معاهدة الطائف، هي الصلح الذي عُقد بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتوكلية اليمنية لإنهاء الحرب الناتجة عن اعتداء إمام اليمن على الأراضي السعودية وترسيم الحدود بين البلدين عام 1353هـ/1934م.
وقّع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والإمام يحيى بن حميد الدين على تلك المعاهدة التي مثّلت نقطة تحول رئيسة في العلاقات السعودية - اليمنية، إذ أنهت المنازعات الخاصة بالحدود، وأدّت إلى استقرار الأمور بين البلدين.
كان للعلاقات المتميّزة بين الملك عبدالعزيز والإمام يحيى دور مهم في توقيع المعاهدة، ما أسهم في ظهور تحالف قوي غير معلن بينهما، وكان من مظاهره تبادل الرسائل والوفود وتنسيق المواقف في القضايا والمواضيع التي كانت تهم البلدين وتعرض في المحافل الإقليمية والدولية، مثل الجامعة العربية والأمم المتحدة، وعادة ما كان وفدا البلدين يتفقان على رؤية موحدة إزاء تلك المواضيع، ومنها قضية فلسطين، والقضايا العربية والإسلامية الأخرى.
كان الوفد اليمني بقيادة عبدالله بن الوزير، وبدأت المفاوضات بينه وبين الوفد السعودي برئاسة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود (كان أميرًا وقتها) في مدينة الطائف غربي السعودية. واتفق الطرفان على بنود مبنية على الصداقة الإسلامية والأخوة العربية، ومن تلك البنود: اعتراف كل طرف باستقلال الآخر وملِكِه، إضافةً إلى تحديد الحدود بين البلدين، وتوقف إمام اليمن عن الاعتداء على الأراضي السعودية.
بنود معاهدة الطائف
تعاهدت السعودية واليمن في معاهدة الطائف على أن يمنع كل منهما استعمال بلاده قاعدة أو منطلقًا لأي عدوان موجه ضد الآخر، إضافةً إلى رفض من يفر من طاعة دولته فردًا كان أو جماعة، وأن يعترف كل فريق بحق الآخر بما تحت يده من الأراضي.
وجاء السعي لتوقيع معاهدة الطائف رغبة من البلدين في أن يكونا متحالفين أمام الملمَّات المفاجئة، إضافةً إلى الحفاظ على سلامة شبه الجزيرة العربية من الأخطار التي تؤدي إليها الخلافات والشقاقات بين بلدانها.
توقيع معاهدة الطائف
بعد اكتمال المفاوضات وقع رئيسا الوفدين السعودي واليمني على بنود معاهدة الطائف، ثم وقع عليها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ثم وقع عليها الإمام يحيى، وانسحبت قوات كل من الطرفين، لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقة الحدودية بين السعودية واليمن.
المصادر
تاريخ المملكة العربية السعودية. عبدالله العثيمين. جزء2. عام 2004م.
الاختبارات ذات الصلة