جبل أُحُد، هو أحد الجبال الشهيرة في المدينة المنورة غربي المملكة العربية السعودية، يُمثّل مَعلمًا تاريخيًّا وجغرافيًّا، ويبعد عن المسجد النبوي الشريف 4 كلم، عنده وقعت معركةُ أُحُد في بدايات الإسلام بين المسلمين وقريش، احتضنت أرضه 70 شهيدًا من الصحابة، في مقدمتهم الصحابي حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه، عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، المعروف في الإسلام باسم سيد الشهداء.
أهمية جبل أحد
يُمثّل جبل أحد واحدًا من أشهر المعالم الإسلامية والسياحية المرتبطة بالسيرة النبوية وتاريخ أحداثها، ويتدفق عليه الزوار في جميع الأوقات؛ بوصفه أحد الأماكن التاريخية الخالدة في المدينة المنورة، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "أحد جبل يحبنا ونحبه"، مما كان سببًا في اتفاق المسلمين على محبته والحرص على زيارته.
ولأهمية أحد بصفته معلمًا تاريخيًّا حظي بأعمال تطويرية ذات لمسات جمالية وإبداعية، تتعانق من خلاله الهندسة الضوئية الليلية مع الجمال الطبيعي للجبل، إذ استحدثت في محيطه إنارة تستلهم تصاميمها من شروق الشمس على قمم الجبال، كما اعتني بالمسارات المحيطة بالجبل من حيث التنظيم، لتسهيل حركة الزوار والتنقل من وإلى المكان.
شهرة جبل أحد
ارتبط تاريخ جبل أُحُد بالمعركة التي دارت بين المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقريش ومن أطاعها من قبائل كنانة وتهامة، بقيادة أبي سفيان بن حرب، في السنة الثالثة من الهجرة، وعدد المسلمين فيها ألف رجل، بينما يصل عدد مقاتلي قريش وحلفائهم إلى ثلاثة آلاف مقاتل.
سبب تسمية أحد
اشتهرت ثلاثُ رواياتٍ في سبب تسمية أحد، حيث ذكرت الرواية الأولى: أنه سمي بهذا الاسم لتَوَحُّدِه عن الجبال في تضاريسه، واختلافه عنها بأنه محاط بالسهول والأودية، فيما ذكرت الثانية أنه سمي باسم رجل من العمالقة اسمه أحد، وهو أول من سكنه، وبحسب الرواية الثالثة فإنه سمي بهذا الاسم رمزًا لوحدانية الله.
آثار جبل أحد
يضم أُحُد كتاباتٍ أثريةً تَظْهر من بعضها ألفاظُ الجلالة، يعود تاريخها لأكثر من خمسة قرون، وتحيط به آثارٌ تحمل عددًا من ملامح العهد النبوي، منها: مسجد الفسح الذي صلى فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الظهر والعصر يوم معركة أحد، يقع حول جبل أحد من الآثار مسجدٌ صغيرٌ في الطرف المؤدي إلى المهراس، وصله العمران الآن، وصار وسط عدد من المنازل الشعبية، تهدم أكثره، ولم يبق منه غير القليل، إلى أن أحاطته أمانة المدينة بالسياج، وجبل الرماة الذي اتخذه بعض المسلمين في معركة أحد مكانًا يرمون منه نبالهم في معركة أحد.
طبيعة جبل أحد
يرتفع الجبل عن سطح البحر أكثر من ألف متر، وتنبت فيه أكثر من ثمانية أنواع نباتية، وفيه عدد من الصخور النارية والبركانية بألوان متنوعة، يعود تاريخ بعضها إلى العصر الطباشيري، وبه تجويفات طبيعية تختزن المياه في مواسم الأمطار وتحتفظ بها حتى المواسم التالية.
يشكل أُحُد سلسلةً من الجبال المتصلة، متعددة القمم والشعب، تمتد على طول 8 كلم، وعرض 2 كلم من جهته الشرقية، وأكثر من 3 كلم في الجهة الغربية، يقع شمال المدينة المنورة على بعد 4 كلم من الحرم النبوي الشريف، ويبلغ أقصى ارتفاعٍ له عن سطح البحر نحو 1,077م.
يحتوي الجبل على عددٍ من المهاريس، مفردها مهراس، وهي تجويفات طبيعية تحتفظ بمياه الأمطار في أغلب السنة، وتقع في شعب الجرار المسمى شعب هارون، على مستوى سطح الأرض، وتكون مياهها نقيةً وعميقةً أيام هطول الأمطار، وتتلاشى تدريجيًّا ليتغير لونها وطعمها، لكنها لا تختفي حتى تهطل أمطار السنة التالية.
حدود جبل أحد
يحده من الشرق: طريق المطار، وجبل تيأب، ومدرسة محمد بن عبدالوهاب الابتدائية، ومن الجنوب: حي الشهداء، ومزارع سفح جبل أحد، ومقبرة الشهداء، ويمر بمحاذاته وادي قناة على بعد ألف متر منه، فيما يحده من الجهة الغربية: حي الطيارية، ومزارع وطريق العيون، ومن الشمال: طريق غير المسلمين، وأسواق الماشية.
الغطاء النباتي في جبل أحد
تنتشر على هضاب أُحُد أشجار ونباتات كثيرة، منها: لوز النبي، وهي نبتة صغيرة ذات أوراق عريضة يسميها العرب مصفوفة الأوراق، إضافة إلى نبات الحميض ذي المذاق اللاذع، ولا سيما أوراقه ذات اللون الزهري، ومن نباتاته أيضًا العوسج والسمر والسلم والسدر والحنظل وشوكة الإبل.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة