محافظة قرية العليا

محافظة قرية العليا، هي إحدى محافظات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، وثانية أصغر المدن من حيث السكان في المنطقة، تُصنف المحافظة إداريًا من الفئة (ب)، وتتبعها 22 مركزًا، وكانت قديمًا مورد ماء للبادية الرّحل. ويعيش فيها 0.4% فقط من سكان المنطقة بحسب تعداد السعودية 2022، ويقدر عددهم بـ 21,788 نسمة.

تقع محافظة قرية العليا على بُعد 307 كم شمال غرب الدمام مقر إمارة المنطقة، تحدها من الشمال محافظة الخفجي، ومن الشمال والغرب محافظة حفر الباطن، وجنوبًا محافظة الأحساء ومنطقة الرياض.

على الرغم من حيازة المنطقة الشرقية الساحل الشرقي للمملكة بالكامل، إلا أن محافظة قرية العليا واحدة من ثلاث محافظات غير ساحلية في المنطقة، ومع ذلك فهي تقع على بعد 133 كم فقط عن الساحل.

تتعدد مزايا قرية العليا، ومن بين ذلك خصوبة الأرض ووفرة المياه على أعماق قريبة جدًا من السطح، ويوجد بها نحو 2,000 مزرعة تنتج ما مجموعة 250,000 طن من القمح.

عرفت قرية العليا كميناء بري في شمال شرقي المملكة، وملتقى لعديد من الطرق القديمة المهمة، ونقطة وصل بين المملكة والكويت والعراق، ومركزًا يدر دخلًا من الواردات للمملكة آنذاك، حيث كانت حتى عام 1380هـ/1960م مركزًا حدوديًا وجمركيًا للمسافرين إلى الدول الواقعة شرق المملكة وشمالها.

يخدم المحافظة مطار الملك فهد الدولي بالدمام،ويبعد عن مركز المدينة مسافة 289 كم،وهو مطار دولي تصل طاقته الاستيعابية إلى نحو أكثر من 10 ملايين مسافر سنويًّا. ومحليًّا يعد مطار القيصومة الدولي في حفر الباطن أقرب المطارات إليها، ويقع على بعد 188 كم شمال غرب قرية العليا.

يُعد الطريق الثانوي 550 مركز النقل البري الرئيس في المدينة، وبه يمكن الوصول إلى المحافظة والتنقل بين المدن الرئيسة في المملكة.

من واقع تاريخها وحركة الاستيطان فيها، عُرفت محافظة قَرية العليا كذلك كواحدة من محطات عبور حجاج شرقي الجزيرة العربية، وتحديدًا ضيوف الرحمن القادمين من البصرة والبحرين إلى مكة المكرمة، إلى جانب ما يميّزها من معالم تاريخية وأثرية، منها قصر "عالي" التاريخي، الذي أمر ببنائه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1355هـ/1936م.

ويُعد قصر عالي التاريخي واحدًا من جملة قصور أمر الملك عبدالعزيز ببنائها في مناطق المملكة، لتكون بمثابة قصر حكم محلي، وافتتح الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود القصر الذي بُني بالحجارة والطين وجذوع الأشجار، وكان يضم عديدًا من الدوائر الحكومية، من إمارة، وإدارة للجوازات والجنسية، وإدارة للمالية، وللبريد، والشرطة، ومركز لاسلكي، فهو يُعد أحد أهم المعالم التاريخية والأثرية في المحافظة، حيث أسهم القصر في نهضة المنطقة التي بُني فيها.