ميناء العقير التاريخي

ميناء العقير التاريخي، هو موقع تاريخي يقع في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وهو أول ميناء بحري أنشئ على ساحل الخليج العربي في المملكة، كما كان الميناء الرئيس للحضارات المتعاقبة في محافظة الأحساء. 

مثّل ميناء العقير التاريخي طوال تاريخه بوابة نجد البحرية، ومعبر الاستيطان في المنطقة، واستمر أثره السياسي، والتجاري، والعسكري، على الساحل الشرقي للجزيرة العربية، ويعود أقدم تبادل تجاري عبر العقير والبلاد المجاورة لها إلى العصور الحجرية.

وبوصفه الميناء الرئيس شرق المملكة، شهد ميناء العقير أحداثًا سياسية واقتصادية في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إذ اتخذه الملك عبدالعزيز مقرًّا لمقابلة الوفود البريطانية، والمفاوضات مع الحكومة البريطانية. وحافظ ميناء العقير على دوره الحيوي منذ بداية الدولة السعودية إلى عام 1365هـ/1945م، إذ تحولت مسارات الطرق التجارية عند اكتشاف النفط في بقيق والظهران تراجعت أهمية ميناء العقير. 

اتخذ الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ميناء العقير التاريخي مقرًّا للمفاوضات مع الحكومة البريطانية ومقابلة الموفدين البريطانيين، وشهد ميناء العقير في 18 صفر 1334هـ/26 ديسمبر 1915م انعقاد معاهدة العقير بين الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وبيرسي كوكس ممثل الحكومة الإنجليزية، كما قرر الملك عبدالعزيز أن يكون ميناء العقير مقرًّا للاجتماع بالوفود البريطانية لمناقشة الحدود بين نجد وشرقي الأردن والعراق، ونتج عن ذلك توقيع بروتوكول العقير عام 1341هـ/1922م.

طور الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ميناء العقير التاريخي بإنشاء الجمارك والجوازات والفرضة ‏ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج أبوزهمول، حتى أصبح شريانًا لوسط الجزيرة العربية وشرقها، وكانت البضائع ‏والأغذية وغيرها ترد إلى قلب الجزيرة العربية والعاصمة الرياض عبر الميناء، كما شهد الميناء في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تنظيمات لضمان استمراره في أداء دوره ‏الاقتصادي في المملكة.‏

وفي عام 1377هـ/1957م بدأت أهمية ميناء العقير تتقلص بصفته ميناءً لشرقي الجزيرة العربية ووسطها، بسبب إنشاء ميناء الدمام وخط السكة الحديدية، والبحث ‏عن طرق أقرب وأسهل لمصادر النفط المكتشف حينها، وتسهيل نقله وما يحتاج إليه ‏من مواد وتسهيل وصول العاملين فيه إلى مناطق العمل بسهولة وتكلفة أقل.‏

اهتمت (الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني سابقًا) بميناء العقير من حيث قيمته التاريخية والسياحية، إذ سُجّل مبنى الجمارك في الميناء ضمن سجل الآثار الوطني، وتم ترميم مباني ميناء العقير، وهي تشمل مباني الخان والإمارة وحصن الإمارة، في عام 1418هـ/1997م.