الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية، هي مواقع مكشوفة أو مغلقة، كليًا أو جزئيًا تلتقي فيها العديد من فئات المجتمع من مختلف الأعمار والجنسيات، وتتداول العديد من السلع والمنتجات التراثية والحرفية والمأكولات الشعبية والنباتات العطرية، وغيرها من الأنشطة الأخرى.
تعود كثير من أجزاء المنطقة الشرقية إلى فترات تاريخية متفاوتة نشأت من خلالها حركات تجارية أسهمت في ظهور أنماط من الأسواق الشعبية مثل نمط البازار الممتد، ونمط البازار المتجمع ويُسمى القيصرية، وهي مجموعة محال متجاورة تتخللها ممرات مسقوفة، وتكون المتاجر مفتوحة على تلك الممرات، مثل: سوق الخميس في القطيف، وسوق النعيرية الشعبي الذي يُعد واحدًا من أهم الأسواق الشعبية بالمنطقة الشرقية، لما يتميز به من إرث تاريخي وتراث شعبي أصيل.
أسواق الشرقية الشعبية السياحية
تحظى المنطقة الشرقية باختيار اثنين من أسواقها الشعبية ضمن ثمانية أسواق شعبية تستهدفها وزارة السياحة على مستوى المملكة العربية السعودية بوصفها مواقع سياحية وتراثية وثقافية، وهما: سوق النعيرية الشعبي، وسوق الخميس بالقطيف.
تُنَظَّم في بعض الأسواق الشعبية مناسبات مؤقتة في ساحاتها، مثل مهرجان "أيام سوق الحُب" الذي نُظم عام 1441هـ/2019م في ساحات سوق الحُب، وهو مهرجان بالدمام يحاكي الأسواق الشعبية القديمة والصناعات الحرفية التي تضمنتها.
سوق القطيف الشعبي
يبرز من بين أسواق المنطقة الشرقية الشعبية سوق الخميس الشعبي الذي يُعد أحد المعالم البارزة في محافظة القطيف، إذ يروي ماضيًا قديمًا، وهو يقام يوم الخميس من كل أسبوع، ويشهد توافد أعداد كبيرة من سكان القطيف والمدن والمحافظات المختلفة والهجر والقرى المجاورة ودول الخليج، وخصوصًا البحرين، ولا يزال السوق قويًا من الناحيتين الاقتصادية والثقافية. ويضم مجموعة مختلفة من المنتجات الشعبية والمحلية، كسعف النخيل والسمن البلدي والطيور، إلى جانب المنتجات الحديثة.
سوق النعيرية الشعبي
تضم المنطقة الشرقية أيضًا سوق النعيرية الشعبي أحد الأسواق الخليجية البارزة، وبدأ نشاطه قبل نحو 40 عامًا، ويمثل معلمًا سياحيًا ورافدًا اقتصاديًا للأسر المنتجة التي تعرض ما لديها من منتجات شعبية ومقتنيات تراثية، ويضم 98 محلًا، ومن بين الحرف التي يضمها السوق حرفة حياكة وصناعة السدو والخوص، إضافة إلى بيع المنتجات الشعبية مثل السمن ومنتجات أهل البادية.
سوق القيصرية في الهفوف
تحتضن محافظة الأحساء في المنطقة الشرقية أحد الأسواق الشعبية التاريخية البارزة في السعودية، وهو سوق القيصرية الذي ذكر المؤرخون إنه شهد في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، تجديدًا لبنائه في عام 1334هـ/1916م وكان حتى العشرينات الهجرية من القرن الماضي عبارة عن دكاكين متفرقة، وكان السوق قائمًا في القرن التاسع عشر وذلك لذكر الرحالة له في مذكراتهم، وكذلك لوجود وثائق تدل على ذلك.
يُعد سوق القيصرية من أسواق الأحساء الشعبية، ويقع في حي الرفعة بمدينة الهفوف، وبُني عام 1238هـ/ 1822م، ويحتوي على نحو 422 محلًا، تحاكي تصاميمها المعمارية التراث القديم لأبناء المنطقة الشرقية من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها لتشكل ارتياحًا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية، مما يجعل التجوّل في السوق عودة إلى الماضي والعبق التاريخي.
تأتي أهمية سوق القيصرية لما له من أبعاد اقتصادية حيوية ممتدة من الأحساء التي لعبت على مدى تاريخها دورًا في دفع الحراك الاقتصادي للمملكة، وكذلك أبعاد تاريخية تراثية ثقافية تتمثل في عمارة السوق وتشعباتها ومحتوياتها وصناعاتها وحرفها المهنية ومنتجاتها، ويتميز السوق بتنوع أنشطته ومجالاته ومعروضاته المتضمنة للصناعات التقليدية والصناعات النحاسية وصناعات الجلود والأحذية، وبيع الذهب والساعات والعطور، والأقمشة والملابس والبشوت والمشالح والعبايات، والمستلزمات الرجالية والنسائية، والأثاث المنزلي، والأدوات الكهربائية، والأواني المنزلية، والمواد الغذائية.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة