مشروع البحر الأحمر

مشروع البحر الأحمر، هو مشروع سياحي سعودي، ووجهة ساحلية تضم عدد من الجزر البكر، تبلغ مساحته الإجمالية نحو 28 ألف كلم2، ويمتد 200 كلم على سواحل البحر الأحمر من الجهة الشمالية الغربية للمملكة، ما بين مدينتي أملج والوجه. سيسهم المشروع عند اكتماله بتعزيز حضور السعودية على الساحة السياحية العالمية، وسيضاعف المكاسب الاقتصادية للمملكة من خلال جلب الشركات السياحية العالمية، والاستثمارات المباشرة، وتوجيه المصروفات السياحية السعودية إلى الداخل. سيُقام المشروع على 90 جزيرة بكرا، تم تسجيل تسع جزر كمواقع ذات قيمة بيئية كبيرة بهدف الحفاظ على دورة حياة الكائنات الحية المستوطنة بالمنطقة والمهددة بالانقراض. وتعمل شركة البحر الأحمر الدولية (المطور لمشروعي البحر الأحمر وآمالا) على وضع مجموعة من السياسات البيئية التي تضمن خلو الوجهة من النفايات والمخلفات البلاستيكية، ومنع التصريف في البحر، وتحقيق مبدأ الحياد الكربوني بنسبة 100%، مع الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة.

يُعد مشروع البحر الأحمر جزءًا مهمًّا من استراتيجية "رؤية السعودية 2030"، ويهدف إلى إيجاد فرص استثمارية للقطاع الخاص، وتطوير قطاع السياحة في المملكة عبر بناء المنتجعات بمواصفات عالمية جاذبة للسياح المحليين والدوليين، وجلب أهم الأسماء العالمية في قطاعَي السياحة والضيافة لتوظيف خبراتها وكفاءاتها واستثماراتها المالية، ومساعدة الشباب على تحقيق إمكاناتهم من خلال الفرص الاقتصادية والثقافية الجديدة، وتوفير فرص عمل جديدة قد تصل إلى 70 ألف فرصة عمل، والمشاركة في رفع نمو الاقتصاد السعودي عبر القطاعات الجديدة، حيث يتوقع أن يُسهم بإضافة 22 مليار ريال إلى الناتجِ المحليِ، بالإضافة إلى حماية البيئة والمحافظة على التراث الثقافي والحضاري للمملكة.

أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة  صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، عن إطلاق مشروع البحر الأحمر في 8 ذي القعدة 1438هـ/31 يوليو 2017م، ووضع حجر الأساس في الربع الثالث من عام 2019م، وتم الانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022م، وتختص بتجهيز البنية التحتية والأساسية لإنشاء المشروع، وتطوير الفنادق والمساكن، والمطار والميناء، وخدمات النقل، كالقوارب، والطائرات المائية. تعود ملكية المشروع إلى صندوق الاستثمارات العامة الذي يعمل على ضخ الاستثمارات الأولية، وجلب الاستثمارات الجديدة إلى المملكة من خلال عقد الشراكات مع الشركات العالمية الكبرى. 

أنشئت شركة البحر الأحمر للتطوير (البحر الأحمر الدولية حاليا) في شعبان 1439هـ/ مايو 2018م، وهي شركة مستقلة تُعنى بتطوير المشروع، مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، ويرأسها جون باغانو، وسجلت في وزارة التجارة كشركة مساهمة مغلقة مملوكة. وتعمل الشركة على استحداث معايير جديدة للتنمية المستدامة، وانتهاج مجموعة من الأنظمة البيئية التي تؤدي إلى اتباع أفضل الممارسات بمنع ردم النفايات، وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والاعتماد على الطاقة المتجددة، لضمان حماية البيئة البكر.

وفقًا للمخطط العام المعتمد، سيتم تطوير وجهة البحر الأحمر على 22 جزيرة من أصل 90 جزيرة، على مرحلتين رئيسيتين، بدأت المرحلة الأولى في عام 2017م، وقع فيها أكثر من 800 عقد بقيمة إجمالية تجاوزت 20 مليار ريال، وتضم المرحلة الأولى 16 فندقًا فخمًا، بإجمالي عدد غرف يصل إلى 3000 غرفة تشيد على 5 جزر، بالإضافة إلى منتجعين في منطقة الجبال والصحراء، لاستقبال 300 ألف زائر، فضلًا عن مرافق تجارية وترفيهية ومتاجر بيع بالتجزئة، ومرافق البنية التحتية الأخرى، ومراسٍ لليخوت، ومطار للوجهة.

فيما بدأت المرحلة الثانية في عام 2023م وستنتهي في عام 2030م،  وستوفر  8000 غرفة فندقية، موزعة على 22 جزيرة، في 50 فندقًا، و6 منتجعات في المناطق الصحراوية والجبلية، وأكثر من 1000 عقار سكني في 22 جزيرة، إضافة إلى المراسي وملاعب الجولف والمرافق الترفيهية والتسلية، حيث يوجد أكثر من 15,000 عامل بالفعل في موقع الوجهة.

صورة تخيلية لجزيرة شريرة "شورى" ضمن مشروع البحر الأحمر. (المركز الإعلامي لشركة البحر الأحمر الدولية)

يقع مشروع البحر الأحمر شمال غرب المملكة العربية السعودية، بين خطي عرض 25 و26 شمال خط الاستواء، على بعد 500 كلم شمال مدينة جدة، وتطل عليه من الشمال مدينة الوجه، وتحيط به من الجنوب محافظة أملج.

تتسم سماء مشروع البحر الأحمر بالصفاء الذي يسهل عمليات الرصد الفلكي. وتتجه الرياح في منطقة المشروع ناحية الشمال الغربي، ويتميز المناخ بالاعتدال، إذ تصل درجات الحرارة سنويًا في شهر يناير إلى  19.7 درجة، وفي شهر أغسطس إلى 31.1 درجة، بينما تهطل الأمطار أثناء فصل الشتاء. وتضم المنطقة عددًا من الحرات والجبال والشعاب المرجانية.

يمثل البحر الأحمر حلقة وصل بين المحيط الهندي والمحيط الهادي، ويُعد من طرق التجارة القديمة بين الشرق والغرب، وبوابة لموانئ المملكة. ويتميز المشروع بموقعه الاستراتيجي في قلب العالم، حيث سيُمكن 250 مليون شخص من الوصول إليه بسهولة، إذ يتيح لسكان دول أوروبا الغربية الوصول إليه جوًّا خلال 7 ساعات، كما يمكن لسكان دول شرق آسيا الوصول إليه جوًّا في غضون 8 ساعات، ويمكن الوصول إليه دون تأشيرات للأجانب، وذلك ضمن الأنظمة والقوانين الخاصة بالمشروع.

يتميز البحر الأحمر بوجود الظواهر الجيومورفولوجية الساحلية، مثل: الشروم، والمراسي، والخلجان، والألسنة الأرضية، والوديان. وتتراوح درجة حرارة المياه السطحية في مناطق الشمال الغربي للمملكة على مدار العام ما بين 16 إلى 26 درجة مئوية، فيما تستقر الكتل المائية في المناطق العميقة منه، والتي تصل إلى 2635م.

تتنوع مظاهر السطح في منطقة مشروع البحر الأحمر، وتضم المنطقة سهولًا ساحلية منخفضة، يقدر ارتفاعها عن سطح البحر بنحو 300م،  وقممًا جبلية عالية، مثل "جبل أملج" الذي يصل ارتفاعه إلى 2580 م، و"جبل شاد" الذي يصل ارتفاعه إلى 2350 م، وحرات بركانية خامدة، مثل حرة الشاقة، وحرة الرحى، من أصل 19 حرة، وهي حرات بركانية آمنة، لم يتم رصد أي مظهر للنشاط البركاني فيها، أو غازات منبعثة منها، أحادية التكوين، حدثت مرة واحدة في مكان معين وفترة زمنية معينة، ونشأت في المرحلة الثانية،  قبل خمسة ملايين عام، مع انفتاح البحر الأحمر. ويهدف المشروع إلى المحافظة على الثروات الطبيعية، والاستثمار في تطوير المناطق البركانية والحرات الخامدة.

يعيش في البحر الأحمر أكثر من 1350 نوعًا من أسماك الزينة، وتضم مدينتا الوجه وأملج العديد منها، مثل أسماك الفراشة، والكرومس، وزهرة الأوركيد، والزناد، ودجاجة البحر، والسحل، والجراح، والجوبي. كما تتميزان بحجم إنتاجهما من الأسماك الطازجة، والتي يعيش معظمها في الشعاب المرجانية. كذلك تنتشر الأسماك الاقتصادية، ومنها أسماك الناجل، والطرادي الأحمر، والشريف، والكشر، وأسماك الهامور، والشعور، والسيجان، والبهار، والبياض، والعربي، والحريد، والكناية، والديراك، والاستاكوزا.

تتضمن منطقة مشروع البحر الأحمر الواقعة في شمال غرب المملكة العديد من الطيور البحرية، مثل الخرشنة بيضاء الخد والخرشنة المتوجة. وتحتضن بعض جزر البحر الأحمر  أنواعًا من الطيور المستوطنة النادرة (Endemic) والموجودة في نطاق جغرافي محدد، ولا توجد في منطقة أخرى، مثل النورس أبيض العين، وسلالات أخرى، مثل الطائر الاستوائي أحمر المنقار، والأطيش البني، والنورس الأسحم، والخرشنة المتوجة الكبيرة. كذلك تضم الطيور البحرية المعششة، وهي  طيور مهاجرة صيفية تأتي للجزر في شهري مايو ويونيو لتضع البيض في شهر يوليو من كل عام، وبعد بلوغ فراخها لسن الطيران تقلع في نهاية شهر سبتمبر لتصل لمناطق بعيدة، مثل جزيرة بالي في إندونيسيا خلال شهر يناير. وقد أصدرت منظمة "البيرد لايف إنترناشونال" تقريرًا ذكرت فيه أن البحر الأحمر يحوي مناطق مهمة لتعشيش الطيور البحرية، ويمكن أن يكون ذلك عنصر جذب سياحي لمنطقة المشروع. واستخدم الصيادون الطيور البحرية في رحلاتهم للصيد وسيلة لمعرفة أماكن السمك في البحر الأحمر، وكأداة أو مؤشر حيوي لمعرفة التغيرات في البيئات البحرية. وتتغذى الطيور البحرية على الأسماك الصغيرة، والتي بدورها تتغذى على الكائنات الأصغر منها من قشريات وكائنات دقيقة مثل البلانكتون، والطحالب، والنباتات البحرية،  لذلك فهي تؤدي دورًا مهمًّا في النظام البيئي البحري، ووضعت من قبل العلماء على قائمة الهرم الغذائي في البيئات البحرية.

صورة تخيلية لجزيرة شيبارة ضمن مشروع البحر الأحمر. (المركز الإعلامي لشركة البحر الأحمر الدولية)

تُعد جزيرة أمهات الشيخ غنية بالشعب المرجانية، والشواطئ الرملية البيضاء، والمياه الصافية. وعندما وضع المخطط الرئيس لفنادق الجزيرة، كان من بين مهامه الابتعاد عن مناطق الشعاب المرجانية، مع إمكانية الوصول إلى الفنادق والمرافق الأخرى المحيطة بها بصورة سلسة.

تضم جزيرة أمهات الشيخ منتجعين، هما: منتجع "سانت ريجيس البحر الأحمر" الذي يشتمل على مركز للرياضات المائية، به العديد من الأنشطة المائية، مثل الإبحار بالمراكب، وركوب الأمواج، والتجديف بالكاياك على أطلال غابات القرم، ويضم كذلك مطاعم عائمة عالمية، ومرافق العافية. ومنتجع "نجومه، محمية ريتز -كارلتون". ويمكن للزائر تعلم الغوص في أعماق البحر، وخوض التجارب والأنشطة المميزة تحت الماء، من خلال المشاركة في دروس الغوص التي يقدمها مركز الغوص الحديث، والذهاب إلى رحلات استكشافية في أعماق البحر.

هي إحدى الجزر الــ90  وموطنًا لحيد بحري من الشعب المرجانية، تابعة لمنطقة تبوك شمال غرب المملكة، عند تقاطع دائرة العرض 00 30 25° شمالًا، مع خط الطول 12 57 36°شرقًا، وتبلغ مساحتها نحو 5.6 كلم2، وتبعد عن الساحل نحو 0.90 ميل بحري. وهي جزيرة شبيهة بالدولفين في تكوينها الطبيعي، وتُعد واجهة رئيسة لمشروع البحر الأحمر، وموطنًا لكثير من الحيوانات والنباتات البرية. تتصل الجزيرة بالبر الرئيس من خلال معبر يبلغ  طوله نحو 3.3 كلم، يتضمن جسرًا بطول 1.2 كلم، ويحتوي على حرتين صغيرتين، كل منهما بعرض 36 م عند طرفي المعبر، بغرض توفير مساحة لتتحرك الثدييات البحرية بحُرِّية. ويشكل هذا الجسر وسيلة الوصول الرئيسة للضيوف إلى الجزيرة.

 تحتضن الجزيرة نحو 11 فندقًا، وتديرها علامات ضيافة عالمية، مثل: "إديشن هوتلز"، "فنادق ومنتجعات فيرمونت"، "رافلز للفنادق والمنتجعات"، "إس إل إس هوتيلز & ريزيدنسيز"، "إنتركونتيننتال للفنادق والمنتجعات"، "مجموعة جميرا"، ميرافال، روزوود و"جراند حياة". وتشتمل الجزيرة على أماكن ومعالم سياحية، منها: ملعب جولف يتكون من 18 حفرة مهيأ لإقامة بطولات عالمية، ومرسى، وناد شاطئي، فضلًا عن مجموعة متنوعة من خيارات البيع بالتجزئة. وتتميز المنتجعات بتصميم هندسي رئيس مشترك، يتم إنشاؤها باستعمال مواد خفيفة الوزن ذات كتلة حرارية منخفضة. وصممت المباني لتحمي نفسها بشكل طبيعي من التآكل، مع إنشاء موائل جديدة في المكان نفسه لتعزيز البيئة الطبيعية للجزيرة.

هي إحدى الجزر الواقعة في البحر الأحمر، والأبعد عن البر الرئيس، تقع في الجنوب الشرقي من أرخبيل شركة البحر الأحمر للتطوير في البحر الأحمر، وتتبع منطقة تبوك شمال غرب السعودية، عند تقاطع دائرة العرض 34 24 25° شمالا، مع خطوط الطول 00 53 36° شرقًا، وتبلغ مساحتها نحو 19.8 كلم2، وتضم حيّدًا مرجانيًا، يبلغ طوله ما بين 30-40 م، وتبعد عن الساحل نحو 8.40 أميال بحرية، فيما تبعد عن الشاطئ الرئيس 45 دقيقة بالقارب، وهي مناسبة  لمحبي رياضة الغوص. وتحتضن الجزيرة  73 وحدة فندقية تتنوع ما بين السكنية والعائمة فوق الماء، ويبلغ وزن الفيلا العائمة نحو 150 طنًا، وهي ذات شكل دائري، مستوحى تصميمها الداخلي من الكثبان الرملية، صنعت واجهتها من الفولاذ المقاوم للصدأ عالي الانعكاس.

يُعد مطار البحر الأحمر مطارًا دوليًّا، مخصصًا لخدمة مشروع البحر الأحمر، بطاقة استيعابية تبلغ مليون سائح سنويًّا، عبر الرحلات الداخلية والدولية بحلول عام 2030م، وبحد أقصى 900 مسافر في الساعة. ويتم تسيير خمس رحلات اسبوعية من خلال مطار البحر الأحمر الدولي على متن الخطوط الجوية السعودية، تتوزع إلى 3 رحلات أسبوعياً من مدينة الرياض عبر مطار الملك خالد الدولي، ورحلتين أسبوعياً من مدينة جدة عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي.

وقعت شركة البحر الأحمر الدولية مذكرة تفاهم مع المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 فيما يخص قطاع السياحة، ودعم مشروع البحر الأحمر، والتسويق له كوجهة سياحية عالمية، وتعزيز تسيير الرحلات التجارية إلى أرض الوجهة، وتشجيع العمل المشترك في المعارض المحلية والدولية، وإطلاق حملات تسويقية دولية مشتركة. وأطلقت أثناء مشاركتها في معرض استضافته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حاليًا) في الرياض، التأشيرة السياحية الإلكترونية التي تسمح لمواطني 49 دولة بزيارة المملكة واستكشافها، ونقلت الخطوط الجوية العربية السعودية موظفي مشروع البحر الأحمر على متنها في رحلتهم الأولى إلى موقع الوجهة.

تماشيًا مع أهداف شركة البحر الأحمر للاستدامة، صمم مطار مشروع البحر الأحمر من قبل شركة الاستشارات الهندسية العالمية "فوستر وشركاه"، بقيادة مهندسين معماريين عالميين، حيث يحقق المطار الحياد الكربوني، ويعمل كليًّا بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، كما يحقق صفر انبعاثات من خلال آلية تشغيل صديقة للبيئة ومستدامة، وتصاميمه مستوحاة من المناظر الطبيعية السعودية. كذلك يشمل المطار مناطق مظللة ومناطق ذات تهوية طبيعية، لتساعد على تقليل استخدام أجهزة التكييف.

وقَّعت شركة البحر الأحمر للتطوير (البحر الأحمر الدولية ) عقدًا مع تحالف مؤلف من شركتين سعوديتين، هما "نسما وشركاهم للمقاولات المحدودة، والمباني العامة للمقاولات" لتطوير البنية التحتية للملاحة الجوية في مطار مشروع البحر الأحمر الدولي، وتطوير وتصميم المدرج الرئيس F،  الذي يبلغ طوله نحو 3700م، ومدرج B المخصص للطائرات المائية، إضافة إلى مرابط الطائرات العمودية (الهليكوبتر)، والممرات الرئيسة والرابطة، وأعمال الرصف وتأمين المساعدة الملاحية اللازمة للطيران، والإضاءة الأرضية للمَدْرَج.

وقَّعت شركة البحر الأحمر  الدولية عقدًا مع شركة "ايرث كام"، لتوثيق مراحل بناء المشروع  في 13 موقعًا، تشمل المواقع البرية والبحرية المحيطة بوجهة مشروع البحر الأحمر، عن طريق  نظام التصوير الفوتوغرافي الذي يعتمد على تقنية الزوال الزمني "تايم لابس"، بمشاركة  المستثمرين والمشغلين، وهي تقنية عالية الجودة، تعمل على تسجيل مراحل تطور الوجهة، والمطار، ومنتجعات المنطقة الجبلية والصحراوية، ومدينة الموظفين، والقرية العمالية، وجزر الوجهة الخاضعة لتطوير المرحلة الأولى من المشروع، والجسر الذي يربط البر الرئيس بجزيرة شورى "شريرة" ومراقبتها عن بُعد، من خلال صور ولقطات فيديو شهرية، يتم تحديثها كل 30 دقيقة، عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية والهواتف الذكية.

في  فترة جائحة كورونا العالمية تم إطلاق مشروع نشر وحدات نظام Enablon في جمادى الآخرة 1442 هـ/ يناير 2021م، من قبل شركة البحر الأحمر الدولية، للتعامل مع التحديات البيئية والصحة والسلامة، وأتمتة العمليات الأولية المستخدمة من قبل قسم الصحة والسلامة. وفي 17 رمضان 1443 هـ /18 أبريل 2022م أعلنت الشركة عن تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بنجاح، بعد تخطي مراحل التصميم والاستشارات. ويهدف المشروع إلى دمج ممارسات الحوكمة، والامتثال للمخاطر، والصحة والسلامة، والبيئة والاستدامة، واستمرارية الأعمال، والتدقيق الداخلي في إدارات الشركة، لتعزيز عمليات إعداد التقارير، ورصد ومواءمة مختلف الوظائف صناعةً لأفضل ممارسات الصحة والسلامة، وإرساء معايير جديدة على مستوى القطاع، حيث تجاوزت أعداد القوى العاملة في الموقع حدود 16 ألفًا من موظفي شركة البحر الأحمر ومقاوليها. ويعمل نظام Enablon بدون الحاجة للاتصال بالإنترنت، حيث يسمح بإعداد بيانات الحوادث أو تقارير التفتيش والتدقيق، ثم تحميلها عند اتصال الجهاز بالشبكة. وتم تدريب جميع مقاولي شركة البحر الأحمر، وعدد من فريق الصحة والسلامة على النظام، بإشراف مهندسي النظام.

أبرمت شركة البحر الأحمر الدولية عقدًا للشركة المحلية المتخصصة في خدمات إنترنت الأشياء "MachinesTalk" لإنشاء وتعميم شبكة "LoRaWan" على مساحة المشروع، وإطلاق منصة إنترنت الأشياء، وتوفير شَارات تعريفية بتقنيات ذكية لتحديد أماكن ما يفوق عن 36,000 عامل بناء، يعملون على مساحة تزيد على 3500 كلم2، وبطاقات ذكية لاسلكية لتتبع 3000 مركبة تعمل في الموقع، والتحكم بالوصول إلى مواقع البناء والتشييد، وتتبع أسطول المركبات أثناء تنقُلها في  أربعة جوانب رئيسة لمنطقة الإنشاء والتطوير، هي:  أمن الموقع، وسلامة العمال، والتحكم بالتنقل، وكفاءة عمليات الإنشاء، ومنع دخول الأفراد والمركبات غير المصرح لها بعبور مناطق المشروع، لأن تصاريح الدخول تمنح بناء على معايير محددة، وإرسال تنبيهات بأي مخالفات متعلقة بهم.

ولضمان عدم حدوث أي تأخير في تنفيذ المهام، تعمل التقنية على توقع وقت وصول المركبات العاملة في الموقع، وتحديد موقعها عن بعد، وتحديد الحدود والمواقع الجغرافية، وتفعيل التنبيهات للعمال المتوقفين عن العمل أو المركبات المتأخرة،  إضافة إلى تنبيه الطوارئ الذي يسمح للعمال بالتبليغ عن أي حالات طارئة مباشرة إلى مركز الاستجابة للطوارئ والأمن لشركة البحر الأحمر، لضمان إرسال فرق استجابة مباشرة إلى موقع العامل لإنقاذه. وسيسمح التتبع المباشر عن بُعد والقائم على خرائط العمل ومواقع العمال وأجهزة قياس وتحديد الحرارة باستخدام موارد المشروع بطرق أكثر فعالية.

تطبق التقنية على كل المقاولين العاملين في مشروع شركة البحر الأحمر للتطوير، لإثبات عملهم في الموقع، والسماح لهم بتسجيل مركباتهم وعمالهم، كذلك تتم مراقبة الشارات التعريفية والبطاقات الذكية اللاسلكية للعمال عن طريق درجات الحرارة المسجّلة في الموقع، لضمان استعمالهم الأجهزة المناسبة، وتغيير الأجهزة ذات البطارية المنخفضة، وتوفير احتمالية التعطيل عن بعد في حالات الفقد أو الاستخدام غير الصحيح.

في محاولة لمواجهة التحديات البيئية، أطلقت شركة  البحر الأحمر الدولية بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، في عام 2019م، مسابقة دولية للابتكار التقني، تهدف إلى تحدي العلماء والأكاديميين  والمهندسين وقطاع صناعة المياه للوصول إلى حلول مبتكرة لتصريف بقايا المحلول الملحي الناتج عن تحلية المياه، تحت إشراف وتقييم خبراء مركز تحلية وإعادة استخدام المياه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.

وصل عدد المشاركات في مسابقة "نبتكر لنتميز" نحو 125 فكرة من جميع أنحاء العالم، وبعد عملية التقييم المتكاملة والمنفذة من قبل الخبراء، تم ترشيح خمسة مشتركين لعرض أفكارهم في معرض "أكواتك أمستردام"، ووقع الاختيار على ثلاث مشاركات فائزة، ونال الفائزون جائزة نقدية قيمتها نحو 10 آلاف دولار، مع إمكانية تنفيذ أفكارهم بمساندة شركة البحر الأحمر.

هو برنامج لحديثي التخرج، يعمل على مبدأ التدريب على رأس العمل، عبر التناوب الوظيفي في عدد من الأقسام المختلفة، ويهدف إلى تدريب الشباب السعودي، وصقل مواهبهم، وتأهيلهم للعمل في المسارات الجديدة التي يوفرها مشروع البحر الأحمر، والمكتسبة من خبراء عالميين،  في مدة زمنية تستغرق سنتين، ومن هذه المسارات: العمليات، الأداء المؤسسي، إدارة المشاريع، المالية والاستثمار، الحوكمة وإدارة المخاطر، البيئة والاستدامة، التعليم والتطوير، تسليم المشروع، الصحة والسلامة والأمن البيئي،  إدارة المشتريات والتوريد، إدارة التطوير. وقد أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية عن البرنامج في 1 ربيع الآخر 1441هـ/28 نوفمبر 2019م، وانطلقت منه النسخة الأولى عام 2020م، ووضعت عدة شروط للالتحاق بالبرنامج، منها: أن يكون سعودي الجنسية حديث التخرج، متفرغًا للانضمام إلى البرنامج، حاصلًا على درجة البكالوريوس أو الماجستير المعتمدة من وزارة التعليم السعودية، ويجيد  اللغة الإنجليزية والعربية تحدثًا وكتابة.

هي إحدى مبادرات البحر الأحمر الدولية، تهدف إلى توفير برامج تدريبية لأبناء المجتمع المحلي، وتعزيز وعيهم بأهمية المحافظة على الحياة الفطرية في الوجهة، وقيادة المبادرات الحالية والمستقبلية، والتخطيط لها وتنفيذها، ومشاركة السعوديين  في المنافسة عالميًا، من خلال تزويدهم بالمهارات والمعارف والخبرات، وهي امتداد لنظام قديم يسمى "الحمى"، كان منتشرًا في شبه الجزيرة العربية، ويكفل تحقيق التوازن المتكامل بين بيئة السكان ومواردهم الطبيعية.

يعمل قادة الاستدامة على تعزيز السلوك البيئي ونشره وسط جميع فئات المجتمع المحلي المحيط بالمشروع، وتوسيع مدارك الموظفين الجدد حول أنواع الكائنات النباتية والحيوانية في المنطقة، بعرض مجموعة من النباتات الموجودة في المنطقة، ومعرفة كيفية تحقيق التوازن البيئي للوجهة، والمحافظة على  التنوع البيولوجي، من خلال عقد ورش العمل، وتوفير المعلومات.

صورة تخيلية لمنتجع دزرت روك الجبلي ضمن مشروع البحر الأحمر. (المركز الإعلامي لشركة البحر الأحمر الدولية)

بالتزامن مع "الحملة الدولية لتنظيف السواحل" المنظمة من قبل "أوشن كونزيرفانسي"، أطلقت البحر الأحمر الدولية برنامج "التخلص من المخلفات البحرية في مشروع البحر الأحمر"، لتصبح شريكًا لمبادرة الأمم المتحدة في مجال "تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، حيث سيدعم البرنامج هدفين من أهداف التنمية المستدامة، هما الحياة تحت الماء، والحياة في البر، ويتسع ليساند أهدافًا أخرى، منها: الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، ومدن ومجتمعات محلية مستدامة، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، والقضاء على الفقر، والتعليم الجيد.

يُعد برنامج "التخلص من المخلفات البحرية في مشروع البحر الأحمر" مشروعًا ممتدًّا، يتضمن المراقبة الدائمة للصحة البيئية، والمشاركة الدورية لتنظيف أي مخلفات في جزر وشواطئ المشروع والتخلص منها، والتوقيع مع مؤسسات أكاديمية، في عدد من المشاريع التعليمية، مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة تبوك، وتثقيف سكان المناطق الواقعة بالقرب من المشروع بالضرر الناجم عن النفايات بأنواعها المختلفة، والتخلص منها بأساليب آمنة بيئيًّا.

أطلقت شركة البحر الأحمر للتطوير مسابقة ابتكار أفضل تصميم معماري مستدام "صديق للبيئة"، للمركز الاجتماعي التابع للحي السكني في مدينة الموظفين. وتهدف المسابقة إلى  تعزيز المواهب الشابة عبر إشراك طلاب وطالبات كليات العمارة والتصميم في الجامعات السعودية (حكومية وخاصة)، وحديثي التخرج، في عملية ابتكار التصميم وتشجيعهم على مشاركة مشاريعهم، ومشاهدة تصاميمهم على أرض الواقع في حالة الترشيح والفوز، والمشاركة في تنمية وجهة سياحية عالمية، وتطوير قطاع الضيافة والسياحة البيئية، إضافةً إلى صون الطابع المعماري والعمراني للمشروع. 

يقع مركز الحي في قلب مدينة الموظفين، ويعمل على تقديم العديد من الخدمات لموظفي شركة البحر الأحمر الدولية وعائلاتهم، وبقية القدرات البشرية العاملة في الوجهة. ويضم المركز مكتبة عامة، ومرافق رعاية للأطفال، وصالة رياضية، ومسجدًا، فيما تضم "مدينة الموظفين" مكاتب إدارية، ووحدات سكنية، ومرافق تجارية لخدمة منسوبي الشركة، وبقية القوى العاملة في موقع المشروع. وفي نهاية عام 2022م تم افتتاح المرحلة الأولى من المشروع، واحتضنت نحو 14 ألف موظف يعملون في الوجهة، وتم بناء مساكن لـ 25 ألف موظف يقومون بإنشاء البنية التحتية وأصول الوجهة.

يتم اختيار التصاميم المرشحة بناءً على الإبداع في استغلال المساحات، واستيفاء المفاهيم المعمارية والهندسية التي تتماشى مع مبادئ الاستدامة، وتكامل حلول التقنية الذكية المستدامة، ونضج التصاميم وتوافقها مع الاعتبارات البيئية في الوجهة، ويصدر الحكم من خلال لجنة التحكيم المكونة من فريق خبراء يتضمن مجالات التصميم، والبناء، والتطوير.

تحقيقًا للاستدامة البيئية، تعاونت البحر الأحمر الدولية مع شركة "الفلاح للخرسانة الجاهزة" لتوفير الخرسانة الخضراء منخفضة الكربون، وهي عبارة عن بُنى توفير الموارِد منخفضة التأثير البيئي. كذلك تعاونت مع شركة "أمانة للمقاولات" لتجهيز المشروع بالوحدات السكنية مسبقة الصنع.

على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP27 في مصر، وقعت شركة البحر الأحمر الدولية، مذكرة تفاهم مع شركة "Partanna" العالمية المتخصصة في تصنيع أول خرسانة قائمة على الكربون السالب في العالم. وتتميز الخرسانة بقوتها وتنوع استخداماتها، مثل الإسمنت التقليدي.

تعمل تقنية الخرسانة القائمة على الكربون السالب على عدم إطلاق أي انبعاثات كربونية، وامتصاص الكربون من الغلاف الجوي، وتولد كربونا قابلا للمعالجة، كما أن استخدامها للمحلول الملحي كعنصر أساسي يعود بفوائد مميزة للشرق الأوسط، حيث يمكن لمحطات تحلية المياه جني المزيد من المياه العذبة لكل لتر معالج وتزويد شركة "Partanna" بالباقي.

أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الرؤية التصميمية لـ"كورال بلوم" في عام 1442هـ/2021م، وهي البوابة الرئيسة لمشروع البحر الأحمر "جزيرة شريرة"، والمصممة من قبل الشركة البريطانية "فوستر وشركاه". ويقصد بـ"كورال بلوم" ازدهار المرجان، وهي تصاميم مستديمة، مستوحاة من النباتات والحيوانات الأصلية في المملكة.

تدور الرؤية التصميمية حول التنوع البيولوجي، من حيث حماية أشجار المانجروف والموائل الأخرى والمحافظة عليها، كونها تشكل خط دفاع ضد عوامل الانجراف والتعرية، وتطوير موائل جديدة عبر الحدائق المنسّقة، وإنشاء بحيرة وشواطئ جديدة على الجزيرة. وسيمثل كورال بلوم نحو 80% من الفنادق المطورة خلال المرحلة الأولى بـ 11 منتجعًا وفندقًأ، تديرها مجموعة من علامات الضيافة العالمية. يحتوي الفندق على مساحات واسعة، دون ممرات داخلية، لتساير رغبة المسافرين، خصوصًا بعد  جائحة "كوفيد–19"، ويتكون من طابق واحد، صمم على شكل أخشاب عائمة. ولتحقيق الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة والتأثير الأقل على البيئة، أنشئت كورال بلوم بمواد بناء خفيفة ذات كتلة حرارية  وتأثير بيئي منخفض، تم تصنيعها خارج المنطقة.

أيضا تتضمن منطقة للجولف تضم فللًا سكنية، وناديًا كبيرًا للجولف بمساحة واسعة، وإطلالة شاملة لساحل الجزيرة، وملعبًا للجولف مصمما بمكونات تتناسب مع معايير الاستدامة، فضلًا عن دراسة طريقة لصيانته والعناية به  بأقل ضرر على البيئة، يشتمل على مساحات شاسعة من العشب الأخضر، و18 حفرة بمقاييس عالمية، ومجهز لإقامة بطولات دولية.

أعلنت "البحر الأحمر الدولية" عن منح كلٍّ من شركتي "نسما القابضة"، و"بروفيشنال لاندسكيب"، عقدًا مشتركًا لتصميم وإنشاء مشتل زراعي، بمساحة مليون متر مربع (100 هكتار)، في موقع مشروع البحر الأحمر، ليسهم في استزراع الغطاء النباتي للمشروع عبر إنتاج وتوفير 15 مليون شتلة، من نباتات مختلفة مستزرعة محليًّا، ومتكيفة مع ظروف المناخ السائدة في المنطقة، أو نباتات صحراوية مختلفة ومستوردة من بيئات خارجية، ويتم التأكد من ملاءمتها للظروف الطبيعية المتعلقة بمنطقة المشروع، ويتم التحكم في عملية الري، لخفض استهلاك المياه، عبر اتباع ممارسات لتنقية المياه من الأملاح والمعادن الأخرى، مثل معالجة مياه الصرف الصحي، وإعادة تدويرها في أغراض الري.

بالتعاون مع جمعية سكن للتنمية الأسرية بأملج وجامعة تبوك، تم تخريج متدربي برنامج مشتل البحر الأحمر المنتهي بالتوظيف، البالغ عددهم نحو 45 شابًّا، والبدء عمليًّا بشكل أولي في المشتل الزراعي الخاص ببلدية أملج، حيث تم انضمام موظفين اختيروا ضمن تخصص "البستنة" في برنامج تدريبي لمدة ستة أسابيع، وخمسة موظفين اختيروا كمشرفين، ضمن برنامج لمدة ثلاثة أسابيع إضافية، وتسجيلهم في تدريب نظري لمدة  144 ساعة  في جامعة تبوك بأملج، ليتقنوا المحادثة باللغة الإنجليزية، ومصطلحات تخص البستنة والزراعة.

وقعت البحر الأحمر الدولية عقدًا مع شركة "كندال" للاستشارات الهندسية متعددة التخصصات، لتطوير استراتيجية تقلل من تشغيل الضوء ليلًا في وجهة البحر الأحمر، وتقديم حلول ابتكارية في مجال التصميم الهندسي المستدام. وتهدف البحر الأحمر الدولية إلى الحصول على اعتماد الجمعية الدولية للسماء المظلمة (IDA) لعدد من مناطقها الطبيعية، والانضمام إلى أكثر من (100) موقع عالمي حاصل على اعتماد السماء المظلمة، بدعم من مجتمعاتها المحلية، والتزامها بإجراءات صارمة.

تعمل شركة "كندال" مع فرق الهندسة والتطوير في البحر الأحمر الدولية على مراجعة مخطط المشروع، وإعطاء المشورة حول التدابير التي يمكنها التقليل من التلوث الضوئي، مثل التواصل مع المجتمع المحلي في المنطقة، لزيادة مستوى التوعية بالإجراءات الملائمة التي يمكنهم اتخاذها لتعزيز المبادرة، ودعمهم على استعمال الإنارة الخارجية، ذات التكلفة القليلة، والكفاءة العالية من ناحية استهلاك الطاقة.

لتقديم طلب رسمي للحصول على الاعتماد الدولي لمحميات السماء المظلمة للوجهة، يعمل الفريق على اعتماد حالة خط الأساس كمحور ارتكاز مستقبلي، ومسح لمعدات الإضاءة الحالية وتفاصيل تركيبها على جميع الأصول الشاملة للإضاءة العامة الثابتة على المباني، وإنارة الحدائق والشوارع والمعالم بالوجهة، واتباع خطة لتعيين أعمال التحسين الضرورية في كل أماكن الوجهة، واختيار تصاميم الإنارة للأصول الجديدة، مثل الفنادق، والمطار، والوحدات السكنية.

صورة تخيلية لمنتجع ساوثرن دونز ضمن مشروع البحر الأحمر. (المركز الإعلامي لشركة البحر الأحمر الدولية)

منتجع "دزرت روك"

بدأت أعمال البناء في منتجع "دزرت روك"  فى صفر 1443هـ/يوليو 2021م، ويقع في أحد الأودية الواقعة ضمن منطقة المشروع على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية.

صممت شركة Oppenheim Architecture العالمية المنتجع الجبلي "دزرت روك" بطريقة تحافظ على البيئة وتعززها، وتسمح للضيوف بالتواصل المباشر مع طبيعة وثقافة المنطقة المحلية في الوقت نفسه. 

سيكون ممر عبور الزوار للمنتجع من خلال وادٍ طبيعي مخفي بين الجبال. ويوفر المنتجع المبني بداخل الجبل 48 فيلا و12 جناحًا فندقيًّا، بإجمالي 60 مفتاحا، بتصاميم معماريةٍ مدمجةٍ بالكامل مع الصخر الجبلي للحفاظ على منظره الجمالي. ويتوفر في  منتجع "دزرت روك" الجبلي العديد من الوحدات السكنية الفاخرة من الغرف الأرضية، والأجنحة الفندقية المبنية في منتصف الجبل، وعدد محدد من الغرف الفندقية المحفورة في الصخر الجبلي، كما يضم منتجعًا صحيًّا عالميًّا، ومركزًا للياقة البدنية، وأماكن معزولة مخصصة لتناول الطعام، وواحة البحيرة المميزة. 

تم شق شبكة الطرق الموصلة للمنتجع على أطراف الوادي الرئيس لتكون مخفية خلف المناظر الطبيعية الموجودة بالفعل، مما سيقلل بدوره من التلوث السمعي والضوئي. ويمكن للزوار القيام بنزهات طويلة مشيًا على الأقدام، والاستمتاع برحلات سياحية على متن العربات المخصصة للكثبان الرملية ومشاهدة النجوم كجزء من النشاطات السياحية العديدة المتاحة للزوار في موقع الوجهة.

صمم المنتجع بطريقة تساعد على تقليل الاستهلاك من الطاقة، وأنظمة لحفظ المياه وتوزيعها في جميع أنحاء الموقع، واستغلال مياه الأمطار التي تم جمعها في زيادة الغطاء النباتي في الوادي، وستستخدم المواد الناتجة عن الحفر في موقع المنتجع في إنشاء البنى التحتية له. وتُستغل قطع الحجارة في تزيين الجدران والأرضيات الداخلية والخارجية، بينما يتم استخدام الحجر الأرضي والرمل في تصنيع الركام الخرساني، وهو مادة البناء الأساسية في جميع تصاميم الهندسة المعمارية.

لدى استكمالها في عام 2030م، ستتضمن وجهة البحر الأحمر 50 فندقًا توفر 8000 غرفة فندقية بالمجمل، إضافة إلى أكثر من 1000 وحدة سكنية موزعة على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، وتضم الوجهة أيضًا مطارًا دوليًّا، ومراسيَ فاخرة، وملاعب جولف، والعديد من مرافق الترفيه والاستجمام.

منتجع "Faena The Red Sea"

أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية، بالشراكة مع إحدى العلامات التجارية في قطاع الضيافة والفندقة، إنشاء منتجع Faena The Red Sea الواقع في الجزء الجنوبي من الجزيرة الرئيسة في وجهة البحر الأحمر "شورى". يضم المنتجع 150 فيلا، حيث تصمم الشركة البريطانية العالمية "فوستر وشركاه" المنتجع، في حين تولى فريق التصميم في باريس "Jouin Manku" تقديم التصميم الداخلي له.

يتميز المنتجع بتوفيره وحدات فندقية واسعة، ليضم الأجنحة الفندقية وجميع الفلل التابعة له البالغ عددها 150 فيلا، وصُمِّم الجناح التنفيذي الذي تبلغ مساحته 84 مترًا مربعًا ليمنح الخصوصية للزوار.

 يتميز منتجع Faena The Red Sea بتصميم 7 من الفلل الـ150، بما في ذلك 6 فلل رئيسة مكونة من ثلاث غرف نوم ومسبح، وفيلا ملكية من أربع غرف نوم مع مسبح.

ستمثل قاعة The Living Room مكانًا للتجارب السياحية المميزة، عبر العروض الترفيهية المباشرة التي سيقدمها نخبة من الفنانين العالميين البارزين، فضلًا عن التجارب المستقاة من الثقافة والفنون.

منتجع ساوثرن دونز

يقع منتجع ساوثرن دونز شمال شرق محافظة أملج، على بعد 100 كلم، وهو أحد الفنادق الداخلية في وجهة البحر الأحمر، تم تصميمه من قبل شركة "فوستر + وشركاه"، ويضم 40 فيلا، مرتبة على خطين متقابلين، للاستمتاع بمنظر الكثبان الرملية المحيطة بها، و36 مجمعًا فندقيًّا، ذات إطلالات طبيعية صحراوية، ومباني الاستقبال، ومنتجعًا صحيًّا، ومسبحًا، إضافة إلى العديد من المطاعم العالمية.

مدينة الموظفين منطقة سكنية وتجارية حديثة الطراز. تحتضن نحو 14 ألف عامل وموظف وإداري لتشغيل وجهة "البحر الأحمر". وتضم مكاتب تجارية وإدارية عالية الجودة، بالإضافة إلى مساكن ومطاعم ومجموعة واسعة من المرافق الخدمية والترفيهية. علاوةً على ذلك، تتميز المدينة بخدمات ذكية، في حين تم تطوير المباني وفقاً لمعايير بيئية .

تبلغ المساحة الأرضية الإجمالية لمكاتب الشركة نحو 7 آلاف متر مربع، وتم تصميمها عبر ثلاثة مجمعات تمتلك خصائص مكانية مختلفة ومستقلة، بهدف الاستفادة من المناخ المحلي للوجهة، وزيادة مستويات التظليل والتهوية، إضافة إلى تعزيز مستوى سهولة الوصول والتنقل بين المساحات الداخلية والخارجية.

تضم المدينة السكنية مجموعة مرافق خدمية وترفيهية، مثل، ملاعب للكريكيت، والكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة القدم، ونادٍ رياضي، بالإضافة إلى قاعات سينما. كما يتم تزويد القرية بشبكات تواصل حديثة، ومرافق لوجستية تضمن تأمين احتياجات العمال ومتطلباتهم اليومية.

بالشراكة بين "البحر الأحمر الدولية" وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية وقعت اتفاقية لإجراء البحوث الجيولوجية وأعمال الحفر المتقدمة ضمن مواقع وجهتي البحر الأحمر وأمالا. من بين الاكتشافات البارزة من المسح الأولي حفريات "موساسور" العملاقة.

كشفت الرحلة الاستكشافية على طول ساحل البحر الأحمر عن عينات مختلفة تمتد من أواخر العصر الطباشيري إلى العصر الأيوسيني، والتي يتراوح عمرها بين 45 إلى 80 مليون سنة. وكشفت نصف المواقع التي شملتها أعمال المسح الجيولوجي عن وجود حفريات نادرة. كما يتوقع الباحثون اكتشاف المزيد مع توسع أعمال الحفريات. وتمثل النتائج سجل للثدييات البحرية من العصر الباليوجيني، والذي تم العثور عليه في المنطقة الساحلية للبحر الأحمر.

اكتشف العلماء خلال أعمال المسح الجيولوجي في وجهة "أمالا" العديد من البقايا المتحجرة لأبقار البحر (الأطوم) والتماسيح والسلاحف، بالإضافة إلى عظام "الموساسور"، وهي عائلة من السحالي البحرية العملاقة التي يشار إليها عادةً بـ"تي ريكس البحري"، التي يتراوح عمرها ما بين 66 و80 مليون سنة، ويبلغ طولها 18 مترًا ووزنها 14 طنًا.

تم تصنيف العديد من الفقاريات البحرية التي عثر عليها الفريق لأول مرة في المنطقة، بما في ذلك بقايا واحدة من السلاحف الكبيرة التي سكنت المنطقة على الإطلاق. وتأتي هذه النتائج عقب اكتشاف جُمجمة "بليزيوصور" جزئية تم استردادها من الموقع في وقت سابق.

تعاونت "البحر الأحمر الدولية" مع وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية، على تعزيز أنشطة التعاون المشترك عبر سلسلة مبادرات، منها إطلاق أول مشروع للتنقيب عن الآثار تحت الماء في المملكة. وتحت مظلة الشراكة المبرمة مع هيئتي التراث والمتاحف، يتم إطلاق برنامج لتصميم وبناء متحف بحري يمثل منشأة مخصصة لحفظ وعرض الآثار الغارقة على النحو المناسب في المملكة.