الأمثال الشعبية في منطقة المدينة المنورة

الأمثال الشعبية في منطقة المدينة المنورة، هي أحد عناصر الثقافة الشفهية في المجتمع، تصور البيئة الاجتماعية والحضارية والثقافية في منطقة المدينة المنورة التي تتوسط الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، وهي أقوال شائعة لا تنسب إلى شخص محدد أو زمن محدد، وتشكل السمات العامة لثقافة المنطقة وأساليب المعيشة فيها، والموقع الجغرافي للمنطقة.

تتأثر الأمثال الشعبية في منطقة المدينة المنورة بالسياق الجغرافي، ولكثرة الجبال والأودية التي يشاهدها المرء باتجاه الغرب في المملكة، بما فيها منطقة المدينة المنورة، تكثر الأمثال الشعبية التي تقتبس ألفاظها من التضاريس الطبيعية مثل الجبال والأودية، على سبيل المثال، يُضرَب مثل "أثقل من جبل أحد" كنايةً عن ثقل البقاء مع شخص مكروه، وجبل أحد من أشهر المعالم الإسلامية والسياحية المرتبطة بالسيرة النبوية وتاريخ أحداثها.

ومثل معظم مناطق المملكة تحكي بعض الأمثال الشعبية في منطقة المدينة المنورة سمات التجارب الإنسانية، على سبيل المثال، يُضرب مثل "رِجل في عويرض ورِجل في المنصلخة"، في إشارة إلى شخص يصعّب أداء المهام على نفسه، فيبدو مجازًا كما لو أنه وضع إحدى قدميه في عويرض وهي أعلى قمة جبل في محافظة العُلا، ووضع قدمه الأخرى في المنصلخة وهو جبل يقع أسفل حرّة عويرض.

تتميز منطقة المدينة المنورة بتنوع الأمثال الشعبية، إذ تشتمل على بيئات حضرية وقروية وبدوية، ولوجود بعض بلدانها في الصحراء وبعضها على ساحل البحر الأحمر، كما أنها تزخر بمعانٍ إنسانية وأدبية وأخلاقية مستمدة من روح التصور الإسلامي أولاً، ومن خبرات وتجارب المسلمين الوافدين من بيئات مختلفة أيضًا، إذ يكثرون في حاضرة المدينة المنورة لوجود المسجد النبوي الشريف، ويقيمون هناك لفترات متفاوتة، ومن الأمثال في المدينة المنورة: "جلد ما هو جلدك.. جرُّه على الشوك"، ويضرب في الإنسان الذي لا يحسن التعامل مع أموال وممتلكات الآخرين، ويستعمله بعضهم في تبرير سلوكهم السيئ إذا كان الضرر لا يعود عليهم بل على غيرهم جراء هذا السلوك، و"العود على ما انحنى عليه"، وفيه حث على التربية والتعليم في الصغر، وأن المرء إذا كبر وقد اكتسب طباعًا حسنة أو سيئة فإنها تثبت ويصعب التحول عنها، و"خذ.. وخلّ"، أي خذ شيئًا واترك شيئًا آخر، ويضرب للذي يعطيك من العلوم والأخبار ما هو صحيح وغير صحيح، وما يستحق العناية وما لا يستحقها، وعليك أن تحكِّم عقلك في كل ما تسمع منه، وتأخذ ما كان معقولًا وتترك ما عدا ذلك.