الحصير

الحصير، هو بساط يُنسج من سعف النخيل بقياسات وأشكال متعددة، استُخدم قديمًا في المملكة العربية السعودية لفرش الأرض وتزيين المنازل، ويُعد في هذا الوقت من المفروشات التراثية التي تدخل في ثقافة وتراث أغلب مناطق المملكة، وكانت تكثر صناعته في المناطق التي تتوفر فيها زراعة النخيل لحاجة صانع الحصير إلى خوص النخيل.

يُصنع الحصير من نسيج رقيق من ورق النخيل، تُخاط هذه الأوراق مع بعضها حسب الطول والعرض المرغوب بهما من صانعه أو من يطلبه، وبعد الانتهاء من خياطتها تُلف أطرافها بطريقة متقنة، وتخاط بحبل لتثبيت الأطراف ومنعها من التفكك، أما الحبال المستخدمة في الحُصر فكانت تُصنع محليًّا من الليف والأسل.

كان الحصير يستخدم بكثرة لتوفره وسهولة تنظيفه من الأشياء التي تعلق به وقيمته السوقية الزهيدة، ومن استخداماته:

فرش أرضيات البيوت والمساجد والطرقات لتزيينها والجلوس عليها، واستعمالها كمجففة للحبوب والتمر، وذلك من خلال نشرها على الحصير حتى تجف،وتٌصنع من الحصير سجادات للصلاة، وتضاف إليها الألوان عن طريق خيوط من القماش أو خوص ملون، وكان الحصير من وسائل الوقاية من حرارة الأرض وبرودتها، وتوضع تحت السجادات لتحميها من التلف.

وهناك الحصيرة ذات الشكل الدائري، وتشبه السفرة في هذا الوقت، وتستخدم لوضع الطعام عليها، وتُصنع منه السلال أو كما تُعرف قديمًا "القفف" لحمل الأشياء والبضائع، وكذلك "الوقر" الذي كان يوضع فوق ظهور الماشية لنقل الأشياء ونحوها كالسماد.

للحصير استخدامات متعددة، إذ دخل في مراحل إعداد وبناء البيوت الطينية والحجرية قديمًا، فبعد سقف المنازل ووضع جريد النخيل بين أعمدتها، يوضع عليها الحصير للتغطية، وتلون الحُصر بحسب الرغبة في تلوينها للزينة أو تركها بلونها الطبيعي.

يُعرف الحصير بأنه من الصناعات المنزلية التي اختصت بها النساء، مع أن بعض الرجال امتهنوا هذه الصناعة أيضًا، كما كانت النساء ينتجن أدوات أخرى كالمكانس المصنوعة من السعف لتناسب الاستعمالات المتنوعة.