الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (1340-1426هـ/1921- 2005م)، هو خامس ملوك المملكة العربية السعودية، بعد والده الملك عبدالعزيز، وإخوته سعود وفيصل وخالد، وأوّل من لُقّب بخادم الحرمين الشريفين، حكم المملكة العربية السعودية 24 عامًا، بدأت عام 1402هـ/ 1982م، بعد أخيه الملك خالد، وانتهت عام 1426هـ/ 2005م، تولى الحكم بعده ولي عهده الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
هو فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي من بني حنيفة من بكر بن وائل من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وهو النجل التاسع للملك المؤسس عبدالعزيز بن الإمام عبدالرحمن، والأول لأمه الأميرة حصة بنت أحمد بن محمد بن أحمد السديري. سكن أجداده مدينة الدرعية التي أسسها مانع المريدي جد آل سعود.
مولد الملك فهد ونشأته
ولد الملك فهد عام 1340هـ/ 1921م بمدينة الرياض في قصر الحكم في الديرة، الذي جدده الملك المؤسس عبدالعزيز عام 1328هـ/1910م، وكانت فترة مولده هي الفترة التي كان فيها الملك عبدالعزيز يعمل على توحيد الكيان السعودي وضم مناطق شبه الجزيرة العربية إلى حكمه، وبداية استقرار الأمن والسلام، وتحقيق الوحدة الوطنية، تحديدًا عندما تمكّن والده من ضمّ آخر إقليم في نجد إلى حكمه، ثم توالت الانتصارات في معارك التوحيد الحاسمة. وعند بلوغه 11 عامًا أُعلن عن توحيد الجزيرة العربية باسم المملكة العربية السعودية وتسمية والده ملكًا عليها.
مسيرة الملك فهد التعليمية
التحق الملك فهد بن عبدالعزيز في عمر السادسة بأول مراحله التعليمية في مدرسة القصر، وهي مدرسة تأسست في الطابق العلوي إلى جوار مكاتب الملك عبدالعزيز. وهي غرفة واسعة الأرجاء يدعم سقفها ثلاثة أعمدة. وهي غير المدرسة القديمة التي تأسست في نهاية قصر الديرة من الغرب بجوار مخازن القصر، وتقع في الدور الأرضي من القصر، ودرس بها الجيل الأول من أبناء الملك عبدالعزيز: الأمير محمد والملك خالد والأمير سعد والأمير ناصر والأمير عبدالله، وعدد من الأمراء وبعض الأتباع. وكان يدرّس فيها أستاذ يتقن فنون التعليم والخط والفنون الشائعة آنذاك، وهو "محمد الحساوي"، من أهل الرياض. ويطلق عليه لقب "الحساوي" لكثرة زياراته وأسفاره للأحساء وبلدان الخليج، إلى جانب مدرّسي المدرسة الأولى: محمد بن عقيف وعبدالرحمن بن عقيف.
ثم أمر الملك عبدالعزيز في 1354هـ/ 1935م بإنشاء مدرسة الأمراء في القصر، وعهِد بأمرها إلى الأستاذين أحمد العربي، وحامد الحابس. وفي عام 1356هـ/ 1937م أُسندت إدارة تلك المدرسة إلى "عبدالله خياط" فاختار معه عددًا من الأساتذة، منهم "أحمد علي الكاظمي"، و"صالح خزامي"، واستقبلهم الملك عبدالعزيز بنفسه عند افتتاح المدرسة بنظامها الجديد، وأبلغهم بما يريده لتعليم أبنائه، وأنه يريد قبل كل شيء الاهتمام بالقرآن الكريم والكتابة ثم بقية الدروس.
انتقل الملك فهد في صباه إلى المعهد السعودي العلمي، وهو معهد أنشأه الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1344هـ/ 1925م، على إثر ضم الملك عبدالعزيز الحجاز إلى بقية أجزاء المملكة، وكان الغرض من إنشائه سد احتياج المدارس الابتدائية من المعلمين والمؤهلين. فهو أول مؤسسة تعليمية سعودية خرّجت عددًا من الأفراد الذين لعبوا دورًا جيدًا في تطور التعليم في المملكة فيما بعد. وأعلن عن افتتاح هذا المعهد في الجريدة الرسمية عام 1345هـ/ 1926م. وكان هذا المعهد يشتمل على أقسام ليلية للموظفين الذين لا تسمح ظروف عملهم بمواصلة دروسهم نهارًا. وكان منهج هذا المعهد يشتمل على دراسة القرآن الكريم والتجويد ودروس العقيدة والإملاء والحساب والقراءة والمحادثة والإنشاء وقواعد اللغة العربية والخطابة والجغرافيا والأخلاق، وسنن الكائنات، أي العلوم، وغيرها.
الملك فهد في صباه
أبدى الملك فهد بن عبدالعزيز في شبابه ومنذ طفولته الأولى شغفًا بالتقاليد المتوارثة في الأسرة السعودية الكبيرة، فكان شغوفًا إلى حد كبير برياضة الفروسية وحب الخيل والتعلق بها، وإعداد مرابط لها، حتى كان إذا ذُكر له فرس أصيل يحاول شراءه وإعطاء مالكه أي ثمن يطلبه مقابل ذلك. وكان يمتطي الخيل في سن مبكرة، ويشارك إخوته وأعمامه في السباق الذي يقام بين فترة وأخرى في حضرة والده الملك المؤسس في مضمار الخيل القديم، والذي يقع خلف بوابات الرياض الشرقية مباشرة. ومن ضمن هواياته في شبابه، والتي احتفظ بها حتى بعد توليه للمناصب الرسمية الرحلات البريّة، إذ كان يخرج إليها مع الأصدقاء والمقربين منه، خصوصًا في موسم الربيع. ومن الأماكن المحببة إليه التنهات، والصمان، وأم رقيبة.
المهام والمناصب الأولى للملك فهد بن عبدالعزيز:
المهام والأعمال الدبلوماسية
عهِد الملك عبدالعزيز إلى ابنه الملك فهد في شبابه بمهام رسمية مبكرة، كان أولها وهو لم يتجاوز الـ 24 من العمر، ثم استمر تكليفه من قِبل إخوته الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، ومن تلك المهام:
16 رجب 1364هـ/ 26 يونيو 1945م، عضوية الوفد السعودي برئاسة الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى المؤتمر الأول لمنظمة الأمم المتحدة والتوقيع على ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية.
10 صفر 1365هـ/ 13 يناير 1946م، شارك والده أثناء زيارته لدولة مصر، في حين قلّده الملك فاروق الوشاح الأكبر من نيشان النيل.
19 شوال 1370هـ/ 1950م، توفي الملك عبدالله بن الحسين، ملك المملكة الأردنية، فبعثه الملك عبدالعزيز نيابة عنه لحضور الصلاة عليه والمشاركة في مراسم العزاء مع رؤساء الوفود العربية التي شاركت في دفنه وتقديم العزاء لذويه.
1372هـ/ 1952م، بعثه والده الملك عبدالعزيز ليمثّل المملكة العربية السعودية في حفل تتويج ملكة بريطانيا، وفي العام نفسه رافق الرئيس اللبناني كميل شمعون أثناء زيارته للمملكة.
21 جمادى الأولى 1374هـ/ 15 يناير 1955م، شارك في الدورة التاسعة للمؤتمر الثقافي لجامعة الدول العربية، وافتتح الاجتماع الذي عُقد في جدة، وترأس الوفد السعودي إلى اليمن في شعبان/ أبريل من العام نفسه.
27 صفر 1379هـ/ 31 أغسطس 1959م، رئاسة وفد المملكة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في مدينة الدار البيضاء.
1 ربيع الأول 1380هـ/ 23 أغسطس 1960م، ترأس الوفد السعودي المشارك في اجتماعات مؤتمر وزراء الخارجية العرب.
6 رمضان 1384هـ/ 8 يناير 1965م، ترأس الوفد السعودي المشارك في مؤتمر رؤساء حكومات الدول العربية الذي عقد في جامعة الدول العربية بمدينة القاهرة، وفي شهر ذي الحجة/ أبريل من العام نفسه ترأس الوفد السعودي في المؤتمر الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة.
26 محرم 1385هـ/ 27 مايو 1965م، ترأس الوفد السعودي المشارك في الدورة الثانية لمؤتمر رؤساء الحكومات العربية المنعقد بالقاهرة.
2 رجب 1387هـ/ 5 أكتوبر 1967م، ترأس وفد المملكة في زيارة إلى دولة فرنسا بهدف توثيق العلاقات السعودية الفرنسية.
4 ربيع الآخر 1388هـ/ 29 يونيو 1968م، ترأس الوفد السعودي في زيارة إلى دولة الصومال.
4 جمادى الأولى 1388هـ/ 29 يوليو 1968م، ترأس الوفد السعودي في زيارته إلى تركيا، والوفد السعودي في زيارة إلى لبنان في 9 جمادى الأولى/ 3 أغسطس من العام نفسه.
28 رجب 1389هـ/ 9 أكتوبر 1969م، ترأس الوفد السعودي إلى بريطانيا، وفي العام نفسه ترأس الوفد السعودي إلى الولايات المتحدة الأمريكية 2 شعبان/ 13 أكتوبر، كما ترأس الوفد السعودي إلى بريطانيا للمشاركة في المحادثات المتعلقة بمستقبل منطقة الخليج العربي بعد انسحاب بريطانيا.
17 جمادى الأولى 1390هـ/ 20 يوليو 1970م، ترأس الوفد السعودي في المحادثات السعودية اليمنية بجدة، والوفد السعودي في المحادثات السعودية البريطانية في لندن في 7 شوال/ 5 ديسمبر من العام نفسه.
27 ربيع الآخر 1391هـ / 20 يونيو 1971م افتتاح مؤتمر ميثاق التضامن الإسلامي.
25 ذي الحجة 1393هـ /18 يناير 1974م، ترأس الوفد السعودي إلى ليبيا.
14 جمادى الأولى 1394هـ / 4 يونيو 1974م، ترأس الوفد السعودي خلال زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
8 ذي القعدة 1395هـ /11 نوفمبر 1975م، ترأس الوفد السعودي إلى الإمارات العربية المتحدة.
29 ذي القعدة 1395هـ / 2 ديسمبر 1975م، ترأس الوفد السعودي إلى جمهورية مصر العربية.
18 محرم 1401هـ / 25 نوفمبر 1980م، ترأس الوفد السعودي في مؤتمر القمة العربية الـ 11 في الأردن.
ريادة النهضة التعليمية في السعودية
أنشئت وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليا) في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز، وعُيّن الملك فهد - وكان أميرًا آنذاك - وزيرًا لها في 18 ربيع الآخر 1373هـ/ 24 ديسمبر 1953م، وكان بذلك أول وزير للمعارف في تاريخ المملكة، حيث كانت تشرف على الشؤون التعليمية دائرة حكومية تسمى "مديرية المعارف". وشهد قطاع التعليم منذ توليه الوزارة نهضة تعليمية شاملة، بدأها بالتخطيط المنظم للبنية الأساسية للتعليم، وأنشأ أول جامعة سعودية هي جامعة الملك سعود عام 1377هـ/1957م، فالملك فهد يعد رائد مسيرة التعليم المنظمة في المملكة.
وزارة الداخلية
عين الملك فهد وزيرًا للداخلية في 3 جمادى الآخرة 1382هـ/ 31 أكتوبر 1962م. وعندما تولى أمر الوزارة أعاد تنظيمها تنظيمًا شاملًا وفقًا لما وصلت إليه المملكة من تطور في جميع المجالات، واهتم بكلية قوى الأمن الداخلي وأصبحت "كلية الملك فهد الأمنية"، وأنشأ عددًا من المعاهد المتخصصة التي كانت خطوة مهمة في تطور تاريخ وزارة الداخلية.
النائب الثاني للملك فيصل بن عبدالعزيز
في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز عيّن الملك فهد - وكان أميرًا آنذاك - نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، إلى جانب عمله في وزارة الداخلية، وذلك في 27 جمادى الآخرة 1387هـ/ 1 أكتوبر 1967م .
ولاية العهد
اختار الملك خالد بن عبدالعزيز الملك فهد - وكان أميرًا آنذاك - ليكون وليًا للعهد في 13 ربيع الأول 1395هـ/ 25 مارس 1975م. وشملت مسؤولياته آنذاك الرئاسة العليا لعدد من المجالس والهيئات المهمة في المملكة، منها: المجلس الأعلى للبترول والمعادن، المجلس الأعلى للجامعات، الهيئة الملكية للجبيل وينبع، اللجنة العليا لسياسة التعليم، المجلس الأعلى لرعاية الشباب، اللجنة العليا لشؤون الحج، الهيئة الملكية لتطوير المدينة المنورة، اللجنة العليا للإصلاح الإداري.
الملك فهد ملكًا للمملكة العربية السعودية:
تولي مقاليد الحكم في المملكة
بعد وفاة الملك خالد بن عبدالعزيز بُويع الملك فهد ملكًا للمملكة العربية السعودية في 21 شعبان 1402هـ/ 13 يونيو 1982م، وبدأت في عهده مرحلة جديدة من بناء الدولة السعودية، مرحلة نهضة وازدهار في جميع المجالات، الاجتماعية والإدارية والاقتصادية والعلمية والثقافية والدينية.
استهل الملك فهد ولايته بزيارة لبيت الله الحرام والطواف به، وانطلاقًا من رغبته في خدمة الحرمين الشريفين جاء قراره التاريخي بالتخلّي عن جميع الألقاب واختيار "خادم الحرمين الشريفين" لقبًا له. وأعلن هذا القرار رسميًّا في الخطاب الذي ألقاه في حفل افتتاح تلفزيون المدينة المنورة في 24 صفر عام 1407هـ/ 27 أكتوبر عام 1986م، وطلب فيه استبدال لقب "صاحب الجلالة" بلقب "خادم الحرمين الشريفين". ويعد الملك فهد أول من اتخذ لقب "خادم الحرمين الشريفين" رسميًّا في الحكم السعودي على امتداده في المراحل الثلاث.
وبدأ الملك فهد مرحلة تأسيسية جديدة للمملكة، حيث أحدث تغييرات دستورية وأصدر أربعة أنظمة، شكّلت الأساس الذي بنيت عليه السياسة الداخلية للدولة، حيث أصدر في 27 شعبان 1412هـ/ 1 مارس 1992م ثلاثة أنظمة، هي: النظام الأساسي للحكم، نظام مجلس الشورى، نظام المناطق، تبعها إصدار نظام مجلس الوزراء في 3 ربيع الأول 1414هـ/ 20 أغسطس 1993م.
تنظيم السياسة الخارجية للدولة
بعد تولي الملك فهد الحكم حدّد المبادئ التي تقوم عليها سياسة المملكة الداخلية والخارجية، وأوضح أبرز المنطلقات في خطاب ألقاه في 3 شوال 1402هـ/ 23 يوليو 1982م. كان من أبرز سمات سياسة الملك فهد الخارجية السياسة الجادة المعتدلة، فلا انحراف ولا غلو ولا تهاون في الإيمان بالمبادئ والثوابت، كما حرِص على اتباع الأسلوب الدبلوماسي وتجنب الضجيج ورفع الشعارات، إلى جانب الإعلان عن الخطوات السياسية بشجاعة واقتدار من خلال الثوابت التي ارتكزت عليها تلك السياسة، مما أكسب المملكة مكانة مرموقة دوليًّا، والإيمان بالسلام العالمي المبني على العدل والإنصاف.
رفضت سياسة المملكة اللجوء إلى القوة كأداة تنفيذية، وفي الوقت نفسه دعت إلى الإيمان بحق الدفاع عن النفس من أجل الحفاظ على المصالح العليا، والاعتماد على أسلوب الحوار والمفاوضات لتحقيق الأهداف، ومعارضة سياسة التكتلات والأحلاف العسكرية أو الانحياز لأي طرف من الأطراف المتنازعة على النفوذ في العالم، وانتهاج سياسة حُسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة. وفي المقابل ترفض رفضًا تامًا أي تدخل في شؤونها من قِبل أي طرف خارجي، والرفض التام للتدخل الأجنبي بمختلف أشكاله في شؤون ومصائر الدول. كما تسعى لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان من العالم، واتباع سياسة استراتيجية تدريجية، وفي الوقت نفسه حازمة ورادعة ضد أي تجاوز.
مسيرة التنمية في عهد الملك فهد:
تأسيس بنية تحتية وتنفيذ خطط تنموية
أشرف الملك فهد - حينما كان أميرا - على تنفيذ خطة التنمية الثانية عام 1395 هـ/ 1975 م عندما كان وليًّا للعهد في عهد الملك خالد، حيث أشرف على تأسيس بنية تحتية كاملة، كانت تهدف إلى تسريع التطوير وربط الدولة المترامية الأطراف بأحدث شبكات النقل في العالم وأكثرها كفاءة. وبعد تولي الملك فهد الحكم استكمل مشاريع البنية الأساسية التي بدأها في عهد الملك خالد، وتمثّلت في تطوير المدن والقرى من خلال مخططات شاملة، وإنشاء شبكات الطرق والجسور والأنفاق والاتصالات والتوسع في إنشاء محطات تحلية المياه المالحة. وحلت المملكة في عهده في المركز الأول بين دول العالم في تحلية مياه البحر، حيث وصل إنتاجها إلى أكثر من 743.6 مليون غالون من المياه العذبة يوميًّا من 27 محطة تحلية، إلى جانب تطوير الزراعة وتحسين أوضاع الموظفين، ووضع قواعد جديدة للرواتب، إضافة إلى تطوير الموانئ والمطارات والتوسّع في إنشاء الجامعات والمدارس والعديد من الإنجازات الضخمة.
استمرت خطط التنمية وتصحيح مسار الاقتصاد بما يتفق مع المتغيرات الجديدة، منها: خطة تنويع مصادر الدخل المحلّي بدلًا من الاعتماد على البترول فقط، والذي بدأت أسعاره في الانخفاض. وتحملت المملكة الكثير من أجل تحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، كما حرصت حكومة الملك فهد على تنويع القاعدة الاقتصادية، حيث تضاعف الناتج المحلي غير النفطي في تلك الفترة أكثر من خمس مرات، وبلغ معدل النمو السنوي للقيمة المضافة للصناعات التحويلية 8% في المتوسط، وازداد حجم الإنتاج الزراعي بنحو خمسة أضعاف من حيث القيمة المضافة، مما يؤكد التوجه الحكومي نحو تحقيق مستوى ملائم من الإنتاج المحلي للغذاء، إلى جانب تعزيز دور القطاع الخاص، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الخاص في عهد الملك فهد بمعدل نمو يبلغ نحو 5.8% في المتوسط، كما ارتفع حجم الاستثمار السنوي للقطاع الخاص من 5 مليارات ريال في 1401هـ/ 1981م، إلى 64.2 مليار ريال في 1420هـ/ 1999م.
حققت الدولة في عهد الملك فهد للمواطنين ارتفاعًا ضخمًا في مستوى المعيشة وحجمه، ومُنحت الأراضي للعائلات والجامعيين، كما اتسع العمران وبني الكثير من المنازل في عهده، عبر ما قدمته الدولة للمواطنين من تسهيلات في القروض والمساعدات، وتأسست في عدد من مناطق المملكة مدن صناعية ومصانع حديثة، ومُنحت تسهيلات تجارية بهدف توفير المنتجات والخدمات وفرص العمل.
نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي
من الإنجازات الاقتصادية في عهد الملك فهد تحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع الصناعي ضمن خطط التنمية الخامسة، وأهمها خطة تنويع البنية الاقتصادية، وتقليل الاعتماد على النفط الخام بصفته مصدرًا وحيدًا للدخل آنذاك. وباعتبار أن الصناعة هي خيار المستقبل مقارنة بالبدائل الأخرى ركّزت حكومة المملكة في بداية عام 1400هـ/1980م على تقديم مجموعة من الحوافز والدعم للصناعة الوطنية، بالإضافة إلى إقامة منتجات صناعية معينة، وخاصة في القطاعات التي تتميز فيها المملكة، مثل الصناعات البتروكيماوية حيث تتوافر المواد الأوليّة، وقُدمت كل التسهيلات والإمكانات إلى القطاع الخاص لمساعدته على النهوض وأداء دوره في عملية التنمية الصناعية. وكانت السياسة الصناعية للمملكة في تلك الفترة تعتمد ركائز أساسية، هي حماية الصناعة الوطنية، وإقامة الصناعات الأساسية الثقيلة، وتنمية الصناعات البتروكيماوية والاهتمام بالصناعات التحويلية الأخرى، وإنشاء المدن الصناعية، واستثمار رأس المال الأجنبي، وتقديم القروض الصناعية، ودعم تدريب الأيدي العاملة الصناعية، والإعفاءات والحماية الجمركية، وتشجيع الصادرات الوطنية.
كانت استراتيجية التنمية الصناعية تستهدف تطوير وتحقيق الاستفادة من الموارد المحلية، سواء البشرية أو الطبيعية أو المالية، وزيادة إسهام الناتج الصناعي في تكون الناتج المحلي الإجمالي مع التخفيف التدريجي من روابط الصناعة الخلفية مع القطاع النفطي، وزيادة قدرة السوق المحلية على إفراز الفرص الاستثمارية، وتحقيق أقصى حد للقيمة المضافة للموارد الطبيعية وخاصة النفط والغاز الطبيعي عبر إقامة مراحل التصنيع المختلفة للاستفادة من هذه الموارد، وتطوير القدرات التكنولوجية للاقتصاد الوطني، ونمو القطاع الصناعي وزيادة إسهامه في الناتج المحلي، وتنويع مصادر الدخل الوطني.
ونتيجة لهذه الأهداف والسياسة المتبعة حقّقت المملكة قفزة كبيرة في مجال التصنيع، بحسب ما أظهرته الإحصائيات عن حجم الإنجاز في مجال الصناعة، حيث بلغ حجم الاستثمارات الصناعية في 1426هـ/2006م نحو 9.1 مليارات ريال، وفي العام نفسه بلغ الإنتاج الصناعي 80 مليار ريال، في حين كانت قيمة الصادرات الصناعية تبلغ 25 مليار ريال شاملة منتجات سابك من الصناعات البتروكيماوية، كما بلغ عدد المصانع 3306 مصانع عام 1428هـ/2007م.
تنظيم الشؤون العسكرية والأمنية
اهتم الملك فهد منذ مبايعته ملكًا بتطوير منظومة القوات المسلحة عِدةً وعتادًا، وعلميًّا وفنيًّا، حيث بدأ في عهده التطور الفعلي للقوات المسلحة السعودية بجميع قطاعاتها. ويتمثّل هذا التطوّر في إعادة تنظيم وزارة الدفاع والطيران ورئاسة هيئة الأركان العامة، واستحداث قيادات جديدة للقوات البريّة والجويّة والبحريّة والدفاع الجوي، مع تخصيص ميزانيات مستقلة لها، بهدف ضمان استمرار تقدمها وتمكينها من تنفيذ خططها، وإعادة بناء القوة البشرية المسلحة من خلال توسيع الكليات والمعاهد والمدارس ومراكز التدريب العسكرية الجديدة، لاستيعاب أكبر عدد من المجندين والشباب المتعلم في مختلف مناطق المملكة، وإرسال البعثات العسكرية للالتحاق بالكليات والمدارس العسكرية المتقدمة في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وغيرها.
كما بدأ إنشاء المدن العسكرية والقواعد الجوية والبحرية ومجموعات الدفاع الجوي، ومباني مشروعات الكليات والمجمعات الطبيّة التي تضم القيادات والإسكان والمرافق العامة والخدمات، مثل: المدارس والمساجد والمراكز الصحية المتقدمة، ومراكز التدريب العسكري والمهني، وبناء مقر وزارة الدفاع والطيران ومركز عمليات الدفاع الوطني، مما كان له الأثر الكبير في رفع درجة الاستعداد والقدرات العسكرية للقوات المسلحة، وبناء المستشفيات العسكرية الكبرى في المدن الرئيسة وتجهيزها بالمعدات الطبية المتقدمة وتشغيلها وصيانتها، والتدريب الطبي والفني للسعوديين عليها، لتقديم الخدمات الطبية لأفراد القوات المسلحة وعائلاتهم، وإنشاء أسطول جوي للإخلاء الطبي الجوي تعمل على تشغيله كفاءات سعودية، كما أنشئت أكاديمية طبية في المجمع الطبي في مدينة الملك فهد العسكرية، وافتُتحت المراكز الصحية في المعسكرات والمجمعات السكنية ومستشفيات الميدان المتقدمة.
وشهد عهد الملك فهد بناء نُظم جديدة للدفاع، مثل نظام القيادة والسيطرة ومركز الدفاع الوطني، ومراكز القيادة والسيطرة لفروع القوات المسلحة، إلى جانب نُظم المعلومات المالية والإدارية والتموين، وهي في مجموعها تكوّن نظامًا دفاعيًّا متقدمًا، واعتماد برنامج التوازن الاقتصادي مع الدول المصدّرة للسلاح وأنظمة الدفاع بما ينفق 35% من قيمة عقود التسليح والمشروعات الدفاعية في المملكة بموجب مشروعات صناعية متقدمة مشتركة مع القطاع الأهلي السعودي والمؤسسة العامة للصناعات الحربية، وكانت خطوة متقدمة في نقل التقنية العالية لم يسبق المملكة فيها إلا قليل من الدول، وتوسيع القاعدة الصناعية للمصانع الحربية وتحويلها إلى مؤسسة عامة للصناعات الحربية لتمكينها من المشاركة مع القطاع الخاص في التصنيع المشترك.
كما بدأ إنشاء إدارة مركزية للأشغال العسكرية وإدارات في فروع القوات المسلحة للتشغيل والصيانة والإدارة للمدن والمرافق والقواعد العسكرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي بإدارة كفاءات سعودية مؤهلة وبأعلى المستويات الهندسية ونظم الإدارة والتشغيل والصيانة، وإنشاء إدارة عامة للمساحة العسكرية تعمل على رسم الخرائط العسكرية الجوية والبحرية والتنسيق مع إدارة المساحة في الدولة وتدريب العاملين فيها، وإنشاء إدارات متخصصة تهتم بالجندي السعودي في القوات المسلحة لرفع الجانب الديني والمعنوي، مثل إدارة الشؤون الدينية للقوات المسلحة، إضافة إلى إنشاء إدارة لشؤون المتقاعدين تهتم بشؤون الضباط والأفراد العسكريين عند إحالتهم للتقاعد ورعاية شؤونهم وتقديم الخدمات التي يحتاجونها بعد التقاعد.
نهضة تعليمية
شهد مجال التعليم في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز عناية خاصة بوصفه اللبنة الأساسية لبناء المواطن والوطن. وتتابعت العناية بقطاع التعليم عبر خطط التنمية الخمسية للمملكة حتى بلغ إجمالي عدد الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام والعالي (بنين وبنات) لعام 1424 – 1425هـ أكثر من 5 ملايين وثلاثمئة ألف طالب وطالبة، يقوم على تعليمهم نحو 440 ألف معلم ومعلمة.
وبلغ عدد الطلبة المنتسبين لوزارة التعليم (التربية والتعليم في حينها) عام 1424هـ/2004م أكثر من 2,539,188 طالبا، يشرف على تعليمهم 196,019 معلمًا، تضمهم 14,612 مدرسة، فيما بلغ عدد الطالبات في مختلف مراحل التعليم 2,311,467 طالبة، يقوم على تعليمهن نحو 220 ألف معلمة في 15,800 مؤسسة تعليمية، وتضم جامعات المملكة 11 كلية لإعداد المعلمين والمعلمات، والكليات التقنية والصحية 317 كلية، يدرس بها 455 ألف طالب وطالبة، يشرف على تدريسهم نحو 23 ألف عضو هيئة تدريس.
إنجازات تاريخية للمملكة في عهد الملك فهد:
تعزيز التضامن الإسلامي والوحدة العربية
ساند الملك فهد القضايا العربية والإسلامية، انطلاقًا من مسؤولية المملكة عقيدةً وتاريخًا تجاه العرب والمسلمين، ومن أبرزها القضية الفلسطينية، وتعددت أشكال المساندة تجاه هذه القضية، مثل الدعم الإعلامي، حيث سُخرت جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتأييد القضية الفلسطينية وتبيان الحق الفلسطيني في الأرض، إلى جانب الدعم المادي عبر عدد من اللجان التي شُكّلت في مناطق المملكة لجمع التبرعات، والدعم التعليمي والتربوي عبر تسهيل فرص التعليم لأبناء المقيمين الفلسطينيين في جميع مراحل التعليم، إلى جانب الدعم الصحي، والخدمات الدينية والاجتماعية، والدعم السياسي الذي توّجه الملك فهد بمبادرة السلام التي عرضها في شوال 1401هـ/ أغسطس 1981م، وأُيدت في مؤتمر القمة العربية 12 في دولة المغرب عام 1402هـ/ 1982م.
كما ساند قضية البوسنة والهرسك في محاولة استقلالها وحربها مع جمهورية الصرب، حيث كانت المملكة أول دولة من دول العالم تعترف رسميًّا باستقلال البوسنة والهرسك وسيادتها في 1413هـ/ 1992م، وكان ذلك دافعًا على الاعتراف بها من قِبل الدول الإسلامية الأخرى، وإعلان الوقوف مع الشعب البوسني عبر المساعدات المادية والإنسانية. كما دعم الملك فهد قضية مسلمي إقليم كوسوفو ضد جمهورية الصرب حيث بادر بتكوين اللجنة السعودية المشتركة لإغاثة شعب كوسوفو، شملت مدّ جسر جوي لتوفير الاحتياجات الغذائية والصحية، وإنشاء المخيمات، وكفالة الأيتام، وإنشاء مستشفى ميداني، ومراكز صحية وما يلزمها من سيارات إسعاف وأدوية ومستلزمات طبية، وتبني برامج تعليمية ودعوية. وبعد الانتهاء من الحرب تكفّلت اللجنة الإغاثية بوضع خطة عودة اللاجئين وإعادة إعمار المساجد والمنازل وبناء الجسور والمراكز الثقافية والمدارس.
كان للملك فهد دور بارز في إغاثة دولة الصومال وتخفيف المأساة الإنسانية على إثر الحرب الأهلية التي توسّعت آنذاك وخلّفت الكثير من الأضرار على الشعب الصومالي، حيث شاركت المملكة بقيادة الملك فهد في مؤتمر المصالحة الصومالية في جيبوتي في 1412هـ/ 1991م، ثم استضافت جلساته الختامية في السعودية، كما دعمت المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية لتمكينها من أداء دورها في حل المشكلة الصومالية، إلى جانب تنفيذ برامج إغاثية، ودعم البرامج والمشروعات التعليمية والاجتماعية والتنموية. كما كان للملك فهد دور في إنهاء الحرب الأهلية في لبنان، حيث عقد مؤتمر الطائف في 1 ربيع الأول 1410هـ/ 30 سبتمبر 1989م، بين القوى المتنازعة ووقعت وثيقة الوفاق الوطني التي انتهى بموجبها الصراع في لبنان.
ساعدت المملكة في عهد الملك فهد دولة أفغانستان على تحرير أراضيها من الاحتلال السوفيتي (الاتحاد السوفيتي سابقًا)، حيث كانت أول دولة تعترف باستقلال أفغانستان في 1410هـ/ 1989م. وبعد خروج قوات الاتحاد السوفيتي ساهم الملك فهد في إيقاف الصراع الداخلي بين القوات الأفغانية وتحقيق المصالحة بينهم، ودعاهم إلى الاجتماع في مكة المكرمة في 18 رمضان 1413هـ/11 مارس 1993م، حيث وُقعت اتفاقية الصلح والسلام، إلى جانب دعم المملكة للشعب الأفغاني ماليًّا ومعنويًّا واجتماعيًّا وصحيًّا من خلال بناء المساجد والمدارس، وكفالة الأيتام. كما ساند الملك فهد مسلمي الشيشان وحثّ المجتمع الدولي على بدء المفاوضات وإنهاء الأزمة فيها، إلى جانب ما قدّمه من دعم مادي ومعنوي على جميع الأصعدة. ولم تقتصر مساهمات ودعم الملك فهد للقضايا الإسلامية على الدول فقط، بل امتدت إلى جميع الأقليات المسلمة في أنحاء العالم، من خلال دعم حقوقها السياسية، وتقديم الدعم الفكري والتعليمي، وتمكين وفود الأقليات من أداء الحج والعمرة، وتزويدها بنسخ من المصحف الشريف وترجمات معاني القرآن، إلى جانب ما قدمته المملكة من التبرعات المالية.
التعاون الخليجي
برز اسم الملك فهد بن عبدالعزيز في تحرير دولة الكويت، بعد غزو القوات العراقية لها في فجر 11 محرم 1411هـ/ 2 أغسطس 1990م، بسبب خلاف حدودي بين البلدين، فكان للملك فهد دور بطولي في تحرير الكويت من الغزو وإعادة الأمن والاستقرار لها، إذ بدأت المملكة فور إعلان العدوان على الكويت بالتحرك الدبلوماسي والمساعي السلمية، بدءًا بالجامعة العربية لاحتواء الأزمة منذ بدايتها، وبعد تأخر التحرّك العربي اتجهت المملكة إلى الساحة الدولية وإلى مجلس الأمن وأُصدرت على إثر هذا التحرك قرارات متعلقة بأزمة الخليج وعددها 12 قرارًا، عبّرت بإرادة جماعية لتحرير الكويت إقرارًا لمبدأ الشرعية الدولية، وأهمها القرار 678 في نوفمبر 1990م القاضي باستخدام القوة العسكرية.
نجحت المملكة في الحصول على تأييد القمة العربية المنعقدة في القاهرة في 1411هـ/ 1990م، لإرسال قوات عسكرية من مصر وسوريا والمغرب، كما سعت المملكة لإشراك قوات إسلامية باكستانية وبنغالية وأفغانية، ثم اتخذ الملك فهد قرارًا تاريخيًّا يقضي بدخول قوات التحالف الدولية إلى المملكة، بهدف صدّ العدوان وتحرير الكويت، وإعادة الحكومة الشرعية للكويت، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، وشُنت عملية "عاصفة الصحراء" في 1 رجب 1411هـ/ 17 يناير 1991م واستمرت 42 يومًا تمكّنت خلالها القوات المشتركة من تحرير الأراضي الكويتية ورجوع الحكومة الشرعية للبلاد.
التوسعة الكبرى للحرمين الشريفين
منذ مبايعة الملك فهد بن عبدالعزيز ملكًا على المملكة حرِص على توفير الرعاية لحجّاج بيت الله الحرام وزوّار المسجد النبوي، وزار المدينة المنورة في محرم 1403هـ / أكتوبر 1982م، فأمر بوضع دراسة لتوسعة المسجد النبوي توسعة كبرى، تستوعب أكبر عدد ممكن من المصلين، وفي يوم الجمعة 9 صفر 1405هـ/ 2 نوفمبر 1984م، وضع الملك فهد حجر الأساس لهذه التوسعة، وبدأ العمل في هذا المشروع في 6 محرم 1406هـ/ 20 سبتمبر 1985م، بتشكيل لجنة تنفيذية برئاسة أمير المدينة المنورة آنذاك، الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، للإشراف على المشروع ومتابعته. بدأت أولى خطوات التنفيذ باستملاك العقارات، وشُكلت لجان لتقدير ثمنها وتعويض أصحابها، ومن ثم إزالتها. وفي منتصف 1410هـ /1990م كانت البنية الأساسية قد اكتملت، وكان توجيه الملك فهد أن تُنجز التوسعة على أرفع مستوى، وبسرعة قياسية، وأن تُؤمن للحجاج والمعتمرين كل الخدمات المطلوبة، مع المحافظة على سلامتهم من أي أذى أثناء الأعمال الإنشائية لهذه التوسعة،. افتتح في موسم حج 1412هـ /1992م معظم أجزاء التوسعة للمصلين، وفي العام التالي جُهّز سطح التوسعة للصلاة فيه.
يتكوّن مشروع توسعة المسجد النبوي من مبنى التوسعة وسطحه وعدد من الساحات، تبلغ المساحة الكلية لها 400500 م2، تستوعب ما يزيد عن مليون مصلٍ في أوقات الذروة. ويتضمن مبنى التوسعة قبوًا بمساحة الدور الأرضي للتوسعة، خُصص لأجهزة التكييف والتبريد والخدمات الأخرى، وزُوّد المبنى بـ 27 قبة متحركة، يبلغ قطر كل واحدة منها 18م، تغطي مساحة 323 م2، تتوفر لها خاصية الانزلاق على مسارات حديدية مثبتة فوق سطح التوسعة، تعمل بطريقة التحكم عن بُعد. كما اشتملت التوسعة على سبعة مداخل رئيسة في الجهات الشمالية والشرقية والغربية، ويحتوي كل مدخل رئيسي على خمسة أبواب متجاورة، بالإضافة إلى بوابتين جانبيتين، يوجد مدخلان رئيسان بالجهة الجنوبية للتوسعة، يحتوي كل مدخل منها على ثلاثة أبواب متجاورة، إضافة إلى 10 أبواب جانبية و12 بوابة للسلالم المتحركة التي تؤدي إلى سطح التوسعة. يبلغ مجموع الأبواب الخشبية الخارجية للتوسعة 142 بابًا، منها 65 بابًا كبيرًا، كما يوجد ثمانية عشر سلمًا، وستة مبانٍ للسلالم المتحركة تحتوي على 24 سلمًا. وفي وسط الناحية الشمالية للتوسعة يوجد مدخل "الملك فهد بن عبدالعزيز"، وهو المدخل الرئيسي للتوسعة، تعلوه سبع قباب، وعلى كل جانب من جانبيه مئذنة بارتفاع 105م، يبلغ مجموع المآذن بالمسجد النبوي، بما فيه التوسعة، عشر مآذن، ست منها جديدة، تتوزع المآذن على الأركان الأربعة للتوسعة، مع وجود مئذنتين على جانبي المدخل الرئيسي.
أما المسجد الحرام فقد أمر الملك فهد في عام 1406هـ/1986م بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة لتهيئته للمصلين، وكانت شبكات الكهرباء المنتشرة فيه تعوق المصلين، فأمر الملك فهد أن تُجمع جميع شبكات الكهرباء في قِباب جميلة الشكل. وقد بلغت مساحة السطح 61.000 م2، تتسع لـ 90 ألف مصل، كما أمر بإنشاء 5 سلالم كهربائية بالمسجد الحرام، لتسهيل الصعود والنزول إلى السطح والطابق الأول، كما تم بناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال. وفي 2 صفر 1409هـ/ 13 سبتمبر 1988م وضع الملك فهد حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية، بعد 4 سنوات من انطلاق العمل في توسعة المسجد النبوي، ليجري العمل في التوسعتين في وقت واحد. ويقع مشروع توسعة الملك فهد في الناحية الغربية بالمنطقة التي كانت تعرف بالسوق الصغير، الواقعة بين باب العمرة وباب الملك عبدالعزيز. ويتألف مبنى التوسعة من القبو، والطابق الأرضي، والطابق الأول، وقد صمم وتم بناؤه على أساس تكييف شامل كامل، وعُمل له محطة مركزية للتكييف في حي أجياد، كما رُوعي في الأقبية تركيب جميع العناصر الضرورية، من تمديدات وقنوات وعمل فتحات في قواعد الأعمدة المستديرة، لامتصاص الهواء الساخن وفتحات أعلى الأعمدة المربعة، حيث يُضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية.
أُضيف في التوسعة 14 بابًا، ليصبح مجموع أبواب المسجد الحرام 112 بابًا، بعضها يشتمل على ثلاث أو أربع فتحات، وبُني مبنيان للسلالم الكهربائية في شماله وجنوبه، وسلّمان داخليان، وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية في المسجد الحرام 9 سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة في أنحاء مبنى المسجد الحرام. وفي 1411هـ/1991م جُهزت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام للصلاة، وبُلّطت برخام بارد ومقاوم للحرارة، تبلغ مساحتها الإجمالية 88.000 م2. وفي 1415هـ/ 1994م بدأت توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول، وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا، وفي 1417هـ/ 1996م أُزيلت بعض المباني حول منطقة المروة وضُمّت إلى التوسعة حتى صارت مساحة المنطقة 375 م2، كما تمت توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وصنعت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة. وفي 1418هـ/ 1997م أنشئ جسر الراقوبة الرابط بين سطح المسجد الحرام ومنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام، كما تمت توسعة الممر الملاصق للمسعى، الذي يُستعمل للطواف بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى، فأصبح عرضه 9 أمتار و20 سم، ويبلغ طوله 70 مترًا. وفي العام نفسه جُدد غطاء مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلوري القوي المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم عليه السلام.
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
رأى الملك فهد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف، وإلى ترجمة معانيه بمختلف اللغات، والعناية بعلومه، واستشعارًا منه بدوره في خدمة الإسلام والمسلمين، وبأهميَّة خدمة القرآن الكريم من خلال جهاز متخصِّص ومتفرِّغ لذلك العمل الجليل، وَضع حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة المنورة في 16 محرم 1403هـ/2 نوفمبر 1982م، وافتتح رسميًا في 6 صفر 1405هـ/ 30 أكتوبر 1984م، وتتولى الإشراف على المجمع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومعالي وزير الشُّؤون الإسلاميَّة والدَّعوة والإرشاد هو المشرف العام على المجمَّع ورئيس هيئته العليا، ويتابع تنفيذ سياسات المجمع وتحقيق أهدافه أمانة عامَّة ينهض بمسؤوليتها الأمين العام للمجمع المكلف.
يعمل المجمع على طباعة المصحف الشريف بالروايات المتواترة في العالم الإسلامي، وتسجيل تلاوة القرآن الكريم بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وترجمة وطباعة معاني القرآن الكريم وتفسيره إلى أهم اللُّغات وأوسعها انتشاراً، والعناية بعلوم القرآن الكريم وتحقيق نفائس المصنفات التي تخدم هذه العلوم، والعناية بالبحوث والدِّراسات الإسلاميَّة المتعلِّقة بالقرآن الكريم وعلومه، والوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمَّع المختلفة، ونشر إصدارات المجمَّع على الشبكات العالميّة، وعلى مختلف البرامج والتطبيقات. تُقدر مساحة المجمع بـ250 ألف م2، ويعد وحدة عمرانية متكاملة في مرافقها؛ إذ يضمُّ مسجدًا، ومباني للإدارة، والصيانة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والمكتبة، والعيادة الطبية، والخدمات المساندة الأخرى، إضافة إلى ما يخص مبنى المستودعات الجديد، وما يخص المكتبة الجديدة لإدارة الشؤون العلمية.
تطوير المشاعر المقدسة
بدأ الاهتمام بالمشاعر المقدسة وتطويرها منذ عهد الملك المؤسس، غير أن مشروع خيام منى المطورة الذي استُحدث في عهد الملك فهد يعد أضخم مشاريع تطوير المشاعر المقدسة، تسهيلًا لحجاج بيت الله وفق أعلى معايير السلامة، سخّرت المملكة إمكاناتها لتوفير الخيام المطورة ضمن تطوير مشاعر الحج، وهي مصنوعة من الأنسجة الزجاجية المغطاة بمادة "التفلون" المقاومة للحرارة العالية والاشتعال، والتي ينعدم منها انبعاث الغازات السامة، حيث استخدم في الخيام أفضل التقنيات الحديثة في مراحل التصنيع والتنفيذ، ويرتبط بعضها ببعض بواسطة ممرات، وتحاط كل مجموعة خيام بأسوار معدنية تضم أبوابا رئيسة وأخرى للطوارئ.
ويتخلل المخيم ممرات تم رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، وأخذ بعين الاعتبار مرونة أجزائها للتشكيل والتركيب، تبلغ أبعاد الخيمة النمطية 8 × 8 أمتار، كما استخدمت خيام بمقاسات تتراوح ما بين 6 × 8 و 12 × 8 أمتار. ويشتمل مشروع الخيام على شبكة للتكييف وخراطيم للمياه داخل المخيمات، وصناديق يحتوي كل منها على خرطوم بطول 30 مترًا، إضافة إلى طفايات للحريق موزعة بالممرات داخل المخيم، بمعدل صندوق لكل 100 متر طولي للاستخدام عند الحاجة حتى وصول الدفاع المدني.
وتمتد الخيام على مساحة 2,500,000 م2، وتستوعب نحو 2,600,000 حاج، وبهذا يصبح في مشعر منى أكبر مدينة خيام في العالم. ويقوم مشروع تطوير المشاعر على أسس الأمن والسلامة والملاءمة للمحيط العام، فالخيام مزودة بالتكييف إلى جانب مقاومتها للعوامل المناخية، وملاءمة شكلها للطابع الإسلامي، ومرونة أجزائها للتشكيل والتركيب. كما تم توفير دورات المياه وأماكن الوضوء وسط المخيم، وتجهيزات توزيع الطاقة الكهربائية والمطبخ، ومكب للنفايات، وزوّدت كل خيمة برشاشات للمياه تعمل بشكل تلقائي بمجرد استشعارها للحرارة، وبمجرد انبعاث المياه من هذه الرشاشات يصدر صوت جهاز الإنذار في خيمة المطوف، للتنبيه إلى الخطر، حيث تتوفر خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال بمنى بسعة 200 ألف متر مكعب، تغذي شبكة إطفاء الحريق بأقطار مناسبة مع ما يلزمها من محابس وقطع، حيث بلغ إجمالي طول هذه الشبكة 100 كلم، من المواسير، بأقطار تتراوح ما بين 250 ملم، و700 ملم، تضم 800 محبس و740 فوهة للحريق.
شخصية وصفات الملك فهد:
الفكر والحنكة السياسية
تميزت شخصية الملك فهد بالحنكة السياسية المبنية على حسن المعاملة والمنطق والقيادة الحكيمة والراشدة وإدارة الأزمات والخبرة السياسية، واتخاذ القرارات اللازمة في وقتها، ومخاطبة الناس على قدر مستوياتهم، ومراعاة الأعراف والتقاليد واللهجات، وعدم بناء المواقف السياسية على الانفعال ورد الفعل، والصبر على الأذى، والمحافظة على الثوابت والتسامح وسعة الصدر حتى مع المخالفين. شهدت فترة حكم الملك فهد الكثير من التحديات الإقليمية والدولية، بالتزامن مع ما شهده العالم من متغيرات واضطرابات متسارعة، استطاع الملك فهد مواجهتها والتعامل معها من خلال الخبرة السياسية والحنكة الدبلوماسية. وإلى جانب الحكمة في السياسة الخارجية والقدرة على مواجهة الخطوب والتحديات، اتسمت فترة حكم الملك فهد بالعمل الدؤوب على تحقيق السلام العالمي المبني على الحق والعدل والمساواة وبذل الجهود في سبيل خدمة التضامن العربي والإسلامي، وتقديم العون والمساعدة لكل من يحتاج في دول العالم.
كان الملك فهد رجل دولة من الطراز الأول، وسياسيًّا حاذقًا موهوبًا، وقائدًا لمسيرة بلاده في التنمية، وصوتًا رائدًا للتضامن العربي والإسلامي، وزعيمًا دوليًّا معتدلًا يعمل في سبيل تحقيق السلام القائم على العدل لجميع الأمم، كما أن له رؤيةً خاصة في المشكلات العالمية ومواقفَ مشهودة في الأحداث العامة، ودورًا بارزًا ومكانة مرموقة، حيث استطاع أن يضع لنفسه منزلة عالية بين الزعماء المعاصرين ومن لهم وزن في الرأي العام، فعندما حدثت حرب الخليج الثانية المتمثلة في غزو دولة الكويت وقف وقفةً حازمة أنهى بها الاعتداء، وأثبت في مواجهتها حنكة سياسية وأصالة رأي استطاع به تحويل مسار الأحداث.
الالتزام بالدين والقيم الأخلاقية
استمد الملك فهد من بيت والده ومجالسه العامرة بصفوة الرجال خصالاً وسجايا حميدة، فانغرست فيه خلاصة خبرة التعامل الإنساني بينه وبين المحيطين به والعاملين بحضرته ومع عامة الشعب. كان تاريخ الملك فهد وسيرته مليئة بالمواقف الإنسانية اللافتة مما لا يمكن حصره، تظهر جليًّا فيما يذكره أنجاله وأحفاده من عطفه وأبوته، فكان لطيفًا معهم ومعلمًا في الوقت نفسه، يأخذ بالأساليب النافعة فيما يتعلق بالتعامل مع الناشئة، ويتجلى هذا في سائر معاملاته وأحاديثه مع عامة الناس، فهو شديد في مواضع تقتضي استخدام الشدة، ولين حكيم متأنٍ كلما كان الأمر موضع اللين والرويّة، وهذه صفة تظهر حتى في المواقف الصعبة التي مرت بها الدولة، بما يعكس بوضوح إنسانية الملك فهد بن عبدالعزيز وخصاله الحميدة.
وكانت معاملته سلسة مع المواطنين، مسؤولين وغير مسؤولين، ويتضح ذلك حتى مع الصغار من أبناء الدولة، يبرز هذا في زياراته التي كان يقوم بها في مدارس المملكة عندما استلم أول حقيبة من حقائب المعارف في بداية تشكيلها، كما يبرز مدى الذكاء الكبير في تعامل قائد من قادة الأمة مع الجيل الناشئ، وطرائق أحاديثه معهم، فهو يشعرهم أثناء الحوار معهم بأهميتهم، وأهمية ما يتلقونه من معارف وعلوم في مدارسهم.
جوانب من حياة الملك فهد:
العائلة والأبناء
تزوج الملك فهد في عمر السادسة عشرة من ابنة عمه "الجوزاء بنت عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود"، ثم تزوج من ابنة عمه الأمير تركي بن عبدالله بن سعود آل فيصل، ثم تزوج من ابنة من أخواله آل السديري، ثم العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، وأنجبت له عددًا من البنين والبنات، هم: فيصل، محمد، سعود، سلطان، خالد، العنود، لولوة، لطيفة، الجوهرة، ثم تزوج الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم وأنجبت له عبدالعزيز.
كان الملك فهد عطوفًا حنونًا ومتسامحا في تربية أبنائه، يعفو كثيرًا ويحرص على مشاعر الآخرين، كما كان حريصًا على غرس القيم الإسلامية والعربية الأصيلة فيهم، سلوكًا وأفعالا، وكانوا يرون مساعدته للمحتاجين وعدم رده لأي سائل إضافة إلى محبة الناس، فتعلم أبناؤه هذه الأفعال واتخذوا منه قدوة حسنة في هذه السلوكيات والأفعال الطيبة. وفي الجانب التعليمي كان مهتمًا بتعليمهم ويتابع ذلك بحرص ويوجههم إلى اتباع كل سلوك طيب، كما أولى كافة أبنائه الكثير من الرعاية والمحبة وحثّهم على مواصلة طلب العلم.
كما كان حريصًا على الثقافة الدينية ويتابع المكاسب العلمية لأبنائه بشكل يومي، إذ يسأل عما تلقوه من العلوم ويحرص على النظر في واجباتهم المدرسية وسماع رأي المدرسة والمعلمين عنهم، والمتابعة الشخصية عبر الهاتف أو إرسال من يسأل عن أبنائه في المدرسة، وعن سلوكياتهم ومدى الاستجابة لأهداف المدرسة. وبحسب ما يذكره أبناء الملك فهد فقد كان يجتمع معهم لتوجيههم إلى أهمية العلم والأخلاق والتعامل مع الآخرين، واحترام من يصاحبهم وعدم التقليل من قيمة الآخرين مهما كانت مكانتهم. وكان حريصًا أن يزرع فيهم الاعتدال والتوازن في التعامل الاجتماعي.
وفاة الملك فهد:
إعلان وفاة الملك فهد
توفّي الملك فهد بن عبدالعزيز في يوم الاثنين 26 جمادى الآخرة 1426هـ/ الأول من أغسطس 2005م وصُلّي عليه في جامع الإمام تركي في مدينة الرياض، ودُفن في مقبرة العود بالرياض، بعد ربع قرن قضاها ملكًا للمملكة العربية السعودية، وبُويع على الحكم من بعده الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (ولي العهد آنذاك).
معرض "الفهد روح القيادة"
تنظم مؤسسة الملك فهد الخيرية معرضًا لتاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز "الفهد.. روح القيادة"، يقدم توثيقًا تاريخيًّا كاملًا لرحلة الملك فهد بن عبدالعزيز وإنجازاته على كافة الأصعدة، المحلية والخليجية والعربية والدولية، إضافة إلى حياته الشخصية، وهذا التوثيق يتم تقديمه بأسلوب احترافي يراعي التناسق في المراحل والتواريخ والمحتوى، فضلاً عن استخدام وسائل التقنية الحديثة للعرض بأسلوب تشويقي للزوار. كما أن المعرض موجه للأجيال الحالية من الشباب للتعرف على سيرة ملوكهم وقادتهم، والظروف التي عاشوها، والإنجازات التي حققوها لشعوبهم ودولهم.
كانت أولى محطات معرض "الفهد روح القيادة" في مدينة الرياض في عام 1436هـ/ 2015م، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. والمحطة الثانية لمعرض "الفهد روح القيادة" بمدينة جدة في منطقة مكة المكرمة في نهاية عام 1437هـ/ 2015م، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة. والمحطة الثالثة لمعرض "الفهد روح القيادة" بمدينة الظهران في المنطقة الشرقية في عام 1437هـ/ 2016م، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية. والمحطة الرابعة لمعرض "الفهد روح القيادة"، والأولى خارجيا في دولة الكويت في عام 1440هـ/ 2019م، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة
