القوات البرية الملكية السعودية

القوات البرية الملكية السعودية، هي واحدة من القوات التابعة لوزارة الدفاع في المملكة العربية السعودية، وتحمي أمن الوطن ومصالحه من التهديدات الخارجية، وتسهم في تعزيز الأمن الوطني بالتنسيق المتكامل مع بقيّة عناصر القوى الوطنية، وهي أول قوات عسكرية نظامية سعودية، وتعد نواة القوات العسكرية في المملكة.

نشأت القوات البرية الملكية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وتشكّل أول تنظيم للقوات البرية الملكية السعودية حينئذ من جيشٍ يبلغ عدده 60 رجلاً، يعادل اليوم فصيل مشاة، ثم تطوّر الجيش، فتشكلت منه فرق محاربين تألفت من جيش رجال الحاضرة وجيش رجال البادية، وقد مثّلا معًا نواة ما أُطلق عليه وقتها الجيش العربي السعودي.

وفي عام 1348هـ/1929م، رأى الملك عبدالعزيز أن من اللازم مجاراة تنظيم وتسليح الجيوش الحديثة، وأمر حينها بتشكيل أول وحدات للجيش السعودي النظامي، وتكوّن من ثلاثة قطاعات أُطلق عليها: أفواج المشاة والمدفعية والرشاشات.

شكّل الملك عبدالعزيز عام 1348هـ/1929م، مديرية الأمور العسكرية التي اختصت بشؤون الجنود والإشراف على القوات النظامية، وفي عام 1353هـ/1933م تشكّلت وكالة الدفاع مع استمرار عمل المديرية، بعد ازدياد عدد القوات النظامية والأعباء الإدارية والتنظيمية تم تشكيل وحدات الجيش، التي انقسمت إلى: سلاح المشاة، وسلاح المدفعية، وسلاح الفرسان، كما تأسست المدرسة العسكرية في مكة المكرمة من خلال وكالة الدفاع عام 1353هـ/1933م، ثم نُقلت إلى الطائف.

تدافع القوات البرية الملكية السعودية عن أمن أراضي المملكة العربية السعودية وسلامتها، وتحميها من أي اعتداء، وتحافظ على حرية المملكة واستقرارها بما ينبع من العقيدة الإسلامية، وهي مسؤولة عن إعداد القوات البرية وتدريبها وتسليحها للعمليات الحربية، إلا في حال إسناد مهمة أخرى لها، كما تعمل على تحديد احتياجات القوات البرية، ووضع الخطط لبناء القوات وتطوير المرافق والمنشآت الخاصة بالقوات البرية.

بعض آليات القوات البرية الملكية السعودية. (واس)

تشمل الهيئات الرئيسة في القوات البرية الملكية السعودية عدّة هيئات، منها: "هيئة عمليات القوات البرية"، التي تضم: إدارة التنظيم والتسلح، والتدريب الحربي، والخطط والعمليات، ومعهد اللغات العسكرية، ومركز عمليات، وإدارة الشؤون الرياضية، بجانب هيئات أخرى، مثل: هيئة إدارة القوات البرية، وهيئة استخبارات وأمن القوات البرية، وهيئة إمدادات وتموين القوات البرية.

تشمل قيادات الأسلحة المستقلة: سلاح المشاة، وسلاح المدرعات، وطيران القوات البرية، وسلاح المدفعية، وسلاح المهندسين، وسلاح الإشارة.

ترتبط بقيادة القوات البرية الملكية السعودية: قيادة الحرس الملكي، وقيادات المناطق العسكرية، وقيادة كلية الملك عبدالعزيز الحربية، وقيادة الشرطة العسكرية، وقيادة قوة الشرطة العسكرية الخاصة بالأمن والحماية.

توجد العديد من الإدارات المرتبطة بقيادة القوات البرية، مثل: إدارة شؤون ضباط القوات البرية، وإدارة المشتريات الداخلية بالقوات البرية، وإدارة الشؤون الدينية للقوات البرية، وإدارة شؤون موظفي القوات البرية، وإدارة التخطيط والميزانية والمتابعة للقوات البرية، وإدارة تفتيش القوات البرية، والإدارة العام للشؤون المالية والميزانية للقوات البرية، وقسم الشؤون للقوات البرية.

تقع مدينة الملك فيصل العسكرية في محافظة خميس مشيط التابعة لمنطقة عسير، وقد تم إنشاؤها في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في عام 1391هـ/1971م، وتم تصميمها لتكون مدينة عسكرية متكاملة الخدمات والمرافق، لتلبية احتياجات الجيش السعودي واستضافة عائلاتهم، وتضم المدينة العديد من المناطق السكنية والمرافق العامة والخدمات، بما في ذلك: مستشفيات، ومدارس، ومراكز تجارية، وأماكن ترفيهية، وملاعب رياضية، ومساجد.

أُنشئت مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية في مدينة تبوك شمال غربي المملكة، وكان افتتاحها بحضور الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1393هـ/1973م، وتضمّ المدينة جميع المرافق التي تكفل للقوات البرية وعائلاتهم احتياجاتهم المعيشية، وتوجد في المدينة وحدات إدارية وتعليمية عسكرية، ومدارس، ومساجد، ومتنزهات، ومستشفى.

وضع الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود حجر الأساس لمدينة الملك خالد العسكرية في عام 1398هـ/1978م، بالقرب من مدينة حفر الباطن، واكتملت المدينة في عام 1404هـ/1984م، تبعها افتتاح مدينة الملك فهد العسكرية في المنطقة الشرقية.

إحدى حفلات تخريج طلبة كلية الملك عبدالعزيز الحربية. (واس)

أُنشئت عدّة كليات حكومية سعودية ومرافق تعليمية، تختص بالتعليم العالي والتدريب العسكري في المملكة العربية السعودية، وصدر نظام الكليات العسكرية بمرسوم ملكي في تاريخ 13 رجب 1397هـ/29 يونيو 1977م. 

تعدّ كلية الملك عبدالعزيز الحربية في مدينة الرياض أول كلية عسكرية تنشأ في المملكة، وهي تختصّ بالدراسات الحربية والتدريب العسكري للجيش السعودي، وتتبع القوات البرية الملكية السعودية، بدأت بمدرسة عسكرية أنشأها الجيش السعودي في مكة المكرمة عام 1354هـ/1935م، ثم نُقلت المدرسة بعد ذلك إلى مدينة الطائف في 1358هـ/1939م، وفي 7 جمادى الأولى 1375هـ/22 ديسمبر 1955م صدر أمر ملكي بإنشاء كلية عسكرية باسم كلية الملك عبدالعزيز الحربية في مدينة الرياض، وفي تاريخ 14 شعبان 1404هـ/15 مايو 1984م افتتح الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود مقر منشآت كلية الملك عبدالعزيز الحربية في بلدة العيينة شمال غربي الرياض.

تأسس معهد اللغات العسكرية في عام 1378هـ/1959م، لتعليم اللغة التي تستخدمها الدول المنتجة للأسلحة الحديثة، للمساهمة في تحسين استخدامها وإدارتها وصيانتها، وتطوّر المعهد ليشمل دورات تعليم اللغات والحاسب الآلي لمنسوبي القوات البريّة وبقية القوات المسلحة وقطاعات وزارة الداخلية، مثل: الأمن العام، وحرس الحدود، والمباحث العامة.

تحوّلت المدرسة الثانوية العسكرية في القصيم إلى معهد ملكي فني للقوات البرية عام 1405هـ/1985م، لتدريب الفنيين على صيانة وتشغيل الأجهزة الحديثة والمعدات بمهارة عالية.

تهتم إدارة الشؤون الرياضية بتحسين مستوى الرياضة والرياضيين من القطاع العسكري، وتنظّم إجراءات اختبار اللياقة البدنية للضباط والأفراد التابعين للقوات البرية، كما تعمل الإدارة على رصد هذه النتائج ورفعها للجهات المعنية بها.

تأسست مدرسة التربية البدنية لتصبح مركزًا رياضيًا يختصّ بتدريب العسكريين، ويتخرج فيه رياضيون من جميع الألعاب الرياضية.

كان الملك فهد بن عبدالعزيز مهتمًا بنوادي الفروسية الخاصة بتدريب القوات البرية على فنون ركوب الخيل، ومسابقات التحمّل، وقفز الحواجز، والعناية بالخيل وتدريبها، وتوجد في المملكة عدّة نوادٍ للفروسية، منها ما يقع في المنطقة الشمالية، والجنوبية، وفي كلية الملك عبدالعزيز الحربية.

 تأسست النوادي الرياضية والترفيهية في المدن العسكرية، وزُوّدت بأماكن لممارسة العديد من الأنشطة الرياضية مثل الفروسية والسباحة وألعاب الميدان، كما تُقام فيها الأنشطة الترفيهية والثقافية.