ميناء صناعي في السعودية، وتكمن أهمِّيته بوقوعه في منطقة صناعية جديدة متنوعة الإنتاج، ولها مستقبل في الاقتصاد الوطني. ويتميز بارتباطه بمناجم التعدين عبر خط للسكة الحديدية، وتصدر من خلاله منتجات الشركات إلى الأسواق العالمية.
ويخدم ميناء رأس الخير أكثر من 100 مشروع صناعي في مدينة رأس الخير. ويضم الميناء 14 رصيفًا، وهو مجهّز بالمعدات والأدوات والأجهزة اللازمة لمناولة أنواع البضائع العامة والسائبة، ومهيأ للتجاوب السريع والإيجابي مع ما يحدُث من تقلبات تفرضها الظروف المتغيرة في حركة النقل البحري من السعودية وإليها. وتبلغ مساحة الميناء 23 كلم²، ويوجد به محطة واحدة (4 مرافق)، وتبلغ طاقته الاستيعابية 35 مليون طن.
ميناء رأس تنورة
ميناء رأس تنورة، هو ميناء نفطي يقع على الساحل الشرقي للسعودية، شمال مدينة الدمام، دشّنه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في العام 1358هـ/1939م، وتمر من خلاله نحو 90% من صادرات السعودية من المواد الهيدروكربونية إلى الأسواق العالمية، والتي تشكل 20% من إجمالي الاستهلاك العالمي من المواد الهيدروكربونية.
ويتميّز ميناء رأس تنورة بقدرته التشغيلية التي تمكّنه من استقبال نحو 2000 سفينة نفطية عملاقة سنويًا، ويشحن الميناء أكثر من 9 ملايين برميل من المواد الهيدروكربونية يوميًا، ويشهد تفريغ 16 سفينة في وقت واحد، وتصل القدرة التخزينية للميناء إلى أكثر من 50 مليون برميل، فيما تبلغ الطاقة الاستيعابية له 500 مليون طن، ويحتضن 3 محطات متخصصة ومزودة بالتجهيزات، كما يضم 28 رصيفًا داخل مياه الخليج العربي، مقسمة إلى منطقتين: رأس تنورة والجعيمة، حيث تشمل منطقة رأس تنورة الفرضة الجنوبية، والفرضة الشمالية، والجزيرة الاصطناعية، والفرضة الغربية، ورصيف الخدمات، بينما تشمل منطقة الجعيمة 6 عوامات إرساء أحادية لتحميل النفط الخام، ورصيفين لتحميل الغاز المسال، ورصيف للخدمات غير التجارية.
ويناول ميناء رأس تنورة مجموعة متنوعة من المنتجات النفطية، مثل: الزيت الخام العربي الخفيف، والمتوسط، والثقيل، والزيت الخام العربي الأكثر خفة، وغاز بيوتين المسال، وغاز بروبان المسال، ووقود الطائرات النفاثة، وبنزين 95، وبنزين 91، والديزل، وعدد من المحروقات الأخرى. وتصل طاقته التصديرية إلى 6,5 مليون برميل، بما يعادل 7% من حجم الطلب العالمي على النفط، فيما تصل القدرة التكريرية لمصفاة رأس تنورة 525 ألف برميل يوميًا، ويتميّز الميناء بوجود ساحة خزانات نفط بسعة 33 مليون برميل، ووجود 4 جزر اصطناعية، لها القدرة على تحميل 6 ناقلات بواقع 500 ألف طن في وقت واحد.
ميناء الخفجي
ميناء الخفجي، يقع في محافظة الخفجي، وهو ميناء نفطي لتصدير النفط الخام. وصُدّرت أول شحنة نفط منه عام 1380هـ/1960م. وتبلغ مساحة الميناء 14,5 كلم²، ويحوي 23 رصيفًا. ويتميّز الميناء بقدرته الاستيعابية في استقبال ثلاث ناقلات في الوقت نفسه: ناقلتا تحميل وناقلة تفريغ، كما يمكنه استقبال ست ناقلات في منطقة الانتظار، واستقبال 30 قطعة صغيرة على أرصفته. والخدمات التي يقدمها ميناء الخفجي هي: شحن زيت الخام، وتفريغ ناقلات الديزل، وتقديم خدمات التموين، بالإضافة إلى تقديم الصيانة للقطع الصغيرة.
المدن والمناطق الصناعية في المنطقة الشرقية
توجد في المنطقة الشرقية، ثمان مدن صناعية، تتوزع على مدن ومحافظات: الدمام، والأحساء، وحفر الباطن، وبقيق. وتحوي هذه المدن أكثر من 1685 مصنعًا بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس. وتشرف على هذه المدن الهيئة السعودية للمدن ومناطق التقنية.
المدينة الصناعية الأولى في الدمام
تأسست المدينة الصناعية الأولي في الدمام عام 1393هـ/1973م، وتقع جنوب شرقي مدينة الدمام، عند تقاطع طريق الملك عبدالعزيز مع طريق الملك فهد، وتبلغ المساحة الكلية للمدينة 2,440,000 م²، وجميع مساحتها مطورة. ويبلغ عدد المصانع في المدينة 182 عقدًا صناعيًا وخدميًا، بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس.
المدينة الصناعية الثانية في الدمام
تأسست المدينة الصناعية الثانية في الدمام، عام 1398هـ/1978م، وتقع غرب مدينة الظهران، على طريق الظهران-بقيق، شرق مدينة الملك فهد العسكرية، وتبلغ المساحة الكلية للمدينة 25 مليون م²، والمساحة مطورة بالكامل. ويبلغ عدد المصانع في المدينة 1,100 عقد صناعي، وخدمي، بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس.
المدينة الصناعية الثالثة في الدمام
تأسّست المدينة الصناعية الثالثة في الدمام عام 1433هـ/2012م، وتقع جنوب مدينة الظهران، على الطريق الساحلي الشرقي المؤدي إلى سلوى، وتبعد مسافة 5 كلم عن شاطئ نصف القمر جنوبًا. وتبلغ المساحة الكلية للمدينة 48 مليون م²، والمساحة المطورة منها 10 ملايين م²، ويبلغ عدد المصانع في المدينة 230 عقدًا صناعيًا، وخدميًا، بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس.
المدينة الصناعية الأولى في الأحساء
تأسّست المدينة الصناعية الأولى في الأحساء عام 1401هـ/1981م، وتقع شمال محافظة الأحساء، في مدينة العيون شمال حي سلطانية على طريق الظهران. وتبلغ المساحة الكلية للمدينة 1,500,000 م²، المساحة مطورة بالكامل. ويبلغ عدد المصانع في المدينة 142 عقدًا صناعيًا، وخدميًا، بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس.
المدينة الصناعية في حفر الباطن
تأسّست المدينة الصناعية في حفر الباطن عام 1432هـ/2011م، وتقع جنوب شرقي محافظة حفر الباطن، على مسافة 26 كلم من مدينة القيصومة جنوبًا، وبالقرب من الحدود مع دولة الكويت، وتبلغ المساحة الكلية للمدينة 100 مليون م²، فيما تبلغ المساحة المطورة منها 1,5 مليون م²، ويصل عدد المصانع في المدينة إلى 11 عقدًا صناعيًا، وخدميًا، بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس.
واحة مدن في الأحساء
تأسّست واحة مدن في الأحساء عام 1434هـ/2013م، وتقع جنوب مدينة الهفوف، على مسافة 13 كلم من مطار الأحساء الدولي شرقًا. وتبلغ المساحة الكلية للواحة مليوني م2، والمساحة المطورة منها 543,431 م²، وعدد المصانع في الواحة 20 عقدًا صناعيًا، وخدميًا، بين منتج، وقائم، وتحت الإنشاء والتأسيس.
مدينة الملك سلمان للطاقة "سبارك"
تبعد مدينة الملك سلمان للطاقة "سبارك"، مسافة 40 كم عن شركة "أرامكو السعودية"، بالقرب من مدينة بقيق في المنطقة الشرقية، وبجوار خط سكة حديد دول مجلس التعاون لدول الخليج. وتبلغ مساحة المدينة 50 مليون م².
مدينة سماء الصناعية الخاصة
تقع مدينة سماء الصناعية الخاصة في محافظة بقيق، في المنطقة الشرقية، على مساحة 1,460,000 م²، وتركّز على الصناعات البتروكيماوية، وتشغلها شركة "إمداكس العربية المحدودة".
مدينة رأس الخير الصناعية
مدينة رأس الخير الصناعية، مدينة لصناعة التعدين في السعودية، أُنشئت لاجتذاب الصناعات الأساسية في المعادن، مثل: الألمونيوم، والفوسفات، والنحاس، والزنك، ومعادن الحديد، والمعادن الصناعية، إضافة إلى استقطاب الصناعات الثانوية والتحويلية لهذه الصناعات، والتركيز على سلاسل الإمداد الخاصة بصناعة السفن والصناعات البحرية؛ للإسهام في رفع الناتج المحلي والتصدير إلى الأسواق العالمية. وأسندت مهمة تطوير المدينة وإدارتها إلى الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
الآثار في المنطقة الشرقية
الآثار في المنطقة الشرقية هي البقايا المادية وتركات الحضارات الإنسانية القديمة في المنطقة الشرقية في السعودية، والتي يعود بعضها إلى ما قبل خمسة آلاف عام، وتُمثّل حضارات مختلفة، وتعكس حركة الاستيطان في المنطقة.
مدينة ثاج الأثرية
تُعدُّ مدينة ثاج الأثرية أحد أكبر المواقع الأثرية في شرق السعودية، تعد الموقع الوحيد الذي يعد مدينة على الساحل الشرقي في الجزيرة العربية، وإحدى الممالك العربية التاريخية التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. وكشفت أعمال التنقيب في المدينة أن ثاج كانت مركزًا حضريًا رئيسًا في القرون الأخيرة قبل الميلاد والقرون الأولى بعد الميلاد.
وتقع مدينة ثاج على بعد 95 كم غرب مدينة الجبيل،وفيها كتابات ورسومات عديدة ونقوش حسائية، كما عُثر فيها على مدفن أثري يعود إلى الحقبة الهلنستية، يحوي عقودًا وتلبيسات من الذهب، أما الاستيطان في المدينة فيعود إلى العصور الحجرية، وازدهر في الفترة ما بين 322 ق.م والقرن الأول للميلاد.
ومن الآثار التي عُثر عليها في المدينة تمثال فتاة ثاج، الذي يعود إلى القرن الأول الميلادي، مصنوع من قار وحديد ورصاص، ويبلغ ارتفاعه 46 سم. واكتُشف التمثال في مدفن عام 1408هـ/1998م، ويعود هذا المدفن إلى الحقبة الهلينستية، حين كانت شبه الجزيرة العربية متصلة بالعالم المتوسطي، عبر طرق تجارية كُبرى.
مسجد جواثا
مسجد جواثا في محافظة الأحساء، يعود بناؤه إلى بدايات العصر الإسلامي، وتحديدًا إلى السنة السابعة للهجرة، بعد أن شيّدهُ بنو عبد القيس وحلفاؤهم بنو تميم وبكر بن وائل، الذين كانوا يقطنون آنذاك في شرق الجزيرة العربية، وشيّدوا المسجد بعد أن أسلموا على يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ويُعدُّ جواثا أول مسجد أُسس في شرق الجزيرة العربية، وثاني مسجد في الإسلام صليت فيه صلاة الجمعة، بعد المسجد النبوي في المدينة المنورة.
ويقع مسجد جواثا على بعد 20 كم باتجاه الشمال الشرقي لمدينة الهفوف، وإلى الشمال من قرى الحليلة والكلابية والمقدام، وفي سهل جبل الشعبة الشرقي. ويتكون المسجد من ثلاثة أروقة، مع تمحور ضلع القبلة مع اتجاه الكعبة ووجود المحراب وبقايا آثار مكان المنبر ومركى اليد. ولا تزال قواعد المسجد قائمة، فيما تآكل بعضها مع مرور الزمن، ونتيجة للأحداث التي مرت في شبه الجزيرة العربية. ويبلغ طول المسجد 20 ذراعًا وعرضه 10 أذرع، ويوجد في الجهة الغربية عين جواثا، وفي الجنوب الغربي آثار مقبرة يعتقد أنها لعدد من الصحابة الذين استُشهدوا في حروب الردة.
ميناء العقير الأثري
ميناء العقير، الميناء البحري لأهالي الأحساء ونجد تاريخيًا، والمنفذ للتجارة مع مناطق الجزيرة العربية، وبلاد الرافدين وبلاد فارس، والهند، والشام، واليمن، والقارة الأفريقية، والصين. ويحوي الميناء معالم أثرية، منها مبنى الجمارك والجوازات، والفرضة البحرية، ومبنى الخان، والسوق، والمسجد القديم، والحصن.
ويقع الميناء على بعد 65 كلم شرق مدينة الهفوف في محافظة الأحساء، وعلى ضفاف خليج صغير داخل مياه الخليج العربي. ويمتد ساحل العقير بطول نحو 45 كلم، ابتداءً من رأس أبو عجل شمالًا إلى تل الزينات، وتحيط بالعقير الكثبان الرملية المتحركة من جوانبه الغربية والشمالية والجنوبية، وتتخلل هذه الكثبان سباخ ملحية.
ويقع ميناء العقير على خط طول 13,50 شرقًا، ودائرة عرض 35.93 شمالًا، وفي المنتصف فيما بين رأس خليج سلوی جنوبًا ومدينة الظهران والخبر شمالًا. والمياه في الساحل ضحلة، وغير صالحة لرسو السفن؛ ولذلك أُقيم بها ميناء حجري يمتد داخل البحر بنحو 100م؛ تهدّم أكثره ولم يبق منه سوى جزء صغير.
ميناء دارين
يطل ميناء دارين، أو ميناء المسك والعنبر سابقًا، على ساحل بلدة دارين في الطرف الجنوبي من جزيرة تاروت في الخليج العربي، وهو يعود إلى ما قبل العصر الإغريقي، وكان قديمًا أحد المنافذ الاقتصادية المهمة لنقل البضائع من الهند، ومحطة للسفن والقوارب المحملة بالبضائع إلى الخليج، وعبره وصلت المنسوجات الحريرية من الصين. ويُعدُّ ميناء دارين من أقدم الموانئ في المنطقة، واشتهرت البلدة تاريخيًا بكونها مرفأً بحريًا وسوقًا نشطة، إذ كانت مخزنًا للبضائع، مثل: المسك، والعطور، والمنسوجات، والتوابل.
وكانت دارين جزيرةً صغيرةً منفصلة عن الجزيرة الأم "تاروت" ومحاطة بمياهٍ ضحلةٍ، حتى أُعيد ردم القناة المائية الفاصلة بينها عام 1399هـ/1979م. ومن آثارها قلعة عبدالوهاب الفيحانيّ، التي تقع على تلّ ركاميّ موجود في منتصف الساحل الجنوبيّ المقوّس لبلدة دارين، ويُعدُّ هذا التل أعلى نقطة على الشريط الساحليّ للمدينة.
تاريخيًا؛ ورد اسم دارين في تقرير جنود الإسكندر المقدوني عن منطقة الخليج المكتوب قبل أكثر من 300 عام قبل الميلاد، كما توارد استعمال هذا الاسم في كتب التاريخ وأشعار العرب قبل الإسلام، أي قبل أكثر من 1500 عام.
قلعة تاروت
ويؤرّخ الموقع إلى عصر فجر السلالات الثاني أو الثالث إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد. وكانت الجزيرة إحدى أهم مراكز مملكة دلمون، وكان لها دور كبير في تاريخ المنطقة خلال أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد. كما كان لها دور بارز في الحياة التجارية في الخليج، وتعتمد عليها بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية، ولها علاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة. وتتكون القلعة من أربعة أبراج، بقي منها ثلاثة وانهار واحد أثناء إحدى المعارك التاريخية، وتتميّز بشكلها البيضاوي، بحيث تحاكي التضاريس الطبيعية التي بُنيت عليها.
قصر إبراهيم الأثري
قصر إبراهيم الأثري، المعروف -أيضًا- باسم قلعة إبراهيم، في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، شُيّد عام 963هـ/1555م، وجُدّدت عمارة القصر عام 1216هـ/1801م، على يد إبراهيم بن عفيصان، الذي ينسب إليه مؤرخون اسم القصر. ويُعدُّ من المعالم التاريخية في الأحساء، ويتربع على مساحة 18,200 متر مربع.
وتجمع عمارة قصر إبراهيم بين الطرازين المعماريين الإسلامي والعصري، ويحوي القصر منشآت عسكرية عدة، وبُني بأسلوب معماري عصري من خلال الأقواس والقباب والزخارف الموجودة فيه التي تمثل الطراز الديني، الظاهر في الأقواس شبه المستديرة والقباب الإسلامية. وأضاف الملك عبدالعزيز للقصر طرازًا آخر، وهو العسكري، المتمثّل في بناء الأبراج الضخمة الموجودة حول القصر، إضافة إلى ثكنات الجنود التي توجد شرقه. ويحوي القصر مجموعة كبيرة من المنشآت المتنوعة التي اعتُمد في بنائها على المواد المحلية، وبُنيت جدرانه من الطين المخلوط بالقش، فيما بُنيَت الأسقف من جذوع النخيل والشندل والحجارة.
وتمثّل صالات قصر إبراهيم مبنى مربع الشكل تعلوه قبة دائرية، وجناح الخدمة وإسطبلات الخيول، إضافة إلى غرف نوم للضباط، ومستودع الذخيرة، وغرفة اتصالات، ودورات مياه، وعدد من الأبراج. ويتصدّر قصر إبراهيم بوابة رئيسة بسيطة التصميم، تليها بوابة أخرى كبيرة الحجم ومزودة ببعض الرسومات التي تؤدي إلى ممر متسع يأخذ إلى داخل القصر، الذي تتوسطه مساحة فارغة تحيط بجنوبها منشآته المتعددة.
قصور أثرية في المنطقة الشرقية
قصر صاهود
بُني قصر صاهود في القرن السابع الهجري في مدينة المبرز، وهو مُحاط بسور عالٍ يضم سبعة أبراج مراقبة، وفيه مسجد وبئر، وقبو وإسطبلات خيول، إضافة إلى عدد من الغرف وساحة مفتوحة، سمي بـ"صاهود" نسبة إلى مدفع كبير نُصِب فيه.
في المنطقة أيضًا: قصر المجصة، وقصر أبو جلال، وقصر المحيرس، والمبرز، وقصر خزام، ومبنى القلعة، ومبنى برج أبو زهمول، ومبنى الخان الذي اتُخذ منذ بداية القرن السابع الهجري مكانًا لاستراحة المسافرين ودوابهم.
بيت البيعة
تعود ملكية بيت البيعة إلى عبداللطيف الملا، ويقع في حي الكوت بمدينة الهفوف، في محافظة الأحساء، ونزل فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، حينما وصل الأحساء في يوم الأحد ليلة الاثنين 28 جمادى الأولى 1331هـ/4 مايو 1913م، حيث بايعه أهالي الأحساء فيه، وجرى تحويله لاحقًا إلى متحف. وتبلغ مساحة المنزل 705 م2، وبُني عام 1203هـ/1788م، من قبل الشيخ عبدالرحمن بن عمر بن محمد الملا، الذي كان يشغل منصب قاضي الأحساء. ويحوي المنزل غرفًا، ومقتنيات، وأدوات، ومخطوطات، ومحتويات أثرية تحكي تاريخ المرحلة التي جرى فيها بناؤه.
مواقع أثرية في الجبيل
تحوي محافظة الجبيل مواقع أثرية عدة، منها موقع "دفي"، الذي يعود للقرن الثالث قبل الميلاد، في فترة مملكة الجرهاء التي سادت في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام، وكان الموقع ميناء لمدينة ثاج الجرهائية، وتبعد 95 كلم غرب مدينة الجبيل. وهناك موقع "مردومة"، ويعود للقرن الهجري الأول، وتحديدًا إلى فترة الدولة الأموية، حيث بدأ تأسيس هذا الموقع ليستمر الاستيطان به حتى القرن الخامس الهجري، أي قبل نهاية الدولة العباسية.
وعثرت البعثة الأثرية السعودية الألمانية خلال عمليات التنقيب بموقع الدوسرية في محافظة الجبيل، على آثار حضارات عاشت منذ أكثر من 7000 عام. ويُعدُّ الموقع مستوطنة للرعاة والصيادين، وعُثر فيه على بقايا الأحجار النارية والفخار والعظام والأصداف، والتي تشير إلى وجود مستوطنات قديمة، وتؤكد عظام الحيوانات المكتشفة خلال الحفريات أن الناس في الدوسرية كانوا يربون الأغنام والماعز والأبقار المستأنسة، وكانوا يطاردون الغزلان والحيوانات البرية الأخرى.
متاحف المنطقة الشرقية
تحوي المنطقة الشرقية عدة متاحف، تسهم في تعريف الزوار بتاريخ المنطقة وآثارها، وتعرض مجموعة من القطع الأثرية. ومن هذه المتاحف: متحف الدمام الإقليمي، المقام على مساحة 17,849 م2، بينما تبلغ مساحة المباني 13,500 م2، وهو مكون من خمسة أدوار، تشمل مكوناتها الفراغية المعروضات الخارجية، وسبع قاعات للعرض، وبهوًا وصالة المدخل الرئيس، وقاعة العروض الزائرة وقاعات الفصول الدراسية، وقسمًا لترميم القطع الأثرية، والمكتبة ومكاتب الباحثين، ومنطقة الخدمات، والمواقف.
أما متحف الأحساء للآثار والتراث الشعبي، فيقع وسط مدينة الهفوف، على مساحة أربعة آلاف م2، وافتُتح عام 1403هـ/1983م، ويضم قطعًا تراثية لآثار وحضارات مرت على تاريخ الأحساء خلال حقب زمنية متعددة. ويحاكي تصميم قاعاته الداخلية الحضارات التي نشأت أو استوطنت في المنطقة، وتتنوع المقتنيات الأثرية لكل حقبة، بدءًا من العصر الحجري إلى حضارة دلمون، وصولًا للحقبتين الآشورية والبابلية.
ويختزن المتحف بين زواياه وممراته مقتنيات تمثّل تاريخ واحة الأحساء، إذ تحكي أكثر من 1400 قطعة أثرية وتراثية موجودة، إلى جانب الصور والمخطوطات والوثائق التاريخية، والمسكوكات النقدية، فصولًا من حياة المنطقة وتاريخها على مر العصور، بدءًا من العصر الحجري، الذي يعود إلى ما قبل 5000 سنة قبل الميلاد. وتعرض القاعة تاريخ الأزمنة الجيولوجية للمنطقة منذ ملايين السنين، وحركة القارات والأزمنة الجيولوجية المتعاقبة وعمر الأرض، وآثار المنطقة في مساحاتها الشاسعة، كاشفةً عن أهمية المنطقة من الناحيتين: الزراعية والتجارية.
الثقافة المحلية للمنطقة الشرقية
الأمثال الشعبية للمنطقة الشرقية
تعبِّر الأمثال الشعبية في المنطقة الشرقية عن مستوى الوعي الشعبي للثقافة في المنطقة، وهي تنطلق من مبدأ قول بسيط وملموس يعبِّر عن حقيقة مدركة على أساس الحس السليم والخبرة، ومثل معظم الأمثال الشعبية في باقي مناطق السعودية؛ تُعرّف الأمثال الشعبية في الشرقية بثقافة المنطقة. وتبعًا للموقع الجغرافي الذي تتميز به المنطقة الشرقية وارتباط معظم نشاطاتها الاجتماعية بالبحر والزراعة والمهن الأخرى المرتبطة بهذين المجالين.
تشكِّل الأمثال العنصر اللغوي الذي يجسّد قيم المجتمع وثقافته ومعتقداته، وتتنوع موضوعات تلك الأمثال ما بين ارتباطها بالطقس، والأحداث اليومية، والمواعظ الإنسانية، وفي المنطقة الشرقية يُلاحَظ تشابه بعض الأمثال الشعبية بما يُقابلها في الأمثال الشعبية لدول مجلس التعاون الخليجية الأقرب مسافة للمنطقة الشرقية، مثل البحرين، وقطر، والكويت. على سبيل المثال يُعرف في دولة الكويت مَثل "الله ما شفناه.. بالعقل عرفناه"، وهو مثل شائع في المنطقة الشرقية أيضًا، ومعناه أن هناك أمورًا غير مدركة بالحواس، لكن العقل يقرُّها.
يُمكن اعتبار الموضوعات الاجتماعية جزءًا رئيسًا من الأمثال الشعبية في المنطقة الشرقية، إذ تدور موضوعاتها حول العلاقات الاجتماعية والنسب، على سبيل المثال يُعرَف مَثل "إذا ما طاعك الزمن طعه"، في سياق الرضا بأحداث الحياة ومسايرتها. وفي السياق الإنساني نفسه، يُعرف مَثل "ابن آدم ضعيف" في إشارة إلى ضعف الإنسان أمام حوادث الدهر مهما بلغت قوته.
انطلق كثير من الأمثال الشعبية متأثرًا بالسياق الجغرافي الذي يتمايز بين منطقةٍ وأخرى، ولكثرة السواحل التي يشاهدها المرء شرقي السعودية، تكثر الأمثال الشعبية التي تقتبس ألفاظها من المظاهر الطبيعية البحرية، ومن ذلك مثل "لا كثرت النواخذة طبع المركب" بارتباطه بإحدى حكم الغوص في البحر، الذي يُعدُّ أحد أهم النشاطات الاجتماعية في المنطقة الشرقية، وهو يعبِّر عن فشل التجربة في حال اشترك في قيادتها أكثر من شخص.
كما اقتبست بعض الأمثال من الأسواق الشعبية، فعلى سبيل المثال يُقال "ما يمدح السوق إلا من ربح فيه"، في إشارة إلى أن إشادة شخص بتجربة معينة تنبع غالبًا من نجاحه الشخصي فيها، وفي السياق نفسه يأتي مثل "اللي ما يعدّك رأس مال لا تعدّه فايدة"، وهي نصيحة اقتصادية في العلاقات الشخصية، بمعنى أن الشخص الذي لا يقدِّر قيمتك لا تمنحه بالمقابل أعلى قيمة.
من الأمثال الشعبية الشائعة في المنطقة الشرقية: "أبو طبع ما يجوز عن طبعه"، والذي يعني أن صاحب الطبع المتأصل في نفسه لا يتخلى عنه، و"أحر ما عندي أبرد ما عنده"، في إشارة إلى عدم الاكتراث بشعور الآخرين، و"إذا حجت البقرة على قرونها"، ويقصد به استحال وقوع أمر ما، ومثل "أذن من طين وأذن من عجين"، ويقال لمن يعرض عن النصيحة، ومثل "اللي هذا أوله ينعاف تاليه"، ويُعبّر هذا المثل عن أنّ بوادر الشيء وبداياته تنبئ عن نتائجه، ومثل "أكل ومرعى وقلة صنعة"، ويُضرب فيمن لا فائدة منه، وكذلك "ابعد اللحم عن اللحم لا يخيس"، وقد يُقال هذا المثل في عدم الزواج من الأقارب، و"ارخ ايدك وكل الناس عبيدك"، في إشارة إلى أنّ السخاء يجلب حب الناس.
ومن الأمثال المتأثرة بالبيئة الزراعية للمنطقة الشرقية "انثر حبك وتوكل على ربك"، فالإنسان يعمل الأسباب ويترك الباقي على الله، و"التمر مسامير الرُّكَب"، في إشارة إلى فوائد التمر الغذائية والصحية، وأيضًا مثل "الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة"، ويُضرب في من جسمه كبير وتفكيره محدود. ومن الأمثال أيضًا "الجود من الموجود"، ويُعبّر عن عدم تحمل المرء أمورًا ليست بمقدوره، خصوصًا في شؤون ضيافة الآخرين وإكرامهم، و"حَشْر مع الناس عيد"، ويُعبّر هذا المثل عن أنّ المضي مع الجماعة أو اختيار القرار الجماعي أمر مُحبب ومرغوب، وفي مدح الشخص يقال "حطه على الجرح يبرأ"، و"حلاوة الثوب رقعته منه وفيه"، ويعني أن حل المشكلات يكون في الأقارب لا في الأغراب، ومثل "رزة والبطن فاضي"، ويُضرب لمن يدّعي الغنى والحقيقة خلاف ذلك.
وأيضًا، من الأمثال الشائعة "زي بيضة الديك"، فرغم أنّ الديك لا يبيض؛ إلا أن هذا المثل يُضرب في الشيء الذي لا يحدث إلا نادرًا، و"شين وقوي عين"، ويُضرب لمن لا فائدة منه أو صاحب الطباع السيئة، ومع ذلك فهو جريء ولا يستحي، و"الصباح رباح"، ويُعبِّر عن القيام بالأعمال في بداية اليوم أي في الصباح، وكذلك "طارت الطيور بأرزاقها"، ويُضرب لمن يتأخر في طلب الرزق أو يتأخر في قضاء أموره وحوائجه، فيسبقه غيره في الحصول على ما يطلب، و"طرار ومتشرط"، ويُضرب في الذي يستجدي الآخرين ومع ذلك فهو يملي شروطًا في العطية التي يُعطاها.
وهناك مثل "العرس لاثنين والتعب لألفين"، ويُضرب هذا المثل في الأمور التي يشترك في إعدادها والعمل فيها مجموعة من الناس ولكن المستفيد واحد أو اثنان، و"غشيم ومتعافي"، ويُضرب فيمن يدّعي معرفة الشيء أو إتقانه وهو بخلاف ذلك، و"كل تأخيرة فيها خيرة"، ويُضرب في التخفيف من وطأة تأخير حصول الأمور المرغوبة؛ فتأخيرها وإن كان مزعجًا إلا أنه قد يُسفر عن خير غير متوقَّع، ويقال "في السنة حسنة"، ويُضرب في الشيء الذي لا يتكرر أو لا يحصل كثيرًا، و"كريم من مال غيره"، ويُضرب فيمن يجود، لكن ليس من ماله، و"كل طقة بتعلومة"، ويُعبّر عن أنّ كل تجربة مؤلمة للفرد تُفيده في حياته، وتعلمه تفاديها في المستقبل، و"لا تدخل عصّك في اللي ما يخصّك"، ويُضرب في الحث على عدم تدخل المرء فيما لا يعنيه، و"يا خال أبوي حك ظْهَري"، ويُضرب فيمن يطلب المعونة والمساعدة من شخص بعيد الصلة به، وأخيرًا "يحسدون الفقير على موتة يوم الجمعة"، ويُضرب في شدة الحسد ولا سيما من يُحسَد على القليل، فالفقير المُعدم عندما يموت يوم الجمعة فهناك من يحسده حتى على موتته.
الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية
تُعرف الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية، بوصفها مساحاتٍ مفتوحةً مُحاطةً بالأزقة التي يسكنها الحرفيون المَهرة، مثل عمال الجلود والنجارين، يُعِدُّون فيها سلعًا للبيع في الأيام الموسمية للسوق. تتجمع الأكشاك في الأسواق الشعبية وفقًا لنوع البضائع المنقولة، حتى تتحول تلك المساحات إلى حركة تجارية تتوزع في مناطق منفصلة، يُطلق على كل منطقة اسمٌ يرتبط بالموقع الجغرافي أو الحركة الاجتماعية المرتبطة بتلك المساحة.
هناك نحو خمسة أسواق شعبية في المنطقة الشرقية، تتنوع نشاطاتها الحرفية ما بين بيع الأكلات الشعبية أو أجزاء الزي السعودي، وتحديدًا المشالح، والحياكة التقليدية، وتصنيع أدوات الزراعة التقليدية. وتتميز معظم تلك الأسواق الشعبية بوصفها مركزًا تراثيًّا واقتصاديًّا في آنٍ واحد، فهي تمثِّل ثقافيًّا مواقع تراثٍ عمراني تسعى وزارة السياحة لتطويره، حيث نظمت وزارة السياحة عام 2012م، برنامجًا لتطوير الأسواق الشعبية في السعودية، وإعادة تأهيلها؛ بهدف المحافظة على استدامة الأسواق الشعبية، وتطويرها بوصفها وجهة اقتصادية وثقافية وسياحية.
تأخذ معظم الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية نمط القيصرية، وهو: شكلٌ تنتظم فيه محالٌّ تجارية مفتوحة على فناء أوسط يحيط به رواق تُزَاوَل بعض الأنشطة الثقافية المرتبطة تراثيًّا بالأسواق الشعبية. لنمط القيصرية مدخلٌ رئيس ومداخل أخرى فرعية، ويُمكن أن تتصل المتاجر في ثلاث جهات بحيث تكون الجهة الرابعة مدخلًا مستقلًّا للسوق.
تحظى المنطقة الشرقية، إلى جانب منطقة عسير، باختيار اثنين من أسواقها الشعبية ضمن ثمانية أسواق شعبية تستهدفها وزارة السياحة على مستوى السعودية، بوصفها مواقع سياحية وتراثية وثقافية، وهما: سوق النعيرية الشعبي، وسوق الخميس بالقطيف.
وتهتم أمانة المنطقة الشرقية بتطوير الأسواق الشعبية في المنطقة بوصفها أحد أهم محاور الاقتصاد السياحي للمنطقة، ضمن أعمال مشروع تطوير السوق الشعبي بوسط الدمام.
وتُنَظَّم في بعض الأسواق الشعبية مناسبات موقتة في ساحاتها، مثل مهرجان أيام سوق الحَب في مدينة الدمام، الذي نظمته أمانة المنطقة الشرقية عام 1441هـ/2019م، في ساحات سوق الحُب، وهو أول مهرجان نوعي بالدمام يحاكي الأسواق الشعبية القديمة والصناعات الحرفية التي تضمنتها، استمر المهرجان عشرة أيام.
ومن الأسواق الشعبية البارزة في المنطقة الشرقية:
سوق القيصرية في الأحساء، يقع في حي الرفعة بمدينة الهفوف، بني عام 1238هـ/1822م، وذكر رحالة في مذكراتهم هذا السوق خلال مرورهم بالأحساء في القرن التاسع عشر الميلادي، كما أشارت إليه وثائق كُتبت في تلك الحقبة. ويحوي سوق القيصرية 422 محلًا، تحاكي تصاميمها المعمارية تراث المنطقة الشرقية، من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها، لتشكل مصدر ارتياح للمرتادين، والاستفادة منها في التهوية والإضاءة الطبيعية.
وشهد سوق القيصرية عام 1334هـ/1916م، عمليات تجديد لبناء السوق، الذي كان حتى العشرينيات الهجرية من القرن الماضي، عبارة عن دكاكين متفرقة. ويتميز تصميم السوق بوجود أبواب المحلات التي تسمى "كبنك"، وتتألف من ثلاث قطع، قطعتان يجلس عليهما صاحب الدكان، ويضع فيها "القفة" المصنوعة من جريد النخل، والتي يحفظ فيها الأرز والقهوة، والقطعة الثالثة ترفع إلى أعلى وتعقد بخشبة في الحائط، وهذا النوع من الأبواب كانت تتميز به سوق قيصرية الأحساء من دون سواها من الأسواق القديمة في الخليج.
بالإضافة إلى وجود الدكات في المحلات، وارتفاع أرضيتها، لتفادي دخول مياه الأمطار، ولجلوس الزبائن ومرتادي السوق عليها لتدقيق البضاعة المعروضة وتفحصها بغرض الشراء، بينما صُممت الأبنية الأثرية والتراثية بدقة لاستخدام المواد كأسقف "الكندل" التي كانت تزهو بألوانها من "الباسجير"، ووقايتها ضد العوامل الجوية والعثة؛ ما مكنها البقاء والاستمرار لمُدد طويلة.
ويتميز السوق بتنوع أنشطته ومجالاته ومعروضاته المتضمنة للصناعات التقليدية، والنحاسية، والجلود، والأحذية، وبيع الذهب، والساعات، والعطور، والأقمشة، والملابس، والبشوت، والمشالح، والعبايات، والمستلزمات الرجالية والنسائية، والأثاث المنزلي، والأدوات الكهربائية، والأواني المنزلية، والمواد الغذائية.
سوق الأربعاء الشعبي في الأحساء، يقع وسط مدينة المبرز في محافظة الأحساء، ويحتل مساحة 45 ألف م2، ويعود تاريخ تأسيسه لأكثر من 50 عامًا، ودُشن بعد تجديده عام 1443هـ/2022م، حيث أُنشئت الممرات المظللة، وساحة للفعاليات والمناسبات، والنوافير التفاعلية، ومظلات للباعة، وغطاء نباتي، إضافة إلى تخصيص مضمار للمشاة بمحاذاة السوق، ومواقع لعربات بيع الأطعمة (فود ترك)، ومواقع للأسر المنتجة، مع تهيئة موقع السوق لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تحوي الأحساء أسواقًا شعبية أخرى، منها سوق الأحد الشعبي الذي يقع بمحاذاة جبل القارة في الأحساء، على مساحة 36 ألف م2، وأيضًا سوق الخميس في مدينة الهفوف، وسوق الجمعة في بلدة الطرف، وسوق الاثنين في مدينة الجفر.
سوق الخميس في القطيف، الذي تغيّر يوم انعقاده إلى يوم السبت من كل أسبوع، بعد تغير الإجازة الأسبوعية، يقع في شارع الملك فيصل غرب مدينة القطيف، ويُعدُّ من أشهر أسواق المحافظة، ويعود تاريخه إلى ما يزيد على 100 عام، ويجتمع فيه عدد كبير من البائعين من مختلف قرى القطيف وخارجها، يقيمون البسطات والمظلات.
ويعرض الباعة من أهالي القطيف، في السوق منتجاتهم الزراعية والحرفية المصنعة من سعف النخيل (الخوص)، مثل: الحصر، والسلال، والمراوح، وسف الخوص، والسمن البلدي، والخواتم، والمسابح، والملابس، والأواني الفخارية، ومنتجات النخيل، والأشجار، والفواكه، والخضراوات، والبهارات، والعسل، والسمن، والتمر، والأواني النحاسية القديمة، ومستلزمات النساء من حلي، وملابس، ومشغولات يدوية، وفي الجهة الغربية من السوق يقع قسم الحيوانات الأليفة والمواشي والطيور، وفي الجنوب منه قسم لبيع الأقمشة والأحذية، إضافة إلى البضائع المستوردة والمنتجات الحديثة.
ويرتاد السوق باعة ومشترون من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية، مثل: الدمام، والظهران، والخُبر، ورأس تنورة، إضافة إلى مواطني دول الخليج العربية، ممن يستهويهم تنوع المنتجات التي يشهدها والأسعار المقبولة. كما يجد المتسوق بسطات نسائية تبيع منتجات سعف النخيل، والمنسوجات اليدوية، والورد، والريحان، على شكل أطواق وقلائد.
سوق الحَب في الدمام، يقع في المنطقة المركزية في مدينة الدمام، أنشئ منتصف القرن العشرين الميلادي، مع ازدهار حركة إنتاج النفط في المنطقة الشرقية. ويُرجّح أن تسميته بـ"الحَب" بفتح الحاء، تعود إلى شارع كان يطلق عليه شارع الحَب، أو سوق "الفصفص والمكسرات"، أو لصناعة "الحَب"، وهو نوع من أدوات الفخار، إلا أن هناك رأيًا آخر يميل إلى أن الشبان والفتيات المقبلين على الزواج كانوا يقصدون محلات الأقمشة والملابس والمجوهرات والذهب وفساتين الزفاف والمشالح الموجودة في السوق للاستعداد لحفلات الزفاف.
ويتميّز السوق بالمحالّ التجارية والدكاكين المتراصة، والبسطات المتنوعة المفروشة على أرصفة السوق، وتتركّز معروضاته على المواد الغذائية، والاستهلاكية، والمستلزمات المنزلية، والرجالية والنسائية، وتجارة الذهب، والمجوهرات، والأحجار الكريمة، والمكسرات، والحلويات، وغيرها.
ويستقطب السوق المتسوقين من المواطنين والمقيمين، خصوصًا الجاليات الآسيوية. وتزدحم ساحات السوق الواسعة وشوارعه بالوافدين في أيام الأسبوع؛ ما يجعله ملتقى يجمع الجنسيات العربية والأجنبية أثناء التبضع.
سوق النعيرية الشعبي، أُنشئ حوالى عام 1400هـ/1980م، وهو متخصص في عرض المنتجات الشعبية والمقتنيات التراثية، ومنها: السدو، والخوص، والسمن، والأقط، وغيرها من مستلزمات سكان البادية. وتحوّل السوق إلى معلم سياحي للمحافظة، ورافد اقتصادي لكثير من الأسر المنتجة في النعيرية، خصوصًا النساء الكبيرات في السن. ويضم السوق حوالى 100 محل، تستقطب الزوار من داخل المملكة، ومن دول الخليج العربية.
سوق حفر الباطن الشعبي، يقع وسط مدينة حفر الباطن ويمتد على مساحة 50 ألف م2، ويعرض مقتنيات تراثية واحتياجات المستهلكين، خصوصًا سكان البادية، مثل: بيوت الشعر، والخيام، والطرابيل، ومستلزمات الرحلات والضيافة والمجالس العربية. وبعض هذه المعروضات مصنّعة محليًا، خصوصًا النحاسيات. ومن معروضات السوق: الفقع، أو الكمأة، الذي يعرض بوفرة في موسمه، بالإضافة إلى السمن، والأقط، واللبن، والحليب، والأعشاب، والتوابل الشعبية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة