

تاريخ الأدب جنوب السعودية، هو الحراك الأدبي في مناطق جنوب غربي المملكة العربية السعودية، الذي تأثر بالأدب العربي عمومًا، وبنظيره في المناطق السعودية الأخرى، خصوصًا الحجاز القريب جغرافيًا. وبرزت من الجنوب أسماء لامعة على صعيد الشعر وغيره من الآداب، مثل المقالة والقصة، التي شملت المدارس الأدبية التقليدية والحديثة.
عوامل التأثير على الأدب جنوب السعودية
تأثرت الحياة الأدبية جنوب السعودية بألوان الأدب التي تطورت مع الأدب العربي في عصره الحديث، فبادر الأدباء المعاصرون بتهامة وعسير إلى تبني الثقافات الأدبية الجديدة، كما أن الحركة السياسية كان لها أثر مختلف وظهرت وتسربت في أفكارهم، وجددت في أدبهم، وتكون منها الأدب السعودي الحاضر، لا سيما أنهم لم يكونوا بمعزل عن مطبوعات الكتب والدوريات التي كانت تصل إليهم من الحجاز، مثل: جريدتي أم القرى وصوت الحجاز، وأدب الحجاز وغيرها، وبدأ التجديد في الأدب الجنوبي رحلته من المنتصف الثاني للقرن الرابع عشر الهجري.
شعراء جنوب السعودية
يشهد أثر أنماط المدارس الأدبية عند رواد الأدب المعاصر جنوب السعودية، كإنتاج محمد بن أحمد العقيلي الأدبي، ومحمد علي السنوسي، ومحمد زارع عقيل، وغيرهم، غير أن الروح التقليدية للأدب الجنوبي ما زالت تُلحظ في الصور والألفاظ والطابع الفني، فتحولت إلى نهج أدبي يضم هذه الخلطة، ويُحسب لأُدبائها قدرة أدبية معلومة، تظهر في جمعهم لتقاليد أدبية انحدرت لهم من الماضي، وذوق الإلمام، وإحساس الأعمال الأدبية التي عاصرتهم في حاضرهم، وبرزت حركة الأدب الجنوبي الحديث في الشعر، والمقالة، والقصة.
أنماط الشعر جنوب السعودية
دأب شعراء الجنوب على الحفاظ على تقاليد القصيدة العربية، يسلكون منهجها ويتقمصون أفكارها، وتبدو الروح التقليدية بارزة في قصائدهم، يتضح عمود الشعر العربي من خلال دمجهم بين أنماط العصور الأدبية المزدهرة والضعيفة، ومن حيث قوالب الشعر المستحدثة والتراكيب اللفظية المتكلفة، كانوا يجمعون بين كثير من الألوان الشعرية، ومن أمثال الشعراء الذين برز في قصيدهم هذا النمط: الشاعر عبدالعزيز محمد الغامدي، وإبراهيم بن زين العابدين الحفظي، وعبدالله بن علي الحميد وغيرهم ممن حافظ على المنهج القديم التقليدي.
وتأثر الشعراء فيما بعد بالحركة الكلاسيكية والحركة الرومانسية التي ظهرت في مصر، وانتشرت في معظم بلدان العالم العربي وأثرت في التقليد والتطور والمحاذاة والتجديد في نظم القصائد، فيما قاد السنوسي إحياء التراث في لغة رصينة وجزلة؛ إذ إنه فضلًا عن أثر محيطه الثقافي التهامي، تتلمذ ونمَّى حسه الأدبي من منهله الأول، وهو مكتبة والده المختصة بالعلوم الإسلامية.
وظهر بعدهم عدد من الشعراء أواخر العقد الثامن من القرن الرابع عشر الهجري، مثل يحيى إبراهيم الألمعي، وزاهر بن عواض الألمعي، اتجه شعر الأول إلى المدح والرثاء وشعر المناسبات الرسمية، وبرز في شعر زاهر الألمعي اتجاهه للمدرسة المحافظة في شعره للطبيعة والمدح والرثاء، وتحققت فيه الأساليب الخطابية والتقريرية.
المصادر
الاختبارات ذات الصلة
مقالات ذات الصلة