الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي الدرعي الحنفي (1090-1179هـ/1679-1765م)، هو مؤسس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/1727م، وقائد جيوشها خلال أعوامها الأولى في حملات توحيد الدولة السعودية. اتخذ الدرعية عاصمة للدولة، والشريعة الإسلامية دستورًا للحكم، وهو الجد الخامس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ينتسب أسلافه إلى قبيلة بني حنيفة الوائلية، وهي إحدى القبائل العدنانية التي هاجرت إلى نجد قبل الإسلام بمئتي عام، واستقرت على ضفاف وادي حنيفة، ثم بعد هجرة أخرى إلى شرق الجزيرة العربية عاد أجداد الإمام محمد بن سعود عام 850هـ/1446م إلى وسط الجزيرة العربية وأسسوا الدرعية.
كان الإمام محمد بن سعود أحد أربعة أبناء لسعود بن محمد بن مقرن، وهم ثنيان ومشاري وفرحان ومحمد، وحكم والده إمارة الدرعية عام 1132هـ/1719م. وأبناء الإمام محمد أربعة، وهم فيصل وسعود وعبدالعزيز وعبدالله.
تأسيس الإمام محمد بن سعود للدولة السعودية الأولى
قاد الإمام محمد بن سعود عددًا من الحملات الحربية لتوحيد وسط الجزيرة العربية، ونجح في صد سلسلة من الائتلافات القبلية والإقليمية التي استهدفت الدولة السعودية الجديدة، وبنى أول دولة عربية موحدة على أرض شبه الجزيرة العربية بعد انقطاع دام قرونًا منذ انتهاء الخلافة الراشدة، حكمت معظم أرجاء الجزيرة العربية، وعُرِفت باسم الدولة السعودية الأولى.
تولى إمارة الدرعية عام 1139هـ/1727م، وفي ذلك العام أسس الدولة السعودية الأولى، وعمل على توحيد أجزائها، ووصلت حدود الدولة السعودية الأولى في عهده حاير سبيع جنوبًا، عدا الرياض، وشمالًا بلدان سدير، وغربًا ضرما والقويعية وبلدان الوشم، عدا ثرمداء وأشيقر.
تمكن الإمام محمد بن سعود عند توليه إمارة الدرعية من توفير الاستقرار وتنظيم الأمن داخل أراضيه وطرق الحج والتجارة المارة بالدرعية. كما تمكن من تنظيم النواحي الاقتصادية فيها، وتوثيق العلاقة مع عدد من القبائل والحواضر في المنطقة، مما أدى إلى انتقال الدرعية من كونها إمارة إلى دولة يمتد نفوذها إلى أنحاء شبه الجزيرة العربية.
ونتيجة لازدهار الدرعية واستقرارها في المنطقة وتوافر الدولة فيها، القادرة على التأييد قرر الشيخ محمد بن عبد الوهاب الانتقال إليها في عام 1157هـ/1744م، بعد تخلي أمير العيينة عن دعم دعوته الإصلاحية. وعند وصول الشيخ محمد إلى الدرعية رحب به الإمام محمد بن سعود وأيد دعوته الإصلاحية وتبناها، وازدهر العلم الشرعي الصحيح وعلوم التوحيد والعقيدة ونبذ الممارسات غير الشرعية في الدرعية وفي أنحاء شبه الجزيرة العربية.
سياسة الإمام محمد بن سعود
جعل منه إرثه السياسي والدبلوماسي أحد مؤسسي الدول البارزين في تاريخ الجزيرة العربية ومحيطها، إذ أسس لدولة عريقة استمرت رغم انتهائها في مرحلتين من تاريخها وعودتها، حيث جاءت الدولة السعودية الثانية، ثم المملكة العربية السعودية.
عمل الإمام محمد بن سعود على تأسيس الدولة السعودية وقاد مسيرة امتدت أربعة عقود، ووضع أسس الاقتصاد والسياسة والمجتمع، وقاد 12 معركة لضم الرياض، وفقد ابنيه فيصل وسعود في إحدى المعارك التي شُنت على الدرعية عام 1160هـ/1746م، وانتصر في المعارك التي واجهت الحملات التي جاءت من الأحساء ونجران ضد الدولة السعودية عام 1178هـ/1764م.
بنت الدولة السعودية الأولى في عهده نظامها العسكري والاقتصادي، وتوافق النظام المالي للدولة السعودية الأولى إبّان عهده مع السياسات المتبعة في الفترة المبكرة من تاريخ الإسلام، إذ اعتمد في مصادر دخل دولته على مصادر عدة، منها الزكاة والغنائم.
اعتمد الإمام محمد بن سعود في إدارة البلاد على العدل والتسامح وتشجيع العلم والمعرفة، ووضع حدا للتجاوزات الشرعية والاعتداءات والغارات وقطع الطرق، وأرسى دعائم الأمن داخل البلاد وعلى طرق الحج والتجارة. كما نقل مركز الحكم في الدرعية من حي غصيبة الذي كان مقراً للحكم منذ تأسيس الدرعية إلى حي الطرفية في سمحان، وهذا يدل على بعد نظره وحكمته ورؤيته المستقبلية.
وفاة الإمام محمد بن سعود
توفي الإمام محمد بن سعود في عام 1179هـ/1765م، بعد أن استمر حكمه 40 عامًا، وتولى الحكم خلفًا له نجله الإمام عبدالعزيز الذي كان وليًّا للعهد.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة