تم نسخ الرابط بنجاح
saudipedia Logo
'الشبّة' في السعودية
مقالة
مدة القراءة دقيقتين

"الشبة" في السعودية، وتعرف بعدة مسميات أخرى، منها "شبة النار"، و"شبة الضو"، هي تقليد اجتماعي، يحييه السعوديون بالتجمع حول النار، بحثًا عن الدفء في ليالي الشتاء الطويلة، حين تنخفض درجات الحرارة إلى الصفر المئوي وما دونه، خصوصًا في مناطق شمالي المملكة العربية السعودية.

"الشبة" إرث عربي قديم

عرف العرب شبة النار منذ ما قبل الإسلام، واستمرت رمزًا للكرم والسخاء، ومن رموز الضيافة العربية، إذ تصاحبها قرقعة فناجيل القهوة، وأصوات دق النجر، مع تطاير رائحة العود الأزرق، فتفتح قريحة الحضور، من مختلف المراحل العمرية، لإنشاد قصائد الشعر، وتبادل الأحاديث والذكريات، والقصص، وشواهد من التاريخ، التي تحتوي على العبر، والحكم، والطرائف، والأمثال الشعبية،أو تبادل الألغاز، أو ممارسة بعض الألعاب الشعبية، مثل: الضومنة، والبلوت، والكيرم.

موسم الشبة في السعودية

يشعل السعوديون "المشب" بقطع من حطب السمر، أو الغضا، أو القرض، أو الأرطى، أو السمر، وحتى الفحم، شريطة أن يوفر الدفء، ويصدر دخانًا أقل، ويجتمعون حول شبة النار مع اشتداد البرودة خلال فصل الشتاء، خصوصًا حين تدخل فترة السعود (سعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا). ولا تنطفئ الشبة في بعض مناطق السعودية إلا في نهاية شهر مارس، مع انحسار البرودة تدريجيًا. ويزداد الإقبال عليها في عطل نهاية الأسبوع.

ولا تقتصر الشبة على ساعات الليل، فالبعض يشرع أبوابه للضيوف من بعد صلاة الفجر مباشرة، أو بعد الضحى، وربما بعد العصر، أو المغرب، أو العشاء، فيما يبقي البعض الآخر بابه مفتوحًا للضيوف والزوار على مدار 24 ساعة.

وتقام الشبة في المجالس الأسرية في البيوت، أو في أماكن مفتوحة مهيأة داخل أفنية المنازل، أو في خيام أو بيوت شعر منصوبة في المناطق الصحراوية، أو في الاستراحات المفتوحة، إذ يستقبل صاحب المكان زواره من الأهل، والأصدقاء، والجيران، والزملاء.

مشروبات ومأكولات حول الشبة في السعودية

تحضر المشروبات الساخنة، التي تعد على نيران الشبة، وبجانبها ما يعرف بـ"المعاميل"، التي تحتوي على الدلة العربية، والأباريق، لإعداد القهوة، والشاي المعتق، والحليب، خصوصًا حليب الإبل، إضافة إلى الزنجبيل، والكرك. كما تحضر بعض المأكولات، خصوصًا التمر، والكستناء (أبو فروة)، وكذلك الذرة المشوية على جمر الشبة.

فيما يفضل البعض إعداد الوجبات الثقيلة، مثل الكبسة التي قد تطبخ على نار الشبة، خصوصًا حين تكون في خيمة أو بيت شعر خلال رحلات التخييم.