الشعاب المرجانية في السعودية

الشعاب المرجانية في السعودية، هي صخور جيرية صلبة على شكل طبقات بها تجاويف أنبوبية صغيرة تعيش فيها حيوانات مرجانية،تنتشر في المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية في البحر الأحمر والخليج العربي، وتبلغ مساحتها في المملكة العربية السعودية نحو 6,660 كم2، ويقل تنوعها في الخليج العربي بسبب قلة توافر الظروف البيئية المناسبة لنمو المرجان فيه.ويعد البحر الأحمر من أغنى بحار العالم بالشعاب المرجانية المختلفة. ويوجد 310 أنواع من الشعاب المرجانية في المياه الإقليمية للمملكة بالبحر الأحمر، بينما يوجد 60 شعبًا مرجانيًا صلبًا في مياه الخليج العربي.

تمتاز الشعاب المرجانية في البحر الأحمر بكثافتها وتنوعها، إذ يحتوي البحر الأحمر على 310 أنواع من المرجان، بينهم: 270 نوعًا من المرجان الصلب، إلى جانب 40 نوعًا من المرجان الطري. ومن أهم الأصناف الهدابي الذي ينمو قرب الساحل لتواجد البيئة الملائمة لتكاثره، وتقل الأمطار وتنعدم الأنهار وتعتدل حرارة المياه وينخفض المد والجزر. وتتكاثر الشعاب  المرجانية كلما بعدت عن مصبات الوديان التي يزيد حولها الطمي وتعكر المياه، وبعيدًا عن مواقع ازدحام المدن ومشاريع السواحل. ومن الظروف البيئية الملائمة التي زادت نمو المرجان في البحر الأحمر: اتساع الجرف القاري الضحل، ووقوع البحر الأحمر في النطاق المداري، إذ يسطع ضوء الشمس وترتفع درجة حرارة المياه وتعتدل نسبة ملوحتها وصفائها.

تكونت معظم جزر البحر الأحمر من بقايا حيوان المرجان، وتقع معظم الجزر على شعاب مرجانية وتحيطها حواجز وحلقات مرجانية تغمرها المياه عند المد وتظهر بضعة رؤوس لها عند الجزر. وتزداد الشعاب المرجانية داخل البحر كلما اتجهنا جنوبًا.

تتنوع أشكال الشعاب المرجانية في البحر الأحمر ويتخذ بعضها شكل حواشٍ مرجانية تلتصق بشطآن الجرز وحولها، وتشكلت نتيجة تجمع المرجان والمواد العضوية والكلسية، وكثيرًا ما تسبب عائقًا لحركة السفن بسبب قربها من السطح ووعورتها. ويبرز بعضها على شكل رؤوس على سطح الماء، وبعضها الآخر يتشكّل كحاجز مرجاني بعيدًا عن الشاطئ، تتخذه السفن والقوارب للرسو أو كحواجز تحميها من الرياح. وتظهر الشعاب المرجانية أحيانًا في شكل حلقات تتوسطها بحيرات ضحلة. ولا تكتمل بعض الأحيان فتصبح مشابهة للخلجان.

نظرًا لطول ساحل المملكة على البحر الأحمر الذي يصل إلى 2400 كم، ممثلًا 80% من الساحل الشرقي للبحر الأحمر، انتشرت بموازاته وحول جزره مجموعات كثيرة من الشعاب المرجانية، وهناك مجموعات متناثرة داخل البحر. وتتكاثر الشعاب المرجانية بالقرب من بداية خليج العقبة وبالتحديد بين الساحل وجزيرتي ثيران وصنافر، وبموازاة الساحل السعودي شمال البحر الأحمر، وتكثر قرب الساحل إلى مدينة  الليث، وعندها تبدأ بالتوسع والتناثر ليصل أعلى امتداد لها داخل البحر إلى 50 ميلًا بحريًا بين مدينتي القنفذة والليث ومن ثم تقترب من الساحل وجزره مجددًا حتى نهاية الساحل جنوبًا.

ومن أهم الشعاب في البحر الأحمر، شعاب: أبو شوشة، والبلد، والبهم، والشقائق، والجدير، والدرك، ومبارك، وأبو صدين، والسبعة، والشعيبة، والسفلاني، والخمسة، ونزار، والقرش، والمسماري، وأبو مدافع، والكبير، والشجعة، الجرم، الدارة، وجنابيات.

يوجد في مياه الخليج العربي نحو 60 صنفًا من المرجان، وهي قليلة في تنوعها مقارنة بالبحر الأحمر. يرجع السبب في ذلك إلى زيادة ملوحة مياه الخليج العربي واختلاف درجات الحرارة. إضافة إلى التلوث وبقايا النفط، والقضاء على الغابات القريبة من السواحل كغابات القرم والقندل (المانجروف) وكثرة الأنشطة الصناعية والسكانية على سواحل الخليج، والصيد الجائر. كما أن الشعاب المرجانية  تختنق بحركة الرمال والطمي  القادمة من  الساحل.

أصبحت مشكلة ابيضاض الشعاب المرجانية الناتجة عن زيادة الحرارة من الظواهر التي تعاني منها الشعاب المرجانية في الخليج العربي والعالم. ووصلت نسبة موت الشعاب المرجانية المحيطة بجزيرة أبو علي في الخليج العربي عام 1999م  إلى 99%، وتنطبق نفس النسبة على المرجان حول جزيرتي كران وجنا.

تعد الجزر المرجانية في الخليج العربي مثل: جزر: كران، وكرين، وحرقوص، وجنا، وأبو علي ذات منافع بيئية عالية للمنطقة. وتعتبر هذه الجزر أماكن لتكاثر بعض الحيوانات كطيور الغاق السوقطري (اللوهة)، والخرشنة (الصر)، والسلاحف البحرية في الخليج، إذ تزور ألف سلحفاة بحرية هذه الجزر سنويًا. وتتخذ السلاحف الخضراء الشعاب المرجانية موقعًا للتزاوج. ولهذه  الجزر أهمية كبيرة للصيادين، إذ يتجمع فيها مختلف أنواع الأسماك، ويشكل صيد أسماك الشعاب المرجانية 40% من إجمالي صيد الأسماك. وللجزر المرجانية أهمية سياحية باعتبارها مقصدًا لمحترفي الغوص.

من أنواع الشعب المرجانية  التي تنتشر في مياه الخليج العربي (الفشوت، والقطع، والقصار)، ومن أمثلتها في الواجهة الشمالية: قطعة خلالوه، وقطعة البلداني، وقصار أم السحال، وفشت الكاش، وفشت نجوة. وفي الواجهة الجنوبية  فشت أم جنة مقابل رأس أبو قميص.