المثلوثة هي أحد الأطباق الشعبية في المملكة العربية السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي. تعود ممارسات إعداد وتحضير المثلوثة إلى مناطق سعودية عدة، وتشتهر خاصةً في العاصمة الرياض ومنطقة القصيم.
يُعد طبق المثلوثة أحد الأكلات الشعبية النجدية المميزة، ويتكون من الجريش والقرصان والأرز، بالإضافة إلى اللحم أو الدجاج.
تشير بعض الروايات إلى أن طبق المثلوثة يعود إلى قبيلة سبيع، ولكن بعض الدراسات أوضحت أنهم لا يقصدون هذا الطبق بشكله التقليدي، فمثلوثة أهل سبيع هي الأصل في الاسم ولكن النوعية مختلفة، فقد كانت تقدم للضيوف وفق ترتيب معين يلتزم به جميع أفراد القبيلة، حيث يقدم للضيف أولًا المرق والتمر، ثم الأرز والذبيحة والحليب، وهذه تسمى المثلوثة واشتهرت بها قبيلة سبيع. ويرجع سبب تسمية المثلوثة بهذا الاسم لأنها ثلاث وجبات، وهي: التمر، والمرق، والأرز "العيش"، واللحم ثم الحليب.
المثلوثة الحديثة
تطور إعداد المثلوثة مع الوقت، وظهر منها طبق مستحدث لأول مرة في منطقة الرياض وما حولها، حيث انتشرت بشكل سريع وأُخذت الكلمة من المثلوثة الأصلية وأُطلقت على أكلة جديدة ما لبثت أن انتشرت في بقية المناطق.
اتخذ هذا النوع من المثلوثة مسمى بادية المثلوثة، من الموروث الشعبي النجدي، وهو عبارة عن صحن أو وعاء عميق يتم وضع المكونات الثلاثة فيه، وتتكون المثلوثة الشعبية من ثلاث طبقات، الأولى: الجريش وهو قمح مطحون يطبخ بالماء ثم يُضاف إليه اللبن. والثانية: هي القرصان، عبارة عن خبز رقيق مغموس في مرقة اللحم أو الخضار. والثالثة: وهي طبقة الأرز (الطبقة العلوية)، مطبوخ بنكهاته اللذيذة ويُضاف إليه قطعة دجاج أو قطعة لحم.
مقادير وإعداد المثلوثة
يتم إعداد المثلوثة من عناصر غذائية عديدة، تشمل الجريش، والقرصان، والأرز. ولعمل المثلوثة يتم البدء بالجريش الأبيض، وتستغرق تسويته من ساعة إلى ساعتين على نار هادئة، وبعضهم يستخدم الجريش السريع والجريش الكذاب، ولكن الجريش الأصلي أفضل.
طبقة الجريش في المثلوثة
يأتي الجريش في مقدمة طبقات المثلوثة، حيث يتم نقعه مُدة 3 ساعات، وأهم مكون في إعداده هو البصل، ويبدأ ذلك بحمس البصل جيدًا داخل القدر، ومن ثم إضافة البهارات البيضاء للمحافظة على اللون، ومن ثم إضافة الماء تدريجيًا، ثم إضافة الجريش، ويُفضل عدم وضع اللحم أو الدجاج في تلك المرحلة، بسبب تزيين أعلى الطبق في النهاية باللحم أو الدجاج، ويتم طهي اللحم بمفرده وتزيين الطبق مع المكسرات.
عقب ذلك يُترك الخليط على نار هادئة للطهي لمدة لا تقل عن ساعتين. وقبل نضوج الجريش بنصف ساعة يتم إضافة مقدار 3 أكواب من اللبن، ومن ثم يُترك لينضج مُدة 15 دقيقة على النار، ويتم ضربه بالملاس ليتجانس بعضه مع بعض.
طبقة القرصان في المثلوثة
يُستخدم القرصان في الطبقة الثانية للمثلوثة، ويتم استخدام اللين السميك منه، فضلًا عن القرصان المتداول، وهو "المجفف"، ويتم استخدام "المروج" المكون من بصل وطماطم وتُوضع في الخلاط الكهربائي وتُضاف البهارات، ومكعب واحد من مرقة الدجاج، وكوبان من الماء، وبعدها يتم طهيه على النار لنحو 5 دقائق إلى أن ينضج، وبعد ذلك يُضاف الخضار بالكامل والمكون من القرع، والبطاطس، والكوسة، والباذنجان، وقبل ما تنتهي هذه المروج بنحو 3 دقائق أو أقل يُضاف الباذنجان، ويُنصح بعدم الإكثار من الماء.
لمزيد من النكهة المميزة يُضاف فصان من الثوم في الخلاط، ويتم وضع الطبقة الثانية (القرصان)، أعلى الجريش المجهز من قبل. وبعد ذلك يُؤخذ قليل من المرق ويتم رشه وإغراق القرصان به، ويُستحسن أن يكون السمن ثقيلًا، وذلك حتى لا يفسد الجريش عند وضع القرصان على وجه الطبق.
طبقة الأرز الأبيض المصري في المثلوثة
تمثل طبقة الأرز آخر مرحلة لعمل طبق المثلوثة، وتُسمى "المشخول" المعتاد وعليه ملح وزبدة أو زيت، وورق الغار، والقرفة، وقليل من الهيل والقرنفل لإكسابه نكهة خاصة، وتتم إضافة زيت الزيتون أيضًا. وبالنسبة للبروتين، اللحم أو الدجاج، يكون جاهزًا في الفرن بعد تحميره ورصه أعلى الأرز الأبيض بالمكسرات والكشنة (البصل مع البهارات والمسمنة)، والتي يتم رشها على وجه طبق المثلوثة، ويمكن أن يُزين الطبق بالبيض المسلوق.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة