مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح، هو مشروع طاقة متجددة في منطقة الجوف، شمال غربي المملكة العربية السعودية، وأحد مشاريع البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة، ضمن إطار جهود تطوير أنظمة وتقنيات الطاقة المتجددة، بوصفها جزءًا من الحلول المطروحة للتخفيف من الاعتماد الكبير على النفط، وحلًا لمشكلة ارتفاع مستويات الاستهلاك المحلي للطاقة، التي يُتوقع أن تبلغ ثلاثة أضعافها بحلول عام 2030م.
بدأ طرح مشروع دومة الجندل في عام 2017م مع إعلان مكتب تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، في وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية (وزارة الطاقة حاليًّا)، إطلاق مرحلة تقديم العطاءات للمشروع لإنتاج 400 ميجاوات من الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح، وهو مشروع من فئة إنتاج الطاقة المستقل، مدعوم بتوقيع اتفاقيات لشراء الطاقة لمدة 20 عامًا، ويُعد الأول من نوعه في المملكة.
تواصلت العمليات الإجرائية لإطلاق المشروع بفتح وزارة الطاقة في عام 2018م، مظاريف مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح، وتقدمت أربع شركات للمنافسة على المناقصة، وتبع ذلك تنفيذ خطط تنفيذ المشروع الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في عام 2018م، لتغذية أكثر من 70 ألف وحدة سكنية بالطاقة الكهربائية، ما مثَّل خطوة أولى للمملكة على طريق تنويع مزيج الطاقة المحلي لديها، كجزء من خطةٍ اقتصادية مستدامة طويلة المدى، وكعُنصر رئيس ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
استثمارات الطاقة المتجددة
يجري العمل في تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة.
وتمثل مشروعات الطاقة المتجددة أهمية كبيرة للمملكة، حيث تُمثل خطوات عملية باتجاه تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، فيما يخص منظومة الطاقة ككل، خاصة قطاع الكهرباء، ضمن سعيها إلى خفض استهلاك الوقود السائل في إنتاج الكهرباء، والوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل، وأن تُصبح حصة الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في هذاالمزيج نحو 50% لكلٍ منهما بحلول عام 2030م.
يواكب مشروع طاقة الرياح في دومة الجندل خطط الدولة لتوفير الطاقة، والاستفادة من مصادر المملكة الطبيعية في إنتاجها، وقد تسارعت خطى تنفيذه لتعلن وزارة الطاقة في عام 2019م عن تحالف تقوده الشركة "الفرنسية للكهرباء - إي دي إف رينوبلز" وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الإماراتية إضافةً بتكلفة 500 مليون دولار، حيث يُعد تشكيل ذلك التحالف أحد أهم إنجازات مشروعات الطاقة المتجددة التي تسعى المملكة لتنفيذها.
تضمنت خطة مشروع دومة الجندل أن يوفر نحو 950 فرصة عمل خلال مراحل البناء والتشغيل والصيانة، وأن يكون متوسط الإنتاج السنوي للمحطة نحو 1.4 تيرا وات، وذلك بتكلفة بسيطة، تقدر بنحو 2.3 سنت لكل كيلو وات في الساعة، في منطقة تتمتع بقوة رياح تساعد على نجاح المشروع.
وتتوزع المشاريع الجديدة للطاقة المتجددة في عدد من مناطق المملكة، تشمل: المدينة المنورة، وسدير، والقريات، والشعيبة، وجدة، ورابغ، ورفحاء، ويبلغ إجمالي طاقتها 3,670 ميجاوات، إضافةً إلى مشروعي سكاكا ودومة الجندل، كما أنها ستوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 70 ألف وحدة سكنية، وستخفض أكثر من 7 ملايين طن من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
منافع محطة دومة الجندل
تتعدد منافع محطة دومة الجندل التي تبعد عن شمال العاصمة الرياض نحو 900 كلم، إذ يتوقع على الصعيد البيئي أن تسهم المحطة في تفادي انبعاث نحو مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وتعمل في مشروع المحطة عدة شركات ذات خبرة في مجال البنية التحتية للطاقة المتجددة، وتمتلك تقنيات إنتاجها التي تؤسس لمنظومة طاقة متجددة رائدة في المملكة، حيث تعمل شركة "فيستاس" على توفير توربينات الرياح، كما أنها ستتولى مسؤولية عقد الهندسة والتوريد والإنشاء، بينما ستكون شركة "تي أس كيه" مسؤولة عن إنشاء بقية عناصر المشروع.
جائزة عالمية لمشروع دومة الجندل لتوليد الكهرباء
حصل مشروع دومة الجندل لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في عام 1441هـ/2020م، على جائزة "صفقة العام لقطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لعام 2019م"، بعد أن حقق رقمًا قياسيًّا جديدًا، تمثَّل في تسجيل أقل تكلفة مستوية لإنتاج الكهرباء بلغت 0.0199 دولار لكل كيلووات/ساعة، ما يعني تجاوزه للمعايير المرجعية العالمية في تكلفة الإنتاج.
تُعد هذه الجائزة إحدى جوائز تمويل المشاريع الدولية "PFI Awards" السنوية، وقدمت في حفل أقيم بالعاصمة البريطانية لندن وحضره قادة تمويل المشاريع من حول العالم، ويعدُّ تطوير مشروع دومة الجندل أول مشروع تجري ترسيته بالمملكة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، كما يعدُّ أكبر مشروع من نوعه في المنطقة.
سبق أن حصل توأم هذا المشروع، وهو مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية، على الجائزة نفسها، في العام الذي سبق ذلك العام، الذي يُعد الثاني على التوالي من ناحية حصول مشروع وطني للطاقة المتجددة على تقدير دولي مستقل فيما يتعلق بتحديد المعيار المرجعي لمشاريع توليد الطاقة المتجددة في المنطقة.
التشغيل التجريبي لمشروع دومة الجندل
تنفيذًا لمطلوبات توفير الطاقة المتجددة وتعزيز حضورها في مشهد الطاقة بالمملكة، بدأ في عام 2021م التشغيل التجريبي لأول توربينة في مشروع دومة الجندل بمنطقة الجوف لاستغلال طاقة الرياح في إنتاج الكهرباء، وهو المشروع الذي يأتي في إطار العمل على إنتاج 50% من الكهرباء في المملكة من مصادر متجددة بحلول 2030م.
تتوسع المملكة في مشاريع الطاقة المتجددة بكل مصادرها المتوفرة، وفي هذا الإطار تشمل مشاريع الطاقة الكهروضوئية: مشروع سدير، الذي تبلغ سعته 1,500 ميجاوات، وهو أحد المشروعات المطورة من قبل صندوق الاستثمارات العامة، وشريكه الاستراتيجي أكوا باور الذي يقود تحالف المشروع، ومشروعي القريات والشعيبة، اللذين ينفذهما تحالف شركات: أكوا باور، والخليج للاستثمار، والبابطين للمقاولات للطاقة الكهروضوئية.
تشمل قائمة المشاريع كذلك: مشروع القريات بسعة 200 ميجاوات، ومشروع الشعيبة بسعة 600 ميجاوات، ومشروع جدة الذي ينفِّذه تحالف شركات: مصدر، وإي دي أف، ونسما وتبلغ سعته 300 ميجاوات، ومشروع رابغ الذي يُنفّذه تحالف شركات: موروبيني، والجميح، وتبلغ سعته 300 ميجاوات، ومشروعي رفحاء والمدينة المنورة، اللذين يُنفذهما تحالف شركات: البلاغة، والفنار، وتكنولوجيا الصحراء، وتبلغ سعة مشروع رفحاء 20 ميجاوات، وسعة مشروع المدينة المنورة 50 ميجاوات.
وتحقق هذه المشاريع مجتمعة إضافة إلى مشروعي سكاكا للطاقة الشمسية، ودومة الجندل لطاقة الرياح، كمية مقدرة من الطاقة تبلغ 3,670 ميجاوات، وتتميَّز بأنها تُنفذ عبر الإنتاج المستقل، وسيكون شراء الطاقة، التي سوف تنتجها في إطار اتفاقيات لشراء الطاقة لمدة تتراوح بين 20 و25 عامًا مع الشركة السعودية لشراء الطاقة.
ومن خلال تلك المشاريع الوطنية، يهدف البرنامج الوطني للطاقة المتجددة إلى زيادة إسهام الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المستخدم في توليد الكهرباء بالمملكة، ويشكِّل كل من مشروع سكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح المرحلة الأولى من مشاريع البرنامج.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة