صناعة دهن العود في السعودية

صناعة دهن العود في السعودية، هي عملية استخلاص دهن العود من أنواع معينة من الأشجار. وتتركز هذه الصناعة حاليًّا في مدينة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية، وتهيمن عليها شركات عائلية، تعمل في مجال تجارة العطور واستيرادها.

يُعد دهن العود أحد أنواع العطور التي تستخرج من ثلاثة مصادر رئيسة، هي: حيوانات، ونباتات، ومواد كيميائية دخلت حديثًا. ولا يعرف متى دخلت صناعة استخلاص دهن العود إلى السعودية تحديدًا، إلا أنه يُرجح أنها وفدت بداية إلى مكة المكرمة مع الحجاج الذين قدموا من مناطق جنوب آسيا، وبالتحديد من الهند، أو من البلاد المجاورة لها.

يتكون جهاز تقطير العود من ثلاثة أجزاء رئيسة، هي:

وحدة الغلي: وهي قدر معدني متوسط الحجم، تتراوح سعته بين 30 إلى 60 لترًا، له غطاء يقفل بإحكام في أجهزة التقطير التقليدية، يُسد القدر بوضع طين لزج طري حول دائرة التقاء الغطاء بالقدر، وفي الغطاء فتحة تلحم فيها بداية أنبوب التكثيف.

وحدة التكثيف: تتكون من أنبوب معدني مثبت بإحكام في غطاء القدر من أعلى، يرتفع الأنبوب عن مستوى غطاء القدر بما يتراوح بين 20 إلى 40 سم، ثم ينحني بزاوية تميل قليلًا إلى الأسفل، ويمتد عبر وحدة التبريد وينتهي خارجها، ليصب في إناء جمع ماء الورد ودهن الورد. ويُصمم هذا الأنبوب بحيث لا يتجاوز قطر بدايته ونهايته ما بين 4 - 5 سم، ثم يتسع في جزئه الذي تحيط به وحدة التبريد، ليبلغ قطره فيها نحو 12 سم، ثم يضيق قرب نهايتها تدريجيًا، ليتراوح قطره بين 2 - 3 سم.

وحدة التبريد، وهي نوعان:

النوع الأول (الأسلوب القديم) كان يُكتفى فيه بلف قطعة من النسيج والخيش مبللة بالماء حول أنبوب التكثيف، مع الاستمرار في رشها بالماء خلال عملية التقطير.

النوع الثاني: إناء معدن كبير (خزان)، تثقب فتحتان في جانبين متقابلين من جوانبه، بقدر قطر أنبوب التكثيف، وتكون إحداهما أعلى من الأخرى حسب درجة ميل أنبوب التكثيف. ويمرر أنبوب التكثيف عبر هذه الوحدة، وأثناء عملية التقطير يملأ هذا الخزان بماء بارد، ويستبدل كلما سخن، أو يُضاف إليه الثلج.

تمر عملية استخراج دهن العود بسبع مراحل:

المرحلة الأولى: انتقاء نوع العود الذي سيستخرج منه الدهن، على أن يكون العود من نوع واحد، أو من عدة أنواع مخلوطة، وهناك أنواع معينة تصلح لهذه الصناعة، لذلك لا بد أن تخضع العملية لشخص خبير متخصص، يشرف على انتقاء أنواع العود وخلط الكميات المختلفة.

المرحلة الثانية: يدق العود بقطعة خشب فوق صخرة مقورة (استبدلت حاليًا بآلات كهربائية)، حتى يصبح العود على هيئة قش ناعم.

المرحلة الثالثة: يوضع العود المدقوق مع كمية مناسبة من الماء في قدر خاص، مرتبط بجهاز تقطير محكم الغطاء، ومتصل بأنبوب تكثيف في جهاز التقطير.

المرحلة الرابعة: توقد نار هادئة تحت القدر لغلي الماء، فتتصاعد أبخرة الماء مع أبخرة دهن العود، وتدخل أنبوب التكثيف.

المرحلة الخامسة: عند نهاية أنبوب التكثيف يوضع إناء لاستقبال قطرات الماء المختلط بدهن العود المتكثف على شكل سائل، ثم يطفو دهن  العود على شكل قطرات فوق سطح الماء.

المرحلة السادسة: يُجمع دهن العود من على صفحة الماء، ويوضع في آنية محكمة الإغلاق، وتكون غالبًا قوارير زجاج كبيرة.

المرحلة السابعة: تترك القوارير ثابتة قليلاً، حتى ينفصل الدهن عما علق به من ماء، ثم يفرغ الدهن في زجاجات البيع والاستخدام. وفي بعض الحالات يترك دهن العود في أوان بلا غطاء لفترة من الزمن، حتى يتركز قوامه، وتتحسن رائحته.