أوكساجون

أوكساجون، أو مدينة نيوم الصناعية، هي نموذج جديد للمدن الصناعية ومراكز التصنيع المستقبلية، وأكبر هيكل صناعي عائم في العالم، أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة نيوم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن إنشائها في 11 ربيع الآخر 1443هـ/16 نوفمبر 2021م. كما تم استقطاب مجموعة من الأعمال والإعلان عنها في حفل الإطلاق، مثل "هايزون" و"McLaren"، و"GDI"بدأت استقبال مزيد من رواد التصنيع والمستثمرين وأصحاب الأعمال في عام 2022م.

يشكل إنشاء مدينة نيوم الصناعية "أوكساجون" خطوة أخرى ضمن مخطط نيوم الرئيسي، تستهدف تقديم نموذج جديد لمراكز التصنيع المستقبلية وفقًا لاستراتيجية نيوم المتمثلة في إعادة تعريف الطريقة التي تعيش وتعمل بها البشرية في المستقبل.

وبحسب تصريح الأمير محمد بن سلمان فإن أوكساجون تمثل حافزًا للنمو الاقتصادي والتنوع في نيوم خاصة والمملكة بشكل عام، وبما يلبي طموحاتها في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. وتسهم أوكساجون في إعادة تعريف توجه العالم نحو التنمية الصناعية في المستقبل، جنبًا إلى جنب مع إسهامها في حماية البيئة، وخلق فرص جديدة للعمل وتحقيق النمو. كما تشارك أوكساجون في دعم المملكة في مجال التجارة الإقليمية، إضافة إلى دعم تدفقات التجارة العالمية في المنطقة.

تمتاز "أوكساجون" بموقعها الاستراتيجي في الركن الجنوبي الغربي من نيوم شمال غرب المملكة،على البحر الأحمر وبالقرب من قناة السويس، حيث تمر بمحاذاتها 13% من حجم التجارة العالمية. إذ تعد المدينة واحدة من أكثر المراكز اللوجستية تقدمًا في العالم من الناحية التقنية بوجود أحدث ميناء مؤتمت بالكامل. وتتركز البيئة الحضرية الأساسية للمدينة حول الميناء المتكامل ومركز الخدمات اللوجستية الذي يضم غالبية سكان المدينة الصناعية.

ومن المخطط له أن تضم "أوكساجون" أكثر من 100 منشأة تضفي الطابع الحضري عليها، فيما يمكنها التصميم الثُّماني من الاستخدام الأمثل للأراضي الساحلية، ويعزز التزام نيوم بالحفاظ على الموارد الطبيعية. وتُعد المدينة الصناعية الجديدة مركزًا لتطوير نيوم لـ"الاقتصاد الأزرق"، من خلال أكثر من 10 كيلومترات مربعة مخصصة لهذا الاقتصاد، إذ تشكل أساسًا للابتكار، وانعكاسًا لتركيز نيوم على التطوير الإبداعي والمبتكر من التخطيط لإنشاء معهد لعلوم البحار والمحيطات، ليكون رائدًا للاستكشافات والبحوث البحرية، والتقنية الحيوية البحرية، وتربية الأحياء المائية، بالإضافة إلى محطة عائمة للرحلات البحرية، والتي تمثل مع المعهد المعالم الرئيسة لهيكل "أوكساجون" العائم.

وفي المراحل النهائية لتطويرها تكون "أوكساجون" أول مدينة في العالم تجمع بين التنمية الحضرية والصناعات الذكية في موقع واحد، مع التزامها الكامل بمبادئ "الاقتصاد الأزرق" وتوفير بيئة جاذبة لأفضل المبتكرين والباحثين من جميع أنحاء العالم، الذين يمثلون بدورهم أحد المحركات الرئيسة لنيوم. ويقلل التصميم الثُّماني للمدينة من أي تأثيرات على البيئة، حيث يوفر أفضل ما يمكن من استخدامات الأراضي، لدعم توجه نيوم في الحفاظ على ما نسبته 95% من البيئة الطبيعية. كما تشكل المدينة أكبر هيكل عائم في العالم، وتعدّ مركزًا لتطوير نيوم لـ"الاقتصاد الأزرق"، وذلك بالاعتماد على البحار في تحقيق التنمية المستدامة.

ترتكز مدينة نيوم الصناعية "أوكساجون" على ذات الفلسفة والمفاهيم الخاصة بمجتمعات "ذا لاين" التي تم إطلاقها في يناير 2021م، حيث توفر إمكانية عيش استثنائية متجانسة مع الطبيعة، من خلال موقع مثالي على البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، حيث تمر بمحاذاتها 13% من حجم التجارة العالمية. و تعد المدينة واحدة من أكثر المراكز اللوجستية تقدمًا في العالم من الناحية التقنية بوجود أحدث ميناء متكامل يرتبط بشبكة للسكك الحديدية.

ومن خلال المدينة الصناعية "أوكساجون" تتميز نيوم بأول نظام بيئي متكامل لسلسلة التوريد والموانئ في العالم، وتوحيد تشغيل مرافق تسليم الموانئ والخدمات اللوجستية والسكك الحديدية، مما يوفر مستويات إنتاجية عالمية مع انبعاثات كربونية صفرية. وتسمح سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية المادية والرقمية المتكاملة بالتسليم الآمن وفي الوقت المحدد، وضمان الكفاءة والفعالية وانخفاض التكلفة لشركاء الصناعة.

تعتمد المدينة الصناعية "أوكساجون" على أكثر التقنيات تقدمًا، مثل إنترنت الأشياء (IoT)، وتفاعل الإنسان مع الآلة، والذكاء الاصطناعي والقدرة على التوقع، والروبوتات، وجميعها مقترنة بشبكة من مراكز التوزيع المستقلة والمؤتمتة بالكامل، بما يخدم طموحات نيوم في إنشاء سلسلة إمداد متكاملة وذكية وفعالة.

وتشكل المدينة الصناعية في نيوم مركزًا للصناعات النظيفة والمتقدمة، حيث سيكون صافي الانبعاثات صفرًا "net zero"، من خلال العمل بالطاقة النظيفة بنسبة 100٪، إذ تعد نقطة محورية لقادة الصناعة الذين يرغبون في قيادة التغيير لإنشاء مصانع متقدمة ونظيفة في المستقبل.

ترتكز التنمية الصناعية لأوكساجون على سبعة قطاعات، مع الحرص المستمر على الابتكار والعمل بالتقنية الجديدة التي تخلق قاعدة حيوية لهذه الصناعات. وتتمحور هذه الصناعات حول الطاقة المتجددة، والتنقل الآلي والمستدام، والابتكارات المتعلقة بتقنيات المياه، والإنتاج الغذائي المستدام، والصحة والرفاهية، والتقنية والتصنيع الرقمي (بما في ذلك الاتصالات وتقنية الفضاء والروبوتات)، وطرق البناء الحديثة؛ وكلها مدعومة بالطاقة النظيفة بنسبة 100٪.

ومن خلال استخدام أساليب التصنيع المتقدمة، تنتج "أوكساجون" صناعات مستقبلية صديقة للبيئة، ترتكز على مبادئ الاستدامة وإعادة الاستخدام. وتجسد "أوكساجون" الثورة الصناعية الرابعة، وهي نموذج معاصر لمدينة إنتاجية مؤتمتة بالكامل. كما تسهم نيوم من تغيير  قواعد الاتصال، وتسريع النمو الصناعي، وتعزيز قدرات القوى الصناعية، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية للشركات والمنطقة، لذلك تطمح "أوكساجون" أن تضع الإطار العام للثورة الصناعية الخامسة، تمهيدًا لتفعيل المرحلة المقبلة من العلاقة بين الإنسان والآلة.

وعلى غرار "ذا لاين" توفر "أوكساجون" بيئة مثالية للعيش من خلال تصميم المجتمعات وتخصيصها للمشي، أو التنقل بالاعتماد على الطاقة الهيدروجينية، صديقة البيئة، كوقود حيوي يغذي أنظمة النقل والمواصلات. إضافة إلى بناء الصناعة المستدامة حول المجتمعات لتقليل وقت التنقل وتوفير حياة استثنائية مع دمج الطبيعة بسلاسة في البيئة الحضرية.

يعود بناء "أوكساجون" كمدينة نصف عائمة إلى رغبة نيوم في تبني مبادئ "الاقتصاد الأزرق"، بما يمكنها من تطوير الموارد المائية وتقليص استخدام الأراضي للأغراض الصناعية والحفاظ على البيئة. وفتح آفاق أوسع وحلول لتطوير المدن الصناعية على شواطئ المدن الساحلية المتضررة من تغير المناخ. وباعتبارها نموذجًا عالميًا رائدًا، إذ تشكل "أوكساجون" مركزًا للصناعات النظيفة والمتقدمة، كما تعمل على استخدم أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الدائري لمساعدة الشركات على الابتكار والمنافسة. 

في  10 رجب 1444 هـ/01 فبراير 2023م أصدرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أول رخصة في أوكساجون لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وهي عبارة عن مشروع مشترك بين نيوم وأكوا باور وإير برودكتس.

وجاءت هذه الخطوة استغلالاً لموارد المملكة الهيدروكربونية منخفضة التكلفة، وموقعها الاستراتيجي لمصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، حيث تعمل المملكة على تحفيز اقتصاد الهيدروجين العالمي من خلال مستهدفاتها في أن تكون في مصاف الدول المنتجة للهيدروجين في العالم، مع الحفاظ على مكانتها بوصفها لاعبًا رئيسًا في قطاع الطاقة، وجزءًا من جهود نيوم ورؤيتها الطموحة لتطوير حلول مستدامة ومبتكرة؛ لمواجهة التحديات العالمية الرئيسة، وعلى رأسها تغير المناخ.