الشوارع في السعودية

الشوارع في السعودية، هي شوارع ذات أسماء تقع عليها المباني السكنية أو التجارية، ويعد الشارع ضمن ستة أجزاء رئيسة للعنوان الوطني في المملكة العربية السعودية، يستدل بها للوصول إلى العناوين في الأحياء والمدن.

تسمى الشوارع من قبل وزارة البلديات والإسكان، وتمنح الأمانات والبلديات كل بيت أو محل تجاري في شارع أو زقاق رقمًا خاصًّا بطريقة منظمة، بحيث ينتهي تسلسلها ضمنه، وتوضع في مكان بارز، ولا يجوز لأي شخص أن يجري فيما يختص بعمليات المباني وغيرها أي حفر أو ردم في أي شارع عام أو ساحة عامة إلا بموجب تصريح كتابي صادر من الجهة المختصة، مبينٍ فيه الغرض من الحفر والزمن الذي يستمر فيه.

أنشأت وزارة الشؤون البلدية والقروية (وزارة البلديات والإسكان حاليًّا)، في العام 1406هـ/ 1986م، لجان التسمية والترقيم المحلية التابعة للأمانات، لتتولى اختيار أسماء الشوارع والميادين، مسترشدة بـ"معجم أسماء الشوارع" الذي شارك في إعداده أدباء ومؤرخون وأكاديميون، وتعرض اللجان أسماء الشخصيات المقترح تكريمها من أبناء الوطن، من خلال تسمية الشوارع بها، على أمراء المناطق والمحافظين قبل اعتمادها، ووجهت الوزارة حينها الأمانات والبلديات في جميع مناطق السعودية بإجراء مراجعة شاملة لجميع أسماء الشوارع واستبدال الأسماء غير المناسبة.

ويختلف اعتماد أسماء الشوارع حسب لجان تسمية الشوارع والميادين ضمن الأمانات في السعودية، على سبيل المثال، فإن لجنة تسمية الشوارع والميادين التابعة لأمانة محافظة جدة تمارس دورها وفق معايير تسمية الشوارع بحسب فئاتها المقسمة إلى ثلاث فئات، هي: أ، وب، وج. توضع أسماء شوارع فئة "أ" على الشوارع التي بين الشوارع المحورية الكبرى، وتتضمن أسماء الصحابة، وأبرز العلماء والمفكرين، وكبار الشخصيات العامة، أما شوارع فئة "ب" فتوضع أسماؤها على الشوارع البينية داخل الأحياء، التي تتضمن العلماء والمفكرين المشهود بمكانتهم العلمية والفكرية على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى الأدباء والشعراء، والشهداء الذين قضوا نحبهم أثناء أداء الواجب من مختلف القطاعات العسكرية.

وتوضع أسماء فئة "ج" على الشوارع والممرات البينية داخل الأحياء، وتتضمن الشخصيات العامة على المستوى المحلي والعالمي، من أصحاب المكانة الاجتماعية، ومشاهير التربويين، والأدباء، والشعراء، والمبدعين، والحرفيين، والمواقع والمواضع ذات الدلالة.

في عام 1443هـ/2021م، أطلقت أمانة منطقة الرياض مبادرة تعزيز البُعد المحلي في أسماء طرق وشوارع العاصمة، واستهدفت المرحلة الأولى من المبادرة 17 طريقًا في نطاق 10 أحياء في شمال وغرب مدينة الرياض، وشملت تركيب 209 لوحات ما بين جدارية، وفي الجزر الوسطية، ولوحات سهمية، إضافة إلى 16 لوحة علوية، لتسهم في تسهيل عملية استدلال السكّان عليها، والتنقل بسلاسة فيما بينها وبين الطرق المجاورة لها.

وأدرجت أمانة الرياض رمز استجابة سريعة على اللوحات، تتضمن تعريفًا مختصرًا بالمسمى، إلى جانب تمكين السكان من الاطلاع على بيانات توجيهية للشارع، ومعلومات عن الحي والبلدية التي يقع ضمن نطاقها، وموقعه في الخريطة المكانية للعاصمة، انسجامًا مع خطوات التحول الرقمي في المدينة.

يُزرَع ضمن شوارع المملكة نحو 21 نوعًا من النباتات المحلية الملائمة لتشجير الحدائق والشوارع والأفنية والساحات ومداخل المدن، وهي قائمة مُعتمدة أقرتها وزارة البيئة والمياه والزراعة.

تشهد الشوارع في السعودية أنشطة اجتماعية وثقافية وترفيهية، بعضها يكون ضمن مسيرة احتفالية واستعراضية، إذ يخرج السعوديون في مواكب احتفالية تعبيرًا عن فرحهم في مناسبات عامة، مثل الاحتفال باليوم الوطني، وفي شهر رمضان يكثر توزيع وجبات الصائمين من قبل بعض الأفراد أو مجموعات ترعاها جهات حكومية أو خيرية عند إشارات المرور وتقاطعات الطرق ومعابر المشاة، فضلاً عن المسيرات الكرنفالية، وعروض الهجانة، وعروض السيارات الكلاسيكية.

يعد شارع السويلم وسط العاصمة الرياض من الشوارع ذات القيمة والمكانة التاريخية، وارتبط الشارع بذاكرة سكان الرياض بالفرح والألعاب والهدايا، وهذا ما دفع وزارة الثقافة في 1443هـ/2021م، إلى إطلاق فعالية للاحتفال بالشارع الذي أغلق يومًا واحدًا في الأسبوع ولمدة 24 أسبوعًا، ليكون مخصصًا للمشاة فقط، وأقيمت فيه فعاليات وأنشطة ثقافية متنوعة تستهدف الأطفال والعائلة، ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030.

يعُدّ شارع قابل بمنطقة جدة التاريخية من الشوارع البارزة التي أهّلت تلك المنطقة للدخول إلى قائمة التراث العالمي، وجعلت من جدة منذ عام 1359هـ/1940م، مدينة للمال، والاقتصاد، وشاهدًا على التحول والتطور فيها، عبر سوقه بدكاكينه الصغيرة.

يشهد سوق شارع "الحَب" حراكًا تجاريًّا امتد لأكثر من 70 عاما، منحت السوق شهرة بين الأسواق الشعبية في المنطقة الشرقية (الدمام)، وتعود تسمية سوق شارع "الحَب" بفتح الحاء، إلى شارع كان يطلق عليه شارع الحَب، أو سوق "الفصفص والمكسرات"، أو صناعة "الحَب" وهو نوع من أدوات الفخار بحسب ما يروى، في حين يقول آخرون إن الشبان والفتيات المقبلين على الزواج كانوا يقصدون محلات الأقمشة والملابس والمجوهرات والذهب وفساتين الزفاف والمشالح الموجودة بنفس أمكنة الشارع، مما رسم صورة ورمزًا توحي لمسماه الحالي.