الزراعة في السعودية، تعد من ركائز الاقتصاد الوطني في المملكة العربية السعودية، وبلغ إجمالي المساحة المزروعة في السعودية عام 1438-1439هـ/2017م نحو مليون هكتار، وعلى الرغم من أن النشاط الزراعي يحدث في كل مناطق السعودية، إلا أنه يتركز بشكل خاص في مناطق الرياض والقصيم وحائل والجوف.

تعتمد الزراعة في السعودية على المياه الجوفية بشكل عام، لذلك تهدف الاستراتيجية الوطنية للمياه إلى تقليص الاعتماد على المياه الجوفية غير المتجددة في الزراعة من 19 مليار م3 عام 1438- 1439هـ/2017م إلى 6.2 مليارات م3 في عام 2030، وتطوير مصادر المياه المتجددة، مثل: حصاد مياه الأمطار، وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة.

تعد الزراعة من المهن التي ارتبط بها الإنسان منذ القدم، وكان المزارعون في السعودية يستخدمون الطرق التقليدية لزراعة الأرض،من حيث إخراج الماء من الآبارأو الحرث أو الحصاد، كما استعملوا المحراث، وهي آلة قديمة جدًّا.

كانت عملية الحرث لكل محصول زراعي تبدأ عند رؤية المزارعين لمطالع النجوم، وقبل البدء بعملية الحرث يحرص المزارعون على تقوية الأرض بالسماد الطبيعي أو الصناعي، ويستعينون ببعض الأدوات المساعدة للحرث، كالمخرش والمجنب والمسحاة. 

ولتسوية الأرض، وتغطية البذور بعد الانتهاء من عملية الحرث، استخدم المزارعون قديمًا المدسم، وهي خشبة عريضة طولها متران تجرّها الثيران أو الجمال فوق الأرض المحروثة.

مرّ قطاع الزراعة في السعودية بتطورات ومراحل عدة، من حيث استصلاح الأراضي، وزراعة المحاصيل الزراعية المناسبة حسب المواسم الزراعية، والتوسع في زراعة الأراضي بمساعدة المزارعين، ومنحهم القروض الزراعية،وتنفيذ برامج رؤية السعودية 2030،واعتماد الاستراتيجية الوطنية للبيئة،والاستراتيجية الوطنية للمياه، واستراتيجية الأمن الغذائي،واعتماد برامج ودراسات لها صلة بالقطاع الزراعي، أهمها: برنامج الإعانات الزراعي لإعادة توجيه الدعم الزراعي لمستحقيه،وبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة "ريف".

وفقًا لمنهجية التعداد الزراعي التي تنظمها الهيئة العامة للإحصاء هناك موسمان زراعيان: 

الموسم الشتوي، وتزرع فيه المحاصيل الشتوية ودورته الإنتاجية أقل من عام، وتُزرع فيه المحاصيل عادةً في شهر نوفمبر إلى نهاية شهر ديسمبر وتحصد خلال شهر مارس من كل عام سواء في حقول مكشوفة أو تحت محاصيل دائمة كالأشجار المثمرة، ومن أبرز محاصيل الموسم الشتوي: البصل، الثوم، الجزر، البازلاء، القرنبيط. 

الموسم الصيفي، وتُزرع فيه المحاصيل الصيفية ودورته الإنتاجية أقل من عام، وتُزرع فيه المحاصيل عادةً خلال شهر مارس وأبريل ومايو وتُحصَد خلال أشهر أغسطس وسبتمبر من كل عام سواء كانت في الحقول المكشوفة أو تحت محاصيل دائمة كالأشجار المثمرة، ومن أبرز محاصيل الموسم الصيفي: البطيخ، الشمام، الطماطم، الخيار، الباذنجان.  

قرية الحضن الزراعية بمنطقة نجران. (سعوديبيديا)

تُزرع في منطقة الرياض أنواع عديدة من المحاصيل الزراعية، واستحوذت المنطقة على أعلى مساحة مزروعة بالشعير تجاوزت 254 ألف دونم من إجمالي المساحات المزروعة، وذلك بحسب نتائج نشرة مسح الإنتاج الزراعي لعام 1440هـ/2019م للهيئة العامة للإحصاء. واستحوذت منطقة الرياض على النسبة الأكبر في محصول الطماطم الصيفي، حيث بلغت نسبة المساحة المزروعة 65% من إجمالي المساحة المزروعة بمحصول الطماطم الصيفي، وتصدرت المنطقة زراعة الطماطم، حيث تجاوزت مساحة البيوت المحمية المزروعة بها 5 ملايين م2، بنسبة بلغت 47% من إجمالي المساحات المزروعة بالطماطم المحمية بالمملكة. واستخدمت في المنطقة الزراعة في البيوت المحمية، حيث أصدرت وزارة البيئة والمياه والزراعة أول ترخيص لإنشاء مشروع للزراعة في البيوت المحمية عام 1389هـ/1969م.

تحتضن واحة الأحساء الزراعية أكثر من مليوني نخلة (من أصل 4.1 ملايين نخلة في المنطقة الشرقية)، تنتج نحو 100 ألف طن من أجود أنواع التمور سنويًّا، ما ساهم في تصدّر المملكة للدول المصدّرة للتمور عالميًّا بـ 1.28 مليار ريال، وتحقيق المركز الوطني للنخيل والتمور المركز الأول عالميًّا في تصدير التمور إلى 116 دولة.

وحقق الناتج المحلي الزراعي لمحافظة الأحساء لعام 2022م، نحو 30 ألف طن من الحبوب، و170 ألف طن من الخضروات والفواكه، و126 مليون لتر من الألبان، و44 ألف طن من الدواجن، وأكثر من 100 ألف طن من التمور، مما رفع من الكفاءة الإنتاجية ونسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية لتبلغ 65%.

تضم منطقة تبوك عددًا من المشروعات الزراعية، ساعدت في توفير المحاصيل، وسد حاجة السوق، سواء في المنطقة أو بقية مناطق السعودية، وفي عام 1443هـ/2021م، بلغ عدد المزارع في المنطقة 14,500 مزرعة، و834,358 نخلة، ووصل عدد أشجار الزيتون إلى 1.3 مليون شجرة، والمانجو 58 ألف شجرة، و90 ألف شجرة حمضيات،إضافة إلى فاكهة التين التي يصل عدد أشجارها إلى نحو 55 ألف شجرة تين. وتحتضن منطقة تبوك نحو 180 مزرعة رمان، تنتج نحو 80 ألف شجرة متعددة الأصناف منها: إندرفل، ريد إنجل، عكا، المنفلوطي، حيث تضخ في السوق المحلي ما يقارب ثلاثة ملايين كلجم سنويًّا، ولخصوبة التربة وتوفر المياه الجوفية، تشتهر منطقة تبوك بزراعة فاكهة الكمثرى، وتصل إلى أعلى ذروة إنتاجها في شهري يوليو وأغسطس، إذ يصل عدد أشجارها إلى 15 ألفًا، وتصل طاقتها الإنتاجية لنحو 750 طنًّا سنويًّا،كما تشتهر كذلك بزراعة أصناف متنوعة من عنب المائدة البذرية وغير البذرية، وتنفرد بأعلى نسبة إنتاج للعنب على مستوى السعودية، إذ يصل إنتاجها إلى أكثر من 43,750 طنًّا سنويًّا، من 1,580,575 شجرة، بحسب أحدث إحصائية لوزارة البيئة والمياه والزراعة.

وتعد جبال اللوز شمال منطقة تبوك موطنًا للوز البري، خصوصا في أعالي وسفوح الجبال، ويعد من النباتات الطبية التي تستخدم في مستحضرات التجميل، وفي 22 جمادى الآخرة 1440هـ/27 فبراير 2019م، أعلنت رابطة تبوك الخضراء بمنطقة تبوك عن نجاح تجربتها في زراعة الأنسجة النباتية لشجر اللوز البري "المر"، بالتعاون مع مختبر زراعة الأنسجة النباتية بقسم الإنتاج النباتي بكلية علوم الأغذية والزراعة في جامعة الملك سعود بالرياض.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، وصل عدد الإبل في منطقة تبوك إلى 68,723 رأسا، و1,070,977 رأسًا من الأغنام، و15 مشروعًا للدواجن.

تتنوع الأراضي في منطقة جازان بين أراضٍ زراعية طينية بجانب الأودية، وأراضٍ زراعية صفراء، وهي الأكثر وفرة بالمنطقة، وتضم المنطقة 31,018 مزرعة، يبلغ عدد الأشجار فيها 2,336,801 شجرة، وبلغت مساحة المحاصيل الزراعية بالمنطقة 54,867 هكتارًا، وفيما يخص الثروة السمكية، بلغ حجم الإنتاج السمكي الطبيعي 11 ألف طن من الأسماك سنويًّا، وتضم المنطقة محميةً طبيعية بحرية، وخمس مزارع سمكية.

في عام 1402هـ/1982م، أدخلت بعض أنواع الفواكه الاستوائية إلى منطقة جازان، ونظرًا لأهميتها في السوق الاقتصادي، حرص المهتمون بالزراعة في المنطقة على زراعتها، وتضم منطقة جازان نحو 4 ملايين من أشجار الفواكه الاستوائية، وتشمل خمسة أنواع، هي: المانجو والتين والموز والجوافة والبابايا، ويبلغ إنتاجها نحو 107 آلاف طن سنويًّا.

حتى عام 1443هـ/2022م، بلغ عدد أشجار التين نحو 498,206 شجرات، تُنتج سنويًّا 2,000 طن، وأشجار الجوافة وصل عددها إلى 10,366 شجرة، تُنتج 310 أطنان سنويا، وأشجار البابايا بلغ عددها نحو 104,953 شجرة، تُنتج 5,200 طن سنويًّا، إضافة إلى مليون شجرة مانجو تُنتج سنويًّا 65,000 طن. ويوجد في منطقة جازان أكبر المزارع المنتجة للموز على مستوى المنطقة، حيث بلغ عدد أشجار الموز نحو 1,159,844 شجرة، تُنتج نحو 34,795 طنًّا سنويًّا، وتنتج بعض مزارع المنطقة أصنافًا فريدة من الموز، مثل: الموز الأحمر، والموز الأزرق. 

وفيما يخص زراعة الذرة، يترقب مزارعو منطقة جازان مواسم زراعة الذرة، منها "مذرة المخرط"، الذي يأتي في منتصف أكتوبر من كل عام، و"موسم الشبّ"، و"موسم الخريف" و"موسم السعودات"، ويزرع في سهول المنطقة عدة أنواع من الذرة، منها: الذرة البيضاء، والذرة الحمراء، والشهلاء، والشاحبي، إضافةً إلى الذرة القهرية والغرب. وتمر الذرة قبل فترة الحصاد بتسع مراحل، هي: مرحلة المعاصرة، ومرحلة الجضم، ومرحلة مج العذق، ومرحلة الصفو، ومرحلة الخريط، وهي أول مراحل نمو الحبة "البذرة"، ومرحلة النجيف، تتميز بظهور نصف الحبة تقريبًا، تليها مرحلة الشويط حيث تكون الحبة طرية، ثم مرحلة الخضير، ومرحلة النضج وهي الذرة الحمراء.

جوية لمزارع القصيم. (واس)

تعد منطقة القصيم من أهم المناطق الزراعية في المملكة، وتتوفر بها مقومات زراعية متنوعة، تمثلت في مناخها المناسب للزراعة، وخصوبة التربة، حيث تنتشر بها زراعة العديد من أصناف الفواكه، مثل: الرمان، والليمون، والتفاح البلدي، والمانجو، والتوت، والخوخ، والجوافة، وفي عام 1442هـ/2021م، وبحسب إحصاءات وزارة البيئة والمياه والزراعة، وصلت كمية إنتاج الفاكهة بالمنطقة نحو 109,858 طنا، زرعت في مساحة تبلغ نحو 5759,97 هكتارا. وتحتضن المنطقة محاصيل زراعية عديدة، مثل: التمور بأنواعها، والطماطم والخيار والبقدونس، أما بالنسبة للبيوت المحمية في المنطقة، فقد بلغ عددها في عام 1441هـ/2020م، نحو 14,627 بيتًا زراعيًّا، تورّد 115,747 طنًّا من المنتجات الزراعية.

عرفت منطقة حائل بمناخ جاف بارد شتاءً، ومعتدل صيفًا، كما تميزت بخصوبة التربة، لذا اشتهرت المنطقة بالعديد من المحاصيل الزراعية، حيث تنشط فيها زراعة الشعير الذي بلغت مساحته نحو 198,714 دونمًا، بنسبة 21.2% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير بالمملكة، واستحوذت على المرتبة الثالثة في زراعة الأعلاف، إذ بلغت المساحة المزروعة 556,871 دونمًا، بنسبة 11.4% من إجمالي المساحات المزروعة بالأعلاف في المملكة، كما عرفت منطقة حائل بزراعة الخضراوات المكشوفة الشتوية، حيث جاءت في المرتبة الثانية بعد منطقة الرياض في زراعة البطاطا بنسبة بلغت 33% من إجمالي المساحة المزروعة، وذلك بحسب نشرة مسح الإنتاج الزراعي  للهيئة العامة للإحصاء لعام 1440هـ/2019م.

اشتهرت منطقة الجوف بالزراعة منذ القدم، حيث عثر على أشجار الزيتون المتحجرة بمساحة لا تتجاوز 25 ألف دونم، وبحسب إحصائية مهرجان زيتون الجوف الدولي، فاق عدد أشجار الزيتون في الجوف 25 مليون شجرة من 30 نوعًا، تنتج أكثر من 150 ألف طن من زيتون المائدة سنويًّا، وأكثر من 18 ألف طن من زيت الزيتون تمثل 67% من إجمالي الإنتاج بالمملكة. ومن أصناف الزيتون المنتشرة في الجوف: صنف "البيشولين" الذي يُعد من الأصناف ثنائية الغرض، قليل الحساسية للصقيع والجفاف، ويحتمل مرض عين الطاووس الذي يصيب أشجار الزيتون، وهو صنف فرنسي الأصل، يستعمل للتخليل الأخضر والأسود، حيث تكون نسبة الزيت فيه متوسطة.وصنف "الزيتي" وهو حساس لمرض الذبول الفرتوسليومي، والإصابة بحشرة حفار الساق، ويحتمل مرض عين الطاووس، حجم ثماره ما بين صغير إلى متوسط، وينتج كمية وفيرة من الزيت، تصل إلى نحو 30%.

وبلغ عدد أشجار النخيل 984,048 شجرة، تنتج ما يزيد على 70 ألف طن من التمور، بأصناف مختلفة، من أشهرها حلوة الجوف. واشتهرت منطقة الجوف بزراعة البرسيم، وجاءت في المرتبة الأولى، حيث زرعت 1.3 مليون دونم، بنسبة 33.2% من إجمالي المساحات المزروعة بالبرسيم في المملكة، كما جاءت في المرتبة الأولى في زراعة القمح، حيث بلغت المساحة المزروعة 229 ألف دونم، بنسبة 25.6%، وذلك بحسب نشرة مسح الإنتاج الزراعي للهيئة العامة للإحصاء لعام 1440هـ/2019م.

وتضم منطقة الجوف أكثر من 3,500 مشروع زراعي، و12,500 مزرعة، و8 شركات زراعية، وتحتضن مليوني شجرة فواكه تنتج سنويًّا 170 ألف طن، ومن هذه الفواكه: الخوخ، والمشمش، والبرقوق، والتين، والعنب، والتفاح، والكمثرى، والبطيخ، والشمام.

تعد منطقة الباحة ضمن المناطق السعودية التي تشهد حركة تجاريةً موسمية في قطاع الزراعة ضمن المنطقة والمحافظات التابعة لها، وصولا إلى بقية المناطق والمدن. ونظرًا لتوفر فرص نجاح الزراعة من الموارد المائية، والتربة الخصبة، يستوعب الإنتاج الزراعي في منطقة الباحة جميع ثمار الفاكهة، وتعد الزراعة في مراكزها المهنة الأكثر ممارسة خلال العقود الماضية، حيث كان الأهالي ينشطون في مجالات الفلاحة، لما تعود به عليهم من منافع تجارية تسهم في تنمية الحياة، وتطوير القرى،وما زالت الزراعة تمثل الجزء الأكبر من تجارة المنطقة التي يتم تصديرها لجميع أنحاء السعودية.

ويُزرع في منطقة الباحة العديد من الفواكه التي يبدأ موعد زراعتها من شهر فبراير إلى شهر مارس، وتختلف في موعد القطاف، فالرمان يقطف في شهر أغسطس إلى سبتمبر، والعنب يقطف من شهر يوليو إلى أغسطس، والتين يحين قطافه من شهر يونيو إلى يوليو، والزيتون يقطف من شهر سبتمبر إلى نوفمبر.

وتعد فاكهة الرمان من الفواكه المنتشرة في منطقة الباحة، ووفقا للإحصائية التقريبية لجمعية الرمان التعاونية بمنطقة الباحة، بلغ عدد مزارعها نحو 3,000 مزرعة منتشرة في عدد من محافظات ومراكز المنطقة، وفي أودية تاريخية، منها: وادي تربة زهران، وادي بيدة، وادي مراوة وبني حرير، وبني عدوان، إضافة إلى عدد من المراكز الأخرى، مثل: برحرح، ومعشوقة، وبني كبير.

ويزرع الموز في منطقة الباحة، تحديدا في قرية ذي عين الأثرية، خلال فصلي الصيف والشتاء، حيث تعد زراعته من المهن المتوارثة التي يعمل بها أهالي المنطقة قديمًا وحديثًا، وتنتج مزارع القرية نحو 72 ألف كلجم من الموز في العام، ويتميز موز الباحة  بحجمه الصغير وحلاوته العالية، غير أن حلاوته تختلف بحسب الموسم، حيث يكون في الشتاء أكثر حلاوةً من الصيف.

أظهرت نتائج نشرة مسح الإنتاج الزراعي لعام 1440هـ/2019م للهيئة العامة للإحصاء، أن إجمالي عدد الأشجار الدائمة بالمملكة قد بلغ 28 مليون شجرة، وبلغ عدد المُثمِر منها 20 مليونا، وحلت منطقة الجوف بالمرتبة الأولى من حيث عدد الأشجار الدائمة بنسبة 46%. وفي عام 2021م، بلغ إجمالي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية والمواقع المخصصة للتشجير 1,248 موقعًا في جميع مناطق المملكة على مساحة تقدّر بنحو 36,515 مليون م2.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، بلغ إجمالي عدد الضأن في الحيازات الزراعية 9,419 ألف رأس، وتمثل الإناث الحلوبات من إناث الضأن 58%، واستحوذت منطقة الرياض على نسبة 23.1% من عدد الضأن، ومن حيث السلالة، فقد كانت سلالة النعيمي أعلى السلالات بنسبة 40% من إجمالي عدد الضأن في المملكة، وذلك بحسب نتائج نشرة مسح الإنتاج الزراعي لعام 1440هـ/2019م للهيئة العامة للإحصاء.

كما بلغ إجمالي عدد الأبقار في الحيازات الزراعية 32 ألف رأس، وتمثِّل الإناث الحلوبات من إناث الأبقار "سنتين فأكثر" نسبة 62%، وجاءت السلالة المحلية الأعلى بين السلالات، حيث بلغت 90% من إجمالي عدد الأبقار في المملكة، ولا تشمل هذه الأرقام الأبقار في المشاريع المتخصصة.

تعد الزراعة الموسمية أحد عناصر تحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة ضمن القطاع الزراعي،وهي لا تتم إلا في موسم  يتميز بالتغيرات في الطقس والبيئة وكمية ضوء النهار، وتسهم الزراعة الموسمية في المحافظة على البيئة وحمايتها، وخفض نسب التلوث، وتزيين شوارع المدن والمحافظات. 

بلغ إجمالي المساحة المزروعة بالحبوب في السعودية عام 1439هـ/2018م، نحو 2,683,312 دونم، وذلك بحسب نتائج نشرة مسح الإنتاج الزراعي 1440هـ/2019م للهيئة العامة للإحصاء، حُصد منها 2,597,886 دونم، واحتل الشعير أعلى مساحة مزروعة بالحبوب بنسبة 35% من إجمالي المساحات المزروعة بالحبوب في السعودية، وتتصدّر منطقة الرياض أعلى مساحة مزروعة بالشعير تجاوزت 254 ألف دونم، وبنسبة بلغت 27.1% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير في السعودية، تليها منطقة القصيم بمساحة قدرها 221,760 دونمًا، وبنسبة بلغت 23.6% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير في السعودية، ثم منطقة حائل بمساحة بلغت 198,714 دونمًا، وبنسبة بلغت 21.2% من إجمالي المساحات المزروعة بالشعير في السعودية.

 فيما جاء محصول القمح في المرتبة الثانية بمساحة تجاوزت 897 ألف دونم، وبنسبة بلغت 33.4% من إجمالي المساحات المزروعة بالحبوب في السعودية، وتتصدّر منطقة الجوف مناطق السعودية الإدارية من حيث المساحات المزروعة بالقمح، إذ تجاوزت 229 ألف دونم، وبنسبة بلغت 25.6%، ومن حيث الإنتاج، فقد بلغ إجمالي إنتاج الحبوب على مستوى المناطق الإدارية في السعودية 1,440,065 طنا، وبلغت نسبة كمية الإنتاج المبيع 86% من إجمالي إنتاج الحبوب.

تنتج السعودية العديد من الفواكه، كالرمان، والليمون، والعنب، والزيتون، والتفاح، والفراولة، والموز، والبرتقال، وفي عام 1442هـ/2021م، بلغ الإنتاج المحلي للفواكه 1.4 مليون طن، بنسبة اكتفاء ذاتي بلغت 45%، ومن أبرزها: التمر الذي بلغ نسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 111%، وحقق البطيخ نسبة اكتفاء ذاتي تصل إلى 99%، والشمام بنسبة 82.5%، والمانجو 62%.

تعد أشجار النخيل من أهم الزراعات الموسمية في السعودية، إذ يتراوح إنتاج النخلة البالغة ما بين 40 - 400 كلجم، ويعتمد إنتاجها على: عمليات التسميد والري، جودة الصنف ومناسبته للمناطق المزروع فيها، وعمر النخلة وقوة نموها، عمق التربة وخصوبتها، إجادة عملية التلقيح ومصدر حبوب اللقاح، ومقاومة الأمراض والآفات المؤثرة سلبا على أشجار النخيل. يبدأ موسم زراعة فسائل النخيل في المرحلة الربيعية منتصف شهر فبراير إلى نهاية شهر أبريل، فيما تبدأ المرحلة الخريفية منتصف أغسطس حتى نهاية سبتمبر، وتكون فسيلة النخلة صالحة للقلع بين 3 إلى 10 سنوات.

ووفقا لنشرة مسح الإنتاج الزراعي للهيئة العامة للإحصاء لعام 1440هـ/2019م، بلغ عدد أشجار النخيل بالمملكة نحو 31,234,155 نخلة، فيما بلغت كمية إنتاج النخيل بالمملكة لعام 2018م نحو 1,539,755 طن، واستحوذت منطقة الرياض على المرتبة الأولى في عدد أشجار النخيل، إذ بلغ عددها نحو 7,924,947 نخلة، بنسبة 25% من إجمالي عدد النخيل في المملكة، تليها منطقة القصيم، بنسبة 24%، ثم منطقة المدينة المنورة في المرتبة الثالثة، حيث بلغت نسبة أشجار النخيل 15%. واحتلَّ صنف الخلاص المرتبة الأولى من حيث عدد أشجار النخيل بالمملكة، حيث بلغ عدد أشجاره 7,903,510 نخلة، وجاء صنف السكري الأصفر في المرتبة الثانية، حيث بلغ عدد أشجاره 4,783,922 نخلة.

عناقيد العنب في إحدى المزارع بالسعودية. (واس)

تنقسم زراعة الخضار في السعودية إلى قسمين، الأول: خضار شتوية تتحمل الصقيع، مثل: البازلاء، والبصل، والجرجير، والفجل والبنجر، والكرنب، وخضار شتوية لا تتحمل الصقيع، مثل: البطاطا، الثوم، الجزر، البقدونس، الخس، والكرفس، وبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالخضراوات المكشوفة الشتوية نحو 467 ألف دونم، واستحوذت البطاطا على أعلى مساحة مزروعة بنسبة 32% من إجمالي المساحة المزروعة بالخضراوات الشتوية في السعودية. الثاني: خضار صيفية تتحمل البرودة، مثل: الطماطم، الفاصوليا، القلقاس، وخضار صيفية يناسبها الجو الحار، مثل الباذنجان، البامية، البطيخ، الخيار، الشمام، الملوخية"، وبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالخضراوات المكشوفة الصيفية نحو 362 ألف دونم، واستحوذ البطيخ على أعلى مساحة مزروعة بنسبة 57% من إجمالي المساحة المزروعة بالخضراوات الصيفية في السعودية، وذلك بحسب نتائج نشرة مسح الإنتاج الزراعي 1440هـ/2019م للهيئة العامة للإحصاء. وبلغ إجمالي عدد البيوت المحمية 73,542 بيتًا محميًّا، وبلغت مساحة الخضار المحمية المزروعة 32,947,306 م2، واحتلت الطماطم المرتبة الأولى من حيث المساحة والعدد، حيث تجاوزت مساحتها نحو 12,607,632 م2، فيما احتل الخيار المرتبة الثانية من بين أنواع الخضراوات المحمية من حيث عدد البيوت المحمية ومساحتها في المملكة، حيث تجاوزت مساحته نحو 8,727,132م2.

وبحسب أنواع الخضراوات والبيئة المحيطة، تتراوح فترة احتفاظ بذور المحاصيل الزراعية الموسمية في السعودية بحيويتها بين سنة وخمس سنوات، حيث تحتفظ بذور البصل، والبقدونس، والقرع العسلي بحيويتها لمدة عام، وبذور البامية والملوخية والشمندر تحتفظ بحيويتها لمدة عامين، فيما تحتفظ السبانخ، والبازيلاء، والطماطم، والفاصوليا، والجزر، والفلفل، واللوبياء، والسلق، بقدرتها على الإنبات ثلاثة أعوام، بينما تحتفظ بذور الملفوف، والقرنبيط، واللفت، والخس، والفول، والفجل، بحيويتها لأربعة أعوام، أما بذور الكوسة، والقرع، والشمام، والخيار، والبطيخ، فإنها تحتفظ بقدرتها على الإنبات لمدة تصل حتى خمس سنوات.

هي ممارسة زراعية صديقة للبيئة، تنتج للإنسان غذاءً آمنًا، بحيث تعتمد على أسلوب زراعي غني بالمواد الطبيعية، دون استخدام مواد أو أسمدة أو مبيدات كيميائية أو هرمونات أو مواد معدلة وراثيًّا، وتوجد محلات بيعها في الأسواق الغذائية الكبرى، والمحلات المخصصة لبيع المنتجات العضوية. ويمكن التعرف على المنتجات العضوية والمواد الطازجة والحبوب أو المعلبات، من خلال ملصق الشعار الوطني السعودي للمنتجات العضوية "عضوي Organic"، الصادر من إدارة الإنتاج العضويللمزارعين والمنتجين والمصنعين. 

في 2 شعبان 1437هـ/9 مايو 2016م، أقر مجلس الوزراء سياسة الزراعة العضوية في السعودية، وتعنى بتوفير منتجات زراعية عضوية نباتية وحيوانية آمنة وصديقة للبيئة، بهدف إنتاج غذاء آمن بجودة عالية، والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وترشيد استهلاك مياه الري، وزيادة مستوى الإنتاج العضوي، ودعم الإنتاج الزراعي العضوي.

أجريت دراسات بحثية عدة عن الأغذية العضوية، ومدى علاقتها في صحة الإنسان عند استهلاكه لها، ومن هذه الدراسات: 

انخفاض الحساسية وأوزان مجموعة من الأطفال الذين يتناولون الأغذية العضوية، مقارنة بمجموعة أخرى يتناولون الأطعمة التقليدية.

 زيادة معنوية بنسبة 21% في بلازما الإنسان، وفي القدرة الكلية لمضادات الأكسـدة للأشخاص الذين استهلكوا منتجات غذائية عضوية خلال التجربة.

انخفاض خطر الإصابة بالإكزيما، وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك الحد من خطر الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل، مع انخفاض بنسبة 21% في معدل الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية من نوع "غير هودجكن".

وفقا لنشرة الإحصاءات الزراعية لعام 2021م، الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء، بلغ إجمالي إنتاج الزراعة العضوية للمحاصيل نحو 98,774 طنًّا، وبلغ إجمالي مساحة الزراعة العضوية 27,109 هكتارات، بمعدل نمو بلغ 1.8%، مقارنة بعام 2020م، حيث بلغت مساحة الزراعة العضوية لمحاصيل الفاكهة (عدا التمور) نحو 13,243 هكتارا، بمعدل 48.9% من مساحة الزراعة العضوية بالمملكة، واستحوذت زراعة محاصيل الفاكهة (عدا التمور) على 63.3% من إجمالي إنتاج الزراعة العضوية، فيما شكلت مساحة الزراعة العضوية لنخيل التمر 23.8% من إجمالي مساحة الزراعة العضوية لنفس العام في المملكة. وبلغ عدد الأبقار في الزراعة العضوية نحو 600 رأس في المملكة، وبلغ عدد خلايا النحل العضوية، وتحت التحول 6,500 خلية.

وبلغ عدد المزارع العضوية وتحت التحول 512 مزرعة، وعدد منافذ بيع الأغذية العضوية 225 منفذًا، وإجمالي المدخلات العضوية 242 مدخلًا، وبين عامي 2016 و2022م، بلغت نسبة النمو في أعداد الحيازات العضوية وتحت التحول 327%، وبلغت نسبة النمو في أعداد منافذ بيع الأغذية العضوية 142%، كما بلغت نسبة النمو في مساحات الزراعة العضوية 166%، وذلك حسب الإحصاءات المنشورة على الموقع الرسمي للجمعية السعودية للزراعة العضوية "SOFA".

في يوم 7 ربيع الآخر 1444هـ/1 نوفمبر 2022م، صدرت موافقة مجلس الوزراء بتسمية اليوم الحادي عشر من شهر نوفمبر من كل عام يومًا للغذاء العضوي. وقد لاقى قطاع الزراعة العضوية بالمملكة اهتماما ودعما وتطويرا، وتسعى المملكة لتكون مركزًا إقليميًّا للزراعة العضوية، لذلك أسست الجمعية السعودية للزراعة العضوية، وأنشأت إدارة للإنتاج العضوي بوزارة البيئة والمياه والزراعة، وتم  تحويل مركز الأبحاث الزراعية بالقصيم إلى مركزٍ وطني للزراعة العضوية،  إضافة إلى الموافقة على سياسة الزراعة العضوية بالمملكة واعتماد خطة عمل تنفيذية لها، ووجود نظام للزراعة العضوية ولائحة تنفيذية خاصة بأنشطة الزراعة العضوية.

افتتحت وزارة البيئة والمياه والزراعة، المعرض السعودي الدولي للمنتجات العضوية "بيوفاخ السعودية 2022" والمؤتمر الدولي المصاحب له، في 13 ربيع الآخر 1444 هـ/7 نوفمبر 2022م، المقام في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، واستمر لمدة ثلاثة أيام، ويعد المعرض الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويهدف إلى إظهار دور الجهات المعنية بتنمية وتطوير نشاط الزراعة العضوية، وزيادة الوعي بأهمية الزراعة العضوية وأسلوب الحياة المستدامة، وعرض المنتجات العضوية المحلية. فيما ستنطلق النسخة الثانية من المعرض في الفترة من 19 - 21 نوفمبر 2023م، بمركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، وستستمر لمدة ثلاثة أيام.

ويعد المعرض الدولي من أكبر المعارض المتصدرة في تسويق وترويج الاستثمار في المنتجات العضوية، وقد أقيم في سبع دول، هي: الولايات المتحدة، البرازيل، تايلاند، الهند، الصين، اليابان، ألمانيا.

تنتشر زراعة النباتات العطرية جنوب المملكة، وتتركز بشكل منظم في منطقة جازان، حيث يوجد أكثر من 950 مزرعة منتجة للفُل من النباتات العطرية، وتصدرها إلى الأسواق، ومن أنواعها: الفل، والكادي، والشيح، والنرجس، والسذاب،والخطور،والخزامى، والبعيثران، والشكب، والوزاب. وعلى نطاق واسع، تستعمل النباتات العطرية في المجتمعات المحلية للزينة الشخصية، ولزينة المكان، كما تستخدم في إنتاج الزيوت العطرية والعطور، وصناعة مستحضرات التجميل، والصابون، والأدوية.

تزرع في السعودية عدة أنواع من النباتات العطرية التي تفوح بروائح متنوعة، وهي ملائمة لتزيين مداخل المدن، والساحات، والشوارع، والأفنية، ويمكن تشجير الحدائق بها، ومن هذه النباتات: "الأبل"، تعرف باسم "الغبيراء" وهي شجيرة معمرة، تميل أوراقها إلى اللون الأبيض المغبر، ولها رائحة تُشبه نبات دوش المدينة المنورة، وتزرع في المناطق المعتدلة في السعودية، "السذاب"، شجيرة عشبية، لها أوراق خضراء، وقليل من الزرقة، تتميز بأزهار صفراء ذات رائحة عطرية نفاذة، وتزرع في مناطق السراة وتهامة وسهول البحر الأحمر المعتدلة في السعودية، "الشيع"، نبات عشبي، أزهاره ناقوسية الشكل، ذات لون بنفسجي، وله رائحة عطرية زعترية، يزرع في المناطق المعتدلة والباردة غير الحارة، "الضرم"، نبات عطري معمر، يتميز برائحة عطرية تشبه رائحة إكليل الجبل، وأزهار بنفسجية، عندما يجرسها النحل تنتج عسلا، يزرع في المناطق المعتدلة والباردة غير الحارة.

تعد النباتات العطرية موروثاً شعبيًّا تتعاقب عليه الأجيال، ومن المتعارف عليه في منطقة جازان، لبس الرجال لعصابة رأس مصنوعة من النباتات العطرية، لتزيين رؤوسهم، وتختلف في أشكالها وألوانها وأحجامها، أما بالنسبة للنساء، فتُلف النباتات العطرية على أعناقهن بشكل جمالي، وتوضع فوق شعر العروس للدلالة على الزينة والفرح. 

لارتباط النباتات العطرية بهوية المنطقة، تنتشر في منطقة جازان وأبها ومدينة الطائف تجارة النباتات العطرية التي تشهد إقبالًا كبيرًا في مواسم المناسبات والأعياد، وتُعد أحد الروافد الاقتصادية التي تحقق عوائد مادية، حيث تمتلك السعوديات في منطقة جازان وأبها محالات تجارية يبعن فيها العطور والبخور من خلال تركيبهن الخاص وخبرتهن الشخصية في التصنيع. البعض منهن يجدن المهرجانات والأعراس فرصةً لبيع هذه المصنوعات العطرية، والبعض الآخر تنشئ تجارتها من المنازل أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

للزيوت العطرية عدة استخدامات، منها: زيوت عطرية تستخدم في صناعة مستحضرات التجميل وأنواع الصابون والعطور، زيوت عطرية تستخدم في الصناعات الغذائية، لتحسين النكهة أو المحافظة على الأطعمة والمشروبات، زيوت عطرية تستخدم لأغراض طبية أو صيدلانية، كالزيت الطيار لنبات الزعتر الذي يستخدم كمضاد التهاب أو مطهر.

ويتم استخراج الزيوت العطرية من النباتات بطرق عدة، منها: الاستخراج بالمذيبات العضوية، الاستخراج بطريقة تفاعل الحلمهة "التحلل المائي" الأنزيمية، الاستخراج بالكبس البارد، التقطير، إضافةً إلى الاستخراج بطريقة التشرب أو الامتصاص في الدهن.

في عام 1443هـ/2022م، تأسست جمعية الفل والنباتات العطرية، وهي مصرحة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتهدف إلى دعم مزارعي الفل والنباتات العطرية، لتطوير منتجاتهم وتنميتها، ومواجهة التحديات التي تعترضهم، توفير المواد الزراعية كالشتلات والبذور والأسمدة والمعدات الزراعية والمبيدات الحشرية، تطوير المزارع وتأهيلها، للحصول على الشهادات التي تلزمها لتصدير المنتجات، إضافةً إلى تنظيم المهرجانات التسويقية والزراعية للفل والنباتات العطرية.

إحدى مزارع الورد الطائفي في الطائف. (واس)

عرفت مدينة الطائف بزراعة الورد، وتشتهر بزراعة نوعين منه، الأول الورد الطائفي ذو اللون الأحمر الفاتح والرائحة النفاذة، والثاني الورد الأحمر القاني، وتتركز زراعته في الأماكن المرتفعة ضمن المحافظة: الشفا، والهدا، ووادي الأعمق، ووادي البني، ووادي محرم، إضافةً إلى بلاد طويرق والمخاضة.

تبدأ زراعة الورد في شهر ديسمبر، وهو الوقت المناسب لحرث وتسميد حقول الورد وسقيها، وفي النصف من شهر يناير، عندما تنخفض درجات الحرارة في المحافظة إلى نحو خمس درجات مئوية، تبدأ عملية تقليم شُجيرات الورد استعدادًا لموسم الإزهار في فصل الربيع، ومع نهاية شهر مارس، يبدأ موسم قطاف الورد، ويستمر ما بين 35 إلى 45 يومًا، ويبلغ متوسط إنتاج المزارع نحو 70 ألف وردة يوميًّا.

تزرع شجرة الورد المديني نهاية فصل الشتاء، وهي شجرة مستديمة، تتكاثر عن طريق العُقْل أو الترقيد في التربة أو الترقيد الهوائي، وتبدأ الإزهار بعد ستة أشهر من زراعتها، وكلما زاد عمر الشجرة زاد إنتاجها. وبعد مرور سنتين من زراعتها، تخضع الشجرة لعملية التقليم، إذ تُقص فيها السيقان المرتفعة ويُعاد طولها إلى نحو نصف متر، ويُستفاد منها في ظهور براعم وسيقان أكثر من السابق في كل سنة جديدة، وزيادة في النمو الخضري للشجرة. يُستخدم الورد المديني في صناعة أنواع من العطور الجيدة، ويستخرج منه زيت الورد الخام، وماء الورد الذي يُستخدم في التجميل والزينة.

تتصدر "مزارع أسترا" زراعة الورد في منطقة تبوك، وتتولى الصدارة في مجال الأزهار المقطوفة منذ تأسيسها العلامة التجارية "أزهار أسترا" عام 1403هـ/1983م، وتنفذ تقنيات حديثة في زراعة ورعاية وفرز وتعبئة وتغليف الأزهار المقطوعة. وفاقت المساحة المزروعة لـ"مزارع أسترا" عام 1439هـ/2018م، 3,300 هكتار. وتنتج المزارع سنويًّا أكثر من 33 مليون زهرة بمختلف أنواعها وألوانها، ويصدر 20% من الإنتاج السنوي إلى ألمانيا، وهولندا، والتشيك، والمملكة المتحدة، وقبرص، ولبنان، ودول الخليج العربي، بالإضافة إلى دول في آسيا، وأمريكا اللاتينية.

وتشتمل سلسلة الزهور بمزارع أسترا على: زهرة الجيبسوفيلا في أصناف مختلفة مثل: مليون ستارز، وبيرفيكت، وبريلس بلاسوم، بمتوسط وزن يتراوح بين 800 إلى 1000 جرام، ومجموعة متنوعة من ألوان أزهار القرنفل، مثل: الأحمر، والأبيض، والوردي، والأصفر، والبرتقالي، والزهري، والبنفسجي، والورد الجوري بأصناف وألوان مختلفة، مثل: الأحمر، والأبيض، والوردي، والأصفر، والأرجواني، والبرتقالي ومزدوجة اللون، فيما يعد "الأفالانش" النوع الأبرز من الأبيض وأفضل أنواع الورد الأبيض في جميع أنحاء العالم.

كما ننتج أيضا ورود ماجيك ريد، وبلاك ماجيك، وأنجيلينا، وبرستيج، وهي من أصناف الورود الحمراء، بالإضافة إلى ورود ميليفا، وهي من أنواع الورود البرتقالية، وورود كرونوس ودوكات من الأصناف الصفراء، وريفيفال من أصناف الورود الوردية، وديب ووتر من أصناف الورد الأرجواني، وزهرة الأقحوان ضمن مجموعة متنوعة من الألوان، مثل: الأبيض، والأحمر، والأصفر، والوردي، والأرجواني، ويتم إنتاج الأقحوان على مدار السنة باستخدام نظم تعتيم متقدمة للغاية، ويعتبر الزيمبلا الأبيض هو النوع الرئيسي المنتج في أسترا، وكذلك زهرة الليليوم في مجموعات مختلفة منها: آستاتيك، اللونقي آستاتك بألوان مختلفة ومتنوعة، مثل: الأبيض، والأحمر، والوردي، والبرتقالي، والأصفر، ولونقي فلورام باللون الأبيض، وأورينتال ليليوم باللون الأبيض، والوردي، والأحمر، بالإضافة إلى أنواع أخرى مثل جربيرا، وألستروماريا، ولايترس، وليسينتيس بألوان مختلفة من الأحمر والأبيض والوردي والأصفر.

في عام 1443هـ/2022م، حققت السعودية من خلال الورد المزروع محليًّا، رقمًا قياسيًّا في موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية، بصناعتها "سلّة طائف الورد" القابلة لإعادة التدوير، في مهرجان طائف الورد السنوي الذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية، متجاوزة بذلك الرقم القياسي الذي حققته سلّة الورد السنغافورية عام 2018م، حيث اشتغل عليها أكثر من 190 شابا وشابةً من أبناء الطائف، في أكثر من 168 ساعةَ.

اشتملت السلة على 26 نوعا من أجود أنواع الورد، مجموعة في باقة مكونة من 84,450 وردة، واستخدم في صناعة السلّة مواد من الخشب، والفلين، والحديد، والبلاستيك، وبلغ طول السلّة نحو 12.129م، وعرضها نحو 7.98م، وارتفاعها 1.297م، فيما كانت أبعاد السلّة السنغافورية 9.47 أمتار طولية، و6 أمتار عرض، وارتفاع 1.2م.

هي الأدوات والأساليب التقنية والتكنولوجية المستخدمة في مجال الزراعة، تتنوع ما بين اعتمادها على الثروة الحيوانية أو الصخرية.

من أكثر التقنيات الزراعية استخدامًا، وهي نظام زراعي يعتمد على زراعة النباتات دون تربة أو باستخدام وسيط، مثل الصوف الصخري، والمحلول الغذائي، ويشترط عند استخدامها توفر عدة أمور، هي: تحكم آلي بالتبريد والتدفئة والتهوية، وحدات آلية للري والتسميد، نظام تعقيم للمياه المراجعة والمُعاد استخدامها، نظام تحكم آلي لجميع الأنظمة داخل البيت المحمي.

هي تقنية زراعية مكثفة، تستخدم مواسير بلاستيكية أو طاولات متعددة الطوابق، للاستفادة من وحدة المساحة وزيادة الإنتاج، ويشترط عند استخدامها توفر عدة أمور، هي: التحكم بالتبريد والتدفئة والتهوية، وحدات آلية للرَيّ والتسْميد، نظام تعقيم للمياه المُراجَعة والمُعاد استخدامها، نظام تحكم آلي لجميع الأنظمة داخل البيت المحمي، جدران عازلة للسقف والجوانب.

تعتمد تقنية الأكوابونيك على نظام زراعة مغلق متكامل بين تغذية النبات ومخلفات الأسماك، حيث يتم جمع النبات بالأسماك، ويشترط عند استخدامها توفر عدة أمور، هي: التحكم بالتبريد والتدفئة والتهوية ونظام الرَيّ والتسميد، وحدات آلية رَيّ وتسميد ونظام تقليب وضَخّ الأكسجين، نظام تعقيم المياه الراجعة والمعاد استخدامها، نظام تحكم آلي لجميع الأنظمة داخل البيت المحمي.

بوابة "نما"، ، هي بوابة الخدمات الإلكترونية الموحدة لمنظومة وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية التي توفر للمستفيدين جميع الخدمات الالكترونية في مختلف قطاعات الوزارة (البيئة، المياه، الزراعة، الثروة حيوانية، الأراضي، الثروة السمكية)وللبوابة تطبيق إلكتروني  أنشئ عام 1440هـ/2019م، موجود على ثلاثة متاجر لشركات جوجل وأبل وهاواوي للتطبيقات الإلكترونية،يتيح التطبيق للمستخدمين الوصول إلى 291 خدمة من الخدمات الإلكترونية المتعلقة بوزارة البيئة والمياه والزراعة، مقسمة إلى 9 خدمات رئيسية، مثل: خدمات التراخيص كطلب رخصة حفر بئر، وطلب إصدار رخصة مزاولة نشاط مقاولين، وطلب تحديث بيانات رخصة مزاولة لمقاولي حفر الآبار، وطلب تصدير محاصيل الخضار، وترخيص مزاولة مهنة بيطرية، وطلب رخصة استيراد الخضروات والفواكه وطلب ترخيص إنشائي لتربية النحل وإنتاج العسل، وطلب إلغاء تصريح النحال، وطلب ترخيص تشغيلي لمشاريع الثروة النباتية، وطلب تحويل رخصة ورقية لرخصة إلكترونية لمشاريع الثروة النباتية، وطلب تجديد ترخيص إنشائي أو تشغيلي للخدمات التسويقية، وطلب تصريح مبدئي لترخيص المنشآت البيطرية.

ويضم تطبيق "نما" خدمات التصدير والاستيراد والفسح، كطلب استيراد أسمدة ومخصبات زراعية وطلب استيراد بذور وشتلات زراعية وطلب استيراد مبيدات زراعية، وطلب تصدير أسمدة ومخصبات زراعية، إلى جانب طلب إذن استيراد الأرانب والقوارض وإذن استيراد بيض/صوص، وطلب إذن استيراد مواشي وطلب إذن استيراد قطط، وطيور حية وإذن استيراد المخلفات الحيوانية، وإذن استيراد سائل منوي للخيل، وإذن استيراد كائنات فطرية وإذن تصدير أجهزة بيطرية، وإذن تصدير أحياء مائية، وإذن تصدير لأغراض علمية وبحثية.

إلى جانب مجموعة خدمات أخرى مثل: الخدمات العامة، والخدمات الحيوانية، والخدمات الزراعية،  وخدمات الدعم المالي، وخدمات البيئة، وخدمات المياه، إلى جانب خدمة أصيل الخاصة بالخيول وتضم خدمات: إصدار جواز سفر الخيل جديد وبدل فاقد، ونقل ملكية خيل، واستيراد الخيول العربية الأصيلة، وتصدير الخيول العربية الأصيلة، وتقديم بلاغ ولادة خيل، وطباعة شهادة تسجيل خيل.

هو تطبيق حكومي إلكتروني في المملكة العربية السعودية، موجود على متجري شركتي قوقل وأبل للتطبيقات الإلكترونية، أنشئ عام 1440هـ/2019م، ويتيح للمستخدمين الوصول إلى الخدمات الإلكترونية المتعلقة بصندوق التنمية الزراعية، مثل: طلب قرض لطلب تمويل تكاليف مصاريف إحدى المشروعات الزراعية، وخدمة إخلاء طرف وبيان تعامل سواء كان الطلب موجه إلى وزارة العدل أو لغيرها من الجهات الحكومية، وخدمة التحقق من صحة إخلاء طرف وبيان تعامل، بالإضافة إلى خدمات حجز المواعيد للقاء مسؤولي الصندوق بالمركز الرئيسي أو الفروع، وعلى مستوى التواصل يضم التطبيق خدمة مراجع عن بعد التي تتيح للعملاء والمواطنين إجراء مراجعة المعاملات عن بعد ويتم من خلالها التواصل مع المختصين بصندوق التنمية الزراعية، بالإضافة إلى خدمة التواصل مع مكتب المدير العام خصصت هذه الخدمة لإرسال المعاريض إلكترونيا مع المدير العام، وخدمة اتصل بنا لتقديم الاستفسارات والشكاوي والاقتراحات.

ويضم تطبيق صندوق التنمية الزراعية خدمة إصدار شهادة تصدير معدة زراعية، وخدمة طلب إعفاء من قرض زراعي والتي تمكن ذوي المتوفين من تقديم طلب لإعفاء المتوفى.

هو تطبيق حكومي إلكتروني في المملكة، موجود على متجري شركتي قوقل وأبل للتطبيقات الإلكترونية، أنشئ عام 1440هـ/2019م، ويمكن المستفيدين من التواصل مع أكثر من 400 مرشدًا زراعيًّا في جميع التخصصات الزراعية، ويقدم للمستخدمين عدة خدمات إرشادية متعلقة بالمجال الزراعي، مثل: الربط مع المركز الوطني للأرصاد، إدارة المرشدين الزراعيين،  تقييم المرشدين الزراعيين، طلب استشارة، الاطلاع على الأسواق المركزية ببث مباشر واستعراض منتجاتها، السؤال عن نبات أو آفة، التعرف الذكي على آفات وأمراض أشجار البن، إجراء التحاليل الزراعية، ثم الحصول على نتائج التحاليل من خلال التطبيق، دون الحاجة ‘إلى حضور المزارع للمركز مرة أخرى، التواصل مع المرشد الآلي الذي يتولى مهمة الإجابة عن الأسئلة.

تعد السياحة الزراعية من مظاهر الجذب السياحي، حيث يمكن للسائح زيارة المزارع والاستمتاع بالأنشطة الزراعية والحياة الريفية، والتعرّف على الزراعة النباتية والعضوية، بغرض الترفيه والمعرفة، وفي المقابل تسهم السياحة الزراعية في تطوير المزارعين لمنتجاتهم الزراعية عن طريق إجراءات التمويل، وتوفير فرص عمل للمزارعين، وتنمية الحركة السياحية والاقتصادية.

في منطقة القصيم، تعد السياحة الزراعية أحد الأركان الأساسية للاقتصاد الزراعي، فهي تحتوي على 21 مشروعًا للسياحية الزراعية والريفية، و4 مزارع مرخصة تحتوي على نزل ريفية، ويقام بها  أكثر من 13 فعالية سنويًّا مرتبطة بالمنتجات الزراعية، مثل مهرجان تمور بريدة، ومهرجان تمور عنيزة، ومهرجان العنب، ومهرجان الفراولة، ومهرجان الرمان، ومهرجان اليقطين، كذلك أصبحت معظم مزارع القصيم مزارًا للأهالي والمهتمين بالسياحة الريفية خلال فترة الصيف، مثل: مزارع الصباخ‏ القديمة المحاطة بمجموعة من البساتين، وفلايح ‏عنيزة، وبساتين محافظة المذنب، ومزارع البدائع والخبراء والشماسية والطرفية.

وفي منطقة مكة المكرمة، وما بين محافظات جدة وخليص والليث والقنفذة والطائف، قام العديد من المزارعين باستثمار مزارعهم، المتمثلة في الورد، والفاكهة، والعسل، في مشاريع زراعية سياحية وتهيئتها، فاشتملت المزارع على أعداد كبيرة من البيوت المحمية، بأحجام مختلفة، وحقول زراعية مكشوفة، تضم أصنافاً زراعية متنوعة ووفيرة على مدار العام.

تأسست جمعية السياحة الزراعية والريفية بالمملكة بموافقة من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وتعمل الجمعية بالمشاركة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والتعاوني والخيري على نشر ثقافة السياحة الزراعية والريفية بين المزارعين، ومساعدتهم في إبراز العناصر المميزة في مزراعهم، وإنشاء المزارع والنزل الريفية، والعمل على تسويقها، وتوفير فرص العمل للشباب والشابات في المناطق الريفية والمساعدة في تأهيلهم.