تم نسخ الرابط بنجاح

بئر حمى

saudipedia Logo
بئر حمى
مقالة
مدة القراءة 3 دقائق

بئر حمى أو آبار حمى، هي مجموعة آبار تاريخية تقع في منطقة نجران جنوب غرب المملكة العربية السعودية، وتُعد موقعًا ثقافيًا ذا قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني؛ مما أهله للتسجيل في منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي. وتقع منطقة الفن الصخري الثقافي في حِمى على مساحة 557 كلم2، وتضم 550 لوحة فن صخري تحوي مئات الآلاف من النقوش والرسوم الصخرية.

موقع آبار حمى

تقع "منطقة حمى الثقافية" تحديدًا في موقع حمى التاريخي بمحافظة ثار شمال مدينة نجران بـ130 كلم، تزخر المنطقة بكثير من الآثار ومعالم الحضارات الإنسانية التي تحكي تاريخًا يعود إلى الألف السابع قبل الميلاد، كما في موقع حمى الذي يضم آبار حمى الست، وهي: أم نخلة، والقراين، والجناح، وسقيا، والحماطة، والحبيسة.

تاريخ منطقة بئر حمى

أسهم التعاقب الحضاري المتواصل على المنطقة في إنتاج كثير من الآثار والنقوش في مختلف مواقعها، وأمكن الوصول إلى 100 موقع شهدت حركة حضاريَّة عبر مختلف الأزمان، وأظهرت الاكتشافات الأثرية الأخيرة في المنطقة، من خلال فرق سعودية ودولية متخصصة، حضارات تعود إلى العصر الحجري، على نحو ما وصلت إليه أعمال البعثة السعودية اليابانية بالتعاون مع "الجايكا" خلال عام 2002م، التي سجلت نحو 90 نقشًا تتوزع ما بين مواقع: حمى، والعريسة، والخشيبة، والمسماة، والنصلة العليا، وكوكب، ومواقع أخرى.

تمثل "منطقة حمى الثقافية" عمقًا حضاريًا وتاريخيًا مهمًا، فهي تحيط بها منطقة جبلية قاحلة في جنوب غرب المملكة، وعلى أحد أقدم طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وتتضمن المنطقة مجموعة كبيرة من الصور المنقوشة على الصخور التي تصوِّر الصيد والحيوانات والنباتات وأساليب الحياة لثقافة امتدت على 7 آلاف سنة دون انقطاع. 

تركت حركة المسافرين والجيوش آثارًا باقية في الموقع تمثلت في كثير من الكتابات والنقوش على الصخور بعدة خطوط منها: خط المسند والآرامي-النبطي والكتابة العربية الجنوبية والخط الثمودي والكتابة اليونانية والعربية. وهناك آثار لم يجر التنقيب عنها بعد، وهي تتكون من أرجام وهياكل حجرية ومدافن وأدوات حجرية مبعثرة وآبار قديمة.

النقوش الأثرية في منطقة بئر حمى

يُعد موقع آبار حمى من أهم مواقع الرسوم والنقوش الصخرية في المملكة العربية السعودية عامة ونجران خاصة، ووجد بها نحو 13 موقعًا للرسوم والنقوش الصخرية. ويحتضن الموقع أيضًا أماكن أثرية أخرى كجبل "صيدح" وجبل "حمى" وموقع "عان جمل" و"شسعا" و"الكوكب"، الثرية بالنقوش والرسوم التي كانت من أولى محاولات الإنسان لكتابة الأبجدية القديمة.

تظل تلك النقوش والرسوم الصخرية انعكاسًا لمحاولات التواصل الإنساني من خلال اللغة ومحاولات كتابة الأبجدية التي عرفت بالخط المسند الجنوبي الذي أدت التجارة إلى انتشاره، وكان الذين يرتادون طريق القوافل يسجلون ذكرياتهم ورسومهم بالخطين الثمودي والمسند الجنوبي، وذلك على امتداد الطريق وحول مصبات المياه والكهوف وفي سفوح الجبال عند آبار حمى، التي تحيط بها الكهوف والجبال من جميع الجهات عدا الجهة الشرقية، وهي مليئة بالرسوم والنقوش الصخرية التي تشتمل على الرسوم الآدمية والحيوانية.

موقع بئر حمى في منظمة اليونسكو للتراث العالمي

من واقع القيمة التراثية للآبار، وما تجسده من إرث إنساني كبير، وافق مجلس الوزراء على طلب تقدمت به وزارة السياحة لمركز التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، في 29 ذو الحجة 1435هـ/ 23 أكتوبر 2014م، من خلال المندوب الدائم للمملكة لدى المنظمة؛ لتسجيل 10 مواقع سعودية في قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، من ضمنها موقع الفنون الصخرية في بئر حمى.

في عام 1442هـ/2021م، نجحت المملكة في تسجيل "منطقة حمى الثقافية" في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وتم تسجيلها خلال اجتماعات الدورة الـ(44) للجنة التراث العالمي المنعقدة في مدينة فوزهو في جمهورية الصين الشعبية، لتصبح سادس موقع سعودي في هذه القائمة العالمية الرفيعة، إلى جانب المواقع الخمسة المسجلة سابقًا، وهي: موقع الحِجر المدرج في قائمة التراث العالمي عام 1429هـ/2008م، ثم حي الطريف بالدرعية التاريخية عام 1431هـ/2010م، ثم جدة التاريخية عام 1435هـ/2014م، فمواقع الفنون الصخرية بمنطقة حائل عام 1436هـ/يوليو 2015م، ثم واحة الأحساء في شوال 1439هـ/يونيو 2018م.

وتحافظ آبار حمى على حضورها التاريخي كمورد تلتقي عنده أزمان الحضارات الإنسانية، ولا تزال تفيض بمائها العذب، وذلك منذ أن كانت محطة تزوِّد بالماء للقوافلَ التي نقلت البخور والبهارات والمُر من جنوب الجزيرة العربية إلى الشام ومصر وبلاد الرافدين.

مقالات ذات الصلة