تم نسخ الرابط بنجاح

محافظة الأحساء

saudipedia Logo
محافظة الأحساء
مقالة
مدة القراءة 22 دقيقة

محافظة الأحساء، هي إحدى محافظات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وأكبر محافظات السعودية مساحةً، والسادسة من حيث عدد السكان بين محافظات ومدن المملكة.تضم واحة الأحساء التي سُجلت في قائمة التراث العالمي بمنظمة "اليونسكو"، كخامس موقع سعودي يُسجل في القائمة.

لمحة عن الأحساء

شهدت الأحساء عدة هجرات عبر تاريخها، وعمليات استيطان مختلفة لما تتمتع به من موقع جغرافي متميز وأرض زراعية ظلت تُسهم في استقرار المجتمعات، ومرت الأحساء بعصور من الازدهار، فقد كانت طيلة القرن الرابع الهجري، وهو العصر الذي بلغت فيه الحضارة والعلوم والفنون الإسلامية ذروتها، من العواصم المؤثرة في سير الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية على الساحة العربية والإسلامية، وكانت فيها صناعات متطورة تصدر بعضها للمناطق المجاورة كالمنسوجات وغيرها، وكانت كسوة الكعبة تصنع في الأحساء وترسل إلى مكة المكرمة من عام 1221هـ/1806م إلى عام 1227هـ/1812م، ومع تنوع السكان والموارد تعددت أنظمة الحكم في الأحساء إلى أن انضمت للدولة السعودية، ومعها بدأت مسيرة تنمية في مختلف القطاعات.

وتتوفر في محافظة الأحساء مقومات التنمية الشاملة، إذ تضم 71 مستشفى ومستوصفًا حكوميًّا متنوعا ومستشفيات متخصصة،كما أنها تتميز بوجود شبكة طرق جيدة، وخاصة الطريق الدائري الخارجي حول واحة الأحساء، والطريق الدائري الداخلي حول حاضرة الأحساء (طريق الملك عبدالله الدائري)، إضافة إلى مجموعة من الطرق الشريانية والرئيسة التي تصل أجزاء الحاضرة ببعضها.

وترتبط الأحساء ببقية مناطق المملكة والعالم أيضًا عن طريق الموانئ البحرية، وكان من بينها ميناء العقير التاريخي،وجويًّا عبر مطار دولي على بعد 14 كم من مدينة الهفوف، افتتح عام 1368هـ/1949م، كما توجد خطوط السكك الحديدية بحاضرة الأحساء قادمة من الجهة الغربية والجنوبية الغربية من جهة الرياض ثم تتجه شمالًا إلى الدمام.

تسمية الأحساء

يبدو تأثير المكان واضحًا في تفسيرات تسمية الأحساء على هذه البقعة الجغرافية، ومن ذلك أن الأحساء بفتح أوله وسكون ثانيه جمع حسي، هي قاعدة البحرين، وهو الماء الذي تنشفه الأرض، فإذا صار إلى صلابة أمسكته، فتحفر عنه العرب فتستخرجه، والأحساء والحساء يطلق على المقاطعة الشرقية، التي تحدها غربًا عقبة الفروق كصبور، وشمالًا القطيف وجودة، وشرقًا رمال العقير، وجنوبًا رمال يبرين. قال ياقوت الحموي: الأحساء كان أول من بناها وحصنها وجعلها قصة هجر أبو طاهر الحسن بن أبي سعيد الجنابي القرمطي على أنقاض مدينة هجر عام 317هـ.

ومن الأسماء الشائعة وسط أهالي المحافظة "الحسا"، والحسا نسبة إلى الحسي، وهي الأرض الصخرية المغطاة بطبقة رملية تختزن مياه الأمطار، إذ يمكن الحصول على الماء فيها بالحفر حتى عمق بسيط.

التقسيم الإداري لمحافظة الأحساء

تُصنف محافظة الأحساء ضمن محافظات الفئة (أ) من محافظات المنطقة الشرقية، وتتكون من عدة مدن رئيسة منها الهفوف، والمبرز، كما تتبع لها مجموعة من المراكز والهجر والقرى والبلدات المعتمدة، وتضم الأحساء 22 مركزًا إداريًّا، منها 16 مركزًا فئة (أ) وهي: الجودة، عريعرة، يبرين، الخن، الحفاير، الغويبة، أم ربيعة، أم أثلة، العيون، العضيلية، حرض، خريص، العقير، فضيلة، أم العراد، هجرة شجعة، و 6 مراكز فئة (ب) وهي: هجرة الزايدية، هجرة السيح، الطويلة، مريطبة، الدهو، السالمية.

جوية لواحة الأحساء. (سعوديبيديا)
جوية لواحة الأحساء. (سعوديبيديا)

جغرافية محافظة الأحساء

تقع محافظة الأحساء في شرق وجنوب شرق السعودية، ووفر لها موقعها عددًا من المزايا التي جعلتها محلًا لهجرات تاريخية متعاقبة، وأرضًا لحضارات مختلفة.

موقع ومساحة محافظة الأحساء

تقع الأحساء في موقع جغرافي متميّز في الجزء الأوسط من السهل الساحلي الغربي للخليج العربي، وفي الركن الجنوبي الغربي لقارة آسيا،والركن الجنوبي الشرقي للمملكة، وتشغل الجزء الجنوبي من المنطقة الشرقية بين دائرتي عرض 17 – 26 وخطي طول 48 – 55.

ووفقًا لأبعادها عن محيطها الجغرافي، تبعد الأحساء نحو 40 كم عن الخليج العربي، و150 كم عن مدينة الدمام، و320 كم شرقي مدينة الرياض،وحسب التوزيع الإداري لمناطق المملكة، فإن حدودها هي محافظات الدمام وبقيق والنعيرية وقرية العليا شمالًا، ومحافظة العديد، والخليج العربي شرقًا، والربع الخالي جنوبًا، وصحراء الدهناء وهضبة الصمان غربًا، وتتميّز بكونها منفذًا للسعودية على الخليج العربي.

وبوصفها أكبر محافظات المملكة مساحة، فإنها تغطي مساحة شاسعة من الأرض تصل إلى نحو 375 ألف كم2، تمثل 69% من مساحة المنطقة الشرقية،  وتضم الأحساء 4 مدن رئيسة: الهفوف، والمبرز، والعيون، والعمران، فضلًا عن 40 قرية،ويتركز داخل واحة الأحساء ما يقرب من 96.3% من سكان المحافظة.

مزايا موقع محافظة الأحساء

تتمتع محافظة الأحساء بموقع استراتيجي تتوفر فيه العديد من المزايا التي تتعلق بالموارد والإمكانات الطبيعية، فهي تُعد أكبر واحة نخيل في العالم، وتقع على أكبر حقل نفط في العالم (حقل الغوار).

وبالرغم من الرمال المحيطة بالمحافظة إلا أن شواطئها على الخليج العربي تضيف إليها أهمية سياحية، وتمتد بطول 150 كم، ومنها شاطئ العقير بمناطق (العقير - سلوى - البطحاء) على بعد 80 كم من مدينة الهفوف، و150 كم عن شاطئ سلوى القريب من الجمرك الذي يربط السعودية بدولة قطر، ويُعد من أجمل سواحل المملكة المطلة على الخليج العربي، خاصة مناطق الجزر والمحميات الطبيعية المحيطة بالعقير التي تُعد ملاذًا للطيور المهاجرة.

مدن وقرى محافظة الأحساء

تتميز محافظة الأحساء بعدد من المدن والقرى التاريخية التي أصبح بعضها وجهة سياحية لما يتوفر فيها من مواقع تراثية وأثرية تعود لمختلف الحقب والعصور.وتوجد بالمحافظة 4 مدن رئيسة، و40 قرية،يبلغ معدل المسافات بينها ما بين 2 -5 كم، فيما يبلغ عدد الهجر 55 هجرة منتشرة في المحافظة بمعدل هجرة واحدة لكل 10,000 كم 2، بمتوسط سكاني 500 نسمة لكل هجرة، ومعدل المسافات فيما بينها 250 كم.

ومن مدن الأحساء الرئيسة:

الهفوف: وهي العاصمة الإدارية للمحافظة، ومقر الحكم الإداري، ويزدهر فيها النشاط التجاري.

المبرز: ثاني أكبر مدن الأحساء، وقامت على أنقاض عمرانٍ دارس، ويؤكد ذلك العثور على آثار الاستيطان القديم لهذه المدينة.

تاريخ محافظة الأحساء

يمتد تاريخ محافظة الأحساء إلى فترات تعود إلى ما قبل الميلاد، وهي تُعد إحدى أقدم المستوطنات في العالم، وموطنًا للعديد من الحضارات القديمة. وقُدر عدد سكانها خلال الفترة من (1000م – 1200م) بـ100 ألف نسمة مقتربة بذلك من مدن "طيبة" الفرعونية في مصر، وبابل في العراق، ويانجتشو في الصين.

حافظت الأحساء على عراقتها عبر الزمن إلى أن أصبحت تحت لواء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وبقيت مدينة الهفوف، التي كانت تسـمى أصلًا الأحساء، عاصمة للمنطقة الشرقية حتى عام 1372هـ/1953م حين نُقل مقر الإمارة إلى الدمام.

ديموغرافية محافظة الأحساء

شهدت محافظة الأحساء تنوعًا سكانيًا كبيرًا عبر التاريخ، ويرجح العلماء أن شرقي الجزيرة العربية وجنوبها الشرقي كان الموطن الأول للجنس السامي كالآراميين والفينيقيين والكلدانيين والآشوريين وأشار قدماء المؤرخين إلى أن "يبرين" الواقعة جنوبي الأحساء كانت ضمن مواطن أبناء سام بن نوح وسكنتها بعض البطون من عاد.

ولم تتوقف الهجرات إلى الأحساء، ومن بينها هجرات القبائل العربية، إذ استقرت قبيلتا قضاعة والأزد في أول التاريخ الميلادي ثم قبيلة بني عبدالقيس التي سكنت المنطقة قبل الإسلام، ومن أسواقهم هجر وجواثا.

وفي ظل حركة الهجرة تشكلت الأحساء نتيجة اندماج عدد من التجمعات الصغيرة المتجاورة لتشكيل بلدية واحدة كبيرة. وكانت مراكز العمران الأولى تميل للتجمع بالقرب من موارد المياه كالآبار والينابيع المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة، ما أدى لانتشار  التجمعات الزراعية الصغيرة حولها.

ومع ازدهار المملكة أصبحت محافظة الأحساء مركزًا حضريًا في المنطقة الشرقية. وتتكون من مدن رئيسة، تشمل: الهفوف والمبرز والعيون والعمران،وتقع محافظة الأحساء ضمن قطاع الأحساء، وتستأثر بـ25.7% من سكان المنطقة لتحتل المرتبة الثانية بعد الشريط الساحلي الذي يضم 61.5% من سكان المنطقة. وتشمل الأنشطة الاقتصادية الأساسية لهذا القطاع الزراعة والسياحة والتصنيع.ويبلغ عدد سكانها 1,104,267 نسمة، يشكلون 3.4% من سكان المملكة، بحسب تعداد السكان 2022م، لتحل في المرتبة السادسة بين محافظات ومدن المملكة بعد كل من الرياض (مقر إمارة منطقة الرياض) 7,009,120 نسمة، ومحافظة جدة 3,751,722 نسمة، ومكة المكرمة (مقر إمارة منطقة مكة المكرمة) 2,427,924 نسمة، والدمام (مقر إمارة المنطقة الشرقية) 1,532,326 نسمة، والمدينة المنورة (مقر إمارة منطقة المدينة المنورة) 1,477,047 نسمة.

ميناء العقير التاريخي في محافظة الأحساء شرق السعودية. (سعوديبيديا)
ميناء العقير التاريخي في محافظة الأحساء شرق السعودية. (سعوديبيديا)

حضارات محافظة الأحساء

تعاقبت حضارات عديدة على محافظة الأحساء التي كانت إحدى مناطق الاستيطان البشري التاريخية على مر العصور، ولعل الاكتشافات الأثرية التي تزيد علي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد خير شاهدٍ على ذلك.

إلى جانب مواردها الطبيعية، تمثل الأحساء نقطة التقاء للطرق البرية بين وسط شبه الجزيرة العربية وشرقها، كما أنها نقطة التقاء بين اليابس والماء عن طريق ميناء العقير، ولهذا قامت الأحساء بدور أساس بوصفها حلقة اتصال بين مراكز بعض الحضارات مثل الحضارة البابلية، والسومرية في العراق شمالًا، والحضارة الفينيقية شرق البحر المتوسط، وحضارة وادي النيل غربًا، ومن الشرق الحضارة الفارسية والهندية، ومن الجنوب حضارة بلاد اليمن وعمان، وظهر هذا جليًّا في تأثر العمارة التراثية في الأحساء بهذه الحضارات.

جذبت الأحساء كثيرًا من الأقوام، لما توفره من مقومات الاستيطان، ويُعد الكنعانيون أول قوم يذكرهم التاريخ سكانًا لها بعد نزوحهم من أواسط شبه الجزيرة العربية، إذ اجتذبتهم ينابيع المياه العذبة، ومن سلالتهم كان العمالقة الفينيقيون الذين اشتهروا بالزراعة وشؤون الري، وامتازوا بالمغامرة وركوب البحر والتجارة، كما نزح للأحساء مهاجرون كلدانيون من أهل بابل وأسسوا مدينة بالقرب من العقير سموها الجهراء وكانت مركزًا تجاريًّا مهمًّا.

ومع هذا الوضع التاريخي والحضاري ظلت الأحساء تعاصر حضارات عديدة، وسكن أرضها عدد من الشعوب والأجناس المختلفة، إذ كانت الأحساء من بين أكبر 15 مدينة خلال الألفية الميلادية الأولى من حيث عدد السكان، واحتلت المرتبة التاسعة من بين المدن بكثافة سكانية بلغت 110 آلاف نسمة.

الاستيطان المتعدد في محافظة الأحساء

أدّى الاستيطان المتعدد في محافظة الأحساء عبر تاريخها إلى تأسيس منظومات حكم تنظم حياة ساكنيها منذ فترات قبل التاريخ وإلى ظهور الإسلام، وكانت تحت حكم بني عبدالقيس، الذين دخلوا في الإسلام طواعية، وأثنى عليهم الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وقال "نعم القوم عبدالقيس"، وبنى بنو عبدالقيس أول مسجد في الأحساء بمدينة جواثا (مسجد جواثا).

لم يتردد أهالي الأحساء عند ظهور الإسلام في الدخول فيه، وظلت الأحساء تدعم الدولة الإسلامية وخاصة في بداية تكوينها من الناحية الاقتصادية لما تتمتع به المحافظة من خيرات زراعية.

شهدت الأحساء أيضًا عهود حكم متقطعة، من بينها عهد القرامطة الذين استوطنوا جواثا، وعهد العيونيين والجبريين الذين كانوا يحكمونها قبل قدوم العثمانيين ما بين عام 843هـ/1439م - 932هـ/1526م، ثم دخلت في حكم الدولة السعودية الأولى في أوائل القرن الثالث عشر الهجري واستمرت تابعة للدولة السعودية الأولى والثانية وبعد انتهاء الدولة الثانية خرجت الأحساء عن حكم الدولة حتى استرجعها الملك عبدالعزيز عام 1331هـ/1913م.

انضمام الأحساء للدولة السعودية

نجح الملك عبدالعزيز في استعادة الأحساء من العثمانيين بعد احتلال دام نحو 40 عامًا، وفي جمادى الأولى 1332هـ/أبريل 1914م وبعد أن أصبحت الأحساء تحت سلطته اجتمع الملك عبدالعزيز مع ممثل الحكومة البريطانية في الكويت بمنطقة مَلَح، وكان ذلك الاجتماع مقدمة لعقد اتفاقية مع الحكومة البريطانية وقعت في دارين بجزيرة تاروت بتاريخ 18 صفر 1334هـ/26 ديسمبر 1915م، وهكذا استطاع الملك عبدالعزيز أن يضم الأحساء إلى نجد لتصبح إقليمًا في المملكة.

ارتبط انضمام الأحساء إلى الدولة السعودية بمنزل البيعة الذي أصبح أحد المواقع الأثرية في المحافظة، وفيه نزل الملك عبدالعزيز عام 1331هـ/1913م عند فتح الأحساء، ضيفًا على الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن الملا، وفي تلك الليلة أخذ الملك عبدالعزيز البيعة من أهالي الأحساء على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله، وبات في إحدى غرف البيت مع إخوانه محمد، وسعد، وعبدالله.

وبعد انضمام الأحساء إلى الدولة السعودية شهدت طفرة تنموية في مختلف المجالات، وأصبحت إحدى محافظات المنطقة الشرقية، وتوفرت بها جميع مقومات النهضة.

وفي عام 1443هـ/2022م صدر الأمر الملكي القاضي بإنشاء هيئة تطوير محافظة الأحساء التي تعمل على تعزيز الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتميز بها المحافظة، وتنمية المكونات الطبيعية والسياحية والتراثية والثقافية التي تزخر بها، والمساهمة في إيجاد بيئة تنموية متوازنة ومستدامة، تدعم اقتصاد المحافظة، وتعزز التطوير والتحديث والتنوع.

جيولوجية محافظة الأحساء

تتسم الطبيعة الجيولوجية لمحافظة الأحساء باستواء السطح والانحدار البسيط نحو الشرق والشمال الشرقي، مما أدى إلى تدفق مياه الري في القنوات لتنقل المياه إلى المزارع، وساعد في استيطان الأرض وانتشار الحيازات، وتكون أعداد كبيرة من القرى والمزارع، فالأرض السهلية ووفرة مياه الآبار والعيون ساعدت على استقرار السكان ومع الاستقرار ظهرت الحاجة إلى تأمين الزراعات والمحاصيل والبيوت.

تضاريس محافظة الأحساء

تشهد ملامح التضاريس في الأحساء ثلاثة أقسام تضاريسية رئيسة، هي: الهضاب، والصحاري، والسهول، إلى جانب السبخات والوديان، ويتراوح ارتفاع المحافظة ما بين 700م إلى صفر فوق سطح البحر، وتُعد أرض المحافظة بصفة عامة مسطحة وتميل في اتجاه الشرق.

وتكثر الكثبان الرملية في واحة الأحساء من الشمال والشرق والجنوب، وهي تربة رملية غير متماسكة، وهشة وعديمة البناء مما وفر للأحساء حائط صد طبيعيًّا منع الغارات الخارجية التي كانت تحاول الاستحواذ عليها أو عبورها، للوصول إلى وسط شبه الجزيرة العربية، وإضافة للتحصينات الطبيعية، ممثلة في الصحاري والسبخات، كانت هناك التحصينات البشرية التي تمثلت في القلاع والحصون التي شيدت في شمال الواحة وغربها محاطة بمزارع النخيل الكثيفة، لتكون خط دفاع يصعب اجتيازه.

وتتميز واحة الأحساء بتوفر مياه جوفية تتمثل في عدد من الآبار والعيون، وهي مياه دائمة ذات تدفق طبيعي، يعادل تدفقها من المياه تدفق نهر متوسط الجريان، بالإضافة إلى تربة الواحة الصالحة للزراعة، إذ تغلب عليها التكوينات الرملية الطفلية، والرملية الطينية الطفلية، التي ترتكز على طبقة صماء يتراوح عمقها من 40 سم إلى 300 سم.

مناخ محافظة الأحساء

يرتبط مناخ الأحساء بموقعها الجغرافي وطبيعة تضاريسها، وهو مناخ حار جاف صيفًا، بارد ممطر شتاءً، وجوها صحو في الغالب. تهطل عليها الأمطار الموسمية خلال فصل الخريف، وتتعرض لعواصف رملية من حين لآخر، وتسهم كثافة النخيل في اعتدال الجو لا سيما في المناطق الزراعية خلال ليالي الصيف.

وبصورة عامة تتميز الأحساء بالمناخ القاري، والتطرف في درجات الحرارة صعودًا وهبوطًا، شأنه في ذلك ما هو سائد في معظم مناطق البلاد.وتصل درجة الحرارة في الصيف إلى 48 درجة، وتنخفض في الشتاء حتى 10 درجات تقريبًا.

واحة الأحساء في المنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)
واحة الأحساء في المنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)

اقتصاد محافظة الأحساء

يرتكز اقتصاد محافظة الأحساء على ما يتوافر فيها من موارد طبيعية وما تملكه من موقع جغرافي متميز، لذلك تشهد حركة تجارية واسعة تنظمها الغرفة التجارية التي تأسست عام 1402هـ/1982م، وتُعد النواة لمسيرة النماء للقطاع الخاص في محافظة الأحساء.

ومن أهم المعالم الأثرية في الأحساء ميناء العقير، الذي يُعد أقدم ميناء بحري في المملكة، وهو الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة، أنشئ عام 960م، وسمي بالعقير أو العجير كما يسميه أهالي الأحساء من اسم قبيلة عجير التي سكنت تلك المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد، وتم الاستغناء عنه اليوم ليتحول إلى موقع سياحي وتاريخي.

الزراعة في محافظة الأحساء

تعد الزراعة من الأنشطة الاقتصادية البارزة في الأحساء على مر تاريخها، وساعد على ذلك وفرة العيون وخصوبة التربة، إلى جانب التمور التي عرفت بجودتها، وبسبب وجود هذه الثروة الزراعية ولقربها من أماكن غوص اللؤلؤ الفاخر، وتوسط موقعها بين مجموعة من مراكز الحضارات كان لها دور ملموس في توطيد العلاقات التجارية والثقافية بين شبه الجزيرة العربية ووادي الرافدين والهند وآسيا، وكانت همزة الوصل في تبادل السلع والخبرات بين هذه الأقاليم.

حاليًّا، تمثل الأحساء واحة زراعية خضراء شاسعة المساحة ومصدرًا مهمًّا للأمن الغذائي في السعودية، وتحتضن أكثر من مليونين ونصف المليون نخلة، تنتج أكثر من 100 ألف طن من أنواع التمور سنويًّا، ما أسهم في تصدّر المملكة للدول المصدّرة للتمور عالميًّا بأكثر من مليار ريال، وتحقيق المركز الوطني للنخيل والتمور المركز الأول عالميًّا في تصدير التمور إلى 113 دولة.

ولتنوعها الجغرافي، ووقوعها بالقرب من الخليج العربي، جعلها ذلك محطة تجارية لكثير من القوافل القديمة، وباتت موقعًا مهمًّا لتجارة وبيع التمور والتوابل والبخور، وسوقًا للقادمين من دول آسيا، والقرن الأفريقي، وبلاد الرافدين، والشام، وشبه الجزيرة العربية، وبهدف تطوير النشاط الزراعي فيها دُشنت ثلاثة برامج، في قطاعات البيئة والمياه والزراعة، هي: برنامج سدرة المخصص لقطاع البيئة، وسحابة المخصص لقطاع المياه، وسنبلة المخصص لقطاع الزراعة.

وفي إطار جهود تحقيق بيئة مستدامة بموارد طبيعية وأمن غذائي، في ظل رؤية السعودية 2030، وأهدافها الاستراتيجية، حقق الناتج المحلي الزراعي لمحافظة الأحساء عام 1443هـ/2022م نحو 30 ألف طن من الحبوب، و170 ألف طن من الخضراوات والفواكه، و126 مليون لتر من الألبان، و44 ألف طن من الدواجن، مما رفع من الكفاءة الإنتاجية ونسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية لتبلغ 65%.

النفط في محافظة الأحساء

توجد في محافظة الأحساء العديد من حقول النفط والغاز التي أسهم اكتشافها في تحديد نمط التنمية ونمو المحافظة، وتصنيف الأحساء كمركز نمو وطني ترك أثرًا إيجابيًّا في دفع وتحريك النمو في الأحساء.

ويصل إنتاج محافظة الأحساء إلى 60% من إجمالي إنتاج المملكة، ويوجد بها أهم حقل بترولي وهو "حقل الغوار" الذي يقع إلى الشرق من مدينة الهفوف ويبلغ طوله 280 كم وعرضه 26 كم، ويُقدر إنتاجه اليومي في عام 1440هـ/2018م بنحو 3.8 ملايين برميل من النفط، وأنتج الحقل أكثر من 127.7 مليار برميل من النفط الخام منذ بدء إنتاجه عام 1371هـ/1951م حتى 1440هـ/2018م.

الصناعة في محافظة الأحساء

بوجود أنشطة زراعية ونفطية في محافظة الأحساء توسع الإنتاج الصناعي في المحافظة، ومن الخامات الزراعية قامت صناعات يدوية معتمدة على النخيل، مثل إنتاج التمور وصناعتها، وصناعة الأسقف والأثاث من جذوع النخيل وسعفه، وصناعة الخزف والفخار اعتمادًا على التربة الطفلية بالأحساء، وصيد اللؤلؤ من مياه الخليج العربي، كما لعبت الأحساء دورًا تجاريًّا بارزًا على مر العصور التاريخية، وكانت مركزًا تجاريًّا يربط بين شمال الخليج العربي وجنوبه، كما أنها منفذ تجاري رئيس لوسط شبه الجزيرة العربية وشرقها على الخليج العربي، ودول شرق آسيا وأفريقيا، وتميزت الأحساء بتعدد الأسواق مثل سوق هجر، والجرعاء، والمشقر والزارة، ودارين.

اتسع النشاط الصناعي مع بناء المدن الصناعية التي تحتضن صناعات مختلفة، أهمها: صناعة الأسمنت وصناعة التعبئة وتغليف التمور، بالإضافة إلى الصناعات الصغيرة والحرفية الأخرى.وأنشئت المدينة الصناعية الأولى في شمال الأحساء عام 1401هـ/1981م بمدينة العيون، على مساحة 1,500,000م²، ويوجد فيها 142 عقدًا صناعيًّا وخدميًّا بين منتج وقائم وتحت الإنشاء والتأسيس.

واحة الأحساء في المنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)
واحة الأحساء في المنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)
أشجار النخيل في واحة الأحساء بالمنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)
أشجار النخيل في واحة الأحساء بالمنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)

واحة الأحساء

تشتهر الأحساء بواحتها التي تُعد من أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم، يصل عدد النخيل فيها إلى 2.5 مليون نخلة، تنتج نحو 34 صنفًا من التمور، ويبلغ إجمالي إنتاجها سنويًّا نحو 110 آلاف إلى 120 ألف طن، وبذلك تمثل نحو 10% من إنتاج السعودية من التمور.

وتشكّل أنواع التمور: الخلاص، والرزيز، والشيشي، نحو 75% من الإنتاج الكلي للأحساء، مما أسهم في ازدهار صناعة التمور، ليبلغ عدد المصانع المرخصة في المحافظة أكثر من 30 مصنعًا، يمثل 90% منها مصانع تعبئة.

ومن أنواع التمور أيضًا في الأحساء: زاملي، شبيبي، هلالي، مرزبان، طيار، الغر، كاسبي، خنيزي، الخصاب، الوصيلي، تناجيب، زمبور، حاتمي، برحي، تبيلي، أم رحيم، المجناز، شهل، عذابي وغيرها.

عيون محافظة الأحساء

كانت عيون المياه في الأحساء إحدى مزاياها التاريخية التي جذبت الهجرات إليها، وهي تنتشر بكثرة في أماكن متفرقة من مدن وقرى الأحساء، مثل: عين الخدود شرق الهفوف،وعين الجوهرية في قرية البطالية شمال الهفوف،وعين أم سبعة في قرية القرين شمال المبرز، وعين الحارة التي تتميز بمائها الحار، وتقع في وسط مدينة المبرز.

وتشتهر الأحساء بوفرة مياهها من خلال هذه العيون التي تتجاوز 30 عينًا، وكانت هذه العيون تمد المنطقة الزراعية بالمياه عبر مجموعة من القنوات والجداول التي كانت تشكل شبكة الري التقليدية، ومنها: باهلة، والبحيرية، والقريات، والحقل، والحارة، والحويرات، والجوهرية، والخدود، وأم سبعة، وصويدرة، و"عين نجم" ذات المياه الكبيريتية الساخنة التي تحولت إلى متنزه سياحي.

التعليم في محافظة الأحساء

مثلت الأحساء منذ فترات مبكرة منارة ثقافية وتعليمية أسست فيها الكتاتيب والمدارس حتى أصبحت إحدى وجهات التعليم.

التعليم العام

برز في محافظة الأحساء العديد من المدارس التاريخية، من بينها المدرسة الأميرية التي تُعد من معالم الأحساء السياحية، ويرجع تاريخها لستينات القرن الرابع عشر الهجري، ببواباتها ذات الطابقين وشرفاتها ذات التصميم المعماري المميز. وتتكون المدرسة من جناحين يضمان عددًا من الغرف الواسعة.

وتقع المدرسة الأميرية في مدينة الهفوف في حي الكوت القديم، وتبلغ مساحتها نحو 2,056م2، تأسست عام 1356هـ/1937م وهي أول مدرسة حكومية سعودية بالهفوف، وافتتح مبنى المدرسة رسميًّا عام 1360هـ/1941م، وسميت لاحقًا مدرسة الهفوف الأولى، كما يطلق عليها "بيت الثقافة".

وبرزت مدارس أخرى مثل: مدرسة القبة في حي الكوت بالهفوف التي تأسست في 1 شعبان 1019هـ/18 أكتوبر 1610م، وتعد أقدم مدرسة علمية مستقلة متخصصة في تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية في شرق الجزيرة العربية والخليج العربي، ومدرسة الشلهوبية التي تأسست عام 1183هـ/1769م لتدريس الفقه والعلوم الشرعية،ومدرسة الشهارنة في حي الرفعة بالهفوف التي أنشئت عام 1200هـ/1785م، ومدرسة الشريفة التي تأسست عام 1305هـ/1887م وتُعد من المعالم العلمية.وأسس الشيخ حمد بن محمد النعيم مدرسة النجاح الأهلية عام 1343هـ/1925م في حي النعاثل وسط مدينة الهفوف، وقد شهدت المدرسة زيارة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1348هـ/1930م.

التعليم العالي

يوجد في محافظة الأحساء قطاع كبير للتعليم العالي يتمثل في 36 كلية ومعهدًا فنيًا وتقنيًا وتدريبيًا في مختلف المجالات العلمية.

وتُعد جامعة الملك فيصل إحدى مؤسسات التعليم العالي في المحافظة، وأنشئت على مساحة تقدر بـ480 هكتارًا (4.8 كم2) في عام 1395هـ/1975م،وتضم 15 كلية، و14 مركزًا، ومعهدًا واحدًا،بطلاب نظاميين، إضافة إلى طلاب انتساب بالبكالوريوس، وبمرحلة الدبلوم الجامعي، ومرحلة الدراسات العليا. كما يوجد فرع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية متمثل في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

السياحة في محافظة الأحساء

تمتلك الأحساء مقومات سياحية وتراثية جعلت منها وجهة سياحية مميزة، وتتنوع مواردها السياحية والتراثية بين معالم أثرية وتاريخية وقصور وقلاع ومساجد وموارد طبيعية وحياة برية ومتنزهات وبحيرات وتراث فكري وثقافي ومتاحف.

وتنتشر المعالم في مختلف أنحاء الأحساء، غير أن حاضرة الأحساء تستأثر بنحو 80% من جملة عدد المباني التراثية في المحافظة، وتتركز فيما يعرف بوسط الهفوف والمبرز التاريخي،ومع وفرة تلك المعالم والمواقع أصبحت الأحساء شاهدًا تاريخيًّا تحول إلى مقصد ثقافي وسياحي، لذلك اختيرت "عاصمة للسياحة العربية" لعام 2019م.

قصر صاهود في محافظة الأحساء. (وزارة الثقافة)
قصر صاهود في محافظة الأحساء. (وزارة الثقافة)

المواقع الأثرية في محافظة الأحساء

يُعد ساحل العقير من أجمل السواحل في السعودية، ويتميز بتداخل مياه ‏الخليج بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس ‏والخلجان والجزر، وتوجد بالعقير جزر عدة منها جزيرة "الزخنونية" ‏وجزيرة "الفطيم"، وهناك "دوغة الغراش" التي يرجع تاريخها لنحو 600 عام، وتعرف الدوغة بالمكان الذي يُحرق فيه الخزف، لتصبح أحد المعالم الأثرية في الأحساء.

وتزخر محافظة الأحساء بعدد من المواقع التراثية البارزة مثل: بيت البيعة، والمدرسة الأميرية، وقصر محيرس، وقصر إبراهيم، وعين نجم،وسوق القيصرية.

قصر إبراهيم التاريخي

يقع في حي الكوت وسط الهفوف، وتقدر مساحته بـ 18,200م2، وسمي بهذا الاسم نسبة لإبراهيم بن عفيصان، ويتكون من طرازين معماريين هما: الطراز الإسلامي المتمثل بالأقواس شبه المستديرة والقباب الإسلامية البارزة في القصر ومحراب المسجد، إلى جانب الطراز العسكري الذي يتمثل في الأبراج الضخمة التي تحيط بالقصر، إضافة إلى ثكنات الجنود السكنية التي تمثل شرق القصر وإسطبلات الخيول المتاخمة للقصر.

مسجد جواثا

من أوائل المساجد في الإسلام، يعود بناؤه إلى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في عام 7هـ/628م، ويقع شرق قرية الكلابية، ويبعد عن مدينة الهفوف نحو 18 كم، وتبلغ مساحته مع الساحة الخارجية نحو 713م2.

يُعد المسجد ثاني مسجد تقام به صلاة الجمعة بعد مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتوالى إنشاء المساجد بعد ذلك مثل مسجد الجبري، ومسجد الدبس (الفاتح)، ومسجد ابن أبي جمهور الأحسائي، والمسجد الجامع بالبطالية.

منزل البيعة أو بيت البيعة

بالقرب من قصر إبراهيم التاريخي، يقع منزل الشيخ عبداللطيف الملا الذي يعرف بـ"منزل البيعة"، وشهد أول لقاء بين الملك عبدالعزيز، والشيخ عبداللطيف الملا ومن ثم مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله.ويعد هذا المنزل نموذجًا للعمارة الإسلامية التقليدية في الأحساء.وتقدر مساحته بنحو 705م2،وأسس هذا المنزل عام 1203هـ/1788م، وبناه الشيخ عبدالرحمن بن عمر الملا قاضي الأحساء في تلك الفترة.

الواحة الشرقية

تضم قطاعًا كبيرًا من الواحة الشرقية للأحساء مجموع مسطحه 3,885 هكتارًا، ويمثل الموقع منطقة على شكل هلال غير منتظم، يمتد لنحو 9 كم على المحور الشمالي الجنوبي، ونحو 12 كم على المحور الشرقي الغربي، وتشمل بساتين النخيل الكثيفة، والمناطق الزراعية المحددة بواسطة شبكة من القنوات التي تفصلها عن منطقة الحماية التي تحيط بها من كل اتجاه تقريبًا.

الواحة الشمالية

تضم جزءًا كبيرًا من واحة الأحساء الشمالية بمجموع مسطح 2,010 هكتارات، يحدها شرقًا قناة الصرف الرئيسة الممتدة من الشمال إلى الجنوب، وتشكل شبكة القنوات - التي تعود إلى سبعينات القرن العشرين الميلادي - الحدود الجنوبية والغربية والشمالية، ويمثل الموقع إلى حد ما شكلًا مدمجًا دائريًّا تقريبًا.

واحة السيفة

تتقابل الواحة مع القطاع الأوسط لواحة السيفة في الهفوف، وتغطي مساحة قدرها 108 هكتارات من بساتين النخيل المزروعة بكثافة.

قصر صاهود

يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1204هـ/1789م،وهو حصن بني على هضبة مرتفعة تقع في الجهة الغربية خارج مدينة المبرز القديمة ومقابلة لحي الحزم في المبرز، والمبنى مستطيل الشكل يقع على مساحة 1.2 هكتار، وأطلق على هذا الحصن اسم صاهود نسبة لمدفع كبير منصوب على أحد أبراجه.

موقع عين قناص

موقع أثري على مساحة 18.8 هكتارًا تم التنقيب فيه في سبعينات القرن العشرين الميلادي، ويوصف بأنه أكبر موقع في المملكة لحضارة العُبيد (بضم العين)، وتكمن أهميته في أنه جمع بين آثار تعود إلى العصر الحجري وآثار تعود إلى حضارة العُبيد التي اشتهرت بالفخار الملون، وتنتشر فوق سطح الموقع كِسر الأواني الفخارية تعود لحضارة العُبيد على مساحة 2 كم2، وجرت عمليات التنقيب عن الآثار على عمق 5 أمتار تحت مستوى سطح الأرض، وأظهرت نتائج التنقيب العثور على 14 طبقة سكنية متتابعة تمثّل مراحل الاستيطان البشري في الموقع.

مسجد الجبري

يقع في حي الكوت بمدينة الهفوف، بناه سيف بن زامل بن حسين الجبري عام 880هـ/1475م من الطين والحجر الجيري، وتبلغ مساحته نحو 1426م2، وشهد خلال الفترة (957هـ - 1430هـ) عدة أعمال ترميم وصيانة لبناء بعض الأجزاء التي تهدمت منه للحفاظ على طابعه التراثي.

مسجد الدبس (الفاتح)

يقع في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء، وهو من أقدم مساجد المدينة، شيد عام 962هـ/1554م،وتبلغ مساحته نحو 350م2، وسمي بذلك الاسم لوقوعه بالقرب من سوق التمر، ويُعد المسجد مقصدًا لطلبة القرآن الكريم، والحديث، والفقه.

قصر محيرس

يقع شمال مدينة المبرز، شيد على تل مرتفع من المدينة، ويقع على بعد 14 كم شمال الهفوف، وتبلغ مساحته بدون الساحة الخارجية نحو 207.8م2، بني عام 1208هـ/1793م في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى، وهو عبارة عن قلعة حربية تضم برجًا للمراقبة.

قصر خزام

يقع في حي الرقيقة القديم بمدينة الهفوف، شيد في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز عام 1220هـ/1805م،وتبلغ مساحته نحو 5600م2، وهو أصغر من قصر إبراهيم التاريخي في حي الكوت، إذ تقدر أطوال أسواره بـ 70م×80م،ويطلق عليه قصر ولكنه قلعة شيدت لغرض الدفاع عن الأحساء، ومن الناحية التاريخية ارتبط القصر بتاريخ الدولة السعودية.

سوق القيصرية بمحافظة الأحساء. (واس)
سوق القيصرية بمحافظة الأحساء. (واس)

معالم سياحية في محافظة الأحساء

مدينة جواثا السياحية

مدينة ترفيهية بالقرب من مسجد جواثا التاريخي، وتحتوي على عدد من الأنشطة الترفيهية للصغار والكبار مثل مدينة الألعاب، ونادي الطيران الشراعي، ونادي الكارتينج ونادي البينتبول وقوارب بحرية وألعاب الأطفال والعديد من المطاعم والمقاهي كما يوجد سوق هجر التراثي.

متنزه الملك عبدالله

هو متنزه عام يقع جنوب الهفوف على مساحة 450,000م2، ويقع على الطريق الدائري الداخلي للهفوف والمبرز،وفيه أطول نافورة تفاعلية على مستوى العالموبها شاشة عرض ليزر وسط النافورة. يضم المتنزه بحيرة مائية بطول 700م وعرض 40م، ونافورتين عند مداخل المتنزه.

سوق القيصرية

يُعد من الأسواق الشعبية التاريخية في المملكة، ويقع في حي الرفعة الشمالية بمدينة الهفوف، بني عام 1238هـ/1822م، ويحتوي على نحو 422 محلًا، تحاكي تصاميمها المعمارية التراث القديم لأبناء المنطقة الشرقية من ممرات مغلقة ومسقوفة تميزت بارتفاعها لتشكل ارتياحا للمرتادين والاستفادة من ذلك للتهوية والإضاءة الطبيعية.

سوق الحرفيين

يقع على مساحة تزيد على 12 ألف م2 في حي الرفعة الشمالية بمدينة الهفوف، وينقسم لقسمين الأول: 26 متجرًا تم تخصيصها للحرفيين من أبناء المنطقة، أما الجزء الثاني فيتكون من 26 متجرًا تم تخصيصها للحرف التي يتم استخدام الماء فيها.

جبل القارة

تشتهر الأحساء أيضًا بجبالها السياحية، وأهمها جبل القارة وجبل الشعبة وجبل بريقة وجبل الأربع وجبل أبو الدلاسيس وجبل أبو حصيص. ويبعد جبل القارة عن الهفوف 12 كم، وتبلغ مساحة قاعدته 1400 هكتار، وارتفاعه نحو 150 قدمًا، وتحيط به أربع قرى (القارة، التويثير، التهيمية، الدالوة)، وتتميز مغاراته ببرودتها الشديدة في فصل الصيف ودفئها في فصل الشتاء، كما يتميز بصخوره ذات الأشكال البديعة.

بحيرة الأصفر

 تُعد من أكبر التجمعات المائية في منطقة الخليج العربي، وتكونت بفعل بقايا مياه الأمطار الغزيرة. يبلغ طول البحيرة نحو 25 كم، وتتجمع حولها النباتات الصحراوية والحشائش.

واحة الأحساء والتراث العالمي

دخلت محافظة الأحساء بوابة التراث العالمي من خلال واحة الأحساء التي اكتسبت إلى جانب أهميتها التاريخية محليًّا وخليجيًّا وعربيًّا أهمية عالمية بفضل تسجيلها في قائمة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بتاريخ 15 شوال 1439هـ/29 يونيو 2018م،كخامس موقع سعودي يتم تسجيله في قائمة التراث العالمي، كما سبق لها المنافسة على دخول قائمة عجائب الدنيا لأنها أكبر واحة نخيل في العالم.

تقع واحة الأحساء على مساحة إجمالية تفوق 85 كم2، وتشكل مشهدًا ثقافيًّا متطورًا يحتوي على بساتين النخيل، والقنوات، والعيون، والآبار، وبحيرة الصرف المائي، ومناطق أثرية شاسعة، ومجموعة مختارة من التراث العمراني داخل مستوطناتها التاريخية، التي تجسد أهمية الواحة باعتبارها مستوطنة تقليدية كبرى على مدى الـ500 عام الماضية.واهتمت منظمة اليونسكو بواحة الأحساء من خلال رصدها 6 مزايا، هي:

مشهد تراثي وثقافي مميز ناتج عن تفاعل الإنسان مع الطبيعة في موقع جغرافي وجيولوجي يزخر بالأدلة المادية عن تعاقب الحضارات الإنسانية عبر مراحل التاريخ.

مشهد ثقافي استثنائي يتميز بالترابط الكبير بين بساتين النخيل والبيئة العمرانية، بشكل مستمر على مدى فترة طويلة من الزمن، ولا يزال يحافظ على جميع الخصائص بما في ذلك الظروف الطبيعية والمائية والاجتماعية والثقافية.

تمثل معالم الموقع شهادات حية على الاستيطان البشري منذ آلاف السنين حتى الوقت الحاضر.

تشمل الواحة مباني تاريخية مثل الحصون والمواقع الإسلامية وعناصر المشاهد الطبيعية الزراعية.

تعد واحة الأحساء أكبر واحة في العالم تحتوي على أكثر من مليونين ونصف المليون نخلة.

تعد مثالًا لواحة تظهر القيم المشتركة والتماسك الاجتماعي والمعرفة الفنية.

جبل القارة في محافظة الأحساء. (واس)
جبل القارة في محافظة الأحساء. (واس)
متحف النعاثل في محافظة الأحساء. (سعوديبيديا)
متحف النعاثل في محافظة الأحساء. (سعوديبيديا)

تراث محافظة الأحساء الثقافي

تتميز محافظة الأحساء بثرائها الثقافي وفعالياتها التي تتواصل لتغذي المشهد الثقافي السعودي والعربي والعالمي من خلال الإصدارات والمنجزات الثقافية والفكرية والمعرفية، وتقديم تراثها العريق عبر متاحفها ومؤسساتها الثقافية.

متاحف الأحساء

تضم محافظة الأحساء عددًا من المتاحف تبلغ 11 متحفًا،منها:

متحف الأحساء الوطني

يحوي تراث المنطقة على مر العصور، ويتعرف زائر المتحف على حركة القارات والأزمنة الجيولوجية وعمر الأرض، ومقارنة آثار المنطقة بآثار المملكة بشكل عام، ويبرز المتحف أهمية المنطقة الزراعية والتجارية منذ العصور القديمة.

متحف البيت الأحسائي (النعاثل)

يشغل المتحف مساحة قدرها 180م2 تقريبًا مقسمة على 5 أجزاء، عبارة عن ملاحق في الفناء الخارجي لفيلا صاحب المتحف، ويحتوي المتحف على مجموعة كبيرة من القطع التراثية تشمل أواني القهوة والضيافة العربية والرحى الحجرية، وأيضًا العملات والنقود والمخطوطات والخرائط والصور القديمة، كما تضم مكائن الخياطة.

متحف البوعبيد

يقع في حي محاسن بمدينة المبرز، ضمن سكن صاحبه، ويتكون من قاعة واحدة، وتمثل السوق الشعبي القديم مقسمة عدة أقسام منها البقالة والحلاق والمخبز والحداد والنجار والخراز وغيرها من الحرف اليدوية.

متحف الخليفة التراثي

يقع في مبنى سكن المالك، مساحته 200م2، ويحوي مجموعة كبيرة من القطع التراثية بجميع أنواعها ووظائفها ومادتها والتي تمثل تراث المنطقة الشرقية.

الجمعيات الثقافية

كان للأحساء دور بارز، على مر تاريخها، في نشر الحركة الأدبية والثقافية في الجزيرة العربية والأقاليم المجاورة لها، بسبب وجود عدد من الشعراء والعلماء، وفي القرون الخمسة الماضية على وجه الخصوص كان للأحساء دور محوري في نشر المعرفة والعلم، وانتشرت في مدنها الرئيسة المدارس والأربطة الخيرية، وتخرج في تلك المدارس عدد كبير من العلماء أسهموا في مجال التأليف والتدريس وشغلوا المناصب الدينية في الأحساء وأقطار الخليج العربي، وظلت الأحساء تواصل هذا الدور حتى ظهور مؤسسات التعليم النظامي في العصر الحديث.

في محافظة الأحساء عدد من الجمعيات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية، ومن ذلك مكتبتان عامتان، ونادي الأحساء الأدبي بالإضافة إلى فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وتُعد الأحساء أول مدينة سعودية تتبنى جمعية لإحياء الفنون الشعبية.

أحياء سكنية في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)
أحياء سكنية في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية. (سعوديبيديا)

مجتمع محافظة الأحساء

يرتكز مجتمع محافظة الأحساء إلى أسس تاريخية عززت من حضور المحافظة على الصعد الثقافية والاجتماعية، فحافظ الأهالي على عاداتهم وتقاليدهم عبر العصور.

واشتهرت الأحساء بالعديد من العادات الاجتماعية، منها المجالس العامة التي تفتتحها بعض الأسر لاستقبال المحبين من الأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف، يقصدونها حسب مواعيد افتتاحها في مناسبات الأعياد وغيرها.

وهناك أيضًا المجالس الثقافية، التي بدأت قبل تأسيس النادي الأدبي، إذ بادر عدد من المثقفين إلى تنظيم الندوات فيها فأصبحت تعرف بالمنتديات والإثنينيات والملتقيات والأربعائيات والسبتيات.

وتشمل عادات أهل الأحساء كذلك مجالس الأعياد، كما يحرصون على تبادل المأكولات والحاجات، واشتهرت كذلك عادة بوطبيلة وهو الشخص الذي يطوف بالأحياء في رمضان بعد منتصف الليل يدق طبلته ويردد بعض الأدعية التي تشجع النائمين على الاستيقاظ للسحور.

الأكلات الشعبية في محافظة الأحساء

تشتهر الأحساء بأكلاتها الشعبية، ومنها:

الخبز الأحمر: وهو خبز التنور، ويعتمد في صناعته على التمر والطحين الأسمر.

خبز المسح: ويسمى الرقاق، وهو عجينة مكونة من الدقيق والملح والماء.

الودمة: نوع من المقبلات، وتتكون من السمك الصغير بعد تجفيفه وطحنه ثم يضاف إليه الليمون والماء ويخلط ثم يغمس فيه الفجل ويؤكل.

الهريس: يصنع البيت الحساوي "الهريس" من مكونين مهمين هما القمح واللحم المبهر حيث يطبخان معًا ويتركان حتى النضج ثم يهرس اللحم مع حب القمح حتى تختلط ويقدم.

الحرف الشعبية في محافظة الأحساء

لارتباط أهل الأحساء بتراثهم لا يزال ينشط عدد من الحرف الشعبية، وتتوافر في المحافظة المواد الخام التي تعتمد عليها الصناعات الحرفية (النخيل ومشتقاته - الأخشاب - المنتجات الحيوانية بأنواعها - الأحجار والطين - معادن الذهب والفضة). وتتنوع الحرف بأنشطتها المختلفة مثل (الحدادة - الصفارة - صناعة الفخار - الحصير- الحياكة - التجليد - الندافة - الصياغة - الخرازة).

وتعزيزًا لأنشطة الحرفيين في الأحساء أنشئ سوق الحرفيين بهدف المحافظة على التراث والحرف اليدوية، وامتدادًا لانضمام الأحساء إلى شبكة المدن الإبداعية بمنظمة اليونسكو في المجال الإبداعي الخاص بالحرف اليدوية والفنون الشعبية.

ويدعم مشروع سوق الحرفيين منظومة المرافق الخاصة في المنطقة التاريخية وسط الهفوف، ويضم عددًا كبيرًا من الحرفيين في الأحساء مما يسهم في دعم الصناعات الحرفية وتأمين البيئة المناسبة للحرفيين وتسويق أعمالهم ودعم السياحة بالشكل الذي يليق بحجم تلك الأعمال ويسهم في دعم الناتج المحلي ضمن رؤية السعودية 2030.

إلى جانب ذلك يحتوي السوق على أكاديمية خاصة لتعليم الحرف اليدوية من قبل حرفيين ذوي خبرة عالية في مجالهم، ينقلون خبراتهم من خلال هذه الأكاديمية للأجيال القادمة، وذلك لضمان المحافظة على هذه الحرف، ودعم المردود الاقتصادي والسياحي للصناعات الحرفية واستدامتها.

الرياضة في محافظة الأحساء

ترتبط الأحساء بعدد من الأنشطة الرياضية في مختلف الألعاب، ويوجد فيها 58 ناديًا رياضيًّا من ضمنها الملاعب الخاصة ومراكز اللياقة،وتتوفر لها البنية التحتية لممارسة أنشطتها، ومنها مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية في مدينة الهفوف التي أنشئت على مساحة 280,000 م2. ويوجد بها: مبنى الاستاد الرياضي (ملعب كرة القدم ومضمار ألعاب القوى وملحقاته)، ومبنى إدارة "المدينة وبيوت الشباب" وملحقاته، ومبنى بيوت الشباب وملحقاته، ومبنى صالة السباحة المغطاة، ومبنى صالة الألعاب الرياضية المغطاة وملحقاتها، وملعب التدريب.

وتضم محافظة الأحساء عددًا من الأندية التي تشارك في مختلف المنافسات المحلية، ومنها نادي العدالة الرياضي في الحليلة الذي تأسس عام 1404هـ/1984م،ونادي الروضة السعودي في الجشة، الذي يُعد أول نادٍ يمثل الأحساء بالدوري الممتاز وتأسس عام 1396هـ/1976م،ونادي الفتح الذي تأسس عام 1378هـ/1958م في مدينة المبرز.

الاختبارات ذات الصلة

مقالات ذات الصلة