مدينة تبوك، هي المركز الإقليمي لمنطقة تبوك، تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي أكبر مدن ومحافظات المنطقة من حيث المساحة وعدد السكان، إذ تبلغ مساحتها نحو 61000 كلم2.
تاريخ مدينة تبوك
يبلغ عدد سكان مدينة تبوك 623,665 نسمة، يشكلون ما نسبته 70.4% من سكان المنطقة، حسب تعداد السعودية 2022. وتمتاز بمناخ صحراوي جاف، ويعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد بـ500 عام، وكانت تعرف باسم "طابو" يوم كانت هي ومدينة العلا عاصمة للعيانيين، وهي غنية بالآثار التاريخية التي يعود بعضها إلى ما قبل ظهور الإسلام، وبعضها إلى ما بعده، حيث كانت ممرًا للقوافل التجارية العابرة من الجنوب إلى الشمال وبالعكس، وبذلك تعد مدينة جمعت بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر.
تسمية مدينة تبوك
هناك أكثر من رأي في سبب تسمية تبوك بهذا الاسم، ولكن من الثابت أنها كانت معروفة من قبل بعثة الرسول، صلى الله عليه وسلم، إذ قال لأصحابه وهم في طريقهم إلى غزوها بقيادته: "ستأتون غدًا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار، فمن جاءها منكم فلا يمس ماءها شيئًا حتى آتي" . ويقال إن أصل التسمية هو كلمة "Tabu" أو "Taboo"، وهي كلمة لاتينية تعني المكان المنعزل، نظرًا لأن تبوك كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية جنوبًا، وعن بلاد الشام شمالًا. وقد اشتهرت في المصادر بغزوة تبوك وبعينها التي فجرها الرسول، صلى الله عليه وسلم، عندما عسكر بها. ومسجدها الذي ينسب إلى الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ويسمى "مسجد التوبة"، وهو من المساجد التي بناها عمر بن عبدالعزيز في العصر الأموي بالحجارة المنقوشة.
ذكر تبوك في العهد الإسلامي
في العهد الإسلامي بدأ يظهر ذكر تبوك ضمن الحديث عن غزوة تبوك أو غزوة العسرة التي قادها المصطفى، صلى الله عليه وسلم، لمحاربة الرومان. بعد هذه الغزوة أصبحت تبوك من أهم مناطق الدولة الإسلامية، وبقيت ثغرًا مهماً للجزيرة من جهة بلاد الشام. وتعد تبوك صورة من صور التطور السريع الذي تعيشه السعودية، التي تمثل نهضة عمرانية وحضارية شاملة. وتطوير الإمكانات الاقتصادية - وخاصة في مجال الزراعة - وفتح الباب للمزيد والمزيد من التقدم والرقي اللذين يمكن أن يلحظهما الزائر فور وصوله تبوك، فتتداعى على ذهنه صور من الماضي القريب كيف كانت، وتتمثل أمامه روائع الإنجازات وكيف أصبحت، ومن هنا فالحديث عن منطقة تبوك هو حديث عن ماضٍ عريق، وحاضر مشرق.
موقع مدينة تبوك
مدينة تبوك هي مركز إقليم منطقة تبوك، وتقع شمال غرب السعودية على دائرة عرض 26 و56 وخط طول 28 و49، وتبعد حوالي 700 كلم عن المدينة المنورة شمالًا، ومسافة 1350 كلم من الرياض. كما تقع في سهل منخفض، وارتفاعها عن سطح البحر ما بين 600 و800 متر، وتعرف تبوك بـ "بوابة الشمال" لموقعها الجغرافي المتميز.
مناخ مدينة تبوك
تمتاز مدينة تبوك بمناخ صحراوي جاف، حيث درجة الحرارة العظمى 7/28 مئوية، والصغرى 50/15 مئوية، والمتوسطة 21 مئوية، وتتمتع بمعدل هطول أمطار 39 مم.
التعليم في مدينة تبوك
بدأ التعليم النظامي في منطقة تبوك في مطلع عام 1344هـ/1926م، وأول مدرسة افتتحت بمدينة تبوك كانت في عام 1366هـ/1947م، وهي المدرسة السعودية، وذلك بتوجيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكانت خاصة بالطلاب الذين لم يتجاوز عددهم وقتئذٍ 40 طالبًا، وبنيت حينها من الطين والحجارة، ولم يزد عدد غرف المدرسة عن 4 حجرات، وكان أهم المقررات المدرسية بها القرآن الكريم، والتوحيد، والفقه، والخط والإملاء، والحساب.
التعليم في القطاع الحكومي
بلغ عدد مدارس البنين في المرحلة الابتدائية نحو 89 مدرسة، بواقع 1058 فصلًا، و28.835 طالبًا، فيما بلغ عدد مدارس البنين المتوسطة 56 مدرسة، بواقع 441 فصلًا، و13.795 طالبًا، وبلغت المدارس الثانوية للبنين 40 مدرسة، بواقع 228 فصلًا، و11.673 طالبًا، فيما بلغ عدد مدارس البنات للمرحلة الابتدائية نحو 104 مدارس، بواقع 1214 فصلًا، و32.842 طالبة، فيما بلغ عدد مدارس البنات المتوسطة 65 مدرسة، بواقع 452 فصلًا، و14907 طالبات، وبلغت المدارس الثانوية للبنات 55 مدرسة، بواقع 361 فصلًا، و15.908 طالبات.
التعليم في القطاع الخاص
بلغ عدد مدارس البنين الأهلية للمرحلة الابتدائية نحو 19 مدرسة، بواقع 369 فصلًا، و8702 طالب، فيما بلغ عدد مدارس البنين المتوسطة 16 مدرسة، بواقع 122 فصلًا، و3.177 طالبًا، وبلغ عدد المدارس الثانوية للبنين 10 مدارس، بواقع 145 فصلًا، و4.025 طالبًا، فيما بلغ عدد مدارس البنات الأهلية للمرحلة الابتدائية نحو 19 مدرسة بواقع 198 فصلًا، و3.515 طالبة، فيما بلغ عدد مدارس البنات المتوسطة 11 مدرسة، بواقع 50 فصلًا، و1.053 طالبة، وبلغت المدارس الثانوية للبنات 9 مدارس، بواقع 46 فصلًا، و1.945 طالبة.
التعليم العالي
أنشئت جامعة تبوك عام 1427هـ/2006 م، وبها نحو 36 ألف طالب وطالبة، ويقع الحرم الجامعي الرئيس للجامعة في مدينة تبوك بمنطقة تبوك. وللجامعة العديد من الفروع في جميع محافظات المنطقة، وتشتمل الجامعة على الكليات التالية: كلية الطب، كلية الهندسة، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية العلوم، كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، كلية التربية والآداب، كلية الاقتصاد المنزلي، كلية المجتمع، كلية الشريعة والأنظمة، كلية إدارة الأعمال، كلية الصيدلة، كلية التصاميم والفنون، الكلية الجامعية في محافظة ضباء، الكلية الجامعية في محافظة الوجه، الكلية الجامعية في محافظة أملج، الكلية الجامعية في محافظة حقل، فرع الجامعة في محافظة تيماء. كما تضم الجامعة المراكز التالية: مركز أبحاث شبكات الاستشعار والأنظمة الخلوية، مركز الأبحاث والطاقة المتجددة، مركز الابتكار الصناعي والروبوت، مركز اللغة الإنجليزية. وتبلغ مساحة الحرم الجامعي للمدينة الجامعية 12 مليون م2، وقد حصلت البرامج التالية في الجامعة على الاعتماد الأكاديمي من الجهات الدولية المبينة إزاء كل منها:
- برنامج التعليم التقني والوظيفي لمرحلة ما قبل البكالوريوس في كلية المجتمع، من مجلس الاعتماد الأكاديمي المعتمد من وزارة التربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
- برنامج الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة من ABET.
- برنامج علوم الحاسب من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات من ABET.
- برنامج الرياضيات في كلية العلوم من ASEN.
- برنامج اللغة الإنجليزية في كلية التربية.
الحراك الثقافي في مدينة تبوك
النادي الأدبي
تأسس النادي الأدبي بمدينة تبوك عام 1415هـ/1995م، ويضم طابقين بصالتين، ومكتبة خاصة بالمؤلفات، وعشرة مكاتب إدارية وقاعة اجتماعات، وينهض النادي بمسؤوليات عدة في خدمة المجتمع من خلال مسارات أدبية وثقافية مختلفة، منها إصدار الكتب، والمشاركة في معارض الكتب الدولية، وإقامة الندوات والمحاضرات، وتنفيذ الورش والدورات التدريبية، وعقد الملتقيات، وإبراز الشخصيات الفاعلة، ومد جسور التعاون والصلة مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة التي يجمعه بها الإثراء الثقافي في المجتمع. وبلغت إصدارات النادي نحو 115 مؤلفًا، ومن أبرزها مجلة دورية تحت مسمى "أفنان" ومجلة "ضفاف" ومجلة "حسمى"، بالإضافة إلى مجموعة من الإصدارات لكبار الكتاب والشعراء في السعودية والوطن العربي، بالإضافة إلى دعم المؤلفين الشباب والمواهب الإبداعية الشابة.
مكتبة تبوك
تحوي المكتبة العامة بتبوك أكثر من 35 ألف عنوان لكتب عربية وأخرى أجنبية، موزعة على مساحة تقدر بـ3.500 م2، إضافة إلى مراجع ودوريات وتقارير ونشرات وصور ولوحات ومخطوطات ووثائق ومواد سمعية وبصرية في مختلف المجالات المعرفية، وخاصة العلوم الإسلامية والعربية. وتتكون المكتبة من ثلاثة أدوار، ويضم الدور الأول مركز استعلامات، وصالة قراءة ومطالعة للرجال، والنساء، والأطفال، ومصادر التعلم، وصالة الإنترنت، والنشرات الدورية والمجلات والصحف، فيما خصص الدور الثاني لصالات الاجتماعات والمناسبات والمعارض وصالة للقراءة ومكاتب إدارية. وخصص الدور الثالث للفهرسة والتصنيف، كما تقدم المكتبة خدمات عدة، من أبرزها التصوير وخدمة الإعارة للجميع (وفق ضوابط معينة)، وحجز الكتب والخلوات للباحثين، وتقديم الاستشارات الفنية في مجال المكتبات للمدارس التي تطلب ذلك.
الحراك الاقتصادي في مدينة تبوك
مطار تبوك
يُعد مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الدولي بمنطقة تبوك أحد أهم المشاريع التي تدعم حركة النقل الجوي بالسعودية بشكل عام والمنطقة بشكل خاص، كما يُعد نافذة العالم على المشاريع الاقتصادية الكبرى الواقعة في الشمال الغربي من السعودية، ومنها مشروعا "نيوم" و"أمالا"، ومشروع البحر الأحمر، حيث يبعد عن مطار خليج نيوم الدولي مسافة لا تتجاوز 177 كلم. ويعد المطار سابع المطارات التابعة لشركة الخطوط الجوية السعودية من حيث كثافة أعداد المسافرين وعدد الرحلات، وقد بني في أوائل السبعينات الميلادية، وقد كان عبارة عن مهبط ترابي إلى أن جرى تطويره في عام 1398هـ/1978م، وتحويله آنذاك إلى قاعدة عسكرية. وفي عام 1432هـ/ 2011م أصبح مطارًا دوليًا مستقلًا عن القاعدة، بتكلفة بلغت نحو 242 مليون ريال، بمساحة إجمالية تقدر بـ16.400م²، وبطاقة استيعابية تصل إلى مليون وخمسمئة ألف مسافر سنويًا، بواقع 3 وجهات دولية إلى كل من دبي والشارقة والقاهرة، وتشغّل تلك الرحلات حاليًا أربع شركات طيران، هي فلاي دبي، والعربية للطيران، والنيل للطيران، ونسما الدولية، و3 وجهات داخلية إلى كلٍ من الرياض والدمام وجدة، وتشغل تلك الرحلات ثلاث شركات للطيران، هي الخطوط السعودية، وفلاي أديل، وطيران ناس.
المدينة العسكرية
تقع المدينة العسكرية جنوب تبوك، وهي مدينة متكاملة مقسمة إلى مجمعات متعددة، منها المدينة العسكرية، والقاعدة الجوية، ومجمع قوات الدفاع الجوي، ومجمع سلاح المدرعات، وفيها أكثر من 200 ألف نسمة، كما تضم أفضل المستشفيات على مستوى المنطقة، وهو مستشفى الملك عبدالعزيز.
الرياضة في مدينة تبوك
تأسس نادي الصقور السعودي بتبوك في عام 1385هـ/1965م، ويضم عدة ألعاب، منها كرة الطاولة، رفع الاثقال، الجودو، كرة القدم، كرة الطائرة، الكاراتيه، التايكوندو. وقد بلغ عدد اللاعبين المسجلين 415 لاعبًا، وعدد الاتحادات المنتسب إليها سبعة اتحادات.
المعالم الأثرية في مدينة تبوك
قلعة تبوك
تقع داخل تبوك، بنيت في عصر السلطان سليمان القانوني سنة 967 هـ/1559م، وتدعى أيضًا "منزل أصحاب الأيكة" الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ويقدر عمر القلعة بحوالي 3.500 عام، وجُدّد بناؤها عدة مرات، ويوجد في القلعة من الداخل فناء به بئر وغرف نوم في الجهة الجنوبية والشمالية، وبها مصلى بالدور الأول والثاني.
وتعد قلعة تبوك الأثرية أحد أهم المعالم والشواهد التاريخية بالمنطقة، لارتباط مكانها بالموقع الذي أقام فيه رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أثناء غزوة تبوك. كما تعد القلعة إحدى محطات طريق الحج الشامي الذي يربط بين الشام والمدينة المنورة، وأُعيد ترميمها في عام 1063هـ/1653م. وفي عام 1259هـ/1844م أعيد ترميمها وتجديدها بالكامل مرة أخرى، وقد وُضِع بمحراب المسجد نقش خاص بهذه الذكرى. ثم جُدِّدت القلعة في عام 1370هـ/1951م، وأُجرِيَت عليها ترميمات شاملة عام 1413هـ/1993م، من قِبل وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف (وزارة التعليم حاليًا). وجددت مرة أخرى عام 1434هـ/2013م من قبل للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (وزارة السياحة حاليًا)، وتم تأهيلها لتصبح الآن "متحف قلعة تبوك الأثرية"، فيما تحتوي القلعة على دورين، أحدهما أرضي بفناء مكشوف، وعدد من الحُجرات ومسجد وبئر، ودور علوي مربوط بسلالم تؤدي إليه، وكذلك مسجد صيفي مكشوف وحجرات، إضافةً إلى سلالم أخرى تؤدي إلى الأبراج التي تُستخدَم للحراسة والمراقبة. كما توجد خلف القلعة البرك السلطانية التي تتميز بدقة بنائها، حيث تتكون من بركتين، إحداهما مربعة والأخرى مستطيلة البناء.
مسجد التوبة (مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم)
ويدعى أيضًا "مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم"، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد أدى الصلوات بضع عشرة ليلة خلال غزوة تبوك المعروفة. وقد بني المسجد بادئ الأمر من الطين وسقف بسعف النخل، وجُدد بناؤه بأمر من الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود لدى زيارته له، وكان البناء الجديد قريبًا في مواصفاته من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
محطة سكة حديد الحجاز
هي إحدى محطات الخط الحديدي الحجازي الذي كان يمتد ما بين المدينة المنورة ودمشق، والذي دمر أيام الحرب العالمية الأولى. تعد من المحطات الرئيسة المكونة من مجموعة من المباني داخل مدينة تبوك، حيث وصل أول قطار لها عام 1906م، ورُمّمت أخيرًا لتكون معلمًا من معالم المنطقة.
عين السكر
تعد عين السكر أقدم عين في تبوك، وكانت المصدر الوحيد لسقي المزروعات هناك، وقد قيل إن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أقام عليها بضع عشرة ليلة وشرب منها وأصحابه، وقد كانت ذات ماء قليل حتى غسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيه وجهه ويديه فجرت العين بماء كثير، فاستقى منها الناس، ثم قال عليه السلام: "يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانًا"، وهي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من قلعة تبوك.
التراث في مدينة تبوك
الحرف اليدوية والشعبية
صناعة مفروشات المنازل وبيوت الشعر
هذه الصناعة تتميز بها منطقة تبوك، والمادة الأساسية المستعملة فيها صوف الماشية، وتصبغ بالأصباغ التي تصنع محليًا، أو تجلب من بلاد الشام، فقد كانت تفرش المنازل بالساحات ومفردها (ساحة) وتصنيعها يكون بنشر خيوط الصوف في اتجاهات متعاكسة، وغالبًا ما تصنعها النساء، وتختلف جودتها باختلاف مهارة ربة المنزل. أما بيوت الشعر فهي تصنع أيضًا من خيوط صوف الماشية بعد غزلها على أيدي النساء. أما صناعة البيت فيشترك الرجال أيضًا في تصميمها، وذلك بجمع "الأشقة" ومفردها "شق" لتكوين بيت الشعر ونصبه على عمودين أو ثلاثة أو أكثر.
صناعة الأشدة
الأشدة، مفردها "الشداد"، وهو ما يوضع على ظهر "المطية"، راحلة ابن البادية، ويصنع من الخشب، وتجمع أجزاؤه بواسطة جلد الجمل أو عصبه بعد التجفيف. ويصنع الشداد من خشب خاص أو من أعواد الخيزران الغليظة. كما تنتشر حرفة صناعة الهودج في هذه المنطقة، والهودج يوضع أيضًا على ظهر الذلول ولكنه خاص بالنساء، ويغطي المرأة ويحميها من حرارة الشمس أو المطر أو غيره أثناء ترحال القبيلة من مكان لآخر، كما توضع فيه العروس أثناء زفافها من بيت أهلها إلى بيت العريس، وهذه الأدوات تصنع بأيدي الرجال.
صناعة المراكب والسفن الشراعية
اشتهر أبناء المحافظات الساحلية في هذه المنطقة بهذه الحرفة في القدم، بل وجرى تصديرها إلى مناطق ساحلية على امتداد ساحل البحر الأحمر، وكانت محافظة الوجه تزخر بالمهرة في صناعة السفن ومستلزمات الصيد البحرية، وقد ذكر "الحموي" ذلك في تاريخه عن منطقة الشمال الغربي.
صناعة السلاح الأبيض
هذه الحرف المتمثلة في صناعة السيوف والشباري كانت تقتصر على فئة معينة تقوم على صناعة وصقل السيوف والشباري، أي (السكاكين)، وتكون هذه الفئة في حماية القبيلة، لأنها ليست من أبناء القبيلة. وتقوم هذه الفئة على صيانة دلال القهوة، وهو ما يسمى بـ"الرب"، وصناعة أحذية الخيل وأعنّتها، وصناعة الفؤوس والقرب "قرب الماء".
الأكلات الشعبية في مدينة تبوك
الفتة
أكلة الفتة لها عدة أسماء منها "المجللة" و"الخميعاء"، وهي عبارة عن خبز يوضع مباشرة في الجمر وبعد أن يستوي يفرك ويصب عليه مباشرة السمن البري.
المفروكة
عبارة عن قرص يدفن في الجمر ثم يقطع ويخلط معه التمر أو العسل مع السمن البري ويفرك، لذلك سمي بالمفروكة.
الجريش
هو الجريش المعروف، وهو عبارة عن حب قمح مجروش مطبوخ باللبن يوضع عليه بعد أن يستوي قليلٌ من السمن البري.
المحللة والخميعا
وهي عبارة عن خبز نار يسمى بـ"القرص"، يقطع في اللبن ويعجن ثم يسكب عليه السمن.
المنسف
يتكون من ثلاثة مكونات، اللحم والأرز وخبز الشيراك، إلا أن اللحم يطبخ باللبن ثم يوضع خبز الشيراك ويغطى بالأرز.
الفنون الشعبية في مدينة تبوك
الدحية: هذا اللون الذي نجده في الجزء الشمالي والشمال الغربي من السعودية على حد سواء، إلا أنه يختلف قليلًا من حيث الرتم الموسيقي بين هذين الجزأين ولون الدحية، والذي يطلق عليه المهتمون بفن التراث الشعبي "أنفاس الفرسان" يؤدّى بشكل جماعي، إذ يشكل مؤدوه صفين متقابلين ويقف الشاعر بوسط أحد الصفين لينشد قصيدته المغناة.
لون الهجيني: لون معروف لدى القبائل على امتداد جزيرة العرب، إلا أن هذه المنطقة فاقت بقية المناطق في إفراز شعراء هذا اللون.
الرفيحي: هذا اللون المميز من الألوان الشعبية الشائعة في منطقة تبوك يؤدى في المناسبات العامة والخاصة، وله ألحان عدة، وغالبًا ما يؤدى بمصاحبة الطار. يتميز بأدائه أبناءُ المحافظات الساحلية بالمنطقة، ويشبه في غالب ألحانه شعر "القلطة"، حيث يقف لأدائه شاعران بين صفين من الرجال، يقول الشاعر الأول بيتين من الشعر المغنى، ويرد عليه الآخر ببيتين مماثلين في الوزن والقافية. وهذا الفن الجميل في حركته ولحنه ورتابة إيقاعه يُتغنى به في أرجاء هذه المنطقة بقبيلتي "بلي، الحويطات"، ويوصف بأنه الإرث الفني الأشمل والأجمل في المنطقة.
الريحان: هذا اللون يشبه إلى حد بعيد لون الرفيحي، فهو يؤدى بشكل جماعي، ولكن دون مصاحبة الإيقاع، وتؤديه إحدى قبائل "بني عطية"، وإحدى قبائل الحويطات، وهاتان القبيلتان متجاورتان، ولذلك كان التشابه بينهما كبيرًا في هذا اللون.
الخبيتي: هو لون الخبيتي المعروف في المنطقة الغربية. هذا اللون الشعبي يؤدى في الجنوب من المنطقة الشمالية الغربية، وغالبًا ما يؤدى من أبناء الساحل المجاورين للمدينة المنورة، وهو أكثر شهرة في مدينة ينبع.
السامري: هو لون السامري المعروف لدى أبناء الجزيرة العربية، ولا يختلف أداؤه ولحنه عما عرف في السابق، ويستخدم به الطار لإضفاء إيقاعه المميز، وتؤديه غالبًا قبائل تبوك "عنزة" و"شمر"، وله ذيوع وشهرة في محافظة تيماء.
السمسمية: فن السمسمية فن متميز تعرفه العامة، فهو لحن الساحل الغربي من أقصى جنوبه حتى شماله، وقصائد السمسمية دائما ذات مدلول ومعنى عميق، وغالبًا ما تستخدم السمسمية لتجسيد ألحان القصائد البحرية التي يتغنى بها البحارة أثناء الصيد للترويح عن أنفسهم.
الربابة: هي آلة الطرب القديمة التي يعزفها ابن البادية، ويغني عليها ألحان القصائد النبطية، وأجمل ما يغنى على الربابة من ألوان أو بحور الشعر النبطي لون المسحوب، وقد اشتهر الكثير من أبناء الجزيرة العربية بالغناء والعزف على الربابة في العصر الحديث.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة