مدينة بريدة

صورة من الأعلى على بريدة تظهر فيها البيوت الطينية المتقاربة. فيلبي. 1918م. (دارة الملك عبدالعزيز)

تأسست مدينة بريدة في القرن التاسع الهجري، ونمت بشكل مطرد لوقوعها على تقاطع طرق التجارة الرئيسة في المملكة العربية السعودية، حيث تقع بين محاور: الرياض، وحائل، والمدينة المنورة، كما يمر منها درب زبيدة، وهو أقدم طرق الحجاج، وعليه دارت الكثير من الأحداث التاريخية، وهو الممتد من العراق شمالًا وحتى مكة المكرمة، كما يعزى نموها وتطورها إلى منتجاتها الزراعية، وثروتها الحيوانية، التي نمت وتزايدت في التجارة مع الحجاج، واستمرت حتى الآن رافدًا من روافدها الاقتصادية.

تقع مدينة بريدة في الجزء الشمالي الأوسط من المملكة العربية السعودية، بين خطي العرض 44 26 و18 26 شمالًا، وبين خطي الطول 52 43 و51 43 شرقًا، وعلى ارتفاع يتراوح ما بين 600 و650م فوق مستوى سطح البحر، وتحيط بالمدينة بعض المدن والبلدات الصغيرة؛ مثل البطين شمالًا، والطرفية والرباعية شرقًا، وعنيزة إلى الجنوب، والبكيرية غربًا، كما تقع بريدة على مسافة تبلغ نحو 330 كلم شمال غربي الرياض عاصمة المملكة، و700 كلم شرق مكة المكرمة، وتبلغ مساحتها نحو 1300 كلم2.

يتسم مناخ بريدة بأنه قاري صحراوي، ويعود ذلك لوقوعها في منطقة صحراوية، وبُعدها عن المسطحات المائية، في حين تُحيط بها الكثبان الرملية من جهاتها الأربع، التي تُسهم في جلب الرياح المحملة بالغبار والأتربة للمدينة، وتختلف سرعة واتجاه الرياح التي تهب على مدينة بريدة باختلاف فصول السنة، إلا أنه يغلب عليها اتجاه الشمال الشرقي.

ترتفع درجات الحرارة في مدينة بريدة خلال أشهر الصيف، ويصل متوسطها إلى 43 درجةً مئويةً، وسُجل أعلى متوسط درجة حرارة في شهر أغسطس في بريدة عند 43.4 درجة، في حين سُجلت أدنى درجة حرارة خلال أشهر الشتاء في شهر يناير 6.3 درجات مئوية، ويصل متوسط درجة الحرارة خلال أشهر الشتاء إلى 7.4 درجات، وتتقارب المُعدلات في فصلي الربيع والخريف، إذ تصل خلال أشهر الربيع إلى 17.3 درجةً، وفي أشهر الخريف إلى 18.1 درجةً تقريبًا.

تُعدُّ أمطار بريدة قليلةً نسبيًّا، إذ يبلغ معدل هطول الأمطار السنوي 146 ملم، بُمعدل 12 ملم شهريًّا، تبلغ ذروتها خلال شهر أبريل 28.8 ملم، فيما بلغ أقل معدل هطول أمطار في شهر أكتوبر 4.3 ملم، فيما تكون الأمطار شبه منعدمة خلال أشهر: مايو ويونيو ويوليو وأغسطس.

يبلغ معدل الرطوبة السنوي في مدينة بريدة نحو 32.5%، وهي نسبة منخفضة نسبيًّا لبعدها عن البحر، وتبلغ نسبة الرطوبة ذروتها في فصل الشتاء، إذ يصل متوسط الرطوبة خلاله إلى 50%، وتكون ذروتها خلال يناير 53.4%، فيما تُسجل متوسط مُعدل رطوبة منخفضًا خلال فصل الصيف يصل إلى 17.1%، وقد سُجل أقل مُعدل رطوبة خلال يوليو 16.7%، وتختلف سرعة واتجاه الرياح التي تهب على مدينة بريدة باختلاف أشهر فصول السنة، إلا أنه يغلب عليها الاتجاه الشمال الشرقي.

بلغ عدد سكان بريدة في تعداد سكان السعودية 2022 نحو 677647 نسمة، وهو ما يمثل ما نسبته 50.7% من سكان منطقة القصيم، ونحو 2.1% من سكان المملكة العربية السعودية، وكان معدل النمو السكاني يبلغ نحو 3.67% وذلك بين عامي 2004 و2009م، ما يعني أن معدل النمو أعلى من المتوسط لكل من المنطقة والسعودية، وتبلغ الكثافة السكانية الإجمالية لمدينة بريدة 2486 نسمة لكل كيلومتر مربع، نصفهم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا،  فيما بلغت نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا نسبة 46%، و3% من إجمالي السكان ممن تزيد أعمارهم على 65 عامًا.

جامعة القصيم في مدينة بريدة. (واس)

يُعدُّ التعليم في بريدة جزءًا من منظومة التعليم في المملكة العربية السعودية، التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي لمدينة بريدة العاصمة الإدارية لمنطقة القصيم، تشرف الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم عليه، وتركّز على المُتعلِّم الذي يُعدُّ محور العملية التعليمية، وكانت مدرسة الفيصلية أول مدرسة نظامية للتعليم في بريدة، إذ افتُتحت في عام 1356هـ/1937م، وتُعدُّ الفيصلية نواة التعليم النظامي في المدينة، وكان عدد طلابها في السنة الأولى 85 طالبًا.

بلغ عدد مدارس البنين للمرحلة الابتدائية نحو 188 مدرسة، بواقع 1671 فصلًا، و31085 طالبًا، فيما بلغ عدد مدارس البنين المتوسطة 99 مدرسة، بواقع 613 فصلًا، و14970 طالبًا، وبلغت المدارس الثانوية للبنين 57 مدرسة، بواقع 293 فصلًا، و12560 طالبًا. فيما بلغ عدد مدارس المرحلة الابتدائية للبنات 193 مدرسة، بواقع 1623 فصلًا، و31056 طالبة، فيما بلغ عدد مدارس البنات للمرحلة المتوسطة 112 مدرسة، بواقع 576 فصلًا، و14907 طالبات، وبلغت ثانويات البنات في مدينة بريدة 74 مدرسة، بواقع 383 فصلًا، و14011 طالبة.

بلغ عدد مدارس التعليم الابتدائية في القطاع الخاص في بريدة 16 مدرسة للبنين، و18 مدرسة للبنات، فيما بلغ عدد المدارس المتوسطة في القطاع الخاص 13 مدرسة للبنين، و14 مدرسة للبنات، وأخيرًا 12 ثانوية في القطاع الخاص للبنين، و10 ثانويات للبنات من القطاع نفسه.

الجامعات الحكومية: تضم مدينة بريدة جامعة حكوميّة واحدة هي جامعة القصيم، التي تأسست عام 1424هـ/2004م، ويبلغ عدد طلاب الجامعة نحو 66,894 طالبًا وطالبة تحتضنهم الجامعة، وذلك بحسب آخر الإحصاءات الصادرة عن الجامعة.

الجامعات الأهلية: توجد جامعة أهلية واحدة في بريدة هي جامعة المُستقبل، التي كانت تُعرف سابقًا باسم "كليات القصيم الأهلية"، وهي أول كُلية أهلية في منطقة القصيم، تأسست عام 1424هـ/2004م، ثم تحولت إلى أول جامعة أهليّة في المنطقة تحت اسم جامعة المُستقبل عام 1440هـ/2019م. كما تأسست في المدينة كليات بريدة الأهلية عام 1428هـ/2007م، ولاحقًا افتُتحت في بريدة أيضًا كليات الغد الدولية للعلوم الصحية في عام 1430هـ/2009م، وكان عدد طلاب الدفعة الأولى فيها 58 طالبًا.

صورة جوية لمدينة بريدة ويظهر برج المياه ومركز الملك خالد الحضاري. (واس)

شهدت مدينة بريدة مع مرور الزمن نموًّا وتحسينًا في المجال العمراني، حيث يغطي النطاق العمراني في مدينة بريدة نحو 912 كلم2، كما تغطي المناطق الحضرية المبنية مساحة تقدر بنحو 223.8 كلم2، وتقع الأراضي الزراعية داخل الحدود الحضرية بنحو 103 كلم، فيما تُشكّل الأراضي الشاغرة في المنطقة الحضرية نسبة 48%.

يبلغ عدد القطاعات الرئيسة التي تدعم النشاط الاقتصادي في بريدة أربعة قطاعات، هي: القطاع العام أو الإدارات الحكومية، وقطاع الخدمات والإدارة، والقطاع التجاري، إذ تُعدُّ من أهم المراكز التجارية في السعودية، نظرًا لموقعها الاستراتيجي، حيث تُمثّل المؤسسات التجارية في منطقة القصيم وعاصمتها بريدة نحو 6.6% من إجمالي المؤسسات التجارية في المملكة والبالغة 1.19 مليون منشأة، وآخر القطاعات هو القطاع الزراعي؛ والذي يُمثّل أساس اقتصاد بريدة، حيث تنتج من القمح النسبة الأعلى على مستوى السعودية، وفيها أكبر أسواق التمور في العالم، حيث تصدرها إلى ما يزيد على 20 بلدًا حول العالم.

مهرجان بريدة للتمور. (سعوديبيديا)

 يُعدُّ مهرجان بريدة أكبر أسواق التمور في العالم، كما يُعدُّ أكبر تجمع اقتصادي للتمور ومشتقاتها على مستوى المملكة،وهو حدثٌ سنويٌّ تشارك فيه نحو 8 ملايين نخلة، يجلب ثمارها إلى المهرجان ما يقارب 53 ألف سيارة، محملة بأكثر من 57 ألف طن، من أكثر من 45 صنفًا من أصناف التمور، ويقع المهرجان السنوي للتمور في مدينة بريدة، ويُعدُّ أحد أربعة مهرجانات أخرى تضمها منطقة القصيم، ويستمر شهرًا.

يحتضن أكبر مزرعة نخيل بالعالم؛ مزرعة "أوقاف صالح بن عبدالعزيز الراجحي"، الحاصلة على شهادات عالمية متعددة، حيث حصل المشروع على شهادة من موسوعة غينيس للمعلومات العامة والأرقام القياسية في ربيع الآخر 1426هـ/مايو 2005م باعتباره أكبر مشروع نخيل في العالم، حيث بلغت أعداد النخيل داخله نحو 200 ألف نخلة متنوعة ومنتجة وتتكون من 45 صنفًا، وبلغت الكمية المنتجة منها أكثر من 5000 طن، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الأوقاف نحو 5600 هكتار، إضافة إلى شهادة من المنظمة الأوروبية للزراعة العضوية (الإيكوسيرت) في شعبان 1428هـ/أغسطس 2007م، لإنتاج تمور عضوية وقابلة للتصدير خارج المملكة، بالإضافة إلى تسويقها داخليًّا بعد سلسلة من الزيارات والمعاينات والدراسات العلمية الموثقة لديهم، كما حصل الوقف على شهادات من جامعة القصيم وجامعة الملك سعود بالرياض، والتي تفيد بخلو التمور التي ينتجها المشروع والنوى والتربة من متبقيات المبيدات وفقًا لتحليل عينات من التمور والنوى والتربة سنويًّا بمختبرات جامعة القصيم وجامعة الملك سعود بالرياض.

صورة من أحد مهرجانات الكليجا في بريدة. (هذه السعودية)

مهرجان كليجا بريدة تُنظّمه وتشغله الغرفة التجارية في منطقة القصيم، بمقر مركز النخلة في مدينة التمور ببريدة، وتشارك فيه أكثر من 200 أسرة منتجة، من مختلف مناطق المملكة، وتُقدم فيه الأكلات الشعبية والحلوى، والحِرف والمشغولات اليدوية، كما تصاحبه عدد من الفعاليات والأنشطة.

ينقسم النقل في مدينة بريدة إلى قسمين رئيسين، هما: النقل البري والنقل الجوي، وتُعدُّ وزارة النقل والخدمات اللوجستية الجهة المعنية بكل شؤون النقل في المملكة، كدراسة أعمال الطرق وتصميمها وتنفيذها وصيانتها، وكذلك الإشراف على حركة النقل داخل المدينة.

في مجال النقل البري تضم مدينة بريدة محطة للشركة السعودية للنقل الجماعي "سابتكو"، وهي الجهة المسؤولة عن تشغيل الرحلات بين مدينة بريدة وباقي مدن المملكة.

تضم مدينة بريدة محطة لقطار سار، وهي إحدى محطات قطار الشمال، إضافةً إلى محطات الرياض والمجمعة وحائل والجوف، وينطلق خط الركاب من الرياض إلى الشمال الغربي باتجاه الحديثة قرب الحدود الأردنية، مرورًا بكلٍ من المجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف والقريات، فيما يمتد خط قطار الشمال للشحن من منجم الجلاميد على الحدود الشمالية، مرورًا بالجوف وحائل، وصولًا إلى تقاطع البعيثة في محافظة القصيم، ليتجه من هناك نحو منشآت التجهيز والتصدير في رأس الخير بالمنطقة الشرقية على ساحل الخليج العربي.

في مجال النقل الجوي، تُشرف وزارة النقل والخدمات اللوجستية بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني، على تطوير قطاع النقل الجوي، وتضم مدينة بريدة مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز الدولي، الذي تأسس عام 1391هـ/1971م، بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 700 ألف مُسافر سنويًّا، يُسافرون على متن طائرات تُشغلها نحو 13 شركة طيران تقريبًا. وحصل المطار على جائزتي أفضل مطار دولي للمطارات لأقل من مليونيْ مسافر، وأفضل مطار دولي على مجموعة مطارات التجمع الثاني وتشمل 22 مطارًا.

انضمت مدينة بريدة إلى شبكة المدن المبدعة من قبل مديرة اليونسكو في ربيع الآخر 1443هـ/نوفمبر 2021م، في مجال فنون الطهي، حيث دُعيت إلى هذا المؤتمر 295 مدينةً مبدعةً حول العالم تُمَثِّلُ 90 دولةً، وتُعدُّ مدينة بريدة أول مدينة خليجية وثاني مدينة عربية في فنون الطهي.

يتضمن المتحف مقتنيات تراثية وصورًا ووثائق للعقيلات، حيث بلغ عدد الصور نحو 3 آلاف صورة لأسر العقيلات، و1500 وثيقة لهم، إضافة إلى درع الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود الذي ارتداه بمعارك توحيد المملكة مع الملك المؤسس وآخرها معركة السبلة، وتأتي التسمية نسبة إلى العقيلات؛ وهم تجّار يمثلون قبائل وأسرًا متحضرة من نجد ومن منطقة القصيم تحديدًا، واشتهروا بتجارة الإبل والخيول والأغنام والسمن والملابس والأغذية من أنحاء الجزيرة العربية، حيث يتاجرون بها في الكويت والعراق والشام وغيرها من البلدان العربية.