
جبل الملساء، هو جبل بركاني وأحدث البراكين نشاطًا في المملكة العربية السعودية، ثار وتدفقت حممه حتى وصلت إلى قرب الأطراف الشرقية للمدينة المنورة عام 654هـ/1256م، واستمر ثورانه لعدة أيام، وسارت الحمم البركانية لمسافة 23 كم.
موقع جبل الملساء
يقع جبل الملساء جنوب شرقي منطقة المدينة المنورة، تحديدًا في الطرف الشمالي الشرقي من حرة رهاط، ويبعد عنها 15 كم، يبلغ ارتفاعه 916 م فوق سطح البحر، ويعد من المعالم الجيولوجية لحرة رهاط الواقعة غربي المملكة.
ويوصف جبل الملساء بالبركان التاريخي الذي وُثق ثورانه تاريخيًّا ووصفه شهود عيان وصفًا دقيقًا، يتكون من أربعة مخاريط بركانية تُسمى "حليات اللابه" تدفقت حممها عام 654هـ/1256م، وسبق ثورانه بأيام حركات زلزالية هزت المدينة المنورة.
الحمم البركانية لجبل الملساء
تدفقت من جبل الملساء بعد ثورانه بعض الحمم البركانية، وانحدرت على اتجاهين، الأول نحو الشمال الغربي باتجاه المدينة المنورة، والاتجاه الثاني نحو الشمال، وتوقفت قبل وصولها إلى داخل المدينة المنورة، في حين استمر تدفق الحمم باتجاه الشمال، حتى وصلت إلى مجرى وادي الخنق (الشظاة قديمًا) على حافة مطار المدينة المنورة حاليًّا.
وأغلقت الحمم البركانية مجرى وادي الخنق، ونتيجة اعتراض الحمم البركانية لمجرى الوادي، كونت سدًّا تتجمع خلفه مياه الأمطار سُمي "قاع العاقول" وعند امتلاء السد تسربت مياهه عبر مجرى وادي العاقول (قناة قديمًا)، مُخترقة المنطقة الواقعة بين المدينة المنورة وجبل أحد، وصبّ بعد ذلك في وادي العقيق شمال غربي المدينة المنورة.
الأشكال البركانية لجبل الملساء
تتميز الطفوح البركانية لجبل الملساء بسوادها الشديد، وعدم تشققها وتصدعها بشكل كبير مقارنة بما حولها من طفوح بركانية، وهذا ما يستدل به على حداثة البركان، ويتشكل في البركان التاريخي معظم الأشكال البركانية من صهير بركاني، وأنابيب من الصهير البركاني، وحبال اللابة ومخاريط، منها لابات أنبوبية وحبلية تمتد مسافات طويلة.
وفي الجبل صدع طويل يمتد على هيئة أخدود، يقدر طوله ببضعة كيلومترات، ويغطي الرماد البركاني أجزاء واسعة من المناطق الواقعة حوله.
وُثق ثوران البركان لجبل الملساء تاريخيًّا في مصادر عدة، ووُصف ثورانه بدقة حسب شهود عيان، ومن تلك المصادر: كتاب الذيل، وكتاب البداية والنهاية، وكتاب تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام، وكتاب وفاء الوفاء، وكتاب خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى.
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة