منطقة تبوك

منطقة تبوك، هي إحدى المناطق الإدارية الـ13 في المملكة العربية السعودية، تقع في الشمال الغربي من المملكة، تحدها من الشمال المملكة الأردنية الهاشمية، ومن الغرب خليج العقبة والبحر الأحمر، ومن الشرق منطقتا الجوف وحائل، ومن الجنوب منطقة المدينة المنورة.

تدير إمارة منطقة تبوك أعمالها من مقرها في مدينة تبوك الواقع على طريق الملك عبدالله، الذي يبعد عن مطار تبوك مسافة تقدر بنحو 8 كلم، وتتخذ من الهوية البصرية لوزارة الداخلية شعارًا لها. ويشغل منصب أمير منطقة تبوك حاليًا الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، وهو أمير المنطقة منذ عام 1407هـ/1987م.

وفي 28 جمادى الأولى 1445 هـ /12 ديسمبر 2023 م صدر أمر ملكي بتعيين الأمير خالد بن سعود بن عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة تبوك بالمرتبة الممتازة.

تبلغ مساحة منطقة تبوك 136,000 كلم²، أي ما يعادل 6.9% من مساحة المملكة، وبذلك تكون الخامسة من حيث المساحة مقارنة بالمناطق الأخرى.

تندرج تحت نطاقها الجغرافي والتنظيمي ست محافظات، هي: ضباء وتيماء وأملج والوجه وحقل والبدع، إضافة إلى 83 مركزًا.

ولمنطقة تبوك إطلالة بحرية في جميع محافظاتها على ساحل البحر الأحمر، باستثناء محافظة تيماء ومدينة تبوك، ومع ذلك فإن 24.8% فحسب من سكانها يعيشون على الساحل.

تضم منطقة تبوك 100 جزيرة، تتنوع بيئاتها ما بين المرجانية والرملية والقارية والبركانية، وبحكم بيئتها الحيوية المتنوعة، تتصدر الزراعة وصيد الأسماك الأنشطة الاقتصادية في المنطقة.

تأتي منطقة تبوك في المرتبة الثامنة من حيث عدد السكان مقارنة بمناطق المملكة، ويصل عدد سكانها إلى نحو 886.036 نسمة حسب تعداد السعودية 2022، أي ما يعادل نحو 2.8% من سكان السعودية، فيما يبلغ معدل الكثافة السكانية فيها نحو 6 أشخاص لكل كلم² من أراضيها.

وتختص المنطقة ببيئة طبيعية متنوعة ومناخ استوائي دافئ، وهي المنطقة الوحيدة في المملكة التي تطل على مسطحين مائيين، هما: البحر الأحمر وفرعه الشرقي خليج العقبة.

يتفاوت المناخ في منطقة تبوك نظرًا لاتساع مساحتها وتباين تضاريسها وتنوعها، إذ يختلف في المحافظات الساحلية عن المناطق الداخلية، ويقتصر هطول الأمطار فيها على فصل الشتاء الذي تصل درجات الحرارة فيه إلى الصفر المئوي، في حين تصل أعلى درجات الحرارة إلى 40 درجة في فصل الصيف، ومن أبرز ما يميّز شتاء منطقة تبوك بشكل عام تساقط الثلوج على جبل اللوز، الذي يجذب الأهالي والمتنزهين إلى قممه كل عام.

تصوير جوي لمدينة الوجه في منطقة تبوك. (واس)

تُعدُّ منطقة تبوك حاليًّا منطقة استثمارية ووجهة المستقبل الجديد للمملكة، وإحدى الركائز الأساسية لرؤية السعودية 2030، إذ تقع داخل حدودها ثلاثة من المشروعات العملاقة في المملكة، هي: مشروع نيوم، ومشروع أمالا، ومشروع البحر الأحمر. ويمتد من ساحلها مشروع جسر الملك سلمان الذي يربط شمال غرب المملكة بجمهورية مصر العربية، وهو الجسر الوحيد الذي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا.

يقع ضمن النطاق الجغرافي لشمال منطقة تبوك مشروع نيوم على مساحة 26,500 كلم²، أي ما يعادل مساحة دول: سلوفينيا ولوكسمبورغ ومالطا مجتمعة، وهو مشروع مصمم ليصبح موطنًا لأكثر من مليون شخص بحلول عام 2030.

وإلى الجنوب من مشروع نيوم يوجد مشروع أمالا، وهو مشروع مخصص للنقاهة والصحة والعلاج، ومصمم ليكون ريفييرا الشرق الأوسط، وينقسم إلى جزيرة وساحل مطوّر وثلاثة خلجان.

وتحتضن المنطقة مشروعًا مخصصًا لاستكشاف 90 جزيرة في البحر الأحمر وتأهيلها والحفاظ عليها وحمايتها، ويستطيع الوصول إلى منطقة المشروع 80% من سكان العالم في أقل من ثماني ساعات.

يرجع أقدم دليل على وجود الحياة في منطقة تبوك إلى سنة 500 ق.م، وهو عبارة عن آثارٍ لأقدام بشرية وفيلة وحيوانات متوحشة، ما يمثّل أقدم تاريخ وجود للإنسان على أرض شبه الجزيرة العربية.

كان ما يُعرف اليوم باسم منطقة تبوك موطنًا لأقوام من العرب البائدة، منهم: الثموديون والأنباط والآراميون، وكانت تسمى تابو أو تابوا، دلت على ذلك النقوش الثمودية واليونانية القديمة، والمواقع الأثرية في تيماء وقرية المالحة.

تحتضن منطقة تبوك جامعة حكومية واحدة، تقع في العاصمة الإدارية تبوك وتحمل اسمها، وتتوزع فروعها في محافظات المنطقة.

يستخدم سكان المنطقة وزائروها مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولي الواقع في مدينة تبوك، ومطار الوجه المحلي، وأيضًا لحدودها المتداخلة مع منطقة المدينة المنورة، يمكن لسكان محافظة أملج بمنطقة تبوك الوصول إلى مطار الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز في ينبع بمنطقة المدينة المنورة خلال ساعة بالسيارة، في حين يفصل سكان أملج عن مطار الأمير سلطان من داخل المنطقة خمس ساعات بالسيارة، بمسافة 487 كلم.