تم نسخ الرابط بنجاح

خالد بن عبدالعزيز آل سعود

saudipedia Logo
خالد بن عبدالعزيز آل سعود
مقالة
مدة القراءة 25 دقيقة

الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، (1331-1402هـ/1913- 1982م)، هو خامس أبناء الملك المؤسس ورابع ملوك المملكة العربية السعودية، استمرت فترة ملكه سبعة أعوام، وتولى الحكم بعده الملك فهد بن عبدالعزيز، حظيت شخصيته بالإعجاب والتقدير محليًّا وعالميًّا، ومُنح العديد من الجوائز والتكريمات من دول ومنظمات عالمية، منها: جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام.

الملك خالد بن عبدالعزيز

هو خالد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي من بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

والدته هي الأميرة الجوهرة بنت مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، تزوجها الملك عبدالعزيز في 1326هـ/1908م وهي في السابعة عشرة من عمرها وهي الزوجة الرابعة له، وأسكنها في قصر الحكم في الرياض.

مولد الملك خالد ونشأته 

وُلد الملك خالد في ربيع الأول 1331هـ/فبراير 1913م، أثناء توجّه والده الملك عبدالعزيز إلى الأحساء لتوحيدها ضمن حملات توحيد الدولة السعودية، واقترن مولده باستعادة الأحساء، وهو النجل الخامس للملك عبدالعزيز، نشأ تحت رعاية والده عبدالعزيز، وعاصر الإعداد لضم مناطق مختلفة إلى الدولة الناشئة، كما شهد انتصارات والده، وترسيخ نظام الدولة الحديثة، ونشأ في كنف والديه بجانب شقيقه الأمير محمد بن عبدالعزيز في قصر الحكم بالرياض، وحفظ القرآن الكريم في طفولته وتلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء.

تعليم الملك خالد وثقافته 

لحق الملك خالد في طفولته بإخوته في مدارس الرياض يحفظ القرآن، ويتلقى دروس الدين، وتعلّم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، كما خُصص له معلم ومؤدب في القصر مسؤول عن تربيته تربية حسنة، ودرس الملك خالد العلوم الإسلامية بشكلٍ خاص على أيدي نخبة من كبار العلماء، إضافة إلى العلوم الأخرى في مدرسة المفيريج داخل القصر، ومن معلميه: محمد بن مرحوم الملقب بـ"المصيبيح"، والشيخ ناصر بن حمدان، وهذه المدرسة سابقة في العهد لمدرسة الأمراء، ولم تغلق أبوابها إلا بعد أن افتتحت المدارس النظامية في الرياض، حيث كان قيام مديرية المعارف العامة وبداية التعليم المنظم في 1 رمضان 1344 هـ/15 مارس 1926م، عندما صدر أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء إدارة خاصة للإشراف على التعليم وتنظيمه في مختلف أرجاء الدولة، والعمل على تعليم النشء وتربيتهم.

تعدّ مدرسة الأمراء تجربة تربوية تعليمية مميزة في تاريخ تعليم أولاد الملوك؛ لاتصالها المباشر من حيث المكان والزمان بالملك، وقد أُنشئت المدرسة في 1354هـ/1935م من قِبل الملك عبدالعزيز في داخل قصره، لتعليم صغار الأمراء من أبنائه وأحفاده، وأبناء إخوته ومن يليهم من الأسرة السعودية، وسمّاها مدرسة الأمراء.

شخصية الملك خالد 

تميّزت شخصية الملك خالد بالأخلاق الفاضلة، والسجايا الحميدة، كما كان عفيف النفس متواضعًا وتقيًا، كريم الأخلاق، محبًا للخير والسلام، هادئ الطبع كريم الشمائل، حسن السيرة والسلوك، جمع مكارم الأخلاق والصفات الفاضلة، ولذلك أحبه الناس وكان قريبًا إلى قلوب أسرته نظير صدقه وعفته ونزاهته ودماثة أخلاقه.

الملك خالد بن عبدالعزيز في إحدى رحلاته البرية. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد بن عبدالعزيز في إحدى رحلاته البرية. (دارة الملك عبدالعزيز)

هوايات الملك خالد واهتماماته 

لما شبّ الملك خالد وبلغ أشدّه، تدرّب على الفروسية والرماية، التي تعد من مزايا الفارس العربي، وبرع فيها، وكان مولعًا بالصيد ورحلات الصيد المعروفة في الثقافة المحلية "برحلات القنص"، وكان يحتفظ بمجموعة من التذكارات التي جمعها خلال رحلاته المختلفة لأماكن متعددة، ولم يتوقف حبه للصيد ورحلاته حتى بعد توليه مقاليد الحكم، وكان عندما يغادر قصره في الرياض يُفضل البقاء وقتًا في الصحراء، كما كان ينظّم العديد من رحلات الصيد الكبيرة.

أعمال الملك خالد قبل توليه الحكم

في عهد والده المؤسس 

مارس الملك خالد - الأمير خالد في حينها- الرماية عمليّا أثناء رحلة والده إلى الحجاز، حيث قدم الملك المؤسس بصحبة أخويه الأمراء محمد وعبدالله وأبنائه محمد وخالد وعدد من كبار أهل نجد وعلمائها، وأفراد ممن انضموا إليهم من أقطار عربية مختلفة في 1343هـ/1924م، وكان عمر الأمير خالد آنذاك 12 عامًا، كما عايش تجربة أخرى مع والده عندما واجه الملك عبدالعزيز فتنة الإخوان في "معركة السبلة" قُرب محافظة الزلفي، وتمكّن من الانتصار عليهم وسجن بعضهم وأخذ العهد من زعمائهم على السمع والطاعة، لكن فيصل الدويش نقض العهد بعد فترة وجمع المناوئين للتمرّد مرة أخرى على الملك المؤسس، فأمر حينها الملك عبدالعزيز أمير حائل بالتصدي له والقضاء على أعوانه، ودارت معركة "الدبدبة" بحضور الأمير خالد مع والده، وهي نسبة إلى موضع الدبدبة بالقرب من الكويت، وفر فيصل الدويش إلى الكويت لكن قُبض عليه وأعيد إلى الملك عبدالعزيز الذي أمر بسجنه، وبذلك خمدت الفتنة.

اختار الملك عبدالعزيز ابنه الأمير خالد لرئاسة الجانب السعودي في "مُعاهدة الطائف" التي عُقدت للصلح بين الملك عبدالعزيز والإمام يحيى بعد خلاف حدودي بين البلدين، وكان اختيار الملك خالد لما عرف عنه من الحكمة والميل للحلول السلميّة، وجرت مفاوضات الصلح في الطائف بين الوفد السعودي برئاسة الأمير خالد وبين الوفد اليمني برئاسة عبدالله بن الوزير، وانتهت إلى توقيع المعاهدة في 6 صفر 1353هـ/19 مايو 1934م. كما حدّدت المعاهدة الحدود السعودية والحدود اليمنية بدقة كبيرة، على الرغم من تداخل الجبال والأودية والهضاب في تلك المناطق صعبة التضاريس، ثم أوكلت المعاهدة أمر تعيين وتثبيت الخط المذكور وتحديد الديار بواسطة هيئة تتألف من عدد متساو من كلا الطرفين، ورسمت المعاهدة أسس التعاون السياسي الخارجي بين البلدين، إذ نصّت على عدم التداخل مع فريق ثالث سواء كان فردًا أو حكومة بما يُخل مصلحة الفريق الآخر، وفي حالة الاعتداء الخارجي على أحد البلدين فإنه يتحتم على الفريق الآخر الوقوف على الحياد عسكريًّا.

وبعد ضم الحجاز إلى الحكم السعودي عيّن الملك عبدالعزيز ابنه فيصل نائبًا له على الحجاز، وعيّن الأمير خالد نائبًا لأخيه، وأثبت الأمير خالد خلال هذه الفترة كفاءته في المنصب الذي أوكل إليه، وأدّى مهامه خير أداء وظلّ مساعدًا لأخيه طيلة تلك الفترة، كما تولى إمارة مكة المكرمة ووزارة الداخلية نيابةً عن الفيصل مدة من الزمن، إذ كان الأمير محمد بن عبدالعزيز نائبُ رئيس مجلس الوكلاء مريضًا في فترة ما، وصادف ذلك سفر الأمير فيصل في مهمة رسميّة خارج المملكة في 6 ذي الحجة 1350هـ/12 أبريل 1932م، فأسند الملك عبدالعزيز رئاسة مجلس الوكلاء وإمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الداخلية إلى الأمير خالد حتى عودة الأمير فيصل الذي استمر خارج مكة نحو 5 أشهر. 

وفي أثناء الحرب مع اليمن قاد الملك فيصل الجيوش المتجهة إلى هناك، فأصدر الملك عبدالعزيز أمره بأن يتولى الأمير خالد شؤون رئاسة مجلس الوكلاء وإمارة مكة المكرمة، ووزارة الداخلية، نيابةً عن أخيه الأمير فيصل مدة غيابه عن المنطقة، وعندما تحوّلت مديرية الشؤون الخارجيّة إلى وزارة الخارجيّة، وأُسندت مهامها إلى الملك فيصل في 1349هـ/1930م كان الأمير خالد ساعده الأيمن في ذلك، فحمل جزءًا من هذه المسؤوليات، حتى يتفرغ الأمير فيصل لشؤون الخارجية، بل وسافر معه في العديد من الزيارات الدبلوماسية خارج المملكة، حيث زار الأمير خالد برفقة أخيه فيصل ست دول عربية وصديقة، ففي 1357هـ/1939م زارا مصر، وفي 1358هـ/1939م توجها إلى لندن لحضور المؤتمر الخاص بفلسطين، حيث كُرما واحتُفي بهما هناك، ثم زارا باريس في العام ذاته، ثم زارا الإسكندرية والبحرين، إضافةً إلى زيارتيهما إلى أمريكا بعد ذلك بأربع سنوات، حيث احتُفي بهما دبلوماسيًّا، إلى جانب احتفاء الجالية العربية والسعودية بهما، واحتفي بهما عند عودتهما إلى مكة المكرمة في حي جَرول. 

ولاية العهد 

اختار الملك فيصل بن عبدالعزيز بعد توليه مقاليد الحكم في المملكة أخاه خالد وليًّا للعهد في يوم الاثنين 27 ذي القعدة 1384هـ/29 مارس 1965م،وفي خلال مدة ولايته للعهد كان الأمير خالد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، واستمر في ولاية العهد نحو 10 سنوات، كان خلالها اليد اليمنى للملك فيصل، ومارس الولاية تحت إشرافه واستفاد من خبرته وحنكته السياسية. 

الملك خالد بن عبدالعزيز في إحدى المناسبات. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد بن عبدالعزيز في إحدى المناسبات. (دارة الملك عبدالعزيز)

تولي الملك خالد حكم المملكة العربية السعودية

مبايعة الملك خالد 

في يوم 13 ربيع الأول 1395هـ/25 مارس 1975م يوم استشهاد الملك فيصل اجتمعت الأسرة المالكة ولم يتخلف منهم أحد، وعلى رأسهم الأمير محمد بن عبدالعزيز أكبر أبناء الملك عبدالعزيز عمرًا آنذاك، وبايعوا ولي العهد الأمير خالد بن عبدالعزيز ملكًا على المملكة العربية السعودية، ثم أعلن الملك خالد ترشيح الأمير فهد وليًّا للعهد، وأجمع أفراد الأسرة على ذلك، وبايعوا سموه، ومن ثم اجتمع جمع كبير من أمراء وعلماء ومشايخ ووزراء وأعيان وكافة أبناء الشعب مبايعين الملك خالد ملكًا، كما بايعوا الأمير فهد وليًّا للعهد.

القرارات الأولى للملك خالد 

أكد الملك خالد أن سياسته هي نفس سياسة سَلفه الملك  فيصل بن عبدالعزيز، وعلى الصعيد الإداري أصدر أمرًا ملكيًا في 16 ربيع الأول 1395هـ/28 مارس 1975م، ينص على استمرار جميع أعضاء مجلس الوزراء في مناصبهم، وفي اليوم التالي 17 ربيع الأول 1395هـ/29 مارس 1975م أصدر مرسومًا وثلاثة أوامر ملكية، عيّن فيها الأمير فهد ولي العهد ووزير الداخلية نائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء، والأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير دولة للشؤون الداخلية، وأصبح الأمير سعود الفيصل وزير دولة للشؤون الخارجية وعضوًا في مجلس الوزراء.

وعلى الصعيد الإنساني أصدر الملك خالد عفوًا عامًّا عن جميع المعتقلين السياسيين، ودعوة الهاربين منهم إلى العودة إلى البلاد، وقد صدر العفو الأول عن السياسيين في 25 ربيع الأول 1395هـ/6 أبريل 1975م،  وجاءت المكرمة الملكية الثانية في 19 جمادى الأولى 1395هـ/30 مايو 1975م، بالعفو عن جميع السجناء باستثناء سجناء قضايا "القتل والسرقة وهتك العرض والمخدرات"، وكانت مبادرة خيّرة لأبناء الشعب السعودي؛ يفتح من خلالها لهم أبواب الأمل بالعودة إلى الحق والصواب، ليسهموا جميعًا في خدمة الدين ثم الوطن.

السياسة الداخلية للملك خالد 

أصدر الملك خالد بعد توليه الحكم بيانًا أوضح فيه منهج حكمه للبلاد، وحدّد فيه أسس سياسته الداخلية والخارجية، بدأه بالتعزية في وفاة الملك فيصل، ومن ثم التأكيد على أن سياسة المملكة العربية السعودية مستمرة على منهج الفيصل داخليًّا وخارجيًّا، وأن الملك فيصل ترك خطة سياسية واضحة ونهجًا للبناء، يكفلُ لشعبه تحقيق النهضة المرجوة، كما أوضح البيان ركائز السياسة الداخلية للمملكة من خلال محاور رئيسة، هي: التأكيد على أن الشريعة الإسلامية أساس الحكم في كل شؤون المملكة، وتأكيد حرص الدولة على رفع مستوى المعيشة للمواطنين والمقيمين، والمضي قدمًا في خطة التنمية الثانية وتطوير الموارد البشرية والصناعة والزراعة، كما نصّ في بيانه على دعم القوات المسلحة، دفاعًا عن المملكة وعن الأمة العربية وقضاياها، والتأكيد على مشروعات التنمية التي تحقق أمن ورفاهية المواطن، وذلك في سياق رغبته في العمل على دعم المستشفيات لتوفير العلاج اللازم والوقاية من شرّ الأمراض، ورغبته في استكمال منظومة الخدمات العامة من المواصلات والطرق والموانئ والمطارات والاتصالات السلكية واللاسلكية، وأضاف أنه يريد أن يجد السعودي أينما كان من أنحاء المملكة مسكنًا تُؤمن فيه جميع الخدمات.

وأبدى الملك خالد رغبته في تقوية أجهزة الدولة، ولا سيما في مجال الشورى ونظام المقاطعات، فجاء في بيانه أن كل هذه الأهداف تُعزز الاستمرار في تقوية أجهزة الدولة الإدارية وتنمية كفاءتها وفاعليتها وتطور أنظمتها حتى تؤدي الخدمة، ووضع البيان أسسًا للسياسة الخارجية للمملكة في عدة محاور، هي: تأكيد ثوابت المملكة بدعم السلام العالمي وفقًا لسياسات الملك فيصل وقبله الملك سعود والملك عبدالعزيز، ودعم التضامن الإسلامي باعتباره الركيزة الأولى للسياسة الخارجية السعودية، ودعم وحدة الصف العربي، والتأكيد على موقف المملكة الدائم من قضية فلسطين، والتأكيد على استمرار المملكة في السياسة البترولية التي جعلت منها بلدًا يحظى بمكانة دولية مرموقة على المستوى العالمي، كما حدد البيان دور المملكة بالنسبة إلى دول العالم، وأن يدها ممدودة إلى الدول العربية والإسلامية والصديقة ما دامت تؤمن بمبادئ الحق والعدل والسلام.

استكمال خطط التنمية 

انتهج الملك خالد في خطة التنمية نهج الملك فيصل مستكملًا ما بدأه فيها، إذ كانت الخطة الخمسية الأولى في الفترة 1391- 1395هـ في أواخر مراحل تنفيذها، وتواكب تنفيذ الخطة الخمسية الثانية للتنمية 1396- 1400هـ مع تولي الملك خالد الحكم، وبلغ إجمالي المتطلبات المالية لهذه الخطة 498.3 مليار ريال، وزادت بنسبة 8.9% عن الخطة الخمسية الأولى ونجحت في تحقيق أهدافها، حيث بلغ متوسط معدل النمو في الإنتاج المحلي الإجمالي 8.4%، وحقق القطاع غير النفطي نموًّا بمعدل سنوي قدره 15.82%، وتمكنت المملكة من السيطرة على معدلات التضخم، ولم تتجاوز نسبته آنذاك 6%، وبلغ إجمالي المبالغ التي رُصدت للخطة الخمسية الثالثة 1401- 1405هـ التي بدأت في عهده 782.8 مليار ريال، وشهدت هذه الخطة زيادة عما خُصص للخطة السابقة بلغت نحو 284.5 مليار ريال.

الملك خالد بن عبدالعزيز يرعى افتتاح موانئ الجبيل. ( دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد بن عبدالعزيز يرعى افتتاح موانئ الجبيل. ( دارة الملك عبدالعزيز)

منجزات كبرى في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز

النهضة التعليمية 

استُحدثت في عهد الملك خالد وزارة التعليم العالي بموجب التشكيل الوزاري في 1395هـ/1975م، وافتتحت جامعة الملك فيصل في الأحساء 1395هـ/1975م، وجامعة أم القرى في مكة المكرمة 1401هـ/1981م، ومنذ نشأة الوزارة ارتفع عدد طلبة التعليم العالي في الجامعات وكليات البنات، وزاد عدد الطلبة المبتعثين في الخارج، وتضاعف الاهتمام بالبحث العلمي في التعليم العالي، فأنشأت المملكة "المركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا" في 1397هـ/1977م الذي تطوّر في مرحلة لاحقة وسُمِّي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وهو يهدف إلى بناء قاعدة علميّة تقنيّة تخدم التنمية في المجالات الزراعية والصناعية والطبية والهندسية والفلكية، كما أنشئ فيها "معهد بحوث الطاقة"، و"معهد بحوث الفلك والجيوفيزياء" في 1400هـ/1980م، وشهد العام نفسه بداية إنشاء الجمعيات والهيئات العلمية التي كان لها دور في دعم الأنشطة العلمية والتقنية.

وشهدت جميع المؤسسات التعليمية اهتمامًا كبيرًا، ومنها: المعاهد العلميّة ومحو الأمية للكبار والكبيرات وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة والتعليم الأهلي، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، وكان افتتاح أول مدرسة ثانوية لتحفيظ القرآن الكريم للبنين في عهد الملك خالد 1396هـ/1976م، وافتتاح أول مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن الكريم للبنات 1399هـ/1979م، وهي مدارس موازية للتعليم العام مع التركيز على مقررات خاصة بعلوم القرآن الكريم وعلوم الحديث النبوي الشريف، وأشرفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حاليا) على المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني (المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني حاليًّا) والتي أنشئت في 1400هـ/1980م ودُمجت مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة العمل والتابعة لوزارة التربية والتعليم (وزارة التعليم حاليًا) في مؤسسة واحدة.

تطوير الخدمات الصحية

حققت وزارة الصحة في عهد الملك خالد إنجازات كبيرة تمثلت في توفير الخدمات الصحيّة للجميع، وفي 1396هـ/1976م أنشئ مجلس وزاري للتخطيط الصحي يختص بتنمية الكوادر العاملة في المجال الصحي، ويضم المجلس في عضويته وزير التخطيط، ووزير الصحة، ووزير التعليم العالي، مما أسهم في زيادة أعداد المعاهد الصحية التابعة لوزارة الصحة إذ بلغت في 1402هـ/1982م 18 معهدًا للبنين و28 معهدًا للبنات.

كما أسهمت وزارة التعليم العالي مع وزارة الصحة في تأهيل وبناء الكوادر الطبية، من خلال افتتاح كليات الطب في الجامعات السعودية، ففي عهد الملك خالد افُتتحت كلية الطب والعلوم التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في 1395هـ/1975م، وكلية الطب بجامعة الملك فيصل بالمنطقة الشرقية في العام نفسه، وكلية الطب بجامعة الملك سعود فرع أبها 1401هـ/1981م، وإضافة إلى المستشفيات الجامعية افتتح مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي التابع لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة عام 1397هـ/1977م، ومستشفى الملك فهد التعليمي التابع لجامعة الملك فيصل عام 1401هـ/1981م، ومستشفى الملك خالد الجامعي التابع لجامعة الملك سعود بالرياض عام 1402هـ/1982م.

ومن إنجازات وزارة الصحة في عهد الملك خالد البدء في إنشاء مدينة الملك فهد الطبية في 1401هـ/1981م، والتي تعد من أكبر المجمعات الصحية، كما اهتمت الوزارة بإدخال التقنية الحديثة في منظومة الصحة، واستحدثت مشروع الإخلاء الطبي الجوي في 1400هـ/1980م، وركّزت خطة التنمية الثانية على دمج برامج الخدمات الوقائية والعلاجية بدعم مراكز الرعاية الصحية الأوليّة، مما أسهم في انخفاض معدل وفيات الأطفال.

الملك خالد أثناء استقباله وزير الدفاع الإندونيسي 1982م. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد أثناء استقباله وزير الدفاع الإندونيسي 1982م. (دارة الملك عبدالعزيز)

الشؤون العسكرية والطيران المدني 

تطوّرت وزارة الدفاع والطيران (وزارة الدفاع حاليًّا) تطورًا كبيرًا في عهد الملك خالد، ففي 1396هـ/1976م، أنشئت قاعدة الملك فيصل الجوية بالرياض امتدادًا لمسيرة بناء القوات الجوية بعد إنشاء كلية الملك فيصل الجوية في 1387هـ/1967م،ورعى الملك خالد احتفالات تخرج دفعاتها، ففي عام 1396هـ/1976م، رعى حفل تخريج أكبر دفعة من الضباط الطيارين في تلك الفترة، وفي 1400هـ/1980م رعى حفل تخريج الدفعة 17 من الكلية، ولتمكين القوات الجوية من أداء مهامها من خلال امتلاك أفضل أنواع الطائرات والعتاد الحربي وافق مجلس الوزراء في 1398هـ/1978م، على الترتيبات اللازمة لصفقة الطائرات "إف - 15" مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي 1402هـ/1981م أبرمت صفقة شراء طائرات "الأواكس" الأمريكية.

وفي 1396هـ/1976م تأسست قيادة القوات المسلحة البرية ويرتبط بها: سلاح المشاة، وسلاح المدرعات، والمظلات والقوات الخاصة، وسلاح المدفعية، وسلاح الإشارة، وسلاح المهندسين، وسلاح الصيانة، وسلاح النقل، وسلاح التموين والمهمات، وحرصًا على تأهيل منسوبيها عسكريًّا طُوّرت كلية الملك عبدالعزيز الحربية، وفي القوات البحرية تم شراء فرقاطات وتشكّلت وحدات مثل المشاة البحرية والأمن في 1400هـ/1980م، وتغيّر مُسمى مدرسة الدفاع الجوي وأصبح في آخر عهد الملك خالد يُعرف باسم "معهد الدفاع الجوي" في 1402هـ/1982م.

وعلى صعيد التطوير في العتاد العسكري بدأت مراحله مبكرًا في عهد الملك خالد، ففي أوائل عهده وُقعت اتفاقية تأسيس "الهيئة العربية للتصنيع الحربي" بين السعودية ومصر وقطر والإمارات، بمبلغ 10.40 ملايين دولار، وعدت الاتفاقية خطوة أولى لتخفيف الاعتماد على الدول الكبرى في صنع السلاح، ووضعت خطة لتطوير وتحويل معدات صواريخ الهوك الأساسي إلى هوك مطور ودخلت حيز التنفيذ في 1400هـ/1980م، كما طُوّرت الأساليب القيادية، وتحولت من مراكز عمليات يدوية إلى مراكز عمليات آلية نتيجة لتطور وتعدد أسلحة الدفاع الجوي، وشُكّلت مجموعات في مناطق المملكة، والتدريب على "مدافع الفولكان" ذاتية الحركة أربع سبطانات "20 مم" الأمريكية وشُكلت منها كتائب عضوية مع ألوية المشاة الآلية والألوية المدرعة، بالإضافة إلى صواريخ "رد آي" الفردية.

وعلى المستوى التنظيمي صدرت تنظيمات للقطاع العسكري في عهد الملك خالد، فصدر تعديل نظام خدمة الضباط، ونظام خدمة الأفراد العسكريين في 1397هـ/1977م، كما صدر نظام التقاعد العسكري عام 1395هـ/1975م ويعمل النظام على صرف راتب تقاعدي بعد إحالة منسوبي القطاع إلى التقاعد يناسب مدة خدمته العسكرية، حيث يقتطع شهريًّا نسبة 9% من راتب العسكريين، ويستحق العسكري عند إحالته للتقاعد معاشًا شهريًّا يُعادل راتبا كاملا إذا بلغ في الخدمة مدة 35 عامًا، أو عند الإصابة بعجز كلي بسبب العمليات الحربية، وأنشئ "مجلس الخدمة العسكرية" عام 1402هـ/1982م والذي كان من أهدافه اقتراح الأنظمة وإصدار اللوائح المتعلقة بشؤون العاملين بالخدمة العسكرية.

وأنشئت كلية الملك خالد العسكرية في 11 محرم 1400هـ/30 نوفمبر 1979م، التابعة لرئاسة الحرس الوطني (وزارة الحرس الوطني حاليًّا)،وعلى صعيد المعاهد الفنية: افتتح معهد الدراسات الفنية للقوات البحرية في المنطقة الشرقية للحد من ابتعاث الطلاب للخارج، حيث كان سلاح البحرية السعودية يبتعث المئات لدراسة العلوم البحرية في أمريكا وباكستان، نظرًا لأن حجم المدرسة حينذاك لا يمكنها من استيعاب العدد المطلوب، ولا تصل إمكانياتها ومناهجها إلى المستوى المطلوب من التأهيل والتدريب، لذلك أسس المعهد ليحل محل المدرسة مع تجهيزه بكل الوسائل والمتطلبات الحديثة ليلبي حاجة السلاح البحري الحديث، ومع بداية 1399هـ/1979م، بدأ المعهد عقد دوراته المتواصلة لأفراد القوات البحرية.

أنشئ في عهد الملك خالد "معهد الدفاع الجوي" وكان في بدايته جناحا (قسما) في مدرسة المدفعية في الطائف، عُرف باسم "جناح المدفعية المضادة للطائرات"، وفي 1382هـ/1962م أسست أول مدرسة للدفاع الجوي في جدة امتدادًا لهذا الجناح، وفي 1402هـ/1982م، رُفع مستوى المدرسة تلبيةً لحاجة مجموعات الدفاع الجوي المنتشرة في أنحاء المملكة دفاعًا عن سمائها، بعد تزويدها بالعديد من المدافع الآلية السريعة والصواريخ المضادة وشبكات الرادارات والإنذار ومراكز السيطرة والقيادة، وكان إنشاء المعهد الفني نقلة نوعية لهذه القوة الحديثة. 

وعلى صعيد الإمداد والتموين العسكري كان قبل عهد الملك خالد من اختصاص "مدرسة التموين والنقل" وتتلخص أعمالها في تعليم قيادة العربات في وحدات الجيش السعودي، وتدريب أفراد التموين في أوقات الحرب، إذ تعتمد عليها الوحدات المقاتلة في إنجاز مهمتها القتالية وانطلاقها نحو أهدافها، فوحدات التمويل تواصل الدعم من الخلف للأمام بالأسلحة والذخائر والوقود والمعدات اللازمة، وفي ضوء الاستراتيجية الشاملة التي أعدتها وزارة الدفاع للتنظيم والتسليح ومسميات الوحدات والقطاعات العسكرية في عهد الملك خالد وتحديدًا في الفترة بين 1395هـ - 1400هـ/1975-1980م أدمجت المدرستان في هيئة الإمدادات والتموين أسوة بالأسلحة المساندة للقوات البرية، أما تعليم قيادة العربات فقد تأسست لها مراكز في المناطق للتدريب على القيادة حسب الاحتياج.

كما تحوّلت في عهد الملك خالد "مدرسة البوليس الحربي" في الطائف 1399هـ/1980م إلى جناح في مركز ومدرسة المشاة، ثم تغير الاسم لاحقًا إلى "مركز ومدرسة الشرطة العسكرية الخاصة".

وعلى صعيد المرافق السكنية شهدت القوات المسلحة السعودية وضع حجر الأساس لمدينة الملك خالد العسكرية، حيث زار في يوم الأربعاء 23 صفر 1398هـ/1 فبراير 1978م، مدينة الملك خالد العسكرية بالمنطقة الشمالية حفر الباطن، بعد تحديد الموقع وإحاطته بسور من الأسلاك الشائكة يبلغ طول محيطه 65 كم، وبوشر العمل بها حتى اكتملت المدينة وافتتحت في عهد الملك فهد، عام 1404هـ/1984م، وأطلق عليها المنطقة الشمالية العسكرية، كما شُيّدت على الساحل الشرقي للمملكة في 1401هـ/1981م "قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية" في الجبيل وهي مخصصة لإسكان منسوبي القوات البحرية السعودية في المنطقة، وافتتح الملك خالد القاعدة يوم الاثنين 16 محرم 1401 هـ/23 نوفمبر 1980م، وتعد القاعدة مدينة كبيرة متسعة الأطراف تضم الأرصفة اللازمة للقطع البحرية، والمستودعات وورش صيانة السفن، ومطارا للطائرات، إضافة إلى المرافق السكنيّة والمساجد والمدارس والأندية ومساكن الأفراد والحدائق، إضافة إلى المرافق التعليمية المتطورة اللازمة لقادة السفن.

الملك خالد بن عبدالعزيز أثناء خروجه من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد بن عبدالعزيز أثناء خروجه من الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. (دارة الملك عبدالعزيز)

الحرمان الشريفان والمشاعر المقدسة 

افتتح في عهد الملك خالد مصنع كسوة الكعبة (مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة حاليًّا)، في حي أم الجود بمكة المكرمة في 1397هـ/1977م، وفوّضت وزارة الحج والأوقاف ( وزارة الحج والعمرة حاليًّا) بالإشراف على إنشاء المصنع وتشغيله وتأمين احتياجاته من مواد خام تشمل الحرير والقصب ونحوه، وتأمين أفضل الفنيين المهرة في هذه الصناعة، كما زوّد بآلات حديثة لتحضير النسيج مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي لما له من قيمة عالية،وفي جمادى الأولى 1397هـ/1977م أمر الملك خالد بصنع باب جديد للكعبة المشرفة، بعد صلاته داخل الكعبة وملاحظته الباب القديم الذي شُيّد في 1363هـ/1943م في عهد والده الملك عبدالعزيز، فأمر بصنع الباب الجديد من الذهب الخالص، وكلف شيخ الصاغة في مكة المكرمة بصنع الباب الجديد، كما أمر أن يصنع باب التوبة وهو الباب الداخلي للكعبة من خشب التيك "ماكا مونغ"، ويُغطى بصفائح الذهب، واستغرق العمل على صنع الباب عامًا كاملًا، حيث بدأ العمل في 1 ذو الحجة 1398هـ/1 نوفمبر 1978م، وعُهد إلى واحد من كبار أخصائيي الفن الإسلامي، بوضع الدراسات اللازمة، واستغرقت الدراسة ثلاثة أشهر، عرضت بعدها أفكار متعددة للتصميم اختير منها ما كان مناسبًا، مع مراعاة الانسجام مع ستارة الكعبة المشرفة.

تولت مؤسسة النقد العربي السعودي ( البنك المركزي السعودي حاليًا) تأمين الكميات اللازمة من الذهب عيار 999.9% والتي بلغت 280 كجم بكلفة 13,420,000 ريال، وجدد الإطار الفضي المحيط بالحجر الأسود، فصُنع إطار جديد في مكة المكرمة وقد بلغت كمية الفضة المصنوع منها 50 كجم.

كما أمر الملك خالد بتركيب أجهزة التكييف بين الصفا والمروة لحماية الساعين من الحرارة، وتركيب حواجز معدنية على جانبي الحاجز الأوسط على طول الطابق الأرضي للمسعى بعرض متر واحد في كل اتجاه، مخصصة لأصحاب العربات من العجزة وكبار السن، كما غُطيت المنحدرات في منطقة الصفا والمروة برخام محفور عليه خطوط تقسمه إلى مربعات صغيرة لحماية الساعي من خطر الانزلاق عند الصعود والنزول منها، إضافة إلى أعمال البناء والزخرفة والإنارة في المنارات السبع البالغ ارتفاع كل منها 95م، وهي ذات طراز معماري موحّد، حيث بنيت كل منارة على قاعدة مربعة ملتصقة بجدران المسجد بارتفاع 7 أمتار، وكُسيت بالرخام المتناسق مع الغطاء الخارجي لجدران المسجد الحرام، وتتوزع المنارات السبع على الأبواب التالية: منارتان على مدخل باب الملك، ومثلهما على بابي العمرة والسلام، والمنارة السابعة على جانب قبّة الصفا، وافتتح المشروع في 22  ذي القعدة 1399هـ/13 أكتوبر 1979م، وتشرف الملك خالد بغسل الكعبة المشرفة وإزاحة الستار عن الباب الجديد.

وفي 1400هـ/1980م أنشأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي (الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حاليًا) "إدارة سقيا زمزم" لتتولى الإشراف على خدمات سقيا زمزم، ويقع مقرها إلى جوار باب العمرة في الدور الأرضي من المسجد الحرام، وتقدّم الإدارة خدمات السقيا، وجميع الخدمات اللازمة لتوفير مياه زمزم مبرّدة ومعقّمة وفق الاشتراطات الصحية المطلوبة، وفي 1398هـ/1978م تمت توسعة مساحة بدروم زمزم وبلغت مساحته بعد التوسعة 1450م2، تستوعب 2500 زائر في أوقات الذروة، وأصبح بالإمكان الوصول إلى منطقة البئر ورؤيته من خلال الزجاج الذي يحيط بمنطقة البئر، وتوجد في القبو نوافير شرب اقتصادية تمنع إهدار المياه أو استعمالها لغير الشرب، ويبلغ عددها في الدور الأرضي 384 نافورة.

وتشكّلت في عهد الملك خالد عدة إدارات في المسجد الحرام: وهي إدارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 1397هـ/1977م، وإدارة التطويف 1398هـ/1978م، وإدارة الفرش والأثاث 1398هـ/1978م، وإدارة أبواب المسجد الحرام 1399هـ/1979م، وإدارة الساحات 1399هـ/1979م، وبدأ العمل على مشروع إنارة الحرم المكي مع بداية عهد الملك خالد، وأدخلت الأنظمة الإلكترونية في المسجد الحرام 1397هـ/1977م، مثل: الساعات الكهربائية المبرمجة، وتسجيل الدروس إلكترونيًّا، كما اهتم الملك خالد بالمنطقة المحيطة بالحرم المكي فأمر بتوسعة جديدة للمنطقة الواقعة أمام باب الملك عبدالعزيز وباب علي وباب العمرة لتسهيل حركة مرور السيارات والأفراد في المناطق والميادين المحيطة بالمسجد الحرام أو المؤدية إليه، وأزيلت مجموعة كبيرة من المنازل القديمة والأسواق في منطقة أجياد السد؛ حتى تُربط منطقة المسجد الحرام بأنفاق المسفلة ونفق سد العزيزية، ساعد ذلك في تكوين شوارع فسيحة وميادين كبيرة أسهمت في استيعاب أعداد كبيرة من المصلين في أوقات الذروة، وتسهيل حركة الانتقال حول المسجد الحرام خاصة بعد إنجاز أنفاق جبل خندمة وافتتاحها في عهده، والتي تربط مناطق العزيزية ومنى بالمسجد الحرام.

أما المسجد النبوي في المدينة المنورة فقد اندلع حريق هائل في سوق الأقمشة جنوب غربي المسجد النبوي في 18 رجب 1397هـ/4 يوليو 1977م، واستمر ثلاثة أيام كاملة وألحق أضرارًا بالغة في السوق، فأمر الملك خالد أن تُستملك الأرض التي كان عليها السوق وتُحوّل إلى ساحة واسعة داخل نطاق المسجد النبوي ويجعل على قسم منها مظلات تضاف إلى قسم الظل الذي أنشئ في عهد الملك فيصل، ويبقى جزء منها ساحة للسيارات والخدمات اللازمة للمسجد النبوي، بلغت مساحة هذه الأرض 43 ألف م2، ورُصِفت أرضها بالرخام، وزوّدت بالكهرباء من إنارة ومراوح لتخفيف الحرارة، مع إضافة مكبرات للصوت وربطها بالشبكة الموحدة للإذاعة الداخلية للمسجد النبوي، حتى يتمكن المصلون في الساحات من سماع الأذان، ومتابعة الإمام في الصلاة وخطبة الجمعة والأعياد، ورُوعي في تصميم أرضها وجميع الخدمات فيها الاتساق مع التوسعة السابقة التي تمت في عهد الملك فيصل، كما خُصصت حولها شوارع وميادين فسيحة لتكون طرقًا ومواقف للسيارات تسهم في تحقيق سهولة الوصول إلى المسجد لأداء الصلوات بيسر.

قطاع النقل والمواصلات 

شمل التطوير الإداري في عهد الملك خالد الهيكل التنظيمي لوزارة المواصلات (وزارة النقل والخدمات اللوجستية حاليا)، وتضمن هذا الهيكل عدة إدارات منها: إدارة التصميم وإدارة الجسور، الإدارة العامة للتنفيذ، إدارة المواد والبحوث، إدارة الصيانة، إدارة التعويضات، بعد إنشاء وزارة البرق والبريد والهاتف أصبحت وزارة معنية بالطرق والنقل والموانئ، ثم أصدر الأمر السامي في 1 رمضان 1396هـ/26 أغسطس 1976م بإنشاء "مؤسسة عامة للموانئ" بحيث تكون مؤسسة مستقلة ترتبط تنظيميًّا برئاسة مجلس الوزراء، وبذلك اقتصر عمل الوزارة على المواصلات والنقل، وفي 1396هـ/1976م استحدثت "وكالة وزارة المواصلات لشؤون النقل" بموجب قرار من مجلس الوزراء، وكلّفت بتنسيق أعمال قطاع النقل.

وبانتهاء خطة التنمية الثالثة في 1405هـ/1985م أصبح لدى المملكة مجموعة ممتدة من الطُرق المعبدة يبلغ طولها 29,655 كم، وزادت أطوال الطرق الزراعية إلى 50,655 كم، وفي 7 ربيع الأول 1399هـ/4 فبراير 1979م، صدر مرسوم ملكي يقضي بتأسيس "الشركة السعودية للنقل الجماعي"، وأسهمت الشركة منذ إنشائها مساهمة كبيرة في توفير وسائل النقل زهيدة التكلفة بين المراكز السكانية الرئيسية، وتسهيل نقل الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء المملكة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وفي مجال النقل السككي تحوّلت إدارة السكك الحديدية إلى مؤسسة عامة، وفي 10 شعبان 1402هـ/2 يونيو 1982م صدر قرار مجلس الإدارة بتعديل اسم المؤسسة إلى "المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية"، (الخطوط الحديدية السعودية) حاليا، ونتيجة لزيادة واردات ميناء الرياض وحجم البضائع الكبير الذي يشكل نسبة 60% من بضائع الميناء، جاءت الحاجة لإنشاء ميناء جاف في الرياض، وأصدر وزير المالية والاقتصاد الوطني قرارًا في 25 ربيع الأول 1401هـ/31 يناير 1981م بإنشاء دائرة جمركية بالميناء الجاف بالرياض، تُباشر فيها الإجراءات الجمركية لكل ما يرد من طريقها، وأسهم الميناء الجاف بالرياض في تسهيل حركة نقل البضائع للرياض وتخليصها جمركيًّا وتسليمها للمستوردين في مستودعاتهم، تبلغ مساحة الميناء الجاف أكثر من مليون م2، وبلغت تكلفة إنشائه 269 مليون ريال، ويتضمن جميع التسهيلات اللازمة لتسليم البضائع وفرزها وتخزينها وتخليصها جمركيًّا لأصحابها، كما يضم مخازن إيداع كبيرة، وثلاجة ضخمة تبلغ مساحتها 2700م2 تنقسم إلى أقسام تتفاوت فيها درجة الحرارة بحسب الحاجة، إضافة إلى مكاتب إدارية ومكاتب لشركات الملاحة والمُخلصين الجمركيين وخطوط حديدية بجوار المخازن وورش لصيانة المعدات، وافتتح ميناء الرياض الجاف رسميًّا في 20 رجب 1401هـ/24 مايو1981م برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض. 

وفي مجال النقل البحري استقلت "المؤسسة العامة للموانئ" عن وزارة المواصلات في 1 رمضان 1396هـ/26 أغسطس 1976م،ومنذ إنشائها ارتبط بها عدد من الموانئ الرئيسة مثل: ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وميناء الجبيل الصناعي، وميناء الجبيل التجاري، وميناء جدة الإسلامي، وميناء جازان، وميناء ينبع، وعدد من الموانئ والمرافئ الصغيرة على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، ومنذ إنشاء المؤسسة وفي غضون ست سنوات، تضاعفت البضائع المُفرغة ما يزيد على ثلاث مرات، كما ازدادت القيمة السنوية للواردات على (100.000 مليون ريال)، وهو ما يمثّل 50% من إجمالي الإنفاق الوطني في 1401هـ/1981م كما تزايدت نسبة الصادرات أكثر من عشر مرات، وكان عدد الأرصفة وقت إنشاء المؤسسة العامة للموانئ 31 رصيفًا، وبحلول 1400هـ/1980م، أصبح عدد الأرصفة 114 رصيفا.

الملك خالد بن عبدالعزيز يقص شريط افتتاح مشروع محطة الإذاعة. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد بن عبدالعزيز يقص شريط افتتاح مشروع محطة الإذاعة. (دارة الملك عبدالعزيز)

تطور قطاع الإعلام 

شهدت وزارة الإعلام في عهد الملك خالد تطورًا كبيرًا تمثّل في إنشاء "المجلس الأعلى للإعلام" في 1397هـ/1977م،الذي أسهم في الارتقاء بالإعلام السعودي، وأنشئت "وكالة الوزارة للإعلام الخارجي" في 1399هـ/1979م لمواكبة التطور على المستويين الداخلي والخارجي، وشهدت قطاعات الإعلام الأربعة الإذاعة والتلفزيون والنشر والتأليف والصحافة تطورًا ملحوظًا، إذ بلغ عدد المحطات الإذاعية الرئيسة في 1400هـ/1980م، 13 محطة يُغطي بثها 70% من السكان بزيادة 3 محطات جديدة على عام 1395هـ/1975م، كما بلغ عدد محطات (إف إم) الإذاعية 9 محطات بزيادة 6 محطات جديدة وزاد عدد اللغات المستعملة من 8 لغات إلى 13 لغة، واهتمت وزارة الإعلام بالجانب التدريبي لمنسوبيها فأنشأت "معهد التدريب الإذاعي والتلفزيوني" في 1396هـ/1976م في مدينة الرياض، وزادت عدد ساعات الإرسال الإذاعي اليومي إلى 88 ساعة يوميًّا لكل المحطات وغطّى إرسالها أنحاء المملكة ودول الخليج العربية، وشرق آسيا وجنوبها، وشمال أفريقيا ووسطها، وبعض الدول الأوروبية، وصدرت 1399هـ/1979م القواعد العامة الأساسية للأخبار في الإذاعة والتلفزيون، وكُلفت وكالة الأنباء السعودية بجمع الأخبار الرسمية وتوزيعها في الداخل والخارج، واتسع بذلك نشاطها، وزاد عدد مكاتبها.

وفي 1395هـ/1975م أُنشئ "مجمع تلفزيون الرياض"، وبدأ البث التلفزيوني الملوّن لأول مرة من الرياض عام 1396هـ/1976م، واستخدمت تقنيات الاتصالات الحديثة في التلفزيون عبر الأقمار الاصطناعية في 1397هـ/1977م، حيث استأجرت الوزارة قناتين قمريتين من المنظمة الدولية لأقمار الاتصالات، فبلغ عدد المراكز التلفزيونية 45 مركزًا في 1400هـ/1980م يغطي بثها 60% من السكان، وبلغ عدد مراكز الإنتاج التلفزيوني 6 مراكز رئيسة، وشاركت المملكة في تأسيس "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية" في 1396هـ/1976م،وفي تأسيس جهاز‭ ‬تلفزيون‭ ‬الخليج (جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية) عام 1397هـ/1977م،ودعمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في نطاق جامعة الدول العربية، إلى جانب الإسهام في إنشاء المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية "عربسات" بالتعاون مع الجامعة العربية والاتحاد الدولي للاتصالات في 1396هـ/1976م. 

وأولت وزارة الإعلام في عهد الملك خالد أهمية كبيرة للكتاب فتزايد عدد المؤسسات الإعلامية الخاصة في مجال الطباعة 1396هـ/1976م من 197 مطبعة إلى 537 مطبعة عام 1403هـ/1983م، وأصدر "نظام المطبوعات والنشر" عام 1402هـ/1982م، وأنشئ عدد من المؤسسات الأهلية التي أدت إلى إحداث تطور ونمو في الصحافة السعودية من جميع الجوانب، كما نشر عدد من الأجهزة الحكومية المجلات والدوريات الأسبوعية والشهرية، إضافة إلى كثير من الدوريات الأكاديمية المتخصصة الصادرة عن الجامعات السعودية، وقامت أغلب الغرف التجارية والصناعية بإصدار مجلات متخصصة في الصناعة والمال والأعمال.

الملك خالد بن عبدالعزيز مع الملكة إليزابيث، والأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأميرة مارجريت، والأمير فيليب دوق أدنبره. (دارة الملك عبدالعزيز)
الملك خالد بن عبدالعزيز مع الملكة إليزابيث، والأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأميرة مارجريت، والأمير فيليب دوق أدنبره. (دارة الملك عبدالعزيز)

الملك خالد بن عبدالعزيز في الساحة الدولية

الزيارات الخارجية لتعزيز العلاقات السعودية 

في عهد الملك خالد صدر قرار وزاري في 25 رجب 1400هـ/8 يونيو 1980م، بإجراء تعديلات في الهيكل التنظيمي لوزارة الخارجية، وقُسمت إلى خمسة أقسام هي: الشعبة السياسية، والشعبة الاقتصادية، والشعبة الإدارية، والشعبة القنصلية، وشعبة المراسم، وتأسيس فرعي جدة والدمام، ومع تطور علاقات المملكة في عهد الملك خالد، زاد عدد السفارات والقنصليات للمملكة في البلدان الأخرى، كما زاد عدد سفارات الدول والقنصليات في المملكة، وأصبحت المملكة مقرًا لعدد كبير من المنظمات الإقليمية والدولية، حيث بلغ عدد السفارات الجديدة للمملكة في الدول الأخرى 12 سفارة، كما بلغ عدد السفارات الجديدة لدول العالم في المملكة 17 سفارة. 

ولتعزيز العلاقات السعودية زار الملك خالد عددًا من الدول العربية والصديقة شملت 19 دولة، هي: 

زيارته إلى الإمارات العربية المتحدة 27 ربيع الأول 1396هـ/27 مارس 1976م، وزيارة ثانية في الفترة ما بين 21 رجب 1401هـ/25 مايو 1981م،  وقد كان على رأس وفد المملكة في اجتماعات مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأول.

مملكة البحرين في 23 ربيع الأول 1396هـ/23 مارس 1976م.

سلطنة عمان في 29 ربيع الأول 1396هـ/29 مارس 1976م. 

دولة قطر في 25 ربيع الأول 1396هـ/25 مارس 1976م.

دولة الكويت في 21 ربيع الأول 1396هـ/21 مارس 1976م، أما الزيارة الثانية فكانت في 22 محرم 1398هـ/1 يناير 1978م، لتقديم التعزية في وفاة الشيخ صباح بن سالم الصباح.

المملكة الأردنية الهاشمية في 20 ذي الحجة 1395هـ/23 ديسمبر 1975م.

جمهورية السودان في 7 ذي القعدة 1396هـ/30 أكتوبر 1976م.

الجمهورية العربية السورية في 22 ذي الحجة 1395هـ/25 ديسمبر 1975م.

الجماهيرية العربية الليبية في 8 ذي القعدة 1399هـ/29 سبتمبر 1979م. 

جمهورية مصر العربية، وكانت الزيارة الأولى في 7 رجب 1395هـ/16 يوليو 1975م، أما الزيارة الثانية فكانت بدعوة من الرئيس محمد أنور السادات في 27 ربيع الأول 1396هـ/29 مارس 1976م، وجاءت الزيارة الثالثة في 1 ذي القعدة 1396هـ/24 أكتوبر 1976م لحضور مؤتمر القمة العربية الثامن في الفترة ما بين 2-3 ذي القعدة 1396هـ/25-26 أكتوبر 1976م. 

المملكة المغربية في 23 جمادى الآخرة 1399هـ/19 مايو 1979م.

إيران في 25 جمادى الأولى 1396هـ/24 مايو 1976م.

باكستان في 17 شوال 1396هـ/10 أكتوبر 1976م. 

إسبانيا في 13 شعبان 1401هـ/15 يونيو 1981م.

جمهورية ألمانيا الاتحادية، في 3 شعبان 1400هـ/15 يونيو 1980م. 

بلجيكا تلبية لدعوة من الملك بودوان الأول ملك بلجيكا، في 1 جمادي الآخرة 1398هـ/8 مايو 1978م.

فرنسا في 22 من جمادى الآخرة 1398هـ/29 مايو 1978م. 

بريطانيا بدعوة من الملكة إليزابيث الثانية في 7 شعبان 1401هـ/9 يونيو 1981م. 

الولايات المتحدة الأمريكية في 25 ذي القعدة 1398هـ/27 أكتوبر1978م. 

موقف الملك خالد من القضايا العربية والإسلامية والعالمية 

بنيت السياسة السعودية الخارجية في عهد الملك خالد على أسس ومرتكزات ثابتة، قائمة على أحكام الشريعة الإسلامية والمواثيق والأعراف الدبلوماسية الدولية، ولها طرائق وأساليب متزنة لتحقيق أهدافها، معتمدة على الهدوء وضبط النفس والصراحة والاستقلالية، وهذا ما أكسبها احترامًا وتقديرًا على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وكان للملك خالد دور فعال على الساحة العربية والإسلامية والدولية في مجال ترسيخ العلاقات الخارجية للمملكة، حيث وثّق الملك خالد علاقات المملكة بدول العالم، وعزّز التحالفات المبنية على حفظ الأمن وتبادل المصالح، وإلى جانب الزيارات إلى دول عربية وإسلامية وأجنبية، استقبل عددًا من الملوك والرؤساء في المملكة، لأكثر من 57 دولة من مختلف أنحاء العالم، ناقش معهم القضايا المطروحة على الساحة الإسلامية والدولية والعلاقات المشتركة بين بلدانهم والمملكة، وعقدت اتفاقيات سياسية واقتصادية وتنموية عدة، وسعى لإقناع الرؤساء بالوقوف إلى جانب "القضية الفلسطينية" ونصرتها، ومساندة القضايا الإسلامية، كما نظّم المؤتمر الإسلامي الثالث في مكة المكرمة عام 1401هـ/1982م، ودعم منظمات العمل الإسلامي. وفي عهده تأسس "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" في 1401هـ/1981م وكانت المملكة إحدى الدعائم الرئيسة في تأسيسه.

وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز

إعلان وفاة الملك خالد 

توفي الملك خالد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية في 21 شعبان 1402هـ/13 يونيو 1982م عن عمر ناهز الحادية والسبعين، وصُلّي عليه في الرياض، ودفن في مقبرة العود، بعد سبع سنوات قضاها في تطوير وبناء المملكة في مختلف مجالات التنمية، وفقًا لمعايير الحضارة المدنية مع المحافظة على ثوابت الدولة السعودية ونهجها الإسلامي، واعتلت المملكة في عهده مكانةً في السياسات العربية والإسلامية، وحكم البلاد بعده ولي عهده الملك فهد بن عبدالعزيز.

عائلة الملك خالد وأبناؤه 

تزوج الملك خالد في عمر مبكر وأصبح أبًا قبل العشرين من عمره، ورُزق بعدد من الأبناء، هم الأمراء: بندر، وعبدالله، وفهد، وفيصل، وست بنات هن الأميرات: موضي والجوهرة ونوف وحصة ومشاعل والبندري.

الأوسمة والتكريمات للملك خالد بن عبدالعزيز

مُنح الملك خالد جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام في 1401هـ/1981م، واختير رجل العالم لعام 1396هـ/1976م، كما مُنح الميدالية الذهبية للسلام في مؤتمر القمة الإسلامي الثالث الذي عقد في المملكة عام 1401هـ 1981م، وحصل على عدد من الأوسمة، منها: 

وشاح زائير الكبير، بمناسبة زيارة رئيس جمهورية زائير للمملكة في 1394هـ/1974م.

وسام الاستحقاق العالي المدني، بمناسبة زيارة ولي عهد إسبانيا للمملكة 1394هـ/1974م.

وسام النجمة الأفريقية والوشاح الأكبر، أثناء زيارة الرئيس الليبيري للمملكة في 1394هـ/1974م.

قلادة الحسين بن علي، بمناسبة الزيارة الملكية إلى الأردن في 1395هـ/1975م. 

وسام أمية الوطني والوشاح الأكبر، بمناسبة الزيارة الملكية إلى سوريا في 1395هـ/1975م.

الوشاح الأكبر لجمهورية النيجر، أثناء زيارة الرئيس النيجيري للمملكة في 1396هـ/1976م.

قلادة مبارك الكبير، بمناسبة الزيارة الملكية للكويت في 1396هـ/1976م. 

 قلادة الاستقلال، بمناسبة الزيارة الملكية لقطر في 1396هـ/1976م. 

وسام آل نهيان الأكبر، بمناسبة الزيارة الملكية إلى أبو ظبي في 1396هـ/1976م.

وسام نهضة عمان، أثناء الزيارة الملكية إلى عمان في 1396هـ/1976م.

وسام بهلوي مع القلادة، بمناسبة الزيارة الملكية إلى إيران في 1396هـ/1976م. 

قلادة النيل العظمى، أثناء الزيارة الملكية إلى مصر في 1395هـ/1975م.

 نيشان باكستان المؤلف من قطعتين، بمناسبة الزيارة الملكية إلى باكستان في 1396هـ/1976م.

وسام جوقة الشرف ذو الرصيعة الكبرى، بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة في 1397هـ/1977م.

الوشاح الكبير، بمناسبة زيارة الرئيس الموريتاني للمملكة في 1396هـ/1976م.

أعلى وسام من الشيح اللامع، بمناسبة زيارة الرئيس الصيني للمملكة في 1397هـ/1977م.

وشاح الشرف الأعلى للمحرر الأكبر سيمون بوليفار، بمناسبة زيارة الرئيس الفنزويلي للمملكة في 1397هـ/1977م. 

قلادة إيزابيلا الكاثوليكية الكبرى، بمناسبة زيارة ملك إسبانيا للمملكة في 1397هـ 1977م. 

وسام مونو ذو الرصيعة الكبرى، بمناسبة زيارة ملك التوجو للمملكة في 1397هـ/1977م.

الوشاح الأكبر ليوبارد، بمناسبة زيارة الرئيس الزائيري للمملكة في 1399هـ/1978م.

الوشاح الأكبر لمدينة بات، بمناسبة زيارة ملكة بريطانيا للمملكة في 1399هـ/1979م.

وسام الشرف الأكبر، من غينيا تقديرًا لجهود الملك والدور الذي يؤديه في الساحة الإسلامية والعالمية.

وسام الهلال الأكبر لجزيرة أنجوان، بمناسبة زيارة رئيس جزر القمر للمملكة في 1399هـ/1979م.

الوسام المحمدي الكبير، بمناسبة الزيارة الملكية للمغرب في 1399هـ/1979م.

وسام الزهرة القومية الأعلى، بمناسبة زيارة الرئيس الكوري للمملكة في 1400هـ/1980م.

وشاح الصليب الأكبر بدرجة خاصة، بمناسبة الزيارة الملكية إلى ألمانيا في 1400هـ/1980م. 

كيانات تحمل اسم الملك خالد بن عبدالعزيز 

حملت مرافق وقطاعات عدة اسم الملك خالد تقديرًا لإنجازاته، ومنها: مطار الملك خالد الدولي في الرياض، ومدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن، وجامعة الملك خالد في أبها، ومستشفى الملك خالد الجامعي، كما أنشئت من بعده "مؤسسة الملك خالد الخيرية" لرفع المستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمهني في المملكة.