مسجد النجدي

مسجد النجدي هو أحد المساجد التاريخية في منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية، يقع في جزيرة فرسان، ويعد من التحف المعمارية الأثرية التي بنيت على النمط الأندلسي، بُني على يدِ تاجر اللؤلؤ إبراهيم النجدي التميمي، حينما قدِم من حوطة بني تميم إلى جازان بغرض تحفيظ القرآن وتعليمه، وذلك في عام 1347هـ/ 1928م. والمسجد من مساجد جازان المدرجة ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية.

بدأ بناء مسجد النجدي الواقع بحي الصُلْب وسط جزيرة فرسان عام 1334هـ/1916م، واستغرق بناؤه الأول نحو 13 عامًا، إذ جُلبت لوحاته ودهاناته ونقوشه من بلاد الهند، وتولى بناءه والمنزل المجاور له معماريون من اليمن.

صمم مسجد النجدي على شكل بناء يتوسط جزيرة فرسان، وله شكلٌ مستطيل يبلغ طوله 29م، وعرضه 19.4م، وفناء مكشوف ومدخلان، جدرانه بنيت من حجارة يبلغ سمكها 65 سم، ثم أضيف إليها الطوب بارتفاع نحو 80 سم، وغطيت الجدران الخارجية والداخلية بالإسمنت المدهون باللون الأبيض لتحاكي الجبس.

وفي الجهة الشرقية لصحن المسجد توجد أماكن للوضوء، وأساس لمئذنة مثمنة في الجهة الجنوبية الشرقية للمسجد، بارتفاع يزيد عن ثلاثة أمتار، وله محراب مستطيل الشكل. وقد غطي المسجد العتيق بنحو 12 قبةً مزخرفة بدقة وحرفية، تُشكل من الداخل سقف المسجد، وتقف على ستة أعمدة، منها خمسة أسطوانية، وواحد مربع، وفي أعلى القبة هلال صغير، كما تعلو جدار القبلة أربعة شبابيك مقوسة بزخارف هندسية جصية محفورة.

وفي وسط جدار القبلة محراب ومنبر تعلوهما زخارف ذات طابع أندلسي، كما يوجد خلف المصلى الأصلي مصلى آخر بمحراب تعلو جدرانه زخارف هندسية جميلة، له منفذ من داخل المسجد.

كما تُزين جنبات المسجد عشر نوافذ رُسمت عليها نقوش وزخرفات، فيما ازدان المحراب والمنبر بنقوش وزخرفات للورود وأشكال هندسية مختلفة. وتظهر "القمريات"، وهي نوافذ مربعة صغيرة على الجدار الخلفي، مغطاة بزجاج ملون بالأصفر والأخضر والأحمر والأزرق، يسمح بمرور الضوء. كما يضم المسجد في جزئه الجنوبي مصلًّى للنساء يرتفع عن سطح المسجد بنحو 50 سم. 

في 9 صفر 1444هـ/5 سبتمبر 2022م أعلن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية عن إدراج مسجد النجدي للتطوير بأساليب إنشائية تعكس روح عمارة المنطقة وتراثها القديم، وستبلغ مساحة المسجد بعد تطويره 609.15 م²، فيما سترتفع طاقته الاستيعابية من 245 إلى 248 مصليًا.