ميناء الملك عبدالله

ميناء الملك عبدالله، هو ميناء بحري، يقع على ساحل البحر الأحمر في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، على بُعد 90 كم شمالي مدينة جدة بمنطقة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، ويمتد على مساحة تصل حتى 17.4 كم2، ويطل على أحد المسارات البحرية التجارية المهمة في العالم، التي تصل الشرق بالغرب وتربط بين ثلاث قارات، وهو بذلك يلبي احتياج السعودية لميناء عصري محلي وعالمي، ويُسهم في صنع اقتصاد مستدام وتنويع مصادر الدخل.

يعد ميناء الملك عبدالله أحد العناصر الأساسية في شبكة المواصلات المتكاملة في السعودية، كونه يرتبط بشبكة طرق سريعة تصل بعدد من مدن السعودية الرئيسة ومدنها الصناعية، مثل: مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومدينتي ينبع ورابغ اللتين تشهدان حركة تجارية كبيرة في مجال الصناعات البتروكيماوية.

ويعد ميناء الملك عبدالله مركزًا لوجستيًا إقليميًا، يربط ثلاث قارات على طريق التجارة بين الشرق والغرب، التي تمثل أكثر من 13% من حركة التجارة العالمية.

أُسس ميناء الملك عبدالله بشراكة استراتيجية بين القطاعين العام والخاص عام 1431هـ/2010م، وافتتحه رسميًا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، في 6 جمادى الآخرة 1440هـ/11 فبراير 2019م.

ويُدار ميناء الملك عبدالله من القطاع الخاص، وتعود ملكيته لشركة تطوير الموانئ "PDC"، ويُعد أول ميناء يمتلكه ويطوره القطاع الخاص كاملًا، وتتركز أهدافه في تسهيل عمليات سلاسل الإمداد، والخدمات اللوجستية، والقدرة على مواكبة عمليات التصدير والاستيراد من وإلى دول العالم، إضافة إلى منطقة المعالجة والخدمات، التي تمتد على مساحة 700 ألف م2؛ لدعم محطة البضائع العامة والسائبة، والبضائع الزراعية.

وتعمل في الميناء ثمانية من أكبر الخطوط الملاحية التي تقدم خدماتها للمصدرين والمستوردين. وأبرم الميناء شراكات مع شركات الشحن والمصارف والشركات العالمية المشغلة لعمليات الموانئ، وتجاوزت الاستثمارات 13 مليار ريال.

اتخذت شركتا الشحن العالميتان "MSC" و"MAERSK" من ميناء الملك عبدالله مركزًا لوجستيًا بحريًا أساسيًا لنمو أعمالهما، وتمتلك شركة "MAERSK" مركز أعمال في ميناء الملك عبدالله، هو الأول من نوعه في السعودية؛ لتقديم الخدمات اللوجستية المتكاملة، كما تمتلك شركة المراعي مرفقًا متكاملًا يضم مركزًا لقواعد العمليات يقدم حلولًا لتطوير الخدمات اللوجستية وتعزيز منظومة الغذاء في السعودية.

ويحتوي الميناء على خمس محطات، وتصل القدرة الاستيعابية لمحطة الحاويات إلى 6.5 ملايين وحدة قياسية، وقدرة محطة البضائع السائبة الصلبة الاستيعابية ثلاثة ملايين طن، وتفوق القدرة الاستيعابية لمحطة البضائع الزراعية أربعة ملايين طن، وتبلغ قدرة محطة البضائع العامة الاستيعابية مليوني طن، فيما تصل القدرة الاستيعابية لمحطة الدحرجة إلى 200 ألف سيارة.

ويستوعب ميناء الملك عبدالله أربعة ملايين حاوية، ليكون أكبر ميناء في الشرق الأوسط، وضمن أكبر الموانئ في العالم. وتسلم الميناء عام 1440هـ/2019م، 28 رافعة حديثة، ضمن مشروع توسعة محطات الحاويات، ما يسهم في رفع الطاقة الاستيعابية السنوية للميناء إلى خمسة ملايين حاوية قياسية. ومن المقرر أن تبلغ قدرة المناولة في الميناء عند اكتمال مراحله 20 مليون حاوية قياسية، و15 مليون طن من البضائع السائبة سنويًا.

يعتمد ميناء الملك عبدالله على تقنيات وأنظمة فعّالة تساعد على تنظيم العمليات، منها: نظام إدارة الميناء وهو نظام يتيح معرفة مواعيد رسو السفن وإحداثيات الحاويات وحمولتها ويسمح لأصحاب الشحنات بمعرفة تفاصيل شحناتهم، إضافة لمعلومات الطاقم الملاحي، ومعلومات البضائع الخطرة، إلى جانب خدمات بحرية مساندة، كما يعتمد الميناء على نظام البوابة الذكية المدمج مع نظام إدارة الميناء لرفع الكفاءة التشغيلية في الميناء، وتسهل عمليات دخول السائقين بالشحنات عبر حفظ هوية السائق وفتح البوابة دون أي تدخل بشري، ما يقلل التكلفة ويقلص الوقت ويسهم في منح مشغل المحطات القدرة على رفع الكفاءة الإنتاجية.

حصد ميناء الملك عبدالله جائزة الميناء الأكثر تطورًا خلال مشاركته في المؤتمر العالمي للبنية التحتية عام 1439هـ/2018م.

كما حصل الميناء عام 1443هـ/2022م، على المرتبة الثانية عالميًا من حيث النمو، وفقًا لتصنيف شركة "ألفالاينر" المختصة في تحليل بيانات النقل البحري وقدرات الموانئ ومستقبل تطوير السفن ومسارات الشحن، متقدمًا بعشرة مراكز ليحتل المرتبة الـ73، ضمن قائمة "ألفالاينر" لأكبر 100 ميناء حاويات في العالم عام 2021م، مقارنة بالمرتبة الـ87 في العام السابق.

وحصل الميناء على جائزة أفضل محطة حاويات وأفضل محطة شحن سائبة وشحن عام في حفل توزيع جوائز "إنترناشيونال فايننس" للنقل لعام 2021م، وجائزة "الأداء المتميز" في ديسمبر 2021م، خلال الدورة الـ18 لجوائز "سيتريد" البحرية 2021م للشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وإفريقيا. وصنَّفَ البنك الدولي عام 2020م، ميناء الملك عبدالله ثاني أعلى الموانئ كفاءة في العالم، ودخل ضمن قائمة أكبر 100 ميناء في العالم بعد أقل من أربع سنوات على بدء عملياته التشغيلية.

واحتل الميناء عام 1444هـ/2023م، المركز الأول بوصفه أكثر الموانئ كفاءة على مستوى العالم، وفقًا لمؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي الذي نشره البنك الدولي ومؤسسة "استاندرد آند بورز جلوبال ماركيت إنتليجانس".

وحصد ميناء الملك عبدالله المركز الأول في "مؤشر أداء موانئ الحاويات لعام 2021م"، متقدمًا على 443 ميناء عالميًا، في المقاييس الإدارية والإحصائية التي يكون رصد أداء الموانئ من خلالها.

وسجل عام 1444هـ/2022م، أعلى رقمٍ لمناولة الحاويات على متن سفينة واحدة على مستوى موانئ السعودية، بمناولة 20,153 حاوية قياسية خلال 77.46 ساعة عمل على متن السفينة "MSC Renee"، إضافة إلى مناولة أكبر سفينة حاويات في العالم "MSC Irina".

ووفقًا لتقرير "Lloyd's List" لأكبر 100 ميناء في العالم لعام 2024م، تقدم ميناء الملك عبدالله من المرتبة الـ71 إلى الـ70، بتسجيله خلال عام 2023م، 2,929,807 حاويات قياسية، مقارنة بـ2,905,306 حاويات عام 2022م، محققًا زيادة 0.8%.