الضيافة في المملكة العربية السعودية، هي إحدى الروابط الإنسانية وغير المشروطة، عُرفت في شبه الجزيرة العربية عبر قرون من الزمن، لذا فهي مفهوم عربي ثم إسلامي بالدرجة الأولى، وتحظى بتقدير المجتمع السعودي، وفي تصوّرهم هي فضيلةٌ إنسانيةٌ يهتمون بها ويتنافسون عليها ويبذلون فيها الجهد لإشعار ضيوفهم بالترحيب، سواء كانوا ضيوفًا يتوقعونهم أو غرباء يطرقون بابهم للمرة الأولى.
والمعنى الاصطلاحي الحديث لكلمتي ضيف وزائر، اختلف عن أصل الكلمة الفصيح، والضيف في الأصل هو المسافر المجتاز، يمر دون دعوة فيستضيفه أهل المنطقة ويصبح ضيفًا، وفي الثقافة السعودية كل زائر غير متوقّع هو ضيف بالضرورة، وعلى نطاقٍ حكومي يحدث الأمر نفسه في بروتوكول استقبال الحجاج والمُعتمرين تحت مسمى "ضيوف الرحمن". وكلمة الضيافة هي الجذر الاجتماعي لدورين رئيسين، هما: المُضيف وهو المُستقبِل والمسؤول عن الضيافة، والضيف وهو مَن يُدعى أو يُستقبل.
على امتداد ثقافات الضيافة المختلفة في المملكة العربية السعودية، يُتوقع من الضيف دومًا أن يلتزم بقواعد سلوك محددة في كل ثقافة ويحترمها، في المقابل على المُضيف أن يتوقع احتياجات الضيف ويلبّيها قدر الإمكان، وإذا كان الضيف مسافرًا فجديرٌ بالمُضيف أن يوفر الطعام والمأوى له ويحميه من أي أذى. ويحظى الأشخاص الذين يقدمون مستوى عاليًا من الضيافة بشعبية ضمن مناطقهم، ويستخدم بعضهم الحيل الأسلوبية على الغرباء في سبيل نجاح قبولهم للاستضافة.
الكرم في الضيافة السعودية
يُمكن لأي سائح أن يلاحظ أثناء رحلاته في مناطق المملكة مبادرة أحد السكان لاستضافته في منزله وإصراره على ذلك دون أن يأمل في مكافأةٍ على تلك المبادرة، ويحرص المُضيف في دعوته غالبًا على إظهار بساطة الوليمة التي سيحضرها كجزء من آداب الضيافة، مع ذلك على الضيف أن يتوقع وليمة فاخرة في انتظاره. وتتباين الثقافات السعودية ولا تختلف في المدى الذي يُتوقع من المرء إظهار كرم الضيافة فيه للغرباء، فهم يعاملون الضيف وإن كان غريبًا على غرار أصدقائهم ومعارفهم.
بروتوكول الضيافة في السعودية
يبدأ بروتوكول الضيافة الرسمي في المملكة بتقديم القهوة للضيف وينتهي بتقديم وجبة أساسية له قد تتوسع لتصبح وليمة، وغالبًا تكون إحدى وجبتين: العشاء أو الغداء أو كلتيهما.
وحُسن الضيافة في المملكة لا يتبع شروطًا صارمة، وهو في معظمه تكوّن عبر أساليب المعيشة البسيطة بين المناطق، وعلى سبيل المثال تملأ بعض مناطق المملكة فناجين القهوة كنايةً عن الكرم والوفرة في العطاء، بمقابل ذلك فمقدار القهوة لدى بعض المناطق الأخرى لا يتجاوز ربع الفنجان، دلالةً على رغبتهم في استبقاء الضيف ليمضي وقتًا أطول في ضيافتهم، وفي كلتا الحالتين يجب من الناحية العملية ألا يتجاوز مقدار القهوة المساحة التي يمسك الضيف بها فنجانه.
الأعراف السائدة للضيافة في السعودية
هناك أيضًا عرف سائد في المناطق السعودية كافة يقضي بأن المُضيف لا يحق له أن يبدأ تناول الوليمة قبل الضيف، وألا ينظر إلى الضيف عند تناول الأخير للطعام لكيلا يشعر الضيف بالحرج، وبعد الشبع لا يُسمح للمضيف أن ينهض عن المائدة قبل ضيفه، وهو ما يجعل المضيف يأكل بتأنٍ ولا يُظهر انتهاءه من الأكل إلا بعد أن ينتهي الضيف من ذلك، وهي كلها عادات متعارف عليها لكي تمنح الضيف شعورًا بالراحة عند الاستضافة.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة