منطقة الحدود الشمالية

منطقة الحدود الشمالية، هي إحدى المناطق الإدارية الـ 13 في المملكة العربية السعودية، والثامنة من حيث المساحة، والأقل سكانًا، تقع في أقصى شمال المملكة، وتحدها دولتان، هما: جمهورية العراق والمملكة الأردنية من الشمال، وأربع مناطق إدارية، هي: المنطقة الشرقية جنوبًا، ومنطقتا القصيم وحائل من الجنوب الغربي، وغربًا منطقة الجوف، وتمثّل عرعر عاصمتها الإدارية ومقر إمارتها, 

تبلغ مساحة منطقة الحدود الشمالية 104,000 كم2، بنسبة 5.3% من مساحة المملكة الإجمالية، وعلى الرغم من اتساع مساحتها، إلا أنها تُقسم إلى ثلاث محافظات فقط، بالإضافة للعاصمة الإدارية، وهو أقل تقسيم إداري على مستوى المناطق في المملكة، وتشاركها في ذلك العدد من المحافظات منطقة الجوف.

ولكل إمارة أميرٌ يُعيَّن بأمر ملكي بمرتبة وزير.وفي عام 1438هـ/2017م صدر قرار بتعيين الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أميرًا على منطقة الحدود الشمالية.

يبلغ عدد سكان منطقة الحدود الشمالية 373,577 نسمة، بمعدل كثافة سكانية 3.7 لكل كم2 من أراضيها، ويشكّل عدد سكانها 1.1% من إجمالي السكان في السعودية، ويصل معدل النمو السكاني فيها إلى 2.17% سنويًّا، ويشكّل السعوديون فيها نسبة 72.6% من إجمالي عدد السكان.

محافظة عرعر في منطقة الحدود الشمالية. (دارة الملك عبدالعزيز)

تشكّلت منطقة الحدود الشمالية إداريًّا في عام 1992م، ويندرج تحت نطاقها الجغرافي والتنظيمي: عاصمة إدارية، وثلاث محافظات تقع جميعها على حدود دولية، هي: عرعر، ورفحاء، وطريف، والعويقيلة، إضافة إلى 28 مركزًا.

المناخ في منطقة الحدود الشمالية قاري يشهد تباينًا ملحوظًا في درجات الحرارة، فهو حار صيفًا وشديد البرودة شتاءً، إذ يصل إلى درجة حرارة أقل من الصفر المئوي خلال شهري يناير وفبراير، وذلك على عكس مناطق السعودية الأخرى، ويشهد مناخ الحدود الشمالية تساقط الثلوج على بعض المرتفعات، أما هطول الأمطار فيكون غالبًا خلال فصلي الربيع والشتاء.

تُعدُّ منطقة الحدود الشمالية مركزًا لقطاع صناعة التعدين في المملكة، الدعامة الثالثة للاقتصاد السعودي بعد قطاعي النفط والبتروكيماويات، وأحد روافد قطاعات المملكة الاستثمارية، ويكمن في أراضيها ثالث أكبر احتياطي للعالم من مخزون الفوسفات، وهو ما يؤهلها أن تُصبح ثاني أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ تحتفظ مدينة وعد الشمال بـ7% من المخزون العالمي للفوسفات الذي يقدر بـ2.7 مليار طن.

تقع ضمن حدودها مدينة وعد الشمال، وهي مدينة مخصصة لاستخلاص المعادن القيّمة، تبلغ مساحتها 440 كم2، وهي إحدى المناطق الصناعية الكبيرة المبنية لهذا الغرض في العالم، وتجاوزت قيمتها الاستثمارية 85 مليار ريال سعودي، ويمولها صندوق الاستثمارات العامة؛ الذراع الاستثمارية الرئيسة في السعودية.

إلى جانب مدينة وعد الشمال يوجد في المنطقة منجم الجلاميد للفوسفات في قرية حزم الجلاميد، إضافة إلى مصنع حامض الكبريت الذي يعتبر حاضرة مدينة "وعد الشمال الصناعية".

تعود مظاهر التغيير في منطقة الحدود الشمالية إلى أكثر من 70 عامًا، إذ كانت واحدة من محطات خط التابلاين لتصدير البترول من السعودية إلى العالم، وتضم خمس محطات عمل على امتداد المنطقة، تأسس معها مجتمع حضاري وسط البادية، كان له دور في تشكيل الأبعاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمنطقة.

آثار في قرية زبالا التابعة لمحافظة رفحاء، ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر العباسي. (واس)

اكتسبت منطقة الحدود الشمالية أهميتها التاريخية بسبب موقعها الجغرافي الذي يربط المملكة العربية السعودية بالعالم الخارجي، ولأنها محطة قديمة لمراكز المياه والرعي على طريق زبيدة؛ أحد أهم طرق الحج والتجارة التاريخية، وتقع على أرضها اليوم أربع قرى أثرية، هي: لينة، وزُبالا، ولوقة، ودوقرة.

تُصنَّف منطقة الحدود الشمالية على أنها موائل طبيعية للطيور والمواشي، وتكثر فيها الحرار والشواهين والمناطق الرعوية للإبل والأغنام، وهي على مستوى المملكة وجهة لرياضة القنص بالصقور.

تقع ضمن حدودها أربع محميات طبيعية، هي: معيلة، والعويصي والغرابة، وجزء من محمية حرة الحرة، وتشكّل جيولوجية الرف العربي الجزء الأكبر من أراضيها، مما أسهم في تميزها بالثروات النباتية والمعدنية.

يوجد في منطقة الحدود الشمالية مطار عرعر الإقليمي، ومطار رفحاء، إضافة إلى قطار الشمال الذي يربط مناجم الفوسفات في المنطقة بالموانئ على سواحل المملكة، حيث يصل طوله إلى 1,550 كم.

تضم منطقة الحدود الشمالية جامعة حكومية واحدة، هي جامعة الحدود الشمالية ومقرها محافظة عرعر، وتتوزع فروعها على محافظات المنطقة.