شركة أرامكو السعودية أو شركة الزيت العربية السعودية، هي شركة نفط وغاز طبيعي سعودية، وإحدى شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة الكبيرة في العالم.
تعد أرامكو السعودية من الشركات الكبيرة من حيث القيمة السوقية، إذ تعادل إيراداتها السنوية إيرادات دول عدة، وهي أحد أعمدة الاقتصاد السعودي، وتغطي أنشطتها كامل سلسلة الإنتاج النفطي، من استخراج المواد الهيدروكربونية حتى توليد الطاقة، بما في ذلك أنشطة التكرير والتوزيع التجاري.
في عام 2023 احتفلت الشركة بمرور 90 عامًا من الاستكشاف والابتكار كإحدى الشركات الرائدة للموارد الهيدروكربونية في المملكة العربية السعودية.
ومن خلال الشركات المنتسبة لها، تستمر الشركة في توريد المنتجات المكررة إلى أكثر من 17 ألف محطة خدمة في جميع أنحاء العالم، كما أن لديها عديدًا من المشاريع والاستثمارات داخل السعودية وخارجها بالاشتراك مع شركات عالمية.
الطرح العام الأولي لأرامكو السعودية
شهدت الشركة تحولًا محوريًّا بعد إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الاستعداد للطرح العام الأولي لأرامكو السعودية، وفي 14 ربيع الآخر 1441هـ/11 ديسمبر 2019م، طرحت الشركة أسهمها للاكتتاب العام في السوق المالية السعودية "تداول السعودية".
الطرح العام الثانوي لأرامكو السعودية
أطلقت أرامكو السعودية الطرح العام الثانوي لأسهم عادية في 25 ذو القعدة 1445هـ/2 يونيو 2024م. وبلغ الطرح 1.545 مليار سهم تمثل نحو 0.64% من أسهم الشركة المصدّرة، وفق نطاق سعري لأسهم الطرح بين 26.7 ريالًا و29 ريالًا للسهم الواحد.
في 1 ذو الحجة 1445هـ/7 يونيو 2024م، أعلن سعر الطرح النهائي للمؤسسات المكتتبة والمكتتبين الأفراد بمبلغ 27.25 ريالًا للسهم الواحد بناء على نتائج عملية بناء سجل الأوامر.
وبلغ عدد المكتتبين الأفراد 1,331,915 مكتتبًا، وخصص لهم نسبة 10% من أسهم الطرح، فيما خصصت نسبة الـ90% المتبقية من أسهم الطرح للمؤسسات المكتتبة.
ووفقًا للتخصيص النهائي للطرح، بلغت حصة المستثمرين من المؤسسات الدولية نحو 0.73% من الأسهم المُصدرة، والمستثمرين من المؤسسات المحلية نحو 0.89% من الأسهم المُصدرة، والأفراد نحو 0.76% من الأسهم المُصدرة.
وتشكّل نسبة ملكية باقي المساهمين في الشركة، بما في ذلك حكومة المملكة نحو 97.62% من الأسهم المُصدرة. وتشمل ملكية باقي أسهم الشركة، الأسهم المملوكة من الحكومة، والأسهم التي اشترتها الشركات المملوكة من الحكومة أو التابعة أو المرتبطة بالحكومة، أو الأسهم التي تم تحويلها لها، والأسهم المملوكة من قبل التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة وغيرهم من الأشخاص الذين عادة ما يعتبرون من الأشخاص المطلعين، و163,758,663 سهمًا مملوكة كأسهم خزينة.
في 5 ذو الحجة 1445هـ/11 يونيو 2024م، أعلنت أرامكو السعودية إتمام عملية الطرح العام الثانوي لأسهم عادية في الشركة، حيث تم من خلال الطرح بيع كامل أسهم الطرح ( 1.545 مليار سهم تمثل نحو 0.64% من الأسهم المصدرة للشركة). ومثل هذا الطرح أكبر طرح ثانوي في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا منذ عام 2000م، وأكبر عملية طرح لأسهم في منطقة الشرق الأوسط بعد الطرح العام الأولي الذي أجرته الشركة في عام 2019م.
مراحل نشأة وتكوين أرامكو السعودية
شهدت أرامكو العديد من مراحل التطور والنمو، فكانت البداية في عام 1352هـ/1933م حين وقعت المملكة اتفاقية امتياز مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا الأمريكية في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ثم تسارعت أعمال الشركة باكتشاف مزيدٍ من الحقول البرية والبحرية، ما أدّى إلى توسيع نطاق أعمالها في قطاع التوزيع أيضًا، فتعاقبت التطورات على الشركة حتى رسخت قدمها بين شركات النفط العالمية، وفيما يلي بعض المحطات التاريخية البارزة في عمر الشركة:
شهدت الأعوام العشرة الأولى من عمر شركة أرامكو السعودية (من عام 1352هـ/1933م حتى عام 1362هـ/1943م)، بداية اكتشاف النفط لأول مرة في المملكة، في عهد الملك عبدالعزيز، وذلك في عام 1357هـ/1938م، حيث وقعت المملكة اتفاقية امتياز مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال" الأمريكية، ثم في عام 1355هـ/1935م بدأت أعمال حفر الآبار، وتكللت بإنتاج كميات تجارية من النفط في بئر الدمام رقم 7 "بئر الخير" في عام 1938م.
في 12 ربيع الأول 1358هـ/1 مايو عام 1939م رست الناقلة (د. جي. سكوفيلد) في ميناء رأس تنورة، وحينها أدار الملك عبدالعزيز الصمام لتحميل أول شحنة تصديرية من النفط الخام من المملكة.ثم تضاعفت كميات الإنتاج عقب اكتشاف حقل "بقيق" عام 1359هـ/1940م، وبسبب تداعيات الحرب العالمية الثانية توقفت أعمال الحفر، وبحلول عام 1362هـ/1943م، حُفرت في الحقل ثلاث آبار نفطية، قُدر إنتاج أولها بأكثر من 9 آلاف برميل نفط يوميًّا، وتطورت أعمال الشركة حتى بلغ إنتاج الشركة من الزيت 500 ألف برميل يوميًّا في عام 1368هـ/1949م.
إنجاز أطول خط نفط في العالم
في العشرة أعوام التالية من عمر شركة أرامكو (من عام 1369هـ/1950م حتى الستينات الميلادية)، تسارعت أعمالها باكتشاف مزيدٍ من الحقول البرية والبحرية، وتوسع نطاق أعمالها في قطاع التوزيع أيضًا، وأنجزت الشركة في عام 1369هـ/1950م خط الأنابيب عبر البلاد العربية "التابلاين" بطول 1,648 كم، وقد ربط المنطقة الشرقية في المملكة بالبحر الأبيض المتوسط، مما أسهم في اختزال زمن وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا بشكلٍ كبيرٍ، كما اكتشفت الشركة في عام 1371هـ/1951م حقل السفانية الذي يُعد أكبر حقل نفط بحري في العالم، وتمكنت الشركة في الستينات الميلادية من إنتاج 5 مليارات برميل من النفط الخام، و تجاوز إنتاجها من الزيت في عام 1377هـ/1958م مليون برميل يوميا.
امتلاك الحكومة السعودية لشركة أرامكو بالكامل
تدرجت الحكومة السعودية في استحواذها على شركة أرامكو منذ عام 1393هـ/1973م حتى عام 1400هـ/1980م، فبعد ارتفاع مستويات إنتاج الشركة بصورة تاريخية، بدأت الحكومة السعودية الاستحواذ على حصص فيها، إذ اشترت في عام 1393هـ/1973م حصة قدرها 25% في أرامكو، وزادت هذه الحصة لتصل إلى 60% في العام التالي. كما سجلت في عام 1391هـ/1971م رقمًا قياسيًا في الشحنات من رأس تنورة، إذ تجاوزت شحنات النفط الخام والمنتجات النفطية من رأس تنورة مليار برميل في العام للمرة الأولى. وفي عام 1397هـ/1977م بدأت أعمال الشركة في معمل الغاز في البري.
تواصلت جهود المملكة في الاستحواذ التدريجي على كامل الشركة، حتى امتلكتها عام 1400هـ/1980م بأكملها، لتنشئ بعد ثمانية أعوام شركة الزيت العربية السعودية "أرامكو السعودية" رسميًّا بموجب مرسوم ملكي من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، لتكون شركة جديدة تتولى جميع مسؤوليات شركة أرامكو، وكان أول رئيس سعودي للشركة هو المهندس علي بن إبراهيم النعيمي عام 1404هـ/1984م، ثم أصبح رئيس لأرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين في عام 1408هـ/1988م.
وفي عام 1409هـ/1989م بدأت أرامكو السعودية تحولها من شركة منتجة للنفط ومصدرة له إلى شركة نفط متكاملة بالتزامن مع تأسيس شركة أرامكو لشركة ستار إنتربرايزز في عام 1409هـ/1989م، بالشراكة مع شركة تكساكو في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استحوذت عليها أرامكو السعودية لاحقًا لتصبح المالك الوحيد لأكبر مصفاة لتكرير النفط الخام في موقع واحد في أمريكا الشمالية في بورت آرثر، بولاية تكساس.
مرحلة التوسع والانتشار على مستوى العالم
عملت أرامكو السعودية في فترة التسعينات الميلادية على التوسع وتحقيق الانتشار عالميًّا بالتدرج في توطيد علاقاتها وشراكاتها في أنحاء العالم، إذ استحوذت في عام 1411هـ/1991م على حصة قدرها 35% في مصفاة سانج يونج أويل ريفايننج الكورية، كما استحوذت في عام 1414هـ/1994م على حصة قدرها 40% في بترون كوربريشن التي تُعد شركة كبيرة لتكرير النفط وتسويقه في الفلبين.
ونفذت الشركة في عام 1417هـ/1996م مشروع أوروبي مشترك عن طريق الاستحواذ على حصة قدرها 50% في شركة التكرير اليونانية الخاصة موتور أويل (هيلاس) كورينث ريفاينريز إس. إيه، وشركة التسويق التابعة لها أفينويل إنداستريال كوميرشل آند ماريتايم أويل كومباني إس. إيه.
وتمكنت الشركة بحلول عام 1419هـ/1998م، من التغلب على عقبات عديدة وإنجاز مشروع حقل الشيبة بأكمله واستغرق ذلك 50 مليون ساعة عمل، ونقل نحو 13 مليون م3 من الرمال، وأصبح بإمكان احتياطيات حقل الشيبة وحدها تزويد احتياجات العالم بأسره من النفط لأكثر من 160 يومًا، وتزويد أوروبا لأكثر من عامين.
مرحلة تطويع التقنية الحديثة
منذ دخول الألفية طوعت أرامكو السعودية استخدام التقنيات المتطورة لتسريع أعمالها ومساعدتها على اكتشاف النفط الخام. ففي عام 1421هـ/2000م أنشأت الشركة مركز البحوث والتطوير في الظهران، والذي يُعد بمثابة قاعدة لشبكة من مراكز الأبحاث المنتشرة في أنحاء العام والتي تعمل على تحقيق إنجازات تسهم في زيادة معدلات الاكتشاف والاستخلاص وخفض التكلفة وتعزيز السلامة والحفاظ على البيئة.
وأعلنت الشركة في عام 1431هـ/2010م عن تقنيتها الخاصة بمحاكاة المكامن باستخدام خلايا معلومات تبلغ مليار (أو غيغا) خلية، المعروف اختصارًا باسم "غيغاباورز" وبعد ذلك بستة أعوام، طورت الشركة تقنية "تيراباورز" التي تُعد أول نظام محاكاة للمكامن باستخدام تريليون خلية في هذا المجال.
أرامكو السعودية في العصر الحديث
مع دخول الألفية الثانية عملت أرامكو السعودية على تحقيق رؤيتها المتمثلة في تحولها إلى شركة طاقة وكيميائيات متكاملة كبيرة في العالم، ففي ذي القعدة 1431هـ/أكتوبر 2011م أطلقت مشروع صدارة بالشراكة مع شركة داو كيميكال كومباني الأمريكية، ويُعد المشروع مجمع كيميائيات متكامل، وموقع متكامل للإيزوسيانات.
واستثمرت أرامكو السعودية في حلول تقنية تُسهم في رفع كفاءة إنتاج النفط واستهلاكه والحد من أثرهما البيئي، ففي عام 1436هـ/2015م تعهدت الشركة بخفض كثافة الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وفي ربيع الأول 1443هـ/أكتوبر 2021م أعلنت أرامكو السعودية عن الطموح لتحقيق الحياد الصفري لانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري الواقعة ضمن النطاقين 1 و2 في كافة المرافق والمنشآت التي تشغلها الشركة وتملكها بالكامل بحلول عام 2050.
وفي عام 1441هـ/2019م تحولت أرامكو السعودية إلى شركة مساهمة عامة حيث طرحت أسهمها للاكتتاب العام لأول مرة في السوق المالية السعودية "تداول السعودية"، بعدد أسهم يقدر بنحو 3.45 مليارات سهم تعادل 1.73% من رأسمال الشركة.
واستحوذت أرامكو السعودية في عام 1441هـ/2020م على حصة حقوق ملكية نسبتها 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مقابل 259.1 مليار ريال (69.1 مليار دولار). وتم في 12 رجب 1443هـ/13 فبراير 2022م تحويل 8 مليارات سهم عادي أو ما نسبته 4% من أسهم أرامكو السعودية إلى صندوق الاستثمارات العامة.
مسمى ومقر شركة أرامكو السعودية
تسمية أرامكو السعودية
حصلت شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال) الأمريكية على امتياز التنقيب عن البترول في المملكة العربية السعودية في عام 1352هـ/1933م، وقبل سنتين من عثورها على النفط بكميات تجارية اشتركت بالمناصفة مع شركة تكساس أويل في امتياز التنقيب، عام 1357هـ/1938م أعلنت الشركة اكتشاف النفط بكميات تمكّن من استثماره، عام 1364هـ/1944م بدلت الشركة اسمها وأصبحت تعرف باسم (شركة الزيت العربية الأمريكية) ومنه اشتقت اسمها المختصر أرامكو، وظلت بهذا الاسم حتى صدر أمر ملكي عام 1409هـ/1988م بتغيير اسم الشركة إلى شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية).
مقر الشركة
يقع المقر الرئيس لأرامكو السعودية في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية في المملكة، وتزاول أعمالها داخل المملكة وخارجها، ويعمل لديها أكثر من 70 ألف موظف وموظفة، وتخضع الشركة لنظام حوكمة فاعل وهيكل قوي يضمن الشفافية والرقابة الفعالة والمحاسبة على جميع مستويات الأعمال.
- خط زمني لمراحل تسمية أرامكو السعودية:
1352هـ/1933م
شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال)
1364هـ/1944م
شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو)
1409هـ/1988م
شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية).
دور الملك عبدالعزيز في تأسيس شركة أرامكو السعودية
اهتم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بمشروع التنقيب عن النفط في أراضي المملكة، وكان شديد المتابعة لتطور أعمال شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا "سوكال" الأمريكية في المنطقة الشرقية التي وقعت معها حكومة المملكة اتفاقية التنقيب عن النفط، فقد كان الملك على صلة مستمرة بالمسؤولين في الشركة للاطلاع على إنجازاتها والتحقق من سير العمل، وفي 12 ربيع الآخر 1358هـ/31 مايو 1939م وافق الملك عبدالعزيز على توقيع اتفاقية إلحاقية تتضمن توسيع المنطقة الممنوحة للشركة، وإعطائها امتياز التنقيب عن الزيت فيها.
في 20 ربيع الأول 1370هـ/30 ديسمبر 1950م، تم توقيع اتفاقية إلحاقية أخرى مع الشركة بشأن خضوعها للضرائب الحكومية، ولم تقتصر متابعة الملك عبدالعزيز لمشروع التنقيب عن الزيت على النواحي التنظيمية والقانونية، وإنما امتدت لتشمل مقابلة المسؤولين في الشركة بشكل متواصل والقيام بالزيارات الميدانية لمنشآت الشركة.
- الزيارة الملكية الأولى لأرامكو
انطلقت أول زيارة رسمية للملك عبدالعزيز لشركة أرامكو ومنشآتها في 8 ربيع الأول 1358هـ/28 أبريل 1939م، في موكب يضم أكثر من أربعمئة سيارة، وتضمن برنامج الزيارة تفقد منشآت الشركة في الظهران ورأس تنورة، وافتتاح المؤسس لمجرى انتقال الزيت إلى أول باخرة شحنت الزيت السعودي إلى الخارج.
- الزيارة الملكية الثانية لأرامكو
في عام 1366هـ/1947م، وبعد مرور ثماني سنوات على الزيارة الأولى للملك عبدالعزيز قرر زيارة شركة أرامكو للمرة الثانية وتفقد منشآتها والاطلاع على أوضاعها، وتتميز هذه الزيارة عن الأولى بأنها حظيت بتوثيق تفصيلي لأحداثها ونتائجها من خلال التقرير الذي أعدته لجنة المؤرخين المكلفة بمهمة توثيق الزيارة والمعنون: (تقرير عن زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى شركة الزيت العربية الأمريكية، يناير 1947م). وقد امتدت الزيارة لمدة 5 أيام اطلع خلالها على تطور أعمال شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو )، التي حققت حينها نتائج كبيرة في مجال التنقيب عن الزيت وتصديره تجاريًّا.
وتضمن جدول الزيارة للشركة زيارة تفقدية للظهران شملت زيارة الموقع الجديد لصنع الطوب التابع للشركة ثم التوجه إلى منطقة الموازن مرورًا بالبئر رقم 17، ثم الاتجاه إلى المنطقة الصناعية التابعة للشركة، أعقبها في اليوم التالي جولة في رأس تنورة تشمل جولات تفقدية في المصفاة التابعة للشركة ومنشآت الشحن البحري.
اكتتاب أرامكو السعودية
ظلت أرامكو السعودية لسنوات مرتبطة بالحكومة السعودية، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أطلقت أول إشارة في الإعلام لإمكانية الاكتتاب في شركة أرامكو السعودية، وحينها تم تداول الوثائق الرئيسة لإنشاء أرامكو في عهدالملك عبدالعزيز، والتي تشير إلى أن الشركة كانت تتهيأ للطرح في الأسواق في ذلك الوقت.
تمت الموافقة على النظام الأساس للشركة بموجب قرار مجلس الوزراء عام 1439هـ/2017م، وفي 14 ربيع الآخر 1441هـ/11 ديسمبر 2019م طرحت أرامكو السعودية جزءًا من أسهمها للاكتتاب العام، وتم إدراجها في السوق الرئيسة لدى السوق المالية السعودية "تداول السعودية" بعدد أسهم يقدر بنحو 3.45 مليارات سهم تعادل 1.73% من رأسمال الشركة.
نقل حصة من أسهم أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة
في 12 رجب 1443هـ/13 فبراير 2022م أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تحويل 8 مليارات سهم عادي أو ما نسبته 4% من أسهم شركة أرامكو السعودية إلى صندوق الاستثمارات العامة، ويُعد نقل هذه الأسهم جزءًا من استراتيجية المملكة طويلة المدى، والهادفة لدعم إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030.
وفي 26 شعبان 1445هـ/7 مارس 2024م أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إتمام نقل 8% من إجمالي الأسهم المصدرة لشركة أرامكو السعودية، من ملكية الدولة إلى محافظ شركات مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، لتصبح نسبة الأسهم المملوكة للدولة بعد عملية النقل 82.186% من إجمالي أسهم الشركة.
وحتى بعد عملية نقل تلك الأسهم فإن الدولة لا تزال المساهم الأكبر في شركة أرامكو السعودية، إذ تملك أكثر من 82% من إجمالي أسهم الشركة.
إنتاج أرامكو السعودية
تُدير أرامكو السعودية قاعدة الاحتياطيات الهيدروكربونية في المملكة، وتعكف على رفع معدلات الإنتاج وتعظيم القيمة على المدى البعيد، ويبلغ إجمالي احتياطيات المواد الهيدروكربونية 258.8 مليار برميل مكافئ نفطي، وإجمالي إنتاج المواد الهيدروكربونية 13.6 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، فيما تصل الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة لها إلى 12.0 مليون برميل في اليوم، وإجمالي إنتاج النفط الخام 12.0 مليون برميل في اليوم، وقد بدأت الشركة استثمار الغاز الطبيعي منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي، وتُعدُّ رائدةً في مجال استخراج الغاز وتوريده عالميًّا ومحليًّا، إذ توزع منتجات الغاز عبر شبكة أنابيب تمتد لتغطي أنحاء المملكة، وفيما يلي تفصيل لإنتاج أرامكو السعودية:
النفط الخام
تُعد شركة أرامكو السعودية منتج كبير لكميات النفط الخام مع أقل تكلفة في العالم، وتعمل على إنتاج خمسة أنواع رئيسة من النفط الخام، هي: الخام العربي الثقيل والعربي المتوسط والعربي الخفيف والعربي الخفيف جدًّا والعربي الممتاز، وتغطي هذه الأنواع الطلب في معظم الأسواق العالمية، وبحسب التقرير السنوي الصادر عن أرامكو لعام 2022م فقد حافظت أرامكو السعودية على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة عند 12.0 مليون برميل في اليوم من النفط الخام كما في 7 جمادي الآخر 1444هـ/31 ديسمبر 2022م، وبلغ إجمالي احتياطات النفط الخام والمكثفات لدى الشركة 200.8 مليار برميل، ومن حيث الصادرات فقد بلغت صادرات النفط الخام 7.1 ملايين برميل في اليوم.
وفيما يتعلق بإنتاج النفط الخام فإن الحكومة السعودية هي المختصة بتحديد سقف إنتاجها من النفط الخام، وذلك في إطار ممارستها لحقوقها السيادية، وتُلزِم أرامكو السعودية بالمحافظة على مستوى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة بما يتجاوز طاقتها الإنتاجية الحالية، وذلك امتثالًا لنظام المواد الهيدروكربونية، وتنفيذًا لتوجيهات الحكومة بزيادة الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة إلى 13.0 مليون برميل في اليوم، بينما تمضي أرامكو السعودية قدمًا لتنفيذ خططها الرامية للوصول التدريجي إلى الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة من خلال عدة مشاريع لزيادة الإنتاج.
الغاز
تُعد أرامكو السعودية أحد منتجي الغاز الكبار في العالم، ففي عام 1395هـ/1975م بُنيت شبكة الغاز الرئيس وهي شبكة ضخمة من خطوط الأنابيب التي تربط المواقع الرئيسة لإنتاج الغاز ومعالجته التابعة في أنحاء المملكة، فمنذ إنشائها منذ أكثر من أربعة عقود أسهمت في تمكين أحد أسواق الغاز الكبيرة في العالم وعملت على تحويل مزيج الطاقة الوطني إلى وقود نظيف كما وضعت حجر أساس لاقتصاد قائم على التصنيع.
وتُعد أرامكو السعودية المورد الوحيد للغاز في المملكة، ويُعزى النمو في الطلب على الغاز المحلي إلى إنتاج الكهرباء، وتحلية المياه، وإنتاج البتروكيميائيات، كما تتعدى استخدامات الغاز الطبيعي لأكثر من توليد الطاقة، إذ يستخدم كمادة وسيطة رئيسة لإنتاج الأمونيا المستخدمة في إنتاج الأسمدة، وإنتاج الهيدروجين الأزرق، وتشمل منشآت أرامكو السعودية لمعالجة الغاز: معمل البري، ومعمل الفاضلي، ومعمل حرض، ومعمل الحوية، ومعمل الخرسانية، ومعمل مدين، ومعمل شدقم، ومعمل الشيبة، ومعمل العثمانية، ومعمل واسط، وشمال المملكة الذي يعد بداية مشاريع الغاز غير تقليدي في المملكة.
وتتميز حقول ومكامن الغاز لدى أرامكو السعودية بأنها غنية بالسوائل والمكثفات، التي تكمل إنتاج النفط الخام وتوفر اللقيم لقطاعي التكرير والبتروكيميائيات، وبحسب تقرير شركة أرامكو لعام 2022م بلغ إنتاج الشركة من سوائل الغاز الطبيعي 25.2 مليار برميل، بينما يبلغ إنتاجها من الغاز الطبيعي 201.9 تريليون قدم مكعبة قياسية، كما زادت أرامكو السعودية طاقتها اليومية لمعالجة الغاز من 2 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم في عام 2000م إلى 18.3 مليار قدم مكعبة في عام 2022م، كما سجلت الشركة مستوى جديدًا من معدل إنتاج الغاز الطبيعي والإيثان في اليوم بواقع 10.6 مليارات قدم مكعبة قياسية في اليوم، كما حققت الشركة رقمًا قياسيًّا تاريخيًّا لإنتاج الغاز الطبيعي خلال يوم بواقع 11.3 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم. وتمتلك أرامكو احتياطيات ضخمة من الغاز عالي الجودة مع حق حصري في توفير إمدادات الغاز للسوق المحلية الكبيرة والمتنامية، كما يبلغ احتياطي الغاز الطبيعي 246.7 تريليون قدم مكعبة قياسية.
الكيميائيات
شهد عام 1419هـ/1998م بدء العمل في قطاع الكيميائيات لدى أرامكو السعودية، ويمتد نطاق أعمالها الحالية في مجال الكيميائيات على إنتاج المواد الكيميائية الأساسية مثل: المواد العطرية، والأوليفينات، والبولي أوليفينات، وصولًا إلى منتجات متطورة مثل مركبات البوليول والمطاط الصناعي. وتستخدم المنتجات الكيميائية التي تنتجها الشركة في العديد من التطبيقات المستخدمة بشكل يومي، كما تُلبي احتياجات مختلف القطاعات، مثل التغليف وصناعة السيارات والأحذية والأجهزة المنزلية.
تُؤمِن الشبكة العالمية من المصافي ومجموعة الأعمال في مجال البتروكيميائيات منافذ مضمونة لتسويق النفط الخام في الأسواق الاستراتيجية، حيث تزاول أرامكو السعودية أعمالها في قطاع صناعة البتروكيميائيات من خلال الشركات التابعة لها داخل المملكة، وفي الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وماليزيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وهولندا بالتعاون مع الشركات الرائدة الأخرى في القطاع مثل: داو كيميكال (صدارة)، وإكسون موبيل (سامرف)، وسينوبيك (ياسرف)، وسوميتومو (بترورابغ)، وتوتال (ساتورب).
وتحتل أرامكو السعودية مكانة رائدة بوصفها إحدى شركات الطاقة والكيميائيات الكبيرة، فبعد أن تم الاستحواذ على 70% من "سابك" والتي تُعد شركة عالمية في مجال تصنيع الكيميائيات المتنوّعة، وعقب إتمام صفقة سابك أصبح قطاع الكيميائيات في أرامكو السعودية يزاول أعماله في أكثر من 50 دولة. كما بلغ صافي الطاقة الإنتاجية للمواد الكيميائية في أرامكو السعودية 56.3 مليون طن سنويًا في عام 2022م بعدما كان 54.2 مليون طن سنويًا في عام 2021م.
زيوت الأساس والتشحيم
تمثل أرامكو السعودية إحدى شركات تسويق زيوت الأساس المهمة على مستوى العالم، ففي عام 2022م بلغت مبيعات أرامكو السعودية 4.6 ملايين طن من زيوت الأساس، بينما بلغت في عام 2021م 4.5 ملايين طن، حيث تضم أرامكو السعودية ثلاث شركات رئيسة لإنتاح وتسويق زيوت الأساس، وهي لوبريف وموتيفا وإس-أويل.
بيع الوقود بالتجزئة
تضخ أرامكو السعودية الوقود عالي الجودة في السوق المحلي بالمملكة العربية السعودية لخدمة القطاع الصناعي والمركبات والمنازل والأعمال التجارية، بينما تسير الشركة وفق استراتيجية لبيع الوقود بالتجزئة تركز على تعزيز وجودها بالمملكة، لخدمة هدفها بعيد المدى لتصبح إحدى الشركات الكبيرة لبيع الوقود بالتجزئة على مستوى العالم.
وفي 1441هـ/2019م عملت الشركة على تنمية قطاع محطات الخدمة التابع لها، عبر دخولها في مشروع مشترك بالمناصفة مع شركة توتال يقوم على تشغيل محطات الخدمة داخل المملكة. كما أبرمت الشركتان اتفاقية للاستحواذ على 270 محطة خدمة تحمل العلامة التجارية (سهل).
معامل أرامكو السعودية
تمتلك أرامكو السعودية عديدًا من المعامل الرئيسة لإنتاج الغاز، تضم: معمل الفاضلي، افتتح عام1441هـ/2020م وهو معمل لمعالجة الغاز غير المصاحب من الحقول البرية والبحرية. ومعمل الغاز في البري الذي افتتح عام 1397هـ/1977م ليكون منشأة خاصة بمشروع شبكة الغاز الرئيسة الضخم، ويليه معمل الغاز في شدقم الذي اُفتتح عام 1400هـ/1980م، واستخدمت فيه مجموعة معدات كبيرة لمعالجة الغاز.
وتضم معامل الغاز في الشركة أيضًا، معمل الغاز في العثمانية، أحد منشآت معالجة الغاز الكبيرة في العالم، بدأ الإنتاج فيه عام 1401هـ/1981م. ومعمل الغاز في الحوية الذي افتتح عام1422هـ/2001م، وهو معمل بُني لمعالجة الغاز غير المصاحب. ويأتي بعده معمل الغاز في حرض الذي أُنشئ في إطار توسعة شبكة الغاز الرئيسة عام 1424هـ/2003م.
وهناك معمل الغاز ومعمل تجزئة سوائل الغاز الطبيعي في واسط اللذان جرى تشغيلهما في عام 1436هـ/2015م، وهما من معامل الغاز التي بُنيت في التاريخ. ومعمل الغاز في الخرسانيّة الذي افتتح عام 1430هـ/2009م، ولديه القدرة على معالجة نحو مليار قدم3 في اليوم، إضافة إلى "مدين" الذي يقع في منطقة تبوك.
محطات نفط أرامكو السعودية
يتبع لأرامكو السعودية عدد من محطات النفط الرئيسة، تضم بقيق، التي تمثل مرفق كبير لمعالجة النفط ومعمل لتركيز النفط الخام، كما تُعد ثالث منشأة تابعة لأرامكو السعودية تدخل ضمن قائمة "المنارات الصناعية" العالمية المعترف بها من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي. وتوفر بقيق نحو 5% من إمدادات النفط العالمية. وتنتج النفط الخام العربي الخفيف، والنفط الخام العربي الخفيف جدًّا بطاقة إنتاجية تزيد على 7 ملايين برميل في اليوم، وتنفذ فيها ثلاثة أعمال معالجة رئيسة، هي: معالجة النفط، وسوائل الغاز الطبيعي، والمنافع.
وشكل حقل الغوار في عام 1439هـ/2018م أكبر حقل نفطي في العالم من حيث احتياطاته التقليدية المؤكدة التي بلغت 58.32 مليار برميل مكافئ نفطي، ويزيد حجم إنتاجه على نصف إجمالي إنتاج النفط الخام التراكمي في المملكة. ويتألف الغوار من ست مناطق رئيسة: فرزان، وعين دار، وشدقم، والعثمانية، والحوية، وحرض. واكتشف حقل الشيبة عام1388هـ/1968م ويقع في صحراء الربع الخالي، وفي عام 1437هـ/2016م عملت الشركة على مشروع زيادة إنتاج حقل الشيبة بمقدار 250 ألف برميل في اليوم، ليرتفع بذلك إجمالي الطاقة الإنتاجية في الحقل إلى مليون برميل في اليوم من الزيت العربي الخفيف جدًا.
وتضم محطات النفط في أرامكو السعودية أيضًا مجمع خريص والذي يبلغ طوله نحو 106 كم، ويتألف من حقلي أبو جيفان ومزاليج. وحقل الخرسانية الذي بدأ إنتاجه في 1429هـ/2008م حيث ضم برنامج تطوير حقل الخرسانية مرافق لمعالجة وتركيز 500 ألف برميل من مزيج النفط الخام العربي الخفيف.
ويُعد حقل منيفة الذي اكتشف عام 1376هـ/1957م، أحد المشاريع العملاقة التي عملت عليها الشركة، حيث رشح للفوز بجائزة المسؤولية البيئية المقدمة من منظمة اليونيسكو، بينما بلغ إنتاج الحقل من النفط الخام العربي الثقيل 900 ألف برميل يوميًّا، و90 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز المر، و65 ألف برميل يوميًا من مكثفات المواد الهيدروكربونية.
وتشمل حقول الشركة كذلك حقل النُعيم، الذي بدأ إنتاجه في شعبان 1430هـ/أغسطس 2009م، ويقع إلى الجنوب من منطقة الرياض، ويُعد بداية مرافق الإنتاج في المنطقة الوسطى من المملكة. أما حقل القطيف فهو مرفق ينتج النفط الخام العربي الخفيف بمزج الخام العربي الخفيف جدًا مع الخفيف والمتوسط.
ومن حقول النفط التي تديرها الشركة كذلك حقل السفانية البحري ويحوي احتياطيات مؤكدة كبيرة، ويمتد طولًا لنحو 50 كم، و15 كم عرضًا ضمن منطقة الامتياز. وفي الخليج العربي وعلى مسافة 240 كم شمال مدينة الظهران يقع حقل الظلوف الذي يحتوي على تكوينين رئيسيين هما الظلوف والربيان.
حضور أرامكو السعودية في أسواق الطاقة العالمية
أحدثت أرامكو السعودية فرقًا إيجابيًّا في سوق الطاقة على الصعيد العالمي، حيث سجلت حضورًا قويًّا في أسواق الطاقة الثلاثة الرئيسة: آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. ففي آسيا تعتبر المورد الرئيس للنفط الخام إلى ستة أسواق رئيسة، هي: الصين بما في ذلك مقاطعة تايوان، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية والفلبين.
وتوفر الشركات التابعة لأرامكو السعودية في أوروبا الدعم لشبكة من المكاتب التي تقدم مجموعة من الخدمات تشمل الدعم المالي، والفني، وإدارة سلسلة التوريد، ومجموعة متنوعة من خدمات المساندة الإدارية.
وفيما يتعلق بأسواق الطاقة في أمريكا الشمالية توفر الشركة من خلال المكاتب التابعة لها هناك عديدًا من الخدمات، تشمل: السلع والخدمات، وتقدم التحليلات الاقتصادية والسياسية، وأعمال الترتيب للتخزين والنقل والتسليم للنفط الخام الذي تبيعه أرامكو السعودية أو الشركة السعودية للتكرير للمصافي في الولايات المتحدة الأمريكية.
الشركات العالمية التابعة لأرامكو السعودية
تتبع لأرامكو السعودية شبكة عالمية متكاملة تنتج منتجات مُكررة ومواد كيميائية وزيوت أساس، إذ توفر الشراكات مع قادة الصناعة العالميين على المستويين المحلي والدولي فرصًا لتطوير أو اكتساب تقنيات جديدة لدى الأيدي العاملة في الشركة.
وتتبع شركة هيونداي أويل بنك بملكية كاملة لشركة أرامكو السعودية، وتُعد ضمن شركات هيونداي للصناعات الثقيلة القابضة، تأسست هيونداي أويل بنك عام 1383هـ/1964م، وتمثل شركة خاصة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية، تعمل على تكرير النفط وزيوت الأساس والبتروكيماويات، كما تعمل على شبكة من محطات الوقود. وتدعم الاستثمارات في هيونداي أويل بنك استراتيجية النمو لقطاع التكرير والمعالجة والتسويق لأرامكو السعودية من خلال توسيع وجودها العالمي في الأسواق الرئيسة في أنشطة التكرير والكيماويات والتسويق المتكاملة المربحة والتي تمكّن أرامكو السعودية من بيع النفط الخام والاستفادة من قدراتها التجارية.
وتُعد شركة موتيفا إحدى الشركات التابعة والمملوكة بالكامل لأرامكو السعودية، إذ تمتلك الشركة موتيفا كيميكالز وتدير مصنعًا كيميائيا يقع في بورت آرثر بمدينة تكساس. فيما تمتلك مناصفة شركة أرامكو السعودية مع شركة موبيل ينبع ريفايننج كمبني التي تعود ملكيتها بالكامل لشركة أكسون موبيل لمصفاة أرامكو السعودية موبيل المحدودة (سامرف)، والتي تعمل على تكرير ما يقارب 400 ألف برميل يوميًا من خام الزيت العربي الخفيف.
وتأتي شركة إيديمتسي كوسان ليمتد من ضمن الشبكات العالمية لشركة أرامكو السعودية، وتمثل إحدى شركات قطاع التكرير والتسويق في اليابان، تضم مبيعاتها في اليابان البنزين وزيت الديزل والكيروسين ومواد تشحيم السيارات، فيما تشمل مبيعاتها الدولية وقود الطائرات والسفن ومواد التشحيم.
ويتبع لأرامكو السعودية شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير (مصفاة ياسرف) تقع في مدينة ينبع الصناعية، وتُعد مصفاة عالمية تبلغ طاقتها التكريرية 400 ألف برميل في اليوم من النفط الخام العربي الثقيل، ولديها القدرة على إنتاج أكثر من 13.5 مليون جالون في اليوم من أنواع وقود النقل فائقة النقاء ومجموعة أخرى من المنتجات المكررة عالية القيمة.
الابتكار وبراءات الاختراع
أولت أرامكو السعودية اهتمامًا كبيرًا بالابتكارات والأفكار من خلال منظومة الابتكار التي تشمل 12 مركزًا بحثيًّا ومبادرات منها: مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال "واعد"، ومركز الابتكار (المختبر 7) وجميعها تدعم رواد الأعمال المحليين ومشاريع أرامكو.
وتأتي أرامكو السعودية طبقًا لتقرير نشرته "مجلة فوربس" ضمن 10 شركات سعودية في موضوعات الابتكار؛ وكان مجموع ما حصلت عليه الشركة من براءات الاختراع منذ تأسيسها في 1352هـ/1933م حتى 1431هـ/2010م نحو 100 براءة اختراع، وفي عام 1442هـ/2021م فقط حصلت الشركة على 864 براءة اختراع من المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، لتصل بذلك للمرتبة الأولى في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم، وتدخل قائمة أفضل 50 شركة وجامعة حصلت على براءات اختراع في ذلك العام. وفي عام 1443هـ/2022م، عززت الشركة جهودها في البحث والابتكار مع ارتفاع عدد براءات الاختراع إلى 966 براءة.
المسؤولية الاجتماعية لأرامكو السعودية
قدمت أرامكو السعودية تحت إشراف اللجنة التنفيذية للمواطنة عدة مبادرات مجتمعية وتطوعية لتحفيز التطوير الذهني والإبداعي والاقتصادي في السعودية وحول العالم، وعملت على تفعيل قدراتها وتخصيص مواردها لإحداث فرق إيجابي وملموس في حياة الناس من خلال إيجاد فرص عمل للمجتمعات المحلية وتمكينها من كسب دخلٍ مستدام.
- الصناعات المحلية
عملت أرامكو السعودية على تصميم برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء)؛ لتطوير قطاع تصنيع محلي يُسهم في اجتذاب وتأسيس صناعات محلية مرتبطة بالطاقة تتمتع بالقدرة على المنافسة العالمية.
- مبادرات تنمية المجتمع
أسهمت أرامكو السعودية من خلال مبادرات تنمية قطاع الصناعات الصغيرة بالمملكة في مساعدة الأفراد على بناء مستقبلهم الاقتصادي والاستفادة من الحرف التقليدية والموارد الطبيعية المتاحة.
وفي عام 1437هـ/2016م أطلقت الشركة مبادرة البن لدعم نمو صناعة البن المحلية في منطقتي جازان وعسير، حيث حصل المستفيدون الذين يزيد عددهم على ألف مزارع محلي على دعم أرامكو الذي تضمن زراعة 200 ألف شتلة، وتوفير أنظمة ري حديثة وذكية.
وعملت الشركة على إطلاق مبادرة العسل من خلال إنتاج وتطوير العسل ومنتجاته الثانوية في عدد من مناطق المملكة شملت الباحة وعسير والمدينة المنورة، إضافة إلى محافظة الطائف، ولتعزيز المبادرة فقد تعاونت في عام 1437هـ/2016م مع العديد من الشركاء الأكاديميين، من ضمنهم جامعة الملك خالد، حيث أنشأت محطات لملكات النحل تنتج حاليًّا 120 طنًّا من العسل، وصل إنتاجها في عام 2022م إلى 150 طنًّا سنويًّا.
وفي قطاع المنسوجات أطلقت الشركة مبادرة المنسوجات تعاونت فيها مع جمعيات خيرية ومؤسسات محلية والتي نتج عنها تأسيس مركز لتدريب النساء على مهارات الخياطة، كما أطلقت مبادرة مستحضرات التجميل في محافظة الطائف بالشراكة مع جمعية اليقظة النسائية الخيرية ومصنع الكمال للورد الطائفي لإنشاء مصنع روزيار، ونتج عنها تدريب وتوظيف 40 سيدة للعمل في المصنع، وعملت الشركة على توطين صناعة المنتجات المستخرجة من زيت الزيتون المزروع محليًّا، من خلال إطلاق مبادرة زيت الزيتون حيث عقدت شراكة مع جمعية المستودع الخيرية لإنشاء مصنع "جوفا" لإنتاج مختلف المنتجات التي يدخل الزيتون في صناعتها ويدعم المصنع دور نساء دومة الجندل في الجوف.
وتتولى الشركة مهام عدة مجتمعية وإنسانية وتنموية، تشمل: مساندة الأسر والمجتمعات الأشد حاجة، ودعم الصناعات الصغيرة وتوفير أساليب جديدة ومبتكرة لتنميتها، ونشر الثقافة والعلم والفنون عبر "إثراء"، وتقدم برامج التدريب الجامعي والمهني لطلاب وطالبات المرحلة الثانوية والجامعية.
دور أرامكو السعودية تجاه الفكر والثقافة
أولت أرامكو السعودية اهتمامًا بالفكر والثقافة، ففي البداية كانت برامجها الثقافية تُعنى بالعاملين لديها كجزء من استراتيجية رعاية الموظفين، فكان من ضمن الوسائل التي تخاطب بها الشركة الموظفين ومحيطهم الاجتماعي إطلاق محطة تلفزيون ، كما أسهم برنامج بناء المدارس الذي بدأ بمدرسة الدمام في تثقيف المجتمع وترقيته. وتصدر عن الشركة مجلة القافلة، وهي مجلة ثقافية متنوعة تصدر كل شهرين. ويُعد تأسيس مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أبرز مبادرات الشركة المجتمعية المستدامة والتطوعية في مجال المعرفة والثقافة.
التلفزيون
أطلقت أرامكو السعودية من الظهران في 21 صفر 1377هـ/16 سبتمبر 1957م محطة تلفزيون، بهدف تثقيف موظفي الشركة، حيث قدمت القناة عددا من البرامج المتنوعة باللغتين العربية والإنجليزية، وخلقت مساحة من التثقيف والتوعية والترفيه والتسلية.
التعليم
طرحت أرامكو السعودية في عام 1373هـ/1954م، برنامج بناء المدارس الذي انطلق من أجل أبناء الموظفين، فكانت البداية بتأسيس مدرسة الدمام الابتدائية الثانية التي افتتحها الملك سعود بن عبدالعزيز، ثم توسّع المشروع ليتحول إلى برنامج لخدمة المجتمع، إذ وصل عدد المدارس التي بنتها الشركة إلى نحو 130 مدرسة يدرس فيها أكثر من 70 ألف طالب وطالبة.
مجلة القافلة
هي مجلة ثقافية تأسست عام 1372هـ/1953م باسم "قافلة الزيت"، وتُعد من أقدم المجلات الثقافية في المملكة العربية السعودية، تصدرها أرامكو السعودية كل شهرين بـ65 ألف نسخة، توزع على قرائها داخل الشركة وفي المملكة وخارجها. وتتميز المجلة بطابع توثيقي عام، تناولت عبره مواضيع عدة، منها: التعليم في المملكة، والحج، والتنمية الصناعية في المملكة، وغيرها، كما تتعمد في نهجها البعد عن طرح الجدليات.
مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)
في مجال المعرفة والثقافة يُعد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) أحد أبرز مبادرات الشركة المجتمعية المستدامة والتطوعية، إذ طرحت الشركة فكرة إنشاء المركز خلال الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها بالقرب من موقع بئر الخير؛ أول بئر نفط تجاري في المملكة، بوصفه امتدادًا للطاقة المعرفية في السعودية، وتماشيًا مع التوجه الجديد للمملكة في بناء اقتصاد معرفي، لتقليص الاعتماد على النفط.
الاستدامة لدى أرامكو السعودية
تعد أرامكو السعودية عضو مؤسس في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ، وعضو في كل من: الرابطة الدولية للمحافظة على البيئة في الصناعة النفطية، ومنتدى الأبحاث البيئية في قطاع البترول، ومبادرة البنك الدولي للتخلص من الحرق التقليدي للغاز نهائيًا بحلول عام 2030. وتعمل الشركة على تحقيق الحياد الصفري للنطاقين (1 و2) والحدّ من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري في أعمالها التشغيلية بحلول عام 2050م.
وأعلنت أرامكو السعودية في عام 1444هـ/2022م، إنشاء صندوق للاستدامة بقيمة 1.5 مليار دولار للاستثمار في التقنية التي يمكن أن تدعم تحولًا مستقرًا وشاملًا للطاقة، ويُعد أحد صناديق رأس المال الجريء الكبيرة على مستوى العالم، وامتدادًا لجهود الشركة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة