الكليجا

الكليجا هي أقراص حلوى شعبية محشوة بالتمر أو دبس التمر، تشتهر بها منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية، وهي من الحلويات العريقة التي يصل عمرها نحو 100 عام ويُمكن اعتبار منطقة القصيم أكبر مصنع لحلوى الكليجا في دول مجلس التعاون الخليجي، إذ تضم عددًا كبيرًا من مزارع النخيل، ونظرًا لتنوع محاصيل التمور في المنطقة تختلف الأكلات الشعبية حسب نوع التمر المُستخدَم في تحضيرها.

تُعد الكليجا حلوى جافة، يمكن تخزينها لفترات طويلة نسبيًا، وهذا يساعد على تصديرها محليًّا ودوليًّا، وتأتي الكليجا بحشوات مختلفة حسب التفضيلات الشخصية لصانعها، وكذلك لأذواق الناس، على سبيل المثال تضم حشوة بعض أنواع أقراص الكليجا بالمكسرات أو جوز الهند المجفف أو الهال، وتختلف أنواعها من حيث شدة تحمير القرص من الأعلى.

وعلى الرغم من كثرة أصناف حلوى التمر نوعًا ما في الأكلات الشعبية لمنطقة القصيم، مثل الحنيني والمحلا والقشد، إلا أن الكليجا تعد أيقونة الحلويات الشعبية في المنطقة، بحشوتها التقليدية التي تضم مكونات ثنائية النكهة، وتتكون من السكر والقرفة والليمون الأسود الحامض.

يمر تحضير الكليجا بمرحلتين، تمثِّل الأولى تحضير خليط الكليجا ثم تخمير العجين وتركه تحت قطعةٍ قماشية من 20 إلى 30 دقيقةً. ويتكون خليط الكليجا من كميات متساوية من دقيق البر والدقيق الأبيض والزيت والحليب والسمن، ثم تقسم إلى أجزاء متساوية في هيئة أقراص، لتوضع داخلها حشوة دبس التمر أو غيرها من الحشوات، ثم توضع فوق شبك معدني لتزيين سطح الأقراص قبل دخولها في المرحلة الثانية إلى الخبز في الفرن.

تضم حشوة الكليجا نحو 150 جم من السكر، و15 مل دبس تمر، و6 جم هيل، و6 جم قرفة، و6 جم ليمون أسود مطحون، و10 جم مسمنة، و6 جم زنجبيل، و20 مل ماء، يتم تذويب دبس التمر بالماء، ثم يخلط السكر مع البهارات والمسمنة ويضاف دبس التمر المذاب.  أما عجينة الكليجا فتحضر من 700 جم دقيق بر الصوامع، و4 جم ملح، و350 مل ماء، و3 جم هيل، و3 جم قرفة، و3 جم ليمون أسود مطحون، و5 جم مسمنة، و3 جم زنجبيل، و2 جم كركم، و380 جم ودك. في البداية يتم فرك الدقيق والودك ثم تضاف البهارات ومن ثم يخلط الكركم والملح بالماء، يصب تدريجيا خليط الدقيق والبهارات ويتم العجن، تترك العجينة لترتاح نحو 5 دقائق، ثم توضع الحشوة داخل العجينة، ويتم تسخين الفرن لمدة دقيقتين "نار متوسطة" ويتم وضع الكليجا على الرف المتوسط من الأسفل لمدة 10 دقائق "حرارة متوسطة"، ويتم إشعال النار من الأعلى لمدة 10 دقائق.

تُقام كل عام مهرجانات متنوعة للكليجا في منطقة القصيم، وقد شهد مهرجان الكليجا الرابع عشر المقام في رجب 1444هـ/ فبراير 2023م بمدينة التمور ببريدة حضورًا من الزوار الذين تجاوز عددهم 30 ألف زائر يوميًّا من مختلف شرائح المجتمع.ويُلاحظ تقديم الكليجا ضمن ثقافة الضيافة في معظم مهرجانات الأكلات الشعبية في منطقة القصيم سنويًّا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، ومهرجان الحنيني في محافظة عنيزة، وتوضح أركان الأسر المنتجة في المهرجانات مجهوداتها في تحضير الكليجا وتقديمها بطرق متعددة تعكس ثقافة كل عائلة.

في العام 1442هـ/2021م أدرجت مدينة بريدة ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة، من بين 295 مدينة منتشرة حول العالم، لإبداعها في مجال تقديم طبق الكليجا الشهير، وهو منتج تدخل التمور في أهم مكوناته الغذائية. و أصبح منتج الكليجا من الميز لمدينة بريدة بعد تسجيلها في منظمة اليونسكو، وتسعى إمارة منطقة القصيم إلى دعم الإستثمارات المرتبطة في منتج الكليجا ليكون لها حضورا في مختلف دول العالم وتفعيل المنتج في صناعة الحلويات والإبداع في طريقة التقديم في مختلف الصناعات.

أعلنت هيئة فنون الطهي في العام 1445هـ/2024م،  عن تسمية الأطباق المناطقية لكل مناطق المملكة، ضمن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية وأطباق المناطق" التي أطلقتها الهيئة عام 1444هـ/2023م بإعلان تسمية "الجريش" طبقاً وطنياً للمملكة، إضافة إلى "المقشوش" بوصفها الحلوى الوطنية.

وقد وسّعت هيئة فنون الطهي نطاق المبادرة لتشمل مختلف المناطق، محددةً طبقاً مناطقياً خاصاً بكل منطقة؛ للاحتفاء بتنوع فنون الطهي، وتعزيز حضورها بالحياة المعاصرة، مع ما يتضمنه ذلك من أثرٍ اقتصاديٍ عبر استثمار هذه الأطباق ومكوناتها، وتداولها وتقديمها بمختلف منافذ الضيافة للجمهور المحلي والدولي، واختيرت الكليجا طبقا لمنطقة القصيم.