قصر المربع

قصر المربع، أو قصر الملك عبدالعزيز، هو أول قصر بُني للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، انتقل إليه الملك عبدالعزيز عام 1357هـ/1938م ، بعد 36 عامًا من دخوله الرياض، بعد أن كان مقيمًا في قصر الحكم. كان للقصر دور كبير في المشهد السياسي السعودي، فمنه صدرت أوائل الأنظمة في الدولة، وشكلت إحدى وحداته، وهي الشعبة السياسية، نواة لتأسيس وزارة الخارجية الحالية، كما كان مسرحًا لأوامر وقرارات ملكية مهمة، وشاهدًا على أحداث غيرت وجه المستقبل الاقتصادي والتنموي في السعودية.

في عام 1355هـ/1936م دعت الحاجة للتوسع العمراني نتيجة تزايد النمو السكاني في الرياض إلى ضرورة الانتقال خارج أسوار الرياض القديمة، وبأمر من الملك عبدالعزيز بُني مجمع يتألف من قصور عدة، سُمي بمجمع قصور المربع على بعد كيلومترين عن الأسوار.

قام مجمع القصور على أرض خصبة مستوية، تحدها المرتفعات شمالًا، وبساتين الفوطة والحوطة جنوبًا، ووادي البطحاء شرقًا ووادي أبو رفيع غربًا. شُيدت القصور بالحجارة في أساساتها، واكتمل باقي البناء من اللبن، وهو الطين المخلوط بملاط القش والمجفف بأشعة الشمس، وسقفت وصنعت أبوابها من جريد النخل وجذوع الأثل، ثم أحيطت بسور يبلغ ارتفاعه 7 أمتار، له نحو 16 برجًا، وينفذ إليه من خلال أربع بوابات شمالية وجنوبية وغربية.

اعتمد البناء في تخطيطه الذي وضعه الملك عبدالعزيز ونفذه حمد بن قباع على فناء فسيح، تطل عليه الغرف والوحدات في طابق أو طابقين من أربع جهات، واتخذت المباني أشكالًا مربعة ومستطيلة، يدخل إليها الهواء عبر نوافذ صغيرة نصف أسطوانية، وبعضها مربعة، وزينت الجدران بنقوش نجدية هندسية بسيطة، كما صُبغت أعالي الأسوار والجدران بالجص، ووضعت لها مزاريب خلفية لتصريف المياه كي لا تتأثر جراء هطول الأمطار.

ضم مجمع قصور المربع مباني عديدة، أهمها ديوان الملك عبدالعزيز والمجمع السكني الملكي وجامع للصلاة. في الوقت الحالي لم يتبقَّ سوى الديوان من مجموعة الأبنية، وهو ما يطلق عليه "قصر المربع"، وقد اتخذ الملك عبدالعزيز الديوان لمزاولة مهام الحكم، وإدارة شؤون الدولة واستقبال ضيوفها. ويتألف الديوان من طابقين على هيئة مربع، يحتوي كل منهما على 16 غرفة، حيث اختص الأرضي بأمور الخدمات والموظفين والمهام الإدارية، وأُفرد الأول لاستقبال الوفود ومجمل المهام السياسية.

يقع القصر اليوم وسط مدينة الرياض بحي المربع، على مساحة 1680م2، ضمن مركز الملك عبدالعزيز التاريخي. والمركز منطقة ترفيهية وتاريخية وثقافية، طُورت ورُمِّمت بواسطة الهيئة الملكية لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حاليًّا)، ويحتوي إلى جانب قصر المربع جامع الملك عبدالعزيز والمتحف الوطني ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة ودارة الملك عبدالعزيز. وتم تأهيل القصر ليكون مفتوحًا للزوار واستقبال الوفود الرسمية، وهو تحت إشراف دارة الملك عبدالعزيز.