منطقة نجران

منطقة نجران، هي إحدى المناطق الإدارية الـ 13 في المملكة العربية السعودية، تقع جنوب غربي المملكة، وتحدها من الشمال والشمال الشرقي المنطقة الشرقية، ومن الشمال منطقة الرياض، ومن الغرب منطقة عسير، ومن الجنوب جمهورية اليمن.

أنشئت إمارة منطقة نجران بعد توحيد المملكة،وتدير أعمالها من مقرها بمدينة نجران الواقع على طريق الملك عبدالعزيز، وتتخذ من الهوية البصرية لوزارة الداخلية شعارًا لها. ولكل إمارة أميرٌ يُعيَّن بأمر ملكي بمرتبة وزير،وفي 19 محرم 1436هـ/12 نوفمبر 2014م، صدر قرار بتعيين الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي أميرًا على منطقة نجران.

وفي 25 رجب 1438هـ/22 أبريل 2017م صدر أمر ملكي بتعيين الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز نائبًا لأمير منطقة نجران بالمرتبة الممتازة.

يندرج تحت نطاق منطقة نجران الجغرافي والتنظيمي ست محافظات، بالإضافة إلى نجران العاصمة الإدارية ومقر الإمارة، تشمل محافظات منطقة نجران فئة (أ) محافظة شرورة، فيما تضم فئة (ب) خمس محافظات، هي: حبونا، بدر الجنوب، يدمة، ثار، خباش، وتضم المحافظات مجتمعة نحو 65 مركزًا.

تأتي منطقة نجران في المرتبة الـ 11 على مستوى مناطق المملكة من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكان المنطقة نحو 592,300 نسمة بحسب إحصاءات تعداد سكان السعودية 2022، أي ما يعادل 1.8% من سكان السعودية،فيما يبلغ معدل الكثافة السكانية فيها نحو 4 أشخاص في كل كم² من أراضيها، وتصل مساحتها إلى نحو 130 ألف كم²، بما يمثل 6.6 % من مساحة المملكة.

يعتمد اقتصاد منطقة نجران على ثلاث ركائز أساسية، هي قطاعات: التجارة، والتعدين، والصناعة، ففي شمال غرب العاصمة الإدارية نجران بمحافظة ثار يوجد منجم المصانع الكبرى للتعدين، ويحتوي على احتياطي بأكثر من 8.2 ملايين طن من خام النحاس والزنك، و 4 ملايين طن احتياطي من خام الذهب في منجم قيان، إضافة إلى المدينة الصناعية بمحافظة حبونا، وتضم 27 مصنعًا منتجًا، يقدر حجم الاستثمارات الصناعية فيها بـ2.75 مليار ريال، ويتصدر قطاع التجارة الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة نجران بنسبة 24.4% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.

على الرغم من تداخل صحراء الربع الخالي في الأجزاء الوسطى والشرقية من المنطقة، إلا أنها تعد منطقة زراعية خصبة، ومصدرًا مهمًا لمحاصيل الحمضيات في المملكة، وتمثل 40% من مساحتها أراض مخصصة للاستعمال الزراعي، ويمر في أراضي المنطقة وادي نجران أحد أكبر الأودية في المملكة ويبلغ طوله 150كم، ويقسم العاصمة الإدارية إلى قسمين شمالي وجنوبي، تغطي المحميات الطبيعية 9.23% من أراضيها، ويصل أقصى ارتفاع في المنطقة إلى 2,224 مترًا فوق سطح البحر شرق محافظة ظهران الجنوب.

بيوت طينية بطراز تراثي في مدينة نجران. (سعوديبيديا)

تعد نجران إحدى مناطق الاستقرار البشري القديمة في الجزيرة العربية، إذ كانت أراضيها موطنًا للعديد من الشعوب القديمة، التي سكنت المنطقة منذ آلاف السنين، دلّ على ذلك النقوش الصخرية في منطقة حمى إحدى مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو،  والتي تتضمن مجموعة كبيرة من النقوش التي تصوِّر صيد الحيوانات، وأساليب الحياة لثقافة امتدت نحو 7 آلاف عام،  وموقع الأخدود الأثري، الذي يمتد تاريخه من الألف الأول قبل الميلاد إلى نهاية القرن الرابع الميلادي،  والتي تحتفظ بهويتها التاريخية وتضم قلاعًا ومبان حجرية ونقوشًا أثرية تحكي قصة أصحاب الأخدود المذكورة في القرآن الكريم. وقديمًا، كانت نجران تمثل محطة العبور الرئيسة لجميع طرق التجارة التي تربط جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام، وطريق قوافل تجار التوابل والبخور.

 تعكس الهوية العمرانية لمنطقة نجران مشاهد تاريخ طويل، إذ تضم 34 قرية تاريخية وقصورًا وقلاعًا قديمة، منها قصر الإمارة التاريخي الذي يعود تأسيسه لعام 1363هـ/ 1944م، إلى جانب المباني التراثية التي تعرف بالدروب الطينية وأبراج المراقبة المبنية من الطين.

وفي 21 شوال 1443هـ/24 مايو 2022؛ احتفلت منطقة نجران برعاية هيئة التراث بتسجيل "منطقة حمى الثقافية" بمنطقة نجران في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).

مبنى مطار نجران. (سعوديبيديا)

تضم المنطقة مطار نجران الإقليمي في العاصمة الإدارية نجران، ويبعد المطار عن جميع المحافظات بمسافات تتراوح بين 54 كم و326 كم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى 1,400,000 مسافر، وقد بلغت الرحلات الداخلية 5,858 رحلة عام 2022م، في حين بلغ عدد المسافرين 726,181 مسافر.

تعد منطقة نجران متمثلة في حي أبا سعود التاريخي، من أسواق الصناعات الحرفية في المملكة، إذ يضم الحي تسعة أسواق متخصصة في الصناعات الحرفية، بينها: الميزب، والمشراب، وخوص النخيل، والمحراك، والصناعات الفخارية، والحجر الصابوني، والنسيج والحياكة، إضافة إلى سوق محلية مختصة ببيع الخناجر الشهيرة بمنطقة نجران، التي يُطلق عليها محليًا اسم الجنبية.

في نجران جامعة حكومية واحدة، تقع شرق العاصمة الإدارية نجران وتحمل اسمها، وتتوزع فروعها على محافظات المنطقة.

يختلف المناخ في منطقة نجران باختلاف التضاريس، وهو بوجه عام حار صيفًا بارد شتاءً، مع تساقط الأمطار على المرتفعات، وتتراوح درجات الحرارة خلال السنة بين 14 و37 درجة مئوية، وتتأثر بالرياح الشمالية الشرقية خلال فصلي الشتاء والصيف، والرياح الشرقية والجنوبية الشرقية خلال فصل الربيع.