قصر الحكم

قصر الحكم هو قصر تاريخي ومَعلَم سياسي، وأحد أهم المزارات السياحية ومواقع المناسبات في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. يشغل مساحة 11,500م2 في منطقة قصر الحكم، الواقعة وسط العاصمة. عُرف باعتباره مقرًّا لحكام أئمة الدولة السعودية الثانية، بدءًا بالإمام تركي بن عبدالله آل سعود، ووصولًا إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.

وقضى الملك عبدالعزيز في القصر أكثر من 30 عامًا، قبل أن ينتقل إلى قصر المربع عام 1357هـ/1938م، بعد عقود كان فيها القصر مسكنًا لأئمة وملوك الدولة السعودية.

ويتميز قصر الحكم بإطلالته على كل جهات مدينة الرياض القديمة. وعلى الرغم من ارتباطه بالدولة السعودية إلا أن نواته الأولى بنيت في عام 1160هـ /1747م، قبل نحو 79 عامًا من اتخاذ الرياض عاصمة للدولة السعودية الثانية عام 1240هـ/1824م. 

شُيد القصر لزيادة تحصينات مدينة الرياض، أثناء حملات الدولة السعودية الأولى لضمها. في عهد الدولة السعودية الثانية، بعد أن استقر الحكم للإمام تركي بن عبدالله جعل الرياض عاصمته، وأعاد بناء القصر واستقر فيه، متخذًا منه مقرًّا أساسيًّا لإدارة الدولة وتسيير شؤونها. 

وتوسع قصر الحكم وزادت تحصيناته في عهد الإمام فيصل بن تركي، وبنى له ممرًا يصله بجامع الإمام تركي بن عبدالله، استُخدم سكنًا لأئمة الدولة السعودية الثانية وموقعًا لاستقبال الوفود، كما حوى دارًا للضيافة، وبقي القصر مقرًّا للحكم إلى عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وقد عُدّ في عهده أكبر بناء في مدينة الرياض.

أعاد الملك عبدالعزيز بدوره بناء القصر عام 1329هـ/1911م للمرة الثانية منذ تشييده، واعتمد بناؤه على مواد اللبن والطين، واكتسب طابع العمارة النجدية بزخارفها الهندسية، ووُضعت له أسوار وأجنحة إضافية، وثلاثة جسور تصله بكل من جامع الإمام تركي، الناحية الشمالية للقصر، بيوت العائلات وقصر الإمام عبدالرحمن بن فيصل.

وصلت الكهرباء إلى قصر الحكم عام 1350هـ/1931م، وفي عام 1408هـ/1988م، خضع القصر لأعمال التطوير والترميم من قبل الهيئة الملكية لمدينة الرياض، ليتكون من ستة طوابق في ناحيته الجنوبية، وأربعة أبراج في نواحيه مع آخر إضافي في الوسط، بينما تحوي الناحية الشمالية منه خمسة طوابق. للقصر مدخلان رئيسان، يطل المدخل الملكي الخارجي على ساحة الصفاة ويؤدي نحو بهو مفتوح بثلاثة ممرات واسعة، يأخذ الانتقال بينها مسارًا أفقيًّا نحو الدور الأول، ورأسيًّا باتجاه الأدوار العليا.

يقع في الدور الأول من قصر الحكم مكتب للملك، ومجالس تابعة للمكتب، إضافة إلى مكتب أمير منطقة الرياض وجناح خاص به، ومكتب نائبه وجناحه الخاص، كما يضم مجلسًا ملكيًّا بمساحة 2000م2 ارتفاعه 14 مترًا، لجوانبه صفوف من أعمدة غُطيت بالرخام، أما الجدران فتزينها الزخارف التقليدية، إلى جانب صالة طعام رئيسة بمساحة 1120م2. أما الأدوار العلوية من القصر فتحوي مكاتب إدارية وقاعات للاجتماعات والمحاضرات.