مدينة أبها

مدينة أبها، هي العاصمة الإدارية لمنطقة عسير جنوب غربي المملكة العربية السعودية، وهي مدينة جبلية تمثل أراضيها الجزء الأكثر ارتفاعا في المملكة، يطلق عليها عروس الجبل، وسيدة الضباب، وأبها البهية.

برزت أبها بوصفها مركزًا سياحيًّا على مستوى المملكة منذ ثمانينات القرن العشرين،واستضافت مهرجانات متنوعة وفعاليات جاذبة، وتجاوز عدد السياح فيها مليوني زائر خلال المواسم السياحية، وهي منطقة غنية تراثيًّا وثقافيًّا، إذ تحتضن نحو 542 قرية تراثية.وفي عام 1438هـ/2017م اختيرت مدينة أبها عاصمة للسياحة العربية،وتضم عددًا من المعالم السياحية البارزة، كجبال السودة، وجبل ذرة، المعروف بالجبل الأخضر،وبحيرة السد، ومتنزه السحاب، وممشى الضباب الذي يُسمى بـ"كورنيش الضباب"، وحديقة المطار، ومتنزه "ممشى وحديقة الروضة"، وحدائق سما أبها،إلى جانب رحلات التلفريك ما بين أبها الجديدة، والجبل الأخضر، مرورًا ببحيرة السد ومتنزه أبو خيال، إضافة إلى الرحلات المنطلقة من جبال السودة على ارتفاع 3,015م نزولًا إلى رجال ألمع.

صورة تاريخية لمدينة أبها. فيلبي. 1936م. (دارة الملك عبدالعزيز)

تاريخيا، عرفت أبها، بحسب بعض الباحثين، باسم "أبقا"، وهو الموقع الذي كانت تحمل منه إبل بلقيس الهدايا إلى النبي سليمان عليه السلام، وكانت أبها في السابق عبارة عن مجموعة من الأحياء، تزيد على أربعين حيا، تتوسطها قرية مركزية، تدعى مناظر، ثم بعد ذلك اتصلت الأحياء فيما بينها، مكونة بذلك ما تعرف باسم أبها.

في عام 1242هـ/1827م اتخذ الأمير علي بن مجثل المغيدي أبها عاصمة لإمارة عسير بدلا من امسقا، واخذت أبها تتجه إلى النمو التدريجي من حيث العمران واشتهر عدد من أحيائها ومنها "مناظر"، وهو النواة التي قامت عليها بقية الأحياء، و"القرى"، و"الربوع"، و"نعمان"، و"مفتاحة"، الكائن في الجنوب الغربي، و"الخشع"، الذي يقع في الجنوب الشرقي من أبها، و"مقابل"، ويسمى "أم قابل"، ويقع في الشمال الغربي منها، وحي "النصب"، الذي يقع خلف حي مناظر.

الجبل الأخضر من معالم مدينة أبها. (سعوديبييديا)

تتميز مدينة أبها بطرازها المعماري التقليدي، الذي يجمع بين النمط الطيني والحجري معا، وتزين جدران منازلها بفن القَط العسيري، وتختلف ألوان مبانيها الحجرية، بناء على الحجر المستخدم في البناء، إذ إن المنطقة تنتشر فيها صخور "البازلت"، و"الشست"، و"الجرانيت"، و"الديورايت".ويتألف المبنى من طابقين أو ثلاثة، يشيد الطابق الأول من الحجر ثم يكمل ما تبقى من بناء بالطين المطعم بالصفائح الصخرية، وتكون قاعدة البيت أكثر اتساعا من السطح، فيما تصطف أرفف الشست "رقف" على جدرانها الخارجية، مع وجود ميلان بسيط فيها نحو الأسفل، ليسهل تصريف مياه الأمطار.

تقع مدينة أبها في الجزء الأوسط الغربي من منطقة عسير، وينقسم نطاقها الإداري إلى أربعة أقسام، 3 منها في نطاق السراة، وهي: "القسم الشمالي"، تحدُّه من الشرق محافظتا خميس مشيط وبيشة، ومن الغرب محافظتا محايل وبارق، ومن الشمال محافظة تنومة، ومن الجنوب محافظتا محايل وخميس مشيط. و"القسم الأوسط" يحده من الشرق كلٌّ من خميس مشيط، وسراة عبيدة، وأحد رفيدة، ومن الغرب محافظة رجال ألمع، ومن الشمال محافظتا خميس مشيط ومحايل، ومن الجنوب محافظة الريث التابعة إداريًا لإمارة منطقة جازان. و"القسم الجنوبي"، تحده من الشرق محافظة ظهران الجنوب، ومن الغرب محافظة الدائر التابعة إداريًا لإمارة منطقة جازان، ومن الشمال محافظة سراة عبيدة، ومن الجنوب محافظة الدائر والحدود السعودية مع اليمن.

زوار في حديقة أبو خيال بمدينة أبها. (سعوديبيديا)

جغرافيا، تقع مدينة أبها على جبال السروات، لذلك يمتاز مناخها باعتدال درجات الحرارة صيفا، وانخفاضها في فصل الشتاء، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى شتاء 14مْ، ومتوسط درجة الحرارة الصغرى 6مْ، فيما يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى صيفا 26مْ، ومتوسط درجة الحرارة الصغرى 16مْ، وتستقبل الأرض في أبها أعلى متوسط هطول للأمطار في المملكة، إذ إن المرتفعات تتلقى الأمطار بكميات أكثر من المنحدرات، ويتراوح المعدل السنوي للأمطار في المرتفعات بين 300 ملم، و470 ملم. أما الرطوبة فهي تزداد في فصل الشتاء، ويبلغ متوسطها النسبي 74%، في حين تعتدل في الصيف، ويبلغ متوسط الرطوبة النسبي فيه 54%.

ازداد عدد سكان مدينة أبها بسرعة خلال العقود الأربعة الماضية، من 31,000 نسمة في عام 1974م، إلى 100,000 نسمة عام 1986م، وتضاعف  أكثر من ثلاث مرات إلى 102,320 نسمة عام 1992م، وفي عام 2010م وصل عدد السكان إلى 240,000 نسمة، وعام 2016 بلغ عددهم 420,000 نسمة،وهي ثاني المحافظات في عدد السكان، بعد محافظة خميس مشيط في منطقة عسير، والتي تشكل 29,7٪ من إجمالي سكان منطقة عسير، وقد بلغ سكان مدينة أبها 422,243 نسمة، حسب تعداد السعودية 2022م، أي ما يوازي 20.9% من إجمالي تعداد سكان منطقة عسير.

وتعد مدينة أبها أحد محاور التنمية الإقليمية السعودية، والجزء الأكثر نشاطا جنوب المملكة، تعتمد في إيراداتها بالدرجة الأولى على نشاطات السياحة والزراعة والتجارة، وتوفر الزراعة والإدارة الحكومية وتجارة الجملة والتجزئة أجزاء كبيرة من الوظائف في أبها.

تشكلت المدرجات الزراعية من أجزاء كبيرة من التضاريس الجبلية والانحدارات والمرتفعات الموجودة في المنطقة، وتعمل على حفظ التربة الزراعية، واحتجاز مياه الأمطار التي تعد مصدرًا أساسيًّا لري الزراعة قديمًا، وتختلف في عدد الأراضي، أو ما يسمى بالركيب، وتتفاوت أعداد أراضيها من خمس إلى عشر أراض، يكون بعضها فوق بعض.

ويبلغ ارتفاع الواحدة منها من نصف متر إلى مترين ونصف. وتصنف المدرجات إلى أنواع عدة، منها "مدرجات مستوية قصيرة"، توزيعها مناسب للانحدار، يبلغ طول كل منها ما بين 3-6م. و"مدرجات مستوية طويلة"، مقسمة بقواطع ترابية على مسافات ما بين 3–4م. و"المدرجات الحوضية الهلالية"، وهي شديدة التعرية. و"المدرجات المنحدرة ذات المجاري"، عبارة عن مجارِ خاصة لنقل المياه الزائدة من الأمطار، وبانحدار يلائم سيلان المياه الراكدة في المدرج إلى مجرى مائي. و"المدرجات المدرجة"، وهي ذات انحدار بسيط، وتكون مطابقة للمستويات. 

يركز قطاع الزراعة في مدينة أبها على إنتاج بعض أنواع الفاكهة الصيفية، مثل التين، والرمان، والعنب، والفركس، والتفاح، والبرتقال،وجمع المحاصيل الزراعية المأخوذة من المناطق الجبلية، مثل: القمح، والشعير، والدخن، والذرة الرفيعة، إضافة إلى استزراع الفراولة، حيث بلغ عدد الشتلات في مدينة أبها نحو 308 آلاف شتلة، بحسب تقديرات فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة. وتتميز الفراولة بنموها السريع وسهولة زراعتها، وقلة احتياجها إلى مياه الري، وإذا توفرت الظروف المناخية المناسبة لها فهي تستمر في الإنتاج لمدة 3 سنوات.

وتعدّ زراعة الورد واستخراج النباتات العطرية عامل جذب سياحي مهم في مدينة أبها، حيث امتازت بوجود مزرعة للورد في شمالها، تبلغ مساحتها نحو 250 ألف م2، ويزرع فيها أكثر من 40 مليون وردة في السنة، ويستخلص منها العديد من العطور، مثل ماء الورد، وعطر ودهن الورد، وبعض المنتجات ذات الصلة بالورد، كالكريمات. كذلك تضم المزرعة معمل تقطير لاستخلاص الورد، ينتج من خلاله نحو 120 ألف عبوة سنويا.

وعرفت مدينة أبها منذ مئات السنين بتربية النحل وإنتاج أجود أنواع العسل، معتمدة في ذلك على التنوع المناخي والجغرافي، وتوفر الأشجار التي يتغذى عليها النحل، مثل أشجار الطلح والسدر والسمر والأراك والعرفج، لإنتاج أجود أنواع العسل، مثل عسل السدر والمجرة والشوكة والزهور والسلم والسمر. ويحرص النحّالون في أبها على الالتزام بمعايير تربية الخلايا النحلية، ويصل عدد خلايا النحل في منطقة عسير لنحو 1,809,920 خلية، فيما يبلغ عدد النحالين نحو 5656 نحالاً، وذلك بحسب إحصاءات تقديرية لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير لعام 2018م.

وتدعم وزارة البيئة والمياه والزراعة النحالين لإنتاج العسل المحلي المعروف بجودته العالية، من خلال منحهم التراخيص التي تمكنهم من الحصول على القرض الزراعي، واستقدام مُربي النحل، والاستفادة من مختبر النحل المركزي الموجود بالرياض لخدمتهم، وتقديم الخدمات الإرشادية.ويقام في مدينة أبها مهرجان العسل، ويتم من خلاله عرض أجود أنواع العسل والتسويق له، ليسهل على المشتري فكرة اقتنائه عبر فحصه للتأكد من جودته. وبالتزامن مع المهرجان، يتم عقد ورش عمل ومحاضرات إرشادية في تربية النحل.

عُثر في منطقة عسير على مجموعة كبيرة من مواقع العصر الحجري الحديث، وبلغ عددها 18 موقعًا، واستفرد جبل السودة بموقعين. وأوضحت الدراسات الأولية التي أجريت على الأدوات الحجرية المكتشفة في المواقع التشابه الكبير بينها وبين المكتشفة في وادي تثليث، ومنها رؤوس السهام، والشظايا، والنصال، والأحجار المصقولة المصنوعة من الزجاج البركاني أو الصوان.

تقع هضبة العروس شمال شرق مدينة أبها، وتبعد عنها مسافة 7 كم، وسميت بهضبة العروس نسبةً إلى شكلها الذي يحوي أنثى ضامرة الخصر ثائرة الشعر، وهي عبارة عن موقع تاريخي مكون من صخور خطّ عليها بأعداد من النقوش الثمودية، وبأشكال مختلفة من الرسوم.

يبعد عن مدينة أبها نحو 20 كم، وكان يعرف بأسماء عدة، منها جبل عسير، والجبل الأخضر، وطور الغمام،ويضم أعلى قمة في منطقة عسير وهي قمة السودة بارتفاع 3015م، ويمتد من قمة رهمة جنوبا، حتى عقبة رجم،وغطاؤه النباتي متنوع ما بين غابات العرعر وأشجار العتم "الزيتون البري" والشث.ومن أعالي قمة جبل تهلل تنحدر مجموعة من الأودية، مثل وادي تهلل، ووادي قرضة، ويتناثر عدد من القرى الزراعية، منها قرية السودة.وتعتدل درجة الحرارة صيفا، إذ لا تزيد على 20مْ، ويبلغ المتوسط السنوي لهطول الأمطار من 300 إلى 500 ملم، وتتساقط الثلوج على أعاليه المرتفعة شتاء، وتنخفض الحرارة حتى تصل إلى درجة الصفر المئوية.

عرف جبل تهلل بأنه غني بالموارد الاقتصادية الطبيعية، كالحديد، وكان أهالي عسير يستخرجون "المركبات الكبريتية" الداخلة في صناعة السكاكين والجنابي والخناجر والسيوف،و"المنتوج الحديدي" الذي يسمى "اللدمة التهللية" أو "السحب التهلالي" نسبة إلى المعدن الحديدي في جبل تهلل، والذي  يدخل في الصناعة التقليدية. تاريخيا، شهد جبل تهلل التصدي للغزاة، حينما واجه طامي بن شعيب المتحمي الحملة العثمانية على المنطقة عام 1230هـ.

محمية جرف ريدة، تبعد 20 كم غرب مدينة أبها. (واس)

تقع بين خطي طول 22 42 ْ و29 َ 45 ْ شرقًا ودرجتي عرض 14 َ 18 ْ و22 َ 18 ْ شمالاً، بالقرب من متنزه عسير الوطني، وتبعد عن أبها نحو 20 كم غربا، يبلغ ارتفاعها نحو 2000م عن سطح البحر،وهي جزء من الدرع العربي المؤلف من صخور نارية متحركة،ويحدها شمالا جبل السودة ومتنزه السحاب. تبلغ مساحتها نحو 9 كم2، ومحيطها 17 كم، ويعمل سكانها بالزراعة والرعي، باعتبارها قرية زراعية صغيرة الحجم. 

تحتفظ المحمية بطبيعة بيئتها البكر، لقلة تدخل النشاط البشري، وصعوبة الوصول إلى المكان، وتوجد بها منحدرات شديدة الانحدار، مغطاة بأشجار العرعر والعتم والصبار، وهي نباتات مناسبة لأنواع عديدة من الطيور، ويستوطن أراضيها نبات السراخس، والأزهار الفطرية. وتتبنى المحمية 12 نوعا من الطيور المتوطنة في شبه الجزيرة العربية، منها الدراج العربي أحمر الساق، ونقار الخشب العربي، والعقعق العسيري، والحجل العربي، إضافة إلى أنواع عدة من الطيور ذات أصول شرق إفريقية، مثل: أبو مِعْول الرمادي، والسبد الإفريقي، وأبو مطرقة، والشِّقرّاق الحبشي، وآكل النحل الأخضر الصغير. وتحتضن أعدادًا قليلة من النمر العربي، وفيها الوشق، والقط البري، وقردة البابون، والذئب العربي، والثعلب، والضبع المخطط، والنمس أبيض الذنب، والوبر.

يعدّ مطار أبها الدولي بوابة الوصول الجوية إلى منطقة عسير، كونها مقصدا سياحيا لكثير من الزوار، سواء من داخل السعودية أو من خارجها، تأسس عام 1397هـ/1977م ويبعد عن مدينة أبها مسافة 22 كم، ويخدم الرحلات المحلية والدولية في المملكة، ووصل عدد الرحلات القادمة والمغادرة منه خلال عام 1441هـ/2019م نحو 35,027 رحلة دولية وداخلية، بلغ عدد مسافريها نحو 4,368,153 مسافرًا.

تم تحديث مطار أبها الدولي عام 1441هـ/2019م لرفع الطاقة الاستيعابية للمسافرين، وأضيفت صالة سفر للركاب، بطاقة استيعابية تصل إلى 8 ملايين مسافر، وساحة لوقوف الطائرات، تابعة للصالة الجديدة، ومنطقة الخدمات والمباني المساندة،ويستقبل أكثر من 222 رحلة أسبوعيًّا، منها 188 رحلة داخلية و34 رحلة دولية.وفي عام 1442هـ/2020م تم رفع تصنيف المطار من إقليمي إلى دولي، بعد إكماله ومطابقته جميع الشروط والمواصفات والمعايير المنصوص عليها في أنظمة المنظمة العالمية للطيران المدني.واستطاع مطار أبها الدولي أن يحقق المركز الثاني عالميًا لفئة المطارات الصغيرة في الالتزام بمواعيد الإقلاع والوصول، بحسب تقرير الموقع العالمي OAG عن عام 2018م، وهو موقع متخصص في تقييم المطارات وشركات الطيران.

صورة علوية لعقبة ضلع التي تربط مدينة أبها بمنطقة جازان. (سعوديبيديا)

ترتبط مدينة أبها ببقية مدن المملكة من خلال طرق رئيسة مهمة، هي  "طريق الطائف ـ الباحة - أبها - جازان"،  وهو طريق رئيسي، أنشئ خلال الفترة 1391-1395هـ/1971 ـ 1975م، ويبلغ طوله 750 كم، ويمر بالتجمعات العمرانية داخل المدن. وطريق بيشة، أو طريق وادي الدواسر، ويربط منطقة أبها بالرياض. وطريق "جدة - جازان الساحلي"، ويمر بمنطقة عسير، أنشئ عام 1399هـ/1979م.

وقد شهدت مدينة أبها مشاريع عدة لتطوير طرقها، منها مشروع تقاطع طريق أبها - الفرعاء مع طريق الملك عبدالله،ومشروع تطوير طريق الأمير سلطان على الحزام الدائري،ومشروع ازدواج طريق السودة الذي يُعد من الطرق السياحيَّة المهمة، لاتصاله بقرية السودة، التي تعد من المعالم السياحية البارزة، وقد أنجز المشروع على مرحلتين، الأولى بلغ طولها 10 كم، والثانية بطول 11 كم.

بالشراكة مع الهيئة العامة للنقل وأمانة منطقة عسير، أعلنت هيئة تطوير منطقة عسير عن إطلاق مشروع النقل العام للحافلات في أبها، وخميس مشيط،  وأحد رفيدة، في عام 2024م، عبر الاعتماد على  13 مسارًا و55 حافلة، وتتولى أمانة منطقة عسير تنفيذ البنية التحتية للمشروع، وتشغيله طبقا لاشتراطات الهيئة العامة للنقل.

ويتألف المشروع من 13 مسارًا، بمسافة تصل إلى 321 كم، ويشتمل على 196 نقطة توقف، وحافلات يبلغ عددها نحو 55 حافلة، يقوم بتشغيلها أكثر من 150 سائقا، على مدار 18 ساعة تشغيلية، وقد تم تشكيل فريق من الهيئة العامة للنقل، وهيئة تطوير منطقة عسير، وأمانة منطقة عسير، لمواءمة خصائص شبكة النقل العام مع المخططات الاستراتيجية والإقليمية في المنطقة، والتحقق من مناسبتها لخصائص الطرق الحالية، وعمل زيارات ميدانية لمحطات الانتظار والمسارات.

تقع جنوب مدينة أبها، وتبعد عنها نحو 33 كم، وجنوب جامعة الملك خالد، على بعد نحو 3 كم، وهي قريبة من الطريق الذي يربط بين تمنية وأبها، وتعد محطة عبور للمسافرين إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة وبلاد الشام سابقا. يحيط بالقرية من الخارج عدد من المزارع، وكان لها في السابق أبواب تفتح عند الصباح وتغلق في المساء.

وتشتمل القرية على مجموعة من المباني السكنية المترابطة والقريبة، والمكونة من عدة طوابق، ويفصل بينها ممرات ضيقة، وتضم مسجدا قديما، يرجع تاريخ بنائه إلى مئات السنين، وتتوفر فيها أغلب الخدمات، مثل المساجد والمدارس ومركز الشرطة ومكتب البريد والمركز الصحي. وقد بنيت المنازل في قرية المسقي من الطين والحجر، وسقفت بجذوع أشجار العرعر والسمر والطلح، ثم بسط فوقها القصب "مركاب" ولُيّست بطبقة من الطين، حتى لا تدخلها مياه الأمطار.

تقع غرب مدينة أبها في شبه جزيرة يحيط بها وادي تهلل، وهي من أكبر قرى عسير التراثية وأقدمها، حيث يزيد عمرها على 300 عام. وتضم القرية عددا من القلاع الحربية والحصون والمباني التراثية والقصور والمنازل ذات الطوابق المتعددة، ولديها تاريخ عريض كضامتها الشهيرة، وهو كضم الماء من أجل سقيا المزارع وتوزيعه بين المزارعين بالتساوي، حسب المساحات الزراعية. كذلك هناك ما يسمى بـ "الحسو"، والذي يُعد مهيأ لسقيا المواشي والدواب، ويتسم بتوزيع مقنن في طرقاته ومحتواه.

ويتوسط القرية مسجد أثري، وتتسم قلاعها وحصونها بتوزيعها بشكل مضبوط ناحية الشمال، كما أنها توزع بدءا بساحاتها العامة المسماة بـ"الكثبان" مرورا بمرحبها الكبير المسمى بـ"المشوعة"، وهو عبارة عن مكان مستو واسع لاستقبال ضيوف القرية وإقامة المناسبات الاجتماعية الرسمية منها والشعبية، وانتهاء بـ"زهوان". كذلك تتميز القرية بكثرة "الجرن"، وهو عبارة عن محطة يتم اختيار موقعها بعناية تامة بتحررها من المصدات الهوائية والحرص على اتجاهات الرياح الشرقية والغربية، تستخدم للدوس وتصفية الحبوب بعد الحصاد من المزارع، فيما يأتي في طرفها "المنظاف".

وتميزت قرية العكاس التراثية في التعليم على مدى قرون، إذ احتوت على الكتاتيب "المعلامة" التي خرّجت من مدارسها العلماء والقضاة والأدباء والمفكرين والعسكريين، والمسجد الجامع الذي يعد منارة الحضارة والثقافة والتربية.

وضمن مشروع "أنسنة القرى التراثية"، المنفذ من قبل أمانة منطقة عسير، شملت أعمال التطوير إعادة التأهيل بقرية العكاس، والعمل على متحف البادي، ومكتبة العكاس التراثية، وجامع القرية، والمسجد الأثري، والسوق الشعبي، وممرات المشاة، وطريق التسلق.

قلعة شمسان تقع على قمة جبل شمسان في مدينة أبها. (سعوديبيديا)

تعد معلما سياحيا لمدينة أبها، تقع  شمال شرق أبها، على قمة جبل شمسان، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 2277م عن سطح البحر، ويقدر عمرها بأكثر من مئة عام، تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 5389م2، وقد أجري عليها ترميم عام 1352هـ/1933م. 

يبلغ عرض المدخل الرئيسي للقلعة نحو 4 م، ويقع في منتصف السور الجنوبي الغربي المطل على أبها، ويفضي إلى ممر مسقوف، تفتح عليه حجرتان تختصان بالحراس. وتحوي القلعة حجرات عدة لإقامة الجند، وفناء مستطيلا، ومرافق، مثل دورات المياه، وإسطبلات الخيل. وتضم القلعة ثلاثة أبراج دفاعية في ثلاث زوايا فقط، وهذا ما يميزها، حيث إن بقية القلاع يكون عدد أبراجها أربعة، وتوزع على كل زاوية من زوايا القلعة. ويوجد في الركن الشمالي للقلعة برج دائري، يبلغ قطره 4.8 م.

شيدت القلعة بتخطيط غير منتظم، إذ بنيت جدرانها بقطع من الحجر البركاني غير المستوي، ولُيّس بعضها بالجص، فأخذت هيئة الجبل الذي بنيت عليه. كذلك تساقطت الأسقف في بعض الحجرات، حيث كانت مبنية بشجر العرعر، ووضع فوقها عيدان القصب الجافة، ثم وضعت عليها طبقة من الطين.

يعد جزءا من من إحدى القرى المكونة لمدينة أبها سابقا، ومن أحياء مدينة أبها التراثية التي ما زالت بحالتها الجيدة. يقع على ضفة وادي أبها ويرتبط  بالضفة الأخرى عبر جسر القابل التاريخي، ويضم بين طرقاته عددا من المباني التراثية، تتوسطها ساحة عامة، ومحلات تجارية تقليدية.

يقع وسط مدينة أبها، على ضفاف وادي أبها، ويحتوي الحي على العديد من القصور والمباني القديمة والممرات التي تميزت بالبناء بطريقة "الرقف" وطراز المباني القديمة لمدينة أبها، كذلك يضم مسجد النصب التاريخي الذي أنشأه محمد آل مفرح الأول عام 1101هـ، على طراز السراة، وأعاد حفيده الشيخ عبدالله بن أحمد آل مفرح بناءه، عام 1279هـ.

بني المسجد من الطين والحجر، وسقف بجذوع أشجار العرعر، واشتمل على المصلى القديم، وتبلغ مساحته نحو 281م2، حيث يتسع لـ87 مصليًا. كذلك بني المصلى الحديث جنوب المسجد، واستعمل في بنائه البلوك والخرسانة، ويضم فناء غير مسقوف، ودورات مياه وأماكن للوضوء، وغرفة حارس ومستودعا، ومئذنة بشكل مربع، يصل ارتفاعها لنحو 11.92م. وبعد تطوير المسجد ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية بالمملكة، ضم المسجد ببيت الصلاة، وساحة المسجد، وأماكن الوضوء، وصار يتسع لـ 117 مصليا.

يمثل قصر أبو ملحة النمط المعماري الخاص بمنطقة عسير، وهو بمثابة متحف للبيت العسيري بكافة مقتنياته. يقع وسط مدينة أبها، على أطراف ساحة البحار، ويتكون من أربعة طوابق، تبلغ مساحته نحو 3200م2، وما زال بناؤه جيدا، ولا سيما بعد ترميمه، وأصبح جزءًا من متحف عسير الإقليمي. ويعود القصر للشيخ عبدالوهاب أبو ملحة، الذي كلفه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بإدارة بيت المال في أبها عام 1342هـ/1923م. أنشئ القصر بأيد محلية، مختصة بأسلوب البناء بالطابع المعماري لمنطقة عسير، ويخلو القصر من المتاريس والتحصينات الدفاعية، نظرا لأنه بني خلال العهد السعودي الذي يعمه الأمن والاستقرار. يعد قصر أبو ملحة أحد المعالم البارزة في منطقة عسير، إذ يتضمن العناصر المعمارية والزخارف الجصية البيضاء بأشكالها المتعددة على الواجهات والشرفات، وتتزين جدرانه الداخلية والخارجية بالتشكيلات والزخارف الهندسية والنباتية.

صورة حديثة لقصر شدا التاريخي في مدينة أبها. (وزارة الثقافة)

قصر شدا التاريخي في أبها عام 1936م. (دارة الملك عبدالعزيز)

يسمى بـ"القصر الأبيض"، وهو عبارة عن بناء قديم، كان مقرا للإمارة في منطقة عسير لفترة من الزمن، ويوجد به متحف مخصص للموروث الشعبي وتراث المنطقة، يزوره المصطافون وطلاب المدارس والوفود الرسمية والباحثون. ويعد القصر أحد المواقع التاريخية والتراثية البارزة في مدينة أبها، بني عام 1348هـ/1927م، بطلب من الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إلى الشيخ عبدالوهاب أبو ملحة، مدير مالية أبها آنذاك بإنشائه، وتم ترميمه عام 1407هـ/1987م.

أنشئ قصر شدا على طراز العمارة المحلية، وهو على هيئة المباني الصخرية، ويتألف من أربعة طوابق، تضيق كلما اتجهنا إلى أعلى، وتكتسي أركانه ببعض الحليات الزخرفية، فيما تزين "الكرانيش" الفتحات الطويلة والطابق العلوي. ويضم القصر عددا من الغرف التي تحوي الأدوات المنزلية القديمة، وبعض المخطوطات والمسكوكات، والصور الفوتوغرافية التي تعكس حياة مدينة أبها في النصف الثاني من القرن الماضي. 

هو أحد معالم منطقة عسير التاريخية، يقع شمال مدينة أبها، على طريق الرياض القديم، ويبعد عنها نحو 15 كم. يتكون من خمسة طوابق، الطابق الأول بني بالحجر وبنيت بقية الطوابق من الطين والرقف، أحدها يستخدم لتخزين الحبوب، ويسمى الرف، والبقية منها تستخدم للضيافة والسكن. وتحتوي جدران سطح القصر على مضارب للسلاح، مهيأة لاتجاهات مختلفة، وذلك لحماية القصر والمحافظة على القرية. ويضم القصر من الناحية الغربية أفنية خاصة بالقصر للخيل والإبل، ومسجدا قديما محافظا على بنائه. وبجانب القصر توجد ملاحق خاصة لسكن الأفراد مع عائلاتهم، إضافة إلى المزارع المحيطة به من كل جانب.

استضاف قصر مالك التراثي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، بدعوة من أهالي منطقة عسير عام 1384هـ/1964م، واجتمع فيه مشايخ قبائل عسير، سراة وتهامة، للمرة الأولى، للاتفاق على مجموعة من الأعراف القبلية، ثم حوّل القصر إلى متحف يضم بين ثناياه أدوات الحرث والزراعة والأواني المنزلية التراثية وبنادق تجاوزت أعمارها نحو 100 عام.

في منتصف قرية العزيزة المقابلة لمرتفعات السودة غرب مدينة أبها تقع قصور آل أبو سراح التراثية، وتعد من المناطق السياحية في منطقة عسير، إذ تجاوز عمرها نحو 200 عام، تمتاز مبانيها بالعلو والارتفاع، وهي مكونة من ثلاثة مبان: قصر وازع المكون من ستة طوابق، وحصن المصلى المكون من ثلاثة طوابق، وقصر عزيز المكون من ستة طوابق. بنيت مبانيها بالحجر وخشب العرعر، واكتست من الخارج بمادة القضاض.

في أعلى جبال وقمم السروات تقع قرية بن عضوان التراثية في مركز بيحان بللحمر، شمال مدينة أبها، وهي إحدى القرى التراثية، ومزار سياحي تراثي لزوار منطقة عسير. أنشأها محمد عضوان الأحمري، للحفاظ على مقتنيات وعادات وتقاليد سكان المكان الأصليين. تبلغ مساحتها نحو 30 ألف م2، وتشتمل على متحفٍ مكون من 12 قسمًا في مجالات مختلفة، ومتحف زراعي، ونُزُل تراثي لضيوف القرية، ومطلات وساحات شعبية وأماكن مخصصة لإقامة الفعاليات.

يعد سوق الثلاثاء من أقدم الأسواق الأسبوعية الشعبية في منطقة عسير، وأحد المعالم التاريخية في أبها منذ قرابة 200 عام، ومعلما اجتماعيا، تقام فيه لقاءات التعارف والتقارب، والمصالحة والود، وتبادل أخبار الزراعة والرعي والتجارة، والحصاد، والأمطار، و"الحلال". يقع في وسط أبها بجانب مركز الملك فهد الثقافي. كان يُعرف باسم سوق ابن مدحان، قبل عام 1242هـ، ثم أُطلق عليه اسم سوق الثلاثاء لازدياد حركة البيع والشراء يوم الثلاثاء، حيث يلتقي فيه أبناء قبائل جنوب المملكة، من زهران إلى ظهران، وتعرض المنتجات المحلية والصناعات اليدوية ذات الطابع التراثي والقديم في محلاته التجارية.

تبلغ مساحة السوق نحو 50 ألف م2،وشيد بهندسة معمارية استعملت فيها الأعمدة والجدران الإسمنتية، وقسم إلى ممرات للمشاة وبسطات مفتوحة تصل إلى ما يقارب 100 محل تجاري، يعرض فيها الباعة المصنوعات القديمة، كالفخار والحديد، والملابس والحلي والسمن والعسل والنباتات والزهور العطرية، والحرف اليدوية القديمة في عسير، وأدوات الحدادة والخرازة والزراعة، وأعمال الخوص والنحت على الخشب، والدباغة والحياكة، والأسلحة التقليدية والحلي والمجوهرات، إضافة إلى التراثيات والشعبيات والمشغولات اليدوية، كالثوب العسيري.

تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يربط السراة بتهامة، إذ تطل من الناحية الجنوبية الشرقية على تهامة عسير، ومن الناحية الشمالية الغربية على مدينة أبها، وتبلغ مساحتها نحو 26 ألف م2.

وتحقيقا لأهداف رؤية السعودية 2030، استقطب مشروع المدينة العالية عددا من الشباب والفتيات، واستثمر طاقاتهم في إدارة شؤون المدينة التنظيمية. وبلغ عدد الموظفين فيه أكثر من 210 موظفين وموظفات. وتضم المدينة نحو 6 مطاعم، و9 مقاهٍ عالمية، ومدينتي ألعاب ذات سمات ترفيهية وتعليمية، إلى جانب المنتجعات، والفلل السكنية، والنزل الفندقية، ويتم استقبال ما بين 4 آلاف إلى 8 آلاف زائر يوميًّا.

جبل السودة أعلى قمة في السعودية بارتفاع يصل إلى 3015 مترًا عن سطح البحر. (سعوديبيديا)

على ارتفاع نحو 3000م عن سطح البحر تقع قمة جبل السودة، وتبعد عن مدينة أبها نحو 25 كم، وتبلغ مساحتها نحو 883 هكتاراً مربعًا (8.83 كم2)، وتضم متنزه الملك عبدالعزيز، الذي يتميز بخصائص بيئية نادرة، من حيث سقوط أعلى نسبة أمطار، وارتفاع نسبة الرطوبة في المنطقة، ونمو الغابات الكثيفة من شجر العرعر، في حين يختلف غطاؤها النباتي بين أرض مستوية، وحواف جبلية منحدرة، حيث يوجد في عمق المنحدرات أنواع الحياة الفطرية، ويمكن مشاهدة  الكتابات والرسوم على بعض الصخور المنحوتة، والتي تتحدث عن حقبة تتجاوز 3 آلاف عام.

يقدم متنزه السودة لزواره العديد من الخدمات، منها طرق إسفلتية تربط المتنزه بمدينة أبها والقرى المجاورة، وممرات للمشاهد الطبيعية، ومواقف للسيارات، وطاولات ومقاعد النزهة، وجسور خشبية، ومناطق المخيمات، وأماكن الطهو والتسوق، ودورات المياه، ومطلات، ثُبتت عليها مناظير مكبرة لرؤية المناظر في سهل تهامة والأودية والقرى القريبة. ووفر المتنزه المياه والحراسة والكهرباء، وتم دمج التقنية الحديثة في المتنزه عبر إنشاء العربات المعلقة "التلفريك"،التي تصل منطقة تهامة بجبال السروات، وهي تضم 14 عربة، ويبلغ طول المسافة نحو 7 كم، فيما يبلغ عمقها نحو 2000م.

هي أحد المعالم السياحية في المنطقة، وتشغل موقعًا سياحيًّا واقتصاديًّا مهمًّا في مدينة أبها، تبلغ مساحتها نحو 400 ألف م2، وتطل على بحيرة السد، وتحيط بها الحدائق الخضراء، تتصل بالجبل الأخضر، عن طريق محطة "التلفريك" البالغ طولها نحو 5 كم، وتنقل من خلالها أكثر من 1500 سائح في الساعة الواحدة، في 48 عربة.

تقدم أبها الجديدة العديد من خدماتها للزوار، وتضم أكثر من 35 لعبة عالمية، و16 مطعمًا ومقهى، إضافة إلى ألعاب مائية ومراكز ترفيهية ومركز للمعارض، وتشتمل على  فندقين، و50 فيلا، و280 شقة سكنية، إلى جانب منتجعات سكنية وجلسات عائلية بخصوصية كاملة.

هو مهرجان ترفيهي، أطلقته هيئة تطوير منطقة عسير تحت شعار "فوق الجبال"، وأقيمت فعالياته في متنزه "سما أبها". وتضمن المهرجان ست مناطق ترفيهية وسياحية، هي المسرح الأزرق، ومنطقة الأطفال، ومنطقة الكرنفال والمغامرات، والقرية السحرية، ومنطقة التسوق والبيع بالتجزئة، ومنطقة "ميفانا".

وأتاح المهرجان نحو 2000 موقف سيارة أمامه، و3000 موقف سيارة في ساحات جامعة الملك خالد، إضافةً إلى 400 موقف لكبار الشخصيات. وساهم المهرجان في دعم اقتصاد المجتمع، من خلال تأمين 1000 فرصة وظيفية لأبناء المنطقة في مجال التنظيم وإدارة الفعاليات.  

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية في نسخته الأولى بمشاركة الفرق الشعبية المحلية، بمسرح جامعة الملك خالد في أبها، خلال الفترة 6 - 12 جمادى الآخرة 1443هـ/9- 15 يناير 2022م، وتركزت الفعاليات على الفنون الأدائية الجبلية بمصاحبة فنون متنوعة تشمل فنون الطهي والأزياء والفنون البصرية من خلال معارض تشكيلية في خمسة مواقع هي: جامعة الملك خالد في أبها، ونادي أبها الأدبي، وقصور آل مشيط، وقصور آل أبو سراح، وقصر مالك، وضمت 20 لونًا أدائيًا جبليًا بمشاركة 12 فرقةً شعبية من مختلف مناطق وقمم السروات، وصدر توجيه بأن تكون النسخة الثانية من المهرجان دولية، لتعزيز حضور الموروث الشعبي السعودي عالميًا.

وفي 27 جمادى الآخرة 1444هـ/20 يناير 2023م، أُطلقت النسخة الثانية من المهرجان بمشاركة دولية، بهدف التعريف بهوية المواقع الأثرية والتراثية في منطقة عسير، وزيادة الوعي والمعرفة بالفنون والموروث القديم في المملكة والعالم. ويعد أول مهرجان عالمي متخصص في الفنون الأدائية الجبلية.

شارك في المهرجان نحو 16 فرقة سعودية، و14 فرقة دولية، وقدم نحو 32 لونًا أدائيًّا جبليًّا من داخل المملكة وخارجها، في سبعة مواقع مختلفة في منطقة عسير،وتضمن عدة فعاليات، مثل الحفلات الغنائية، ومناشط ثقافية، كالحكواتي، وأعراس القرية وطقوسها.

وأطلقت النسخة الثالثة من المهرجان في 8 رجب 1445هـ/20 يناير 2024م، بحفل فني ذي طابع جبلي على مسرح جامعة الملك خالد في أبها، شارك فيه فرقة أدائية بألوان فنونها المحلية، ونظمت الفعاليات في ثمانية مواقع أثرية بمنطقة عسير وهي: بسطة القابل، وقلعة شمسان، وقرية بن عضوان التاريخية، وقصر مالك التراثي، وقصور آل مشيط، وقصور آل أبو سراح، وقلاع أبو نقطة المتحمي، وقرية بن حمسان، بمشاركة 20 فرقة سعودية، و25 فرقة عالمية؛ أدوا خلالها 40 لونًا جبليًّا بأزيائها، وشهدت النسخة الثالثة إضافة 15 فرقة أدائية؛ منها أربع فرق سعودية، و11 فرقة عالمية، وإضافة ثمانية ألوان جبلية؛ ليصبح الإجمالي 40 لونًا.

ضمن برنامج جودة الحياة، أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030، انطلق مهرجان الخطوة الجنوبية المنظم من قبل وزارة الثقافة، والمقام في الساحة الشعبية بمدينة أبها، في 3 جمادى الأولى 1444هـ/27 نوفمبر 2022م، بمشاركة قطاع الموسيقى، والفنون الأدائية، والأزياء، بهدف إبراز الخطوة العسيرية.

استهل مهرجان الخطوة الجنوبية بـ"أوبريت الافتتاح" مع إيقاع الخطوة الجنوبية والغناء بأبيات شعرية وطنية متصلة بشعر الخطوة. واشتمل المهرجان على 4 مناطق رئيسة، هي منطقة "معرض الخطوة العسيرية"، وتضم معرضا مهتما بتاريخ الخطوة الممتد لألف عام، وشمولها على 20 لحنًا مختلفًا، وكيف كانت بدايتها، حيث بدأت كرقصة حرب، ثم تطورت وأصبحت فنا تتوارثه الأجيال. ومنطقة "التدريب"، وتضم مسرحًا تتراوح مساحته ما بين 100-200 م2، وأرضية بشاشة تفاعلية، تشارك الزوار عند أداء الخطوة بتحويل رقصاتهم إلى إضاءات. ومنطقة "الموسيقى والطهي"، وتشمل المطاعم والمقاهي، والعازفين على الآلات الشعبية، وفرقًا تؤدي الخطوة، ومجسمات للآلات الموسيقية الشعبية. ومنطقة "الأمسيات الشعرية والغنائية" التي شهدت حضور مجموعة من الشعراء والفنانين، وتقديم أمسيات غنائية، وشعرية بقصائدهم المرتبطة بفن الخطوة.

شارع الفن في مدينة أبها. (سعوديبيديا)

هو فعالية عامة تسعى إلى نشر الفن التشكيلي، وتسليط الضوء على المبدعين والموهوبين. يتزين شارع الفن بأشجار "الجاكرندا" البنفسجية، والألوان المتنوعة في اللوحات أو المعالم أو المرافق، أو المظلات، ويحتوي على النافورة الراقصة، وممشى طويل، يمتد من بحيرة سد أبها، ويمر بعدد من مباني المؤسسات والقطاعات الحكومية. يقام فيه عدد من الفعاليات في منتصف شهر يوليو من كل عام، ومنها الحفلات والمسابقات، والفعاليات الحية على مسرح شارع الفن، والمطاعم والمقاهي، والألعاب الرياضية الصعبة، والاسكيتنج وعرض السيارات الكلاسيكية، وسجادة الزهور بألوانها المتنوعة والممتدة في الجزء الخاص بالممشى، إضافة إلى بعض الأنشطة المناسبة للأطفال، كالتعلم على الرسم، والإنشاد والاستعراض، وألعاب الخفة والتمثيل.

تقع وسط مدينة أبها، وتعد من القرى السياحية في المملكة، يأتي إليها محبو الفنون التراثية والتشكيلية والفوتوغرافية والحرف والصناعات اليدوية، إذ تعتبر من المراكز الإبداعية والثقافية المهمة، تضم القرية مجموعة من المنازل المتقاربة بممرات داخلية وخارجية، وحوائط طينية سميكة مبنية بالرقف، للحفاظ عليها الأمطار، ورؤية الظلال على أوجه مبانيها. وقد تم تطويرها وترميمها على نفس نمط مباني القرية القديمة. 

في عام 1408هـ/1988م قدم أمير منطقة عسير آنذاك، الأمير خالد الفيصل، فكرة استثمار القرية سياحيا، وتحويلها إلى مركز إبداعي يعنى بالفنون التشكيلية والفوتوغرافية، ويحتضن الحرف والمشغولات اليدوية المحلية. وفي عام 1410هـ/1990م تم افتتاح قرية المفتاحة، واشتملت على "مسرح المفتاحة"، وهو من أكبر المسارح في الشرق الأوسط، حيث يتسع لأكثر من 3500 شخص، وتستعمل فيه التقنيات الصوتية الحديثة، وتقام فيه الاحتفالات والمحاضرات والندوات، إضافة إلى الأنشطة الثقافية من دورات وأمسيات شعرية وثقافية وفعاليات سياحية.وفي عام 1440هـ/2019م أعيدت تسمية مسرح المفتاحة بـ"مسرح الفنان طلال مداح". 

وتضم القرية المقر الأثري المكون من ثلاثة طوابق، ويحتوي على عدد كبير من القطع الأثرية العسيرية، و"مركز الملك فهد الثقافي"، و"سوق الثلاثاء"، وهو من أقدم الأسواق الشعبية في منطقة عسير، صمم على شكل بيضاوي، وتعرض فيه المنتجات المحلية والصناعات اليدوية، و"القرية التشكيلية"، والتي من خلالها يمكن للفنانين ممارسة أنشطتهم عبر المعارض والمراسم التي تقام بها، إضافة إلى محلات الحرف، مثل محلات الفضة والتحف والعسل.    

يعدّ نادي أبها الأدبي مؤسسة رائدة في اكتشاف المواهب وتقديمها للمؤسسات الإبداعية، افتتح بمجلس إدارة متكامل وأعضاء ومشاركين عام 1400هـ/1980م، ويتألف من لجان عدة، منها لجان التاريخ والتراث والقصة والشعر، والإعلام والعلاقات. وتمكن النادي من احتواء الأفكار والأصوات بمختلف أشكالها، حيث كان له دور فعال في الحركة الأدبية والثقافية بمنطقة عسير، واستقطاب عدد من أبناء المنطقة للانضمام للنادي والمشاركة فيه، وطباعة النتاج الأدبي لمنسوبيه، وخصص مساحة واسعة لنتاج المرأة في الثقافة والأدب، عبر دوريته "بيادر"، كما خصص لها قاعة الخنساء في الحضور والمشاركة في الندوات والأمسيات والمحاضرات.

سيدة تمارس فنون القط العسيري. (هذه السعودية)

القَط هو فن قديم منذ مئات السنين، تستخدمه النساء في منطقة عسير، لتزيين جدران المنازل، والأدوات المنزلية، بالزخارف الهندسية المستوحاة دلالتها من المنطقة المحيطة. وكلمة "قَط" في معاجم اللغة العربية هي  "خَط" أو "نحت" أو" قطع"،وله مفردات بصرية، هي: "البنات"، "الأرياش"، "المحاريب"، "الركون"، "البلسنة"، "الأمشاط"، "التعذيق"، "سنكرولي"، "المثالث والمخامس"، "الكف"، "الشبكة". في نهاية عام 2015م تم عرض جدارية لـ"القط" في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، نفذتها 12 امرأة من منطقة عسير تحت اسم "منزل أمهاتنا"، يبلغ طولها نحو 18م.وفي عام 1439هـ/2017م أدرج فن القط العسيري في القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

كانت النساء تضع طبقة بيضاء على الجدران قبل البدء بتجميل جدران المنزل، ويطلق عليها مرحلة التقطيط، ثم يبدأن برسم الزخارف الهندسية بواسطة الألوان الطبيعية الأساسية، وهي الأحمر، والأصفر، والأسود، والأزرق، وتحضر من قبل نساء منطقة عسير، إذ يقمن باستخلاصها من الطينات الملونة، أو من مساحيق الأحجار الكلسية، أو من بعض النباتات والثمار، ثم تضاف لها المواد المثبتة والملمعة. وفي الوقت الحاضر تستخدم الألوان الجاهزة الصنع على هيئة بودرة، ويضاف لها الماء والمواد المثبتة، أو الألوان الزيتية الحديثة، ويتم التلوين بها.

ارتبط فن القط بالسياحة في منطقة عسير، حيث يفضل السياح الأدوات المزخرفة بألوان "القط"، والمصنوعة في منطقة عسير، وأصبحت معظم المنتجات معتمدة على الفن، كونه عامل جذب في الأسواق الشعبية الحديثة، والمتاحف الخاصة للزوار. ومن تلك المنتجات التذكارات التي تحاكي تراث المنطقة بأسلوب حديث، وصناعة الدمى التراثية الصغيرة، والمظلات الواقية من الشمس والأمطار، والميداليات والحقائب النسائية، والمفاتيح والأوشحة والشالات النسائية، والتحف المنزلية والمزهريات وأدوات السفرة المنزلية الخاصة.

تعد لونا رئيسا في معظم مناطق جنوب المملكة، ويعتمد نجاح أدائها على انسجام الأصوات البشرية وإيقاعات الضرب بالأقدام، وتُستمدُ طريقة أدائها من اسمها نفسه، إذ تعتمد على اتخاذ خطوة واحدة إلى الأمام ثم التراجع إلى الخلف بإيقاع منتظم ضمن صف من المؤدين. وينطوي فن الخطوة على غناء الشعر الشعبي إلى جانب صوت إيقاعات الطبول والأقدام، ويمكن أن يتخلل الصفوف بعض المؤدين الذين يهتفون ببعض المقاطع الشعرية.

تقع طبب شمال غرب مدينة أبها، وتبعد عنها مسافة 25 كم، وهي مركز إداري تابع لإمارة منطقة عسير، يتميز مناخها بالاعتدال صيفا والبرودة شتاء، وتضم أكثر من 150 قرية، موزعة ما بين عقبة "شعار" وعقبة "الصماء" وأجزاء من تهامة، يخترقها عدد من الأودية، أشهرها وادي "طبب" و"المغوث" و"ضبوعي" و"مناقة" و"ريمة"، وتحتضن مجموعة من الجبال والقمم، مثل جبل تهلل، ولتيد، وقارة، والنماري، وخوبر، وبشيي، والزهاري، ورثباء. اشتهرت بزراعة المحاصيل الموسمية، مثل القمح والشعير والذرة والعدس، وأنواع الفاكهة والخضراوات، من خلال مياه الأمطار التي تهطل في فصلي الربيع والصيف، والآبار التي تعود إلى عصور قديمة.

تاريخيا، اشتهرت طبب منذ عهد الدولة السعودية الأولى، إذ كانت عاصمة لمنطقة عسير، وذلك قبل ما يقارب ثلاثة قرون. يضم مركز طبب الإداري طبب، وتيهان، وآل حارث، والتلادة، والغال، وآل بجاد، والرفقتين، وآل شدادي، وآل عاصم، وبني غنمي. ويشتمل مركز "طبب" على معالم عدة، مثل الحصون والقلاع، والقصور الأثرية المنتشرة في أغلب القرى، مثل قرية الحضن، وزينة، والغال، والمسقوي، والوغل، ومزمة، وشرمة، ومصاولي، والزهراء. 

يعد من أقدم المساجد التاريخية في منطقة عسير، وأحد معالمها التراثية والتاريخية، وكان منارة للعلم وتعليم القرآن الكريم وعلوم الدين والقراءة والكتابة. أمر ببنائه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد في قرية طبب القريبة من مدينة أبها عام 1221ھ/1806م، وتم ترميمه عام 1419هـ/1998م عبر مؤسسة التراث الخيرية على نفقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. يقع شمال مدينة أبها ويبعد عنها نحو 28 كم. بني بالحجارة المحلية، وسقف بالخشب المتين.

قصور أبو نقطة المتحمي في طبب التاريخية. (واس)

تقع قصور وحصون أسرة آل أبو نقطة المتحمي على ضفاف وادي تهلل، في مركز طبب الإداري التابع لمنطقة عسير، تبلغ مساحتها نحو 4000م2، وتتميز بوجود المرافق وتنوعها، مثل المطاعم المطلة على القرية ومزارعها، وأكشاك خدمة، ومتاجر للهدايا التذكارية، ومخبز.

تتألف الحصون والقصور من 6 مواقع متنوعة في الأحجام ومتباينة في الارتفاع، تضم في داخلها مجموعة من المدافن بأحجام مختلفة يصل عمقها ما بين 2م إلى 3م، فيما يبلغ عرضها بين 6م إلى 15م، نحتت داخل جبل صخري لا يتشبع بمياه الأمطار، بعضها يقع تحت الحصون والقصور، وبعضها الآخر يقع في عمق الجبل الصخري، وتستعمل المدافن لدفن المحاصيل الزراعية، والحفاظ عليها واختزانها لفترات طويلة، واستخدامها في سني الحرب، والجدب، وتوقف الزراعة، إضافة إلى استخدامها لإخفاء الذخائر.