المطبخ السعودي، هو مطبخ متنوع يحكي جانبًا من تاريخ المعيشة في المملكة العربية السعودية، وتقنيات الطهي التي طُوّرت عبر الزمن، وهو جزء رئيس من التراث الإنساني السعودي.
ونتج عن تعدد مناطق السعودية وتنوع ثقافتها مزيج من مساهمات الطهي المختلفة، وتمثّل بعض المأكولات السعودية في طريقة تنفيذها مطبخًا مدمجًا يعكس المطبخ الخليجي أو العربي أحيانًا.
وتسهم وفرة المحاصيل الزراعية في السعودية، في ابتكار المأكولات وتحديد المكونات والتوابل والأعشاب وأنماط الطهي الخاصة بها، ومن أشهرها: التمر والشعير ودقيق البر والدخن.
لمحة تاريخية عن المطبخ السعودي
يتميّز المطبخ السعودي عمومًا ببساطته، ويحوي عديدًا من الأطباق ما بين مكونين وأربعة مكونات رئيسة، إذ تعتمد المأكولات بشكل أساس على جودة المكونات بدلًا من الإعداد الجيّد. واستخدم السعوديون عددًا من طرق الطهي في المطبخ السعودي المبكّر، التي مُزجت مع طرق الطهي العربية الأخرى لتشكيل أساس المطبخ السعودي الحالي، وعزّز موقع المملكة المجاور لعديدٍ من الدول العربية التنوع الثري في إعداد الطعام المُتناسب مع الثقافة المحلية للبلاد.
في ثقافة الأكل السعودية، يجتمع الجميع حول صحن مائدةٍ واحد، وهم جالسون على الأرض، ويتناولون بيدهم اليمنى إحدى الوجبات الرئيسة، ويجب أن يأكل المرء من الجهة المُقابلة له من الصحن، ويساعد المُضيف أو مُعد الطعام المجموعة في تقطيع اللحم وتقريبه لهم، ويُشرف على وفرة الكميات الموجودة في الصحن، وفي بعض المناطق تؤكل أصناف الأطعمة المعصودة بثلاث أصابع، مثل: المثلوثة، والعصيدة، والعريكة، والمشغوثة، والخمير، ويؤكل طبق الكبسة السعودية بخمس أصابع.
تقاليد الأكل السعودي
وفقًا للشريعة الإسلامية يجب اتباع طريقة محددة عند ذبح الحيوانات، لتصبح صالحة أو محللة للأكل، كذلك وضعت الشريعة الإسلامية آدابًا قبل الطعام وخلال تناوله وعند الانتهاء منه، منها: البدء بالتسمية وقول: "بسم الله"، والانتهاء بالحمد "الحمد لله"، والكلمتان تُعربان عن الامتنان لله بوصفه خالق الطعام الذي هيأ لهم تناوله، ويُشاع اصطلاحًا إلى جانب كلمة طعام كلمة مرادفة لها هي "النعمة" للإشارة إلى الأكل، وهو أسلوب أكثر امتنانًا في تسمية الطعام.
الطبق السعودي المعتمد والحلوى الوطنية
بالتزامن مع مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق" التي تسعى إلى حصر الأطباق المحلية وتصنيفها في جميع مناطق المملكة، اعتمدت هيئة فنون الطهي طبق "الجريش" أو كما يسمى "سيد الأطباق"، طبقًا وطنيًا للمملكة العربية السعودية، لكونه وجبة أساسية في المجتمع السعودي، ومعروفة قديمًا، حيث ذُكر في كتب التراث العربي أن النساء في الجزيرة العربية استخدمن المجرشة الخشنة لطحن القمح يدويًا، وجريش الحبوب، كما اعتُمد طبق ""المقشُوشْ" طبق الحلوى الوطنية السعودية، وذُكر طبق "المقشُوشْ" في التاريخ، من الفترة 1238هـ/1823م، إلى الفترة 1309هـ/1891م، وكان يعتبر من الأطعمة التقليدية في وسط الجزيرة العربية، ويرتبط تحضيره ببرودة الجو وسقوط الأمطار، وهو عبارة عن أرغفة صغيرة من دقيق الحنطة، يضاف إليها السمن مع العسل، أو السكر أو الدبس، وتقدم كوجبة إفطار، كما تقدم مع القهوة أو الشاي.
واختارت الهيئة "المرقوق" طبقًا مناطقيًّا لمنطقة الرياض، فيما اختير "السليق" لمنطقة مكة المكرمة، و"الأرز المديني" للمدينة المنورة، و"المليحية" لمنطقة الحدود الشمالية. كما اختيرت "البكيلة" لمنطقة الجوف، و"خبز المقناة" لمنطقة الباحة، و"كبيبة حائل" لمنطقة حائل، و"الرُقش" لمنطقة نجران، واختيرت "الكليجا" لمنطقة القصيم، و"الأرز الحساوي" للمنطقة الشرقية، فيما اختير "المغش" لمنطقة جازان، وأما "الصيادية" فقد اختيرت لمنطقة تبوك، و"الحنيذ" لمنطقة عسير.
تأثير الطقس في المطبخ السعودي
يؤثر تغيّر المواسم الطبيعية وتباين السمات في الطقس والبيئة وكمية ضوء النهار بين مناطق المملكة على تنوع المأكولات، حيث تنتشر المأكولات القائمة في مكوناتها على الحبوب والحليب والمرق في فصل الشتاء، إذ تمد الجسم بالطاقة والتدفئة لساعات بعد تناولها، مثل الجريش والسليق والمعدوس، وتُقدم في السياق الموسمي نفسه قهوة اللوز أو السحلب في المنطقة الغربية. ويحتفى ببعض المحاصيل الموسمية مثل الكمأة أو "الفقع" في الاصطلاح المحلي السائد، من خلال ابتكار مأكولات متنوعة لها، ومن أكثرها تداولًا طبق المطريّة في منطقة الحدود الشمالية.
أكلات تقليدية بأدوات بدائية
يرتبط تحضير المأكولات الشعبية في المملكة بأدوات بدائية ومُعقدة نوعًا ما في الاستخدام، على الرغم من ذلك يستعاض عنها حاليًا بأجهزة كهربائية أكثر تقانةً وسرعة، صُممت خصيصًا للمأكولات المُجهدة في صنعها، مثل طبق العصيدة، وهي متوافرة في الأسواق التجارية المحلية، إلا أن محبي التراث يلتزمون بنمط طهي الأطباق الشعبية وفق الأسلوب التقليدي والأدوات القديمة، مثل: النجر الذي يُستخدم لهرس البقوليات والثمار، والمحماس الذي تُحمص القهوة عليه، وفي المناطق الجنوبية تُعدُّ الخبزة الجنوبية التقليدية في وعاء حجري مجوّف يُسمى الميفا أو التنور، كما تُقدم المأكولات التقليدية في المدهّن، وهو إناء حجري يُصنع محليًا تشتهر به منطقة نجران.
أطعمة مرتبطة بالمكان والزمان
في الثقافة المُجتمعية، اكتسبت بعض الأطباق غير التقليدية في السعودية شهرتها من مادة غذائية يرتكز تكوينها عليها، أو جهة تصدرها، أو فترة زمنية تُعاصرها، وغالبًا تتصدر تلك المأكولات الحلويات، على سبيل المثال: ترتبط المنطقة الشرقية بكيكة أرامكو، التي كانت توفرها شركة أرامكو خلال تسعينات القرن العشرين في المتاجر الخاصة بإقليمها السكني.
الوجبات الرئيسة في المطبخ السعودي
على غرار المطابخ العالمية، هناك ثلاث وجبات رئيسة في المطبخ السعودي: يختلف الإفطار من منطقةٍ إلى أخرى من حيث نوع المأكولات، وتشترك المناطق في حضور القهوة والحليب على مائدتها، وأحيانًا يمكن أن تتشابه وجبتا الإفطار والعشاء في تحضير الأجبان والزيتون إلى جانب الخبز، ويُطلق على هذه المجموعة في الاصطلاح المحلي السائد اسم "نواشف" أو "معجنات".
وتتصدر "الكبسة السعودية" أطباق المملكة التقليدية، وتعتمد مكوناتها الأساسية على الأرز المُختلط باللحم أو الدجاج، وهي أكثر الأطباق التقليدية تنوعًا في طريقة الطهي والتوابل والتقديم أيضًا. على الرغم من أنها الأسهل في الإعداد، إذ تُطهى جميع المكونات أو تضغط في قدر واحد، إلا أنها تعكس خبرة مَن يُعدُّها، في إتقان توزيع التوابل، ومدى نضج اللحم أو الخضراوات المُضافة إليه.
أكلات المنطقة الشمالية
تنتشر الأطباق الدسمة كلما اتجهنا شمالًا في المملكة، لانخفاض درجات الحرارة، ابتداءً بمنطقة حائل التي تشتهر بالأطباق الغنية بالسعرات الحرارية، مثل: القشدة والعصيدة والجريشة والهريسة والمطازيز وكبيبة حائل، كما يُدمج التمر مع كثير من الأطباق، مثل: الحنيني والرغفان والمقشوش. ويُلاحظ التشابه بين منطقة الحدود الشمالية ومنطقة حائل في كثير من المأكولات، باستثناء المليحية والخميعة والفتيتة والمحموسة، التي تتميز بها مدينة عرعر.
وفي منطقة تبوك، يُحضر طبق المنسف، المكوّن من اللحم والأرز وخبز الشراك، وهو من الأكلات الشعبية التي تعتمد على أحد أصناف اللبن، وهو الجميد أو الإقط، ومن الأصناف التي تحظى بشعبية عامة في مدينة حائل، ويمكن تناولها في الغداء والعشاء "طبق التِّمَّن"، وهو من أنواع الأرز، يطبخ مع اللحم والخضار والقرع، ويُعدُّ "خبز المطحن" المحضّر يدويًا على الصاج، وخبز "العربود" المطهو تحت الجمر، من أهم مكونات المائدة الجوفية.
وفي منطقة الجوف، التي تنفرد بنبات السمح الذي يزين صحراءها في "الوسم" تصنع منه حلوى "البُكيلة" الشهية، التي تعد ممن أشهر الأكلات التراثية في منطقة الجوف وتتكون من نبات السمح الذي ينبت في موسم الأمطار ويمكن تحضيرها بمعجون ودبس التمر بدلاً من التمر وتقدم باردة في إناء التقديم.
أكلات المنطقة الجنوبية
تشتهر مناطق جنوب وجنوب غرب السعودية بالمأكولات التي يغلب على مكوناتها القمح بوصفه المحصول الوفير في أراضيها الزراعية، ويُعدُّ دقيق البر من أبرز مكونات المأكولات في منطقة عسير تحديدًا، فيما يُعدُّ بشكلٍ عام مكونًا رئيسًا لمعظم المأكولات الشعبية في منطقة نجران، مثل: الرقش والمرضوفة والوفد والمدهن، والرغيف التقليدي للخبز الذي يُطلق عليه في الاصطلاح المحلي السائد "قُرص" أو "قعنون". وتتنوع أسماء المأكولات على امتداد الساحل الجنوبي، منها: الخمير والمعرق والعريكة والرضيفة والعصيدة وخبز الميفا والدغابيس.
وتمتاز سهول عسير بطبقي "الشّدخ" و"الرّجلة"؛ وهما عبارة عن خضار محلي، يقدمان كإيدام ويؤكلان بخبز الميفا، وطبق "التصابيع" المحضّر من الحليب والدقيق المطبوخ، و"المشغوثة"، وطبق "الملة". ويشتهر في منطقة جازان طبق المرسة، ومغش اللحم، إضافة إلى طبق "المفالت" الذي كان قديمًا وجبة سحور أساسية.
في 14 ذو القعدة 1443هـ/13 يونيو 2022م، أعلن المعهد الدولي لفن الطهي والثقافة والفنون والسياحة (IGCAT)، عن فوز منطقة عسير بلقب منطقة فنون الطهي العالمية 2024م، كأول منطقة خارج نطاق أوروبا تفوز باللقب، وشاركت هيئات وجمعيات ووزارات في هذا الإنجاز، منها: هيئة فنون الطهي، وهيئة تطوير منطقة عسير، وشركة السودة للتطوير، وهيئة التراث، والهيئة السعودية للسياحة، وجامعة الملك خالد، والجمعية السعودية للسياحة، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، ووزارة التعليم، ووزارة البيئة والمياه والزراعة.
أكلات المنطقة الشرقية
يعكس وجود أحد أكبر السواحل في المنطقة الشرقية تنوع المأكولات البحرية الطازجة التي تحظى بها المنطقة، وعلى عكس تحضير المأكولات البحرية في محافظة جدة، الذي يتسم بالنمط العصري في التحضير ويقتصر في معظمه على الروبيان وقريدس البحر، تلتزم المنطقة الشرقية بتحضير المأكولات البحرية وفق النمط التقليدي، مثل طبق المحمّر "البرنيوش" الذي اشتُهر بين البحّارة في فصل الشتاء، وهو يعتمد في تحضيره على الأرز المطهوّ بالسكر مع السمك المقلي، ومطبن السمك، الذي يعتمد في تحضيره على الأسماك الكبيرة، مثل: الهامور والكنعد.
وتشترك المنطقة الشرقية في تحضير المرقوق والمطازيز مع المناطق الوسطى، إلا أنها تختلف في طريقة الإعداد، وينتشر في مدينة الأحساء طبق المندي الحساوي، والأرز الحساوي، والخبز الأحمر، وتشتهر مدينة القطيف بطبق المحموص القطيفي، وهو طبق تاريخي، يتكون من الأرز والبصل المحمص، وتضاف له اللحوم والأسماك والدجاج.
أكلات المنطقة الغربية
يمكن وصف المنطقة الغربية بأنها أكثر المناطق السعودية دمجًا للثقافات العالمية في الطهي، نظرًا للحركة التجارية التي استمرت فيها عبر عقودٍ زمنية طويلة، وتُعدُّ مدينتا مكة المكرمة وجدة، أكثر المناطق التي ترتبط أطباقها بالأهازيج الشعرية التي كان يستخدمها الباعة للتسويق لمأكولاتهم.
تنتشر في المنطقة الغربية الأفران والمخابز التي تختص بتحضير خبز التميس، الذي يُقدم إلى جانب طبق الفول، ولاقت البليلة أو كما تعرف بـ"البليلة الحجازية" رواجًا واسعًا في منطقة مكة المكرمة، وتعتمد في إعدادها على عنصر واحد، هو الحمص المنقوع ليلة كاملة، وتتميز المدينة المنورة بالأرز البخاري والكابلي، وتتميز المنطقة الغربية بشكلٍ عام بكثرة أصناف الحلويات تحديدًا، وعلى رأسها حلوى الدبيازة.
أكلات المنطقة الوسطى
تشترك كل من منطقتي الرياض والقصيم في عديد من المأكولات، التي تأخذ طابع المرق في طهيها، مثل: طبق القرصان وطبق المرقوق والثريد مع اللحم والحنيني، وتتميز منطقة القصيم بوصفها محضنًا لأكبر مزرعة نخيل للتمور في العالم، بتحضير أصناف متعددة من الأطباق التي يدخل التمر في مكوناتها، مثل الكليجا التي تُعدُّ منطقة القصيم موردًا محليًا وخليجيًا لها، وكذلك الحنيني والقشد.
ويُعدُّ طبق "المصابيب" من الأكلات الشعبية لمنطقة الرياض، وأحد أقدم أطباق الحلويات، ويعتمد في صنعه على دقيق البر والعسل والسمن، أما في منطقة القصيم، فيُعدُّ "قرص العقيلي" من أفضل الأطعمة المحلاة، سمي بذلك نسبة لرجال في منطقة القصيم يدعون "العقيلات" كانوا يتزودون به في رحلاتهم إلى بلدان الشام والعراق والسودان.
وجبات شهر رمضان
تُعدُّ وجبة الفطور أول وجبة يتناولها الصائم في رمضان، وتبدأ من أذان المغرب مباشرةً، فيما تُعدُّ وجبة السحور آخر وجبة يتناولها الصائم قبل الإمساك عن الطعام، إذ يبدأ وقتها بعد منتصف الليل، حتى قبل أذان الفجر بوقت كافٍ.
وفي وجبة الفطور يتناول الصائمون التمر والماء، أو اللبن، أو العصائر، ثم يؤدون صلاة المغرب، وحين الانتهاء منها، تُحضّر بقية الأكلات التقليدية والشعبية الخاصة بشهر رمضان على السفرة، مثل شوربة الحَب واللقيمات والسمبوسة، إضافة إلى عصير التوت. فيما تبدأ وجبة السحور في الثلث الأخير من الليل، ويمكن للصائم تبكير السحور، حسب وقته المناسب، إلا أنه في أكثر الأحيان يُؤخَر السحور حتى قبيل الفجر، وبحسب الثقافة الغذائية في كل منطقة من مناطق السعودية، تتنوع وجبات السحور غالبًا.
وجبات الأعياد الإسلامية
مع اختلاف وتنوع المناطق في السعودية، يحرص السعوديون على المحافظة على العادات التقليدية المتعارف عليها منذ القدم، أهمها "إفطار العيد"، حيث تتولى الأسرة إعداده والتفنن في طريقة تقديمه، ومن وجبات سفرة إفطار العيد: التعتيمة، والجريش، والكبدة، والكليجا، إضافة إلى أطباق الأرز مع اللحم.
المشروبات في السعودية
ترتبط بعض المشروبات في السعودية بأحداث رمزية في الثقافة السعودية، وتؤدي دورًا رئيسًا في الضيافة وأساليب المعيشة، وتتنوع المشروبات لتشمل: مياه الشرب العادية، والحليب والألبان، والقهوة، والشاي، والعصائر، والمشروبات الغازية، والمشروبات الساخنة، وهي الأكثر انتشارًا، إضافة إلى أن فئة من المجتمع السعودي تهتم بشرب حليب الأغنام والإبل.
القهوة السعودية
في التراث الشّعري السعودي تُسمى القهوة "كيْف"، وتُعدُّ موروثًا ثقافيًا مرتبطًا بتاريخ المملكة من حيث العادات والتقاليد وقيم الكرم والضيافة، وأولى خطوات بروتوكول الضيافة الرسمي في استقبال الوفود الخارجية ورؤساء الدول في المملكة، وتُحضّر القهوة من خلال مكونين رئيسين، هما: حبوب القهوة (البن) والهيل، مع إمكانية إضافة التوابل العطرية، كالزنجبيل والزعفران والقرنفل والنانخة. وسُجِلت القهوة السعودية عام 1437هـ/2015م، في اللائحة التمثيلية للتراث غير المادي، المسجل في منظمة اليونسكو للتراث العالمي، بوصفها عنصرًا مشتركًا بين السعودية ودول خليجية عدة، هي: الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، وسلطنة عمان.
قهوة القشر
تُعرف في الاصطلاح المحلي السائد بـ"القهوة الحلوة"، وهي من المشروبات التقليدية في المنطقة الجنوبية من السعودية، والمقصود بقشور البن الغلاف الخارجي لنواة البن، وتُحضّر القهوة من خلال مكونين رئيسين، هما: قشور البن والماء الساخن، مع إمكانية إضافة بعض التوابل العطرية فيها، مثل: القرفة والهيل، ويُعدُّ القشر مفيدًا لإنقاص الوزن، ولبعض الحالات الطبية. وتُحصد حبوب البن بداية أكتوبر، وتستمر ثلاثة أشهر، ثم يُقطف البن وتستعمل قشوره فيما بعد في عمل قهوة القشر، إذ تُغسل قشور البن، وتُعقّم، وتُغلى على طريقة القهوة السعودية، إلا أن قوام قهوة القشر أخفَّ من قوام القهوة السعودية.
قهوة اللوز
من المشروبات التقليدية المعروفة في المنطقة الغربية من السعودية، القهوة الحجازية، والقهوة الحلوة، كما تُعرف بالقهوة البيضاء بسبب لونها الأبيض، وتُعدُّ في أول ليلة من السنة الهجرية أو ضمن الأسبوع الأول من ليالي شهر محرم الهجري، وتُحضّر القهوة بمكونات رئيسة، هي" اللوز، ودقيق الأرز، والحليب المجفف، وتحتوي قهوة اللوز على الكالسيوم، ومضادات الاكسدة، وهي مفيدة لمرضى الكوليسترول، كما أنها تساعد على إنقاص الوزن، والإحساس بالشبع.
عصير التمر الهندي
يُعرف بـ"شراب الحُمَر"، وهو مصنوع من ثمرة التمر الهندي، ويتميّز بمذاقه الحلو الحامض، ويُعدُّ أحد المشروبات التقليدية المرتبطة بالمناسبات، خصوصًا في شهر رمضان المبارك، وتنتشر زراعة التمر الهندي في محافظة فيفا التابعة لمنطقة جازان جنوب غربي السعودية، إلا أن قارة أفريقيا تُعدُّ موطنه الأصلي.
مشروب السوبيا
هو مشروب شعبي مرتبط بمناسبات وأحداث معينة في التقويم السعودي، خصوصًا في مدينة جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، ويُصنع شراب السوبيا من الشعير أو الخبز الناشف أو الشوفان أو الزبيب، وذلك بعد تنظيفه وتصفيته وطحنه، ثم يضاف له الماء والسكر، ويترك لمدة 24 ساعة ليتخمر في درجة حرارة الغرفة، ويُقلب من حين لآخر، ثم تضاف له بعض التوابل العطرية، كحب الهيل والقرفة، ويقدم باردًا مع إضافة الثلج، ويُشرب المزيج خلال يومين أو ثلاثة من صنعه، إذ يفقد قيمته الغذائية إذا زاد على ذلك، ويأتي مشروب السوبيا على ثلاثة ألوان؛ "الأبيض" وهو مُعد من الشعير فقط، و"البني" مضاف له التمر الهندي، و"الأحمر" مضاف له نكهة الفراولة.
مبادرات هيئة فنون الطهي
يُقصد بهيئة فنون الطهي، الجهة المعنية المتعلقة بفنون الطهي في السعودية، وتنميتها، والمحافظة عليها، ودعم الابتكار فيها، ويشمل ذلك: تقنيات الطهي، ومصادر المكونات، وصفات الطعام والمقادير، وإعداد الطعام وتقديمه. تأسست الهيئة في 10 جمادى الآخرة 1441هـ/4 فبراير 2020م، وهي واحدة من 11 هيئة ثقافية صدرت موافقة مجلس الوزراء على إنشائها في وقت واحد.
مهرجان "فيست للطعام السعودي"
للاحتفاء بالتراث الوطني للأطعمة، والتعريف بالطعام السعودي محليًا وإقليميًا وعالميًا، أعلنت هيئة فنون الطهي عن إطلاق المهرجان السنوي "فيست للطعام السعودي"، والذي يُعدُّ من أهم مهرجانات الطعام في المملكة.
انطلقت النسخة الأولى من المهرجان بالتزامن مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة التاريخية، 27 ربيع الآخر 1443هـ/2 ديسمبر 2021م، واستمرت سبعة أيام، وتضمن أربعة مسارات، هي: تراث فنون الطهي لمناطق البحر الأحمر والمتمثلة في: تبوك، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجازان، وعسير، والعروض التعليمية والتثقيفية، والفعاليات والجلسات الحوارية مع خبراء الطهي، والمتجر المتخصص في كتب الطهي، وسوق المنتجات المخصصة لهوية المهرجان، ومنطقة المطاعم وعربات الأطعمة التي تقدّم أكثر من 35 مفهومًا من الأطباق التراثية السعودية. وانطلقت النسخة الثانية من المهرجان في مدينة الرياض، 20 جمادى الأولى 1444هـ/14 ديسمبر 2022م، واستمرت 14 يومًا، واشتمل المهرجان على مناطق عديدة، منها: منطقة تراث فن الطهي، ومنطقة الأعمال، ومنطقة الوليمة، ومنطقة العروض، ومنطقة متجر الهدايا والكتب.
حاضنة فنون الطهي
ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة؛ أحد برامج رؤية السعودية 2030، ومبادرة النهوض بريادة الأعمال الثقافية، أطلقت هيئة فنون الطهي مبادرة "حاضنة فنون الطهي" في 1 رجب 1443هـ/2 فبراير 2022م، لتعزيز الطهاة ودعم المستثمرين والمهتمين بالقطاع، وأصحاب المشاريع المبدعة من الجنسين، وتنمية أفكارهم وتطوير مشاريعهم، من خلال برنامج متكامل، يضم نخبة من المرشدين والمدربين والطهاة الخبراء، يقدمون خدمات إرشادية واستشارية، وورش عمل في مجالات عدة، مثل: نماذج الأعمال، وخطط الأعمال، ودراسات الجدوى الاقتصادية، وبناء الفريق، والعلامة التجارية والتسويق، والتعبئة والتغليف والتسعير، واستراتيجيات البيع والتجزئة، وسلسلة التوريد، وجودة الغذاء والسلامة، كما توفّر لهم الحاضنة مواقع مجهزة للعمل، تمكنهم من تطوير مشاريعهم ومنتجاتهم، وتتكون هذه المواقع من: مطبخ إنتاج، ومطبخ مخبوزات، ومساحات عمل مشتركة.
إرث مطبخنا
مبادرة وطنية أطلقتها هيئة فنون الطهي، تحت مظلة "الثقافة في العزلة"، في 23 شعبان 1441هـ/16 أبريل 2020م، لدعم الطهاة المبتدئين والمحترفين، وتشجيعهم على توثيق الوصفات السعودية من جميع مناطق المملكة الـ13، من خلال منتجات رقمية أو مطبوعة، تثري المحتوى الثقافي للمطبخ المحلي، وتساعد في تكوين قاعدة بيانات لوصفات طهي سعودية. بهدف تنمية قطاع الطهي في المملكة، من خلال اكتشاف مواهب الطهاة المحليين، وتعزيز تفاعل فئة من المجتمع السعودي، والمهتمة بالوصفات التقليدية السعودية، وتحفيز الجيل الجديد لتبادل الوصفات التقليدية ومعرفتها من الجيل الذي سبقهم. وللمشاركة في مبادرة "إرث مطبخنا"، حددت وزارة الثقافة شروطًا عديدة، منها: أن تكون أغلب المكونات من البيئة المحلية السعودية، وأن تكون الوصفة ذات أصالة، ووضع الجانب التاريخي للوصفة.
سوق المزارعين
أطلقت هيئة فنون الطهي فعالية بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة فعالية "سوق المزارعين" في العام 1442هـ/2021م بهدف تعزيز الثقافة الغذائية وتنمية الإنتاج المحلي، تحت شعار "أنعم بخيرات الأرض". إلى جانب تنمية المنتجات الغذائية المحلية والمحاصيل الزراعية، وبيعها مباشرة إلى المستهلكين. واختارت هيئة فنون الطهي الدرعية موقعاً لإطلاق المرحلة التجريبية، على أن تعمم التجربة على جميع مناطق المملكة لاحقاً.
في رمضان 1444هـ/أبريل 2023م، قدمت فعالية "سوق المزارعين" في ميدان المنشية بمحافظة العلا، فرصة مواتية للمزارعين المحليين لعرض محاصيلهم المتنوعة، إلى جانب ما تقدمه الأسر المنتجة، ودعمها وتسويقها،وسط بيئة منظمة ومهيأة وجاذبة. وأوجد السوق تنافساً بين مزارعي المحافظة والأسر المنتجة، ليمثل لهم رافدًا اقتصاديًا،ومصدر دخل، خاصة في شهر رمضان.
في رجب 1445هـ/فبراير 2024م، أقامت هيئة فنون الطهي فعالية "سوق المزارعين" في محافظة العلا، حيث تصدرت البهجة المشهد واعتلت البسمة وجوه زوار سوق المزارعين في العلا.
وشهدت عدد من مدن ومناطق المملكة فعالية "سوق المزارعين"، حيث تم إقامته في حديقة المشهد في مدينة أبها بمنطقة عسير، وفي جادة قباء في منطقة المدينة المنورة، وفي محافظة الطائف بمنطقة مكة المكرمة.
معرض هوريكا السعودية
بوصفها شريكًا استراتيجيًا شاركت هيئة فنون الطهي في العام 1445هـ/2024م في معرض"هوريكا السعودية" المقام في مدينة جدة بمركز سوبردوم، وهو ملتقى سنوي يعد الأكبر من نوعه على مستوى المملكة، يستقطب الشركات ورواد الأعمال ويتيح لهم تبادل الخبرات والتجارب والتعرف على أحدث الاتجاهات والابتكارات في المجالات المتعلقة بقطاعات الأغذية والضيافة، إلى جانب دعم المنتجين المحليين من خلال إتاحة منصات لتعريف الزوار بمنتجاتهم وتقديم محتوى نوعي يختص بفنون الطهي السعودية وتعزيز الوعي بتنوع وثراء مجالات الطهي، ويضم المعرض مسابقات وورش عمل وعروض لفنون الطهي.
مشروع أطلس الغذاء الدولي
أطلقت هيئة فنون الطهي بالتعاون مع صندوق المملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو مشروع "أطلس فنون الطهي" في العام 1442هـ/2021م، ضمن اجتماع الدورة الـ(18) للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، والمُقام في مدينة كاساني في جمهورية بوتسوانا، ويهدف المشروع إلى صون التراث الثقافي غير المادي وتوثيق المأكولات التقليدية لدى المجتمعات المحلية وحفظ تراثها، إلى جانب إبراز أساليبها وتنوعها الثقافي، وتطوير المعرفة والأدوات الرقمية لحماية الطرق الغذائية وزيادة المساهمة في التنمية المستدامة، وتعزيز التبادل الثقافي في مجال صون التراث غير المادي.
ومن بين الفعاليات المصاحبة للاجتماع، احتفت هيئة فنون الطهي بتسجيل المعارف والمهارات والممارسات لعنصر "الهريس" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، وقدمت هيئة فنون الطهي تجربة "الهريس" في الجناح السعودي للوفود والزائرين وتم استعراض تراث وثقافة الطهي في المملكة وتعزيز التبادل الثقافي الدولي.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة