قصر الملك عبدالعزيز التاريخي في قبة

قصر الملك عبدالعزيز التاريخي في قبة هو أحد القصور التي سكنها مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. شُيد في عام 1351هـ/1932م، وهو العام الذي أُعلن فيه توحيد المملكة. يقع القصر في مدينة قبة بمحافظة الأسياح، شمال شرق منطقة القصيم، ويعد من أكبر القصور الأثرية في المنطقة.

يستقر القصر على مساحة 15 ألف م2، في مدينة قبة التي تحتل موقعًا جغرافيا مهما، حيث تعد البوابة الشرقية لمنطقة القصيم، وهمزة الوصل بين خمس مناطق إدارية سعودية، هي القصيم وحائل والرياض والشرقية والحدود الشمالية، وتقع بالقرب من طريق حاج البصرة الذي كان يسلكه حجاج البيت الحرام آنذاك، والقوافل التجارية القادمة من العراق.

بُني القصر وفق الطراز المعماري النجدي، على يد بنَّاءٍ عُرف بمهارته في القصيم (ابن مقبل)، وهو يلتقي في تصميمه مع قصر المَصمك، الأيقونة التاريخية للعاصمة الرياض، استخدم لبنائه الطين، والخشب لأبوابه وبعض سلالمه ونوافذه.

يضم قصر الملك عبد العزيز التاريخي غرفًا للضيافة، ومكاتب ومقرًا لمدير البرقية في حينها، ومسجدًا وبئرًا، يحيط به سور طيني مستطيل الشكل، به خمسة أبراج للمراقبة، وتحميه جدران من الطين عالية، كما توجد غرفة داخل كل برج، ويخرج المراقب لأعلى البرج عن طريق درج (كانت تسمى طاية)، حتى يصل لسقف غرفة المراقب ومن ثم سلالم من الخشب توجد في زوايا تلك الأبراج من الداخل، وتوجد فتحات جانبية صغيرة في أعلى تلك الأبراج.

ويعد القصر أعجوبة في بنائه وتصميمه الذي ما زال حاضرًا رغم زحف البناء الحديث والمباني الشامخة الارتفاع، حافظًا تاريخ تلك الحقبة الزمنية من تاريخ المملكة، حيث يحتضن مركز قبة كثيرًا من الأماكن الأثرية، مثل مبنى الإمارة القديم الذي أنشئ في عام 1346هـ، والسوق القديمة، وبعض المباني الطينية، وكذلك مجرى السيل، المعروف بمجرى "الشعيب".