الخياطة

الخياطة، هي إحدى المهن التاريخية في المملكة العربية السعودية، وتعد من المهن الشائعة قديمًا وحديثًا، إذ عُرفت في مدن ومحافظات السعودية كافة. تتطلب الخياطة تركيزًا عاليًا عند مزاولتها، ويعمل بها الرجال والنساء على حد سواء في الحواضر، خلافًا للعُرف السائد في البادية، الذي يقصر ممارسة الخياطة على النساء عادة. 

استعان الخيّاطون قديمًا بأدوات بسيطة وبدائية لمساعدتهم على خياطة الملابس والأقمشة، منها: الإبر والخيوط والمقصات، وأحيانًا بعض ماكينات الخياطة التي كانت متوافرة على نطاق ضيق، وتُمارس حرفة الخياطة لأهداف عدة، منها كسب المال، وسد الاحتياجات الشخصية وأعمال الخياطة المنزلية الأخرى.

ينتج الخياطون الملبوسات الرجالية كالثوب والصديرية، والملابس النسائية بأنواعها، وملابس الأطفال، إضافة إلى الأقمشة التي تستعمل بوصفها أدواتٍ منزلية، مثل المناشف والستائر، وتزداد وتيرة العمل لدى الخياطين خلال مواسم الأعياد والمناسبات، إذ تُجهّز ثياب العيد ومستلزماتها. 

تتقاطع حرفة الخياطة مع عدد من المهن التراثية المشابهة لها، مثل الحياكة أو الغزل، وتعرف في المناطق الشمالية من السعودية بـ"السدو"، وهي حرفة قديمة تختص بنسج وبر الإبل وصوف الأغنام لصناعة ما يحتاجه الناس من ملبوسات ومفروشات، وتتكامل الخياطة مع حرفة صنع الخوص، التي تعتمد على أوراق النخيل، وذلك باستخدام سعف النخل لصنع الأدوات التي تغطي احتياجات المنازل آنذاك.

صنع الخياطون في غرب السعودية الجُبب والصديريات من الملبوسات، واعتادوا تزيين الملبوسات بأنواع من الخيوط الحريرية، في مواضع عدة من اللباس.

وكانت الخياطة من المهن الشائعة لدى النساء أكثر من الرجال في وسط السعودية وشرقها، ويعود السبب إلى طبيعة البيئة التي حددت أعمالًا معينة ينفذها الرجال وأخرى للنساء، وإلى جانب الخياطة، كانت النساء في البادية يتخصصن في الحياكة وغزل الصوف ونسج بيوت الشَّعر.

وفي شمال السعودية، كانت منتجات الخياطة وأغراضها مشابهة لبقية المناطق، وفي الجنوب كانت ممارسات الخياطة أكثر انتشارًا في المناطق الحضرية، لأنها وسيلة للتكسب وزيادة الدخل ولحاجة السكان إليها.

في العصر الحديث أصبحت الخياطة نشاطًا تجاريًّا يُمارس في مشاغل ومحال في أنحاء السعودية، بآلات تختصر الوقت والجهد على الخياط وتساعده على إنجاز عمله بسهولة، كما توافرت آلات الخياطة الصغيرة لتلبية الحاجة المنزلية.