وزارة السياحة، هي الجهة المسؤولة عن تنظيم قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية والترويج له، ومن مهامها تعزيز نمو القطاع، بما يتوافق مع مكانة المملكة وقيمها.
تاريخيًّا، بدأ تنظيم عمل السياحة في السعودية من خلال إنشاء الهيئة العليا للسياحة عام 1421هـ/2000م، تأكيدًا على اعتماد السياحة قطاعًا إنتاجيًا رئيسًا في الدولة، وفي عام 1424هـ/ 2003م صدر أمر ملكي بضم وكالة الآثار إلى الهيئة، لتصبح مسؤولة عن كل ما يتعلق بقطاع الآثار إلى جانب قطاع السياحة، وبعد خمس سنوات في عام 1429هـ/2008م تغيّر اسمها إلى "الهيئة العامة للسياحة والآثار"، وبقيت نحو سبع سنوات إلى أن قرر مجلس الوزراء تعديل اسمها إلى "الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني".
تأسست الوزارة في عام 1441هـ/2020م، وتعد الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نواة الوزارة حاليًّا، وهي من ضمن ثلاث وزارات أنشئت حديثا في المملكة، إذ تزامن تأسيسها مع تأسيس كل من وزارة الرياضة ووزارة الاستثمار.
يقع مقر الوزارة الرئيس في حي السفارات بالعاصمة الرياض.ويتولى وزارة السياحة وزير يعين بأمر ملكي، يكون المسؤول الأول عن الوزارة، وهو عضو في مجلس الوزراء.
عمل وزارة السياحة
عملت وزارة السياحة على إدارة القطاع السياحي وتطويره وتنمية صناعة السياحة والارتقاء بها لتشكل موردًا اقتصاديًا مهمًا، عبر استثمار العمق التاريخي والترويج للإرث الثقافي الوطني والمعالم السياحية والطبيعية المتنوعة في المملكة، فضلًا عن بناء تجربة سياحية مميزة للسياح مما يسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية متميزة ومستدامة.
وتعمل الوزارة على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال الإسهام في تنويع الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل المناسبة للمواطنين وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، وزيادة مصادر الدخل بما ينعكس إيجابًا على المجتمع والاقتصاد والوطن وتسعى الوزارة لتحقيق مستهدف 100 مليون سائح دولي ومحلي بحلول عام 2030 م من خلال 8 مشاریع کبری و 3 مدن تحتضن 3 وجهات في كل مدينة.
ونظرًا للتنوع الجغرافي الذي تتمتع به المملكة، قسمت المواقع إلى 24 موقعًا تحظى بإمكانات لجذب السياح إلى المملكة، و38 موقعًا بإمكانات معترف بها محليًا أو دوليًا، إضافة إلى 500 موقع مُكمّل ذي أهمية سياحية، كما تستهدف الوزارة بحلول العام 2030م، إلى خلق مليون وظيفة في القطاع السياحي والعمل على رفع نسب توطينها من خلال خطة تنمية القدرات البشرية ورفع إمكانات الكوادر البشرية وتأهيلها ورفد السوق السياحي بالمواهب السعودية الشابة الموائمة والمؤهلة للانخراط بسوق العمل السياحي وصنع تجربة سائح لا تنسى.
منظومة السياحة
إن بناء مستقبل واعد لقطاع السياحة هو أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، وذلك للإسهام في خلق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر إذ إن تطور ونهضة قطاع السياحة يُسهم في ترسيخ هوية السعودية، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية قائمة على التنوع السياحي من خلال استثمار المميزات والخصائص التاريخية والإسلامية والثقافية، والمعالم الطبيعية والتراثية للمملكة.
تمتلك السعودية منظومة سياحة وطنية يمكنها أن تسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 كتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وتعزيز فاعلية الحوكمة، ودعم النمو والتنوع الاقتصادي وزيادة الفرص الوظيفية، كما يُسهم قطاع السياحة في الترويج للمملكة كوجهة سياحية يقصدها ملايين السياح من مختلف الفئات، ويدعم إجمالي الناتج المحلي بقرابة 10%، ويوفر أكثر من مليون وظيفة للشباب، ويدعم الإيرادات الحكومية غير النفطية، ويدعم القطاع الخاص المحلي، ويجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تضم منظومة السياحة 6 جهات تعمل بشكل متكاتف ومتكامل لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة، ولكل جهة مهام واختصاصات محددة وهي: وزارة السياحة، الهيئة السعودية للسياحة، صندوق التنمية السياحي، مجلس التنمية السياحي، الهيئة السعودية للبحر الأحمر، البرنامج الوطني للربط الجوي.
التأشيرة السياحية
فتحت السعودية أبوابها رسميًّا للسياح في عام 2019م، وأعلنت عن إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، وقد عملت وزارة السياحة مع وزارة الخارجية فيما يخص استثناء مواطني 49 دولة من الإجراءات المعتادة لاستحصال التأشيرة، وهي المرحلة الأولى من الاستثناءات، حيث بات يمكن لمواطني تلك الدول الحصول على التأشيرة إلكترونيًّا أو لحظة وصولهم إلى السعودية، بينما تعمل وزارة السياحة في المراحل التالية لأن تشمل الاستثناءات دولًا أكثر، إذ وفقًا للاستراتيجية الوطنية للسياحة تسعى الوزارة لأن تستقبل المملكة 100 مليون زيارة سنويًّا بحلول عام 2030م، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030، مقابل نحو 41 مليون زيارة سجلتها حتى عام 2019م.
ووفقًا للاستراتيجية نفسها، تعمل وزارة السياحة على أن تكون المملكة بحلول 2030م واحدة من بين أكثر خمس دول استقطابًا للسياح على مستوى العالم، بعائدات تصل إلى 10%، بدلًا من 3% من إجمالي الدخل القومي عام 2019م، فيما سيصل عدد الوظائف في القطاع السياحي السعودي إلى مليون وستمئة ألف وظيفة، مقابل 600 ألف وظيفة عام 2019م.
شعار وزارة السياحة
ترفع وزارة السياحة شعار "أهلًا بالعالم" بعد إطلاق شعارها الجديد الذي استلهمته من خطوط وألوان العلم وخريطة المملكة التي تمتد شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، في إشارة إلى الثراء والتنوع السياحي والتراثي والحضاري الذي تتمتع به.
ُُصمم شعار وزارة السياحة لكي يعكس مفهوم الرحلات المترابطة والخبرات المكتسبة على مستوى المملكة، ويتكون الشعار من العلامة النصية والرمز الذي يجب أن يظهر معه دائمًا، وهو رمز يحتوي علي عدد من الخطوط والمنحنيات الرشيقة التي رسمتها فرشاة الخط المصنوعة يدويًا، وهي مستوحاة من فن الخط العربي حيث تجتمع معًا لتكون خريطة المملكة، بثلاثة ألوان هي: الأخضر والأخضر المُزرقّ والأرجواني، وتحمل الألوان مدلولات رمزية تمثّل المملكة وما تتمتع به من سمات غنيّة وطموحات مشرقة.
في عام 2020م أطلقت الوزارة منصة "روح السعودية"، بإشراف الهيئة السعودية للسياحة، وهو اسم حملة سياحية وضع لها علامة تجارية رسمية للترويج السياحي في المملكة.
وتتشارك وزارة السياحة مع نحو 42 جامعة وكلية حكومية وأهلية ومعاهد ومراكز خاصة في مجال برامج التأهيل والتدريب السياحي، وتعمل على برنامج التعاون مع الجامعات والجهات التعليمية والتدريبية، الذي يُعنى بإيجاد تصور موحد ومنهجية متطابقة في هذا المجال.
الاختبارات ذات الصلة